واقع استخدام مهارة التعاقد العلاجى فى العمل مع الحالات الفردية فى مجالات الممارسة المهنية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الخدمة الاجتماعية - جامعة الفيوم

المستخلص

يعد التعاقد مرحلة مهمة من مراحل الممارسة المهنية لطريقة خدمة الفرد والتي تتطلب مهارة فى إنجازها وتنفيذها، فقد يکون العميل سلبياً واتکالياً في حل مشکلته، ولديه ميل لجعل الاخصائى الاجتماعى يقوم بحل المشکلة نيابة عنه، فالتعاقد فيه شروط واضحة تحدد دور کل من الاخصائى الاجتماعى والعميل في العمل على حل المشکلة، مما يخفف من سلبيـة العميل، ويجعله مشارکاً بدرجة أکبر في حل مشکلته، ويحدد التعاقد الأهداف المرجوة من التدخل المهنى، ويرشد التعاقد العلاجى الاخصائى الاجتماعى والعميل أثناء عملية العلاج، ويوفر أساساً لحل الخلافات التى قد تنشأ أثناء عملية العلاج أو تقديم الخدمة، وهذا الاتفاق يجب أن يتضمن الحدود التى تفرضها سياسة المؤسسة فى اطار رضا کل من الاخصائى الاجتماعى والعميل والتزامات وواجبات کلا منهما، وقد يحدث خلال عملية التفاعل المهنى بين العميل والاخصائى الاجتماعى عملية ارتباط من قبل العميل للاخصائى الاجتماعى، وهذا الارتباط العاطفى قد يجعل عملية إنهاء التدخل المهني مؤلمة للعميل، ولها آثار سلبية، وتزداد هذه الآثار والآلام کلما کانت مدة العلاقة المهنية طويلة.
ويتحدد شکل العقد العلاجى طبقاً لنوعية العميل وطبيعة المشکلة والأهداف التى يسعى العقد إلى تحقيقها، وفى اطار سعى الاخصائى الاجتماعى لتحقيق أهداف التعاقد العلاجى فعليه أن يراجع مع العميل مناطق القوة المتوفرة لدية والتى يمکن استثمارها فى حل المشکلة، ويرتب معه المشکلات التى يعانى منها على حسب أولوياتها فى العمل، واتساقا مع الطرح السابق الذى يؤکد الأهمية التى يمثلها التعاقد العلاجى فى الممارسة المهنية لخدمة الفرد؛ إلا أن الواقع يؤکد وجود ندرة  فى الکتابات والدراسات الأجنبية والعربية التى تناولت موضوع التعاقد العلاجى؛ لذا فقد تحددت القضية الرئيسية للبحث فى الوقوف على واقع تطبيق الاخصائى الاجتماعى لمهارة التعاقد العلاجى مع الحالات الفردية فى مجالات الممارسة المهنية.
يُعد هذا البحث من نمط البحوث الوصفية، اعتمادا على المنهج الوصفى، وقد تم تطبيق البجث على الأخصائيين الاجتماعيين بالمجال المدرسى، والطبى، والأسرى بمدينة الفيوم، واعتمدت الباحثة في البحث الميداني على مقياس مهارة التعاقد العلاجى مع الحالات الفردية، وقد وتوصل البحث إلى الإجابة على تساؤلات الدراسة والتى تمثلت فى نقص معارف الاخصائيين الاجتماعيين المرتبطة بالتعاقد العلاجى مع الحالات الفردية، وکذلک قدراتهم على تطبيقه، واقتراح مجموعة من الآليات لتطوير مهارة الاخصائى الاجتماعى فى التعاقد العلاجى مع الحالات الفردية.