وقاية الشباب من مشکلة تعاطي وإدمان المخدرات تجارب أجنبية وعربية ناجحة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

رئيس قسم المجالات بکلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان ( الأسبق )

المستخلص

مقدمة :
الإدمان Addiction حالة تعود قهري على تعاطي مادة معينة من المواد المخدرة Drugs بصورة دورية ومتکررة بحيث يلتزم المدمن بضرورة الاستمرار في استعمال هذه المادة ، فإذا لم يستعملها في الموعد المحدد فلابد أن تظهر عليه أعراض صحية ونفسية واجتماعية بحيث تجبره وتقهره للبحث عن هذه المادة وضرورة استعمالها (مدحت أبو النصر : 2008) .
وتعتبر مشکلة تعاطي وإدمان المخدراتProblem    Drug Abuse and Addiction من أخطر مشکلات العصر التي تواجه المجتمعات علي إختلاف أنواعها ، خصوصاً بعد الزيادة الواضحة في نسبة المدمنين  Addictsفي کل دول العالم متقدم أو نامي . ولقد لوحظ في الفترة الأخيرة إنتشار ظاهرة تعاطي وإدمان المخدرات في مجتمعاتنا العربية ، وخاصة بين بعض الشباب ، بل ومن المؤسف أن الظاهرة قد إنتشرت نسيباً بين مجتمع الطلاب أيضاً.
ومنذ منتصف السبعينيات من القرن العشرين تحولت ظاهرة إنتشار المخدرات من مجرد ظاهرة اجتماعية سالبة Negative Social Phenomena إلي مشکلة Problem قومية وإقليمية ودولية معقدة ذات تکلفة اقتصادية وصحية واجتماعية وأمنية باهظة ، مما ينعکس سلباً علي الطاقة البشرية الموجودة في المجتمع بصورة مباشرة وغير مباشرة ، وعلي خطط وبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية)  J. Littrell  : 2011 )
فعلي سبيل المثال أشارات إحصاءات الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات في تقريرها لعام 2013 إلي أن هناک حوالي 300 مليون نسمة علي مستوي العالم هم من مدمني المخدرات والمسکرات علي إختلاف أنواعها وطرق تعاطيها . کما أکد التقرير العالمي للمخدرات لعام 2008 الصادر عن مکتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن التبغ يقتل حوالي 5 مليون شخص کل عام ، وأن الکحوليات تقتل حوالي 2.5 مليون شخص ، وأن المخدرات غير المشروعة تقتل حوالي 200 ألف شخص في جميع أنحاء العالم (Susan Robbins  Jolyn Mikow : 2014 ) .
    وتبذل کل الدول جهوداً وقائية وعلاجية لمواجهة مشکلة تعاطي وإدمان المخدرات ، ووضعت خططاً أمنية وصحية واجتماعية واقتصادية وقانونية ...لمواجهة هذه المشکلة بالشکل العلمي والمهني السليم .
محاور مواجهة مشکلة تعاطي وإدمان المخدرات :
هناک محاور عديدة في عملية مواجهة مشکلة تعاطي وإدمان المخـدرات ، نـذکر أهمـها کالتالي :

·         المدخل الوقائي .
تقدير المشکلة ودراستها ( من مختلف الجوانب ، مثل : أسبابها وحجمها وخصائصها وآثارها ونتائجها ...) .
خفض العرض ( من خلال علي سبيل المثال : التعاون الدولي من أجل منع زراعة وتصنيع ونقل المخدرات في الدول المصدرة والمصنعة ، والتعاون الدولي من أجل تفکيک العصابات الدولية للإتجار والترويج ، وتشديد الرقابة علي الموانئ والمطارات والحدود...) .
خفض الطلب ( من خلال علي سبيل المثال : برامج التوعية بمخاطر المخدرات وآثارها المدمرة ، وبرامج شغل أوقات الفراغ ، ...) ( مصطفي سويف : 1990 ) . 
المدخل العلاجي ( برامج ومؤسسات علاج وتأهيل المـدمنين والرعـاية اللاحـقة لهم ...).
المدخل القانوني ( إستصدار القوانين المرتبطة وتغليظ العقوبات لتحقيق عنصر الردع ن2القانوني ...)

نقاط رئيسية

إدمان المخدرات

الكلمات الرئيسية


وقایة الشباب من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات

تجارب أجنبیة وعربیة ناجحة

 

إعداد

أ.د/ مدحت محمد أبو النصر

رئیس قسم المجالات بکلیة الخدمة الاجتماعیة جامعة حلوان ( الأسبق )

دکتوراه فی تنمیة وتنظیم المجتمع - جامعة Wales  ببریطانیا

أستاذ زائر بجامعة C.W.R.  بأمریکا

أستاذ معار بجامعة الإمارات العربیة المتحدة (سابقا)

رئیس قسم العلوم الإنسانیة – کلیة شرطة دبى (سابقا)

جائزة أفضل کتاب من الإمارات لعام 1996

عضو معهد شارترد للإدارة ببریطانیا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة :

الإدمان Addiction حالة تعود قهری على تعاطی مادة معینة من المواد المخدرة Drugs بصورة دوریة ومتکررة بحیث یلتزم المدمن بضرورة الاستمرار فی استعمال هذه المادة ، فإذا لم یستعملها فی الموعد المحدد فلابد أن تظهر علیه أعراض صحیة ونفسیة واجتماعیة بحیث تجبره وتقهره للبحث عن هذه المادة وضرورة استعمالها (مدحت أبو النصر : 2008) .

وتعتبر مشکلة تعاطی وإدمان المخدراتProblem    Drug Abuse and Addiction من أخطر مشکلات العصر التی تواجه المجتمعات علی إختلاف أنواعها ، خصوصاً بعد الزیادة الواضحة فی نسبة المدمنین  Addictsفی کل دول العالم متقدم أو نامی . ولقد لوحظ فی الفترة الأخیرة إنتشار ظاهرة تعاطی وإدمان المخدرات فی مجتمعاتنا العربیة ، وخاصة بین بعض الشباب ، بل ومن المؤسف أن الظاهرة قد إنتشرت نسیباً بین مجتمع الطلاب أیضاً.

ومنذ منتصف السبعینیات من القرن العشرین تحولت ظاهرة إنتشار المخدرات من مجرد ظاهرة اجتماعیة سالبة Negative Social Phenomena إلی مشکلة Problem قومیة وإقلیمیة ودولیة معقدة ذات تکلفة اقتصادیة وصحیة واجتماعیة وأمنیة باهظة ، مما ینعکس سلباً علی الطاقة البشریة الموجودة فی المجتمع بصورة مباشرة وغیر مباشرة ، وعلی خطط وبرامج التنمیة الاجتماعیة والاقتصادیة)  J. Littrell  : 2011 )

فعلی سبیل المثال أشارات إحصاءات الهیئة الدولیة لمراقبة المخدرات فی تقریرها لعام 2013 إلی أن هناک حوالی 300 ملیون نسمة علی مستوی العالم هم من مدمنی المخدرات والمسکرات علی إختلاف أنواعها وطرق تعاطیها . کما أکد التقریر العالمی للمخدرات لعام 2008 الصادر عن مکتب الأمم المتحدة المعنی بالمخدرات والجریمة أن التبغ یقتل حوالی 5 ملیون شخص کل عام ، وأن الکحولیات تقتل حوالی 2.5 ملیون شخص ، وأن المخدرات غیر المشروعة تقتل حوالی 200 ألف شخص فی جمیع أنحاء العالم (Susan Robbins  Jolyn Mikow : 2014 ) .

    وتبذل کل الدول جهوداً وقائیة وعلاجیة لمواجهة مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات ، ووضعت خططاً أمنیة وصحیة واجتماعیة واقتصادیة وقانونیة ...لمواجهة هذه المشکلة بالشکل العلمی والمهنی السلیم .

محاور مواجهة مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات :

هناک محاور عدیدة فی عملیة مواجهة مشکلة تعاطی وإدمان المخـدرات ، نـذکر أهمـها کالتالی :

  • ·         المدخل الوقائی .
  • تقدیر المشکلة ودراستها ( من مختلف الجوانب ، مثل : أسبابها وحجمها وخصائصها وآثارها ونتائجها ...) .
  • خفض العرض ( من خلال علی سبیل المثال : التعاون الدولی من أجل منع زراعة وتصنیع ونقل المخدرات فی الدول المصدرة والمصنعة ، والتعاون الدولی من أجل تفکیک العصابات الدولیة للإتجار والترویج ، وتشدید الرقابة علی الموانئ والمطارات والحدود...) .
  • خفض الطلب ( من خلال علی سبیل المثال : برامج التوعیة بمخاطر المخدرات وآثارها المدمرة ، وبرامج شغل أوقات الفراغ ، ...) ( مصطفی سویف : 1990 ) . 
  • المدخل العلاجی ( برامج ومؤسسات علاج وتأهیل المـدمنین والرعـایة اللاحـقة لهم ...).
  • المدخل القانونی ( إستصدار القوانین المرتبطة وتغلیظ العقوبات لتحقیق عنصر الردع ن2القانونی ...)
  • ·       مشکلة البحث :   
  • ·        وفی البحث الحالی سوف یتم الإهتمام بالمدخل الوقائی  Preventive Approachفی مواجهة مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات ، وذلک من خلال رصد بعض التجارب الناجحة سواء کانت أجنبیة أو عربیة فی هذا الشأن . هذا ویمکن تحدید مشکلة البحث الحالی فی : التعرف علی بعض التجارب الناجحة الأجنبیة والعربیة فی مجال وقایة الشباب من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات .
  • ·       أهداف البحث :
  • تمثلت أهداف البحث الحالی فی :
  • إلقاء الضوء علی بعض التجارب الأجنبیة الناجحة ( من الولایات المتحدة الأمریکیة وفنلندا ) فی مجال وقایة الشباب من تعاطی وإدمان المخدرات .
  •  رصد بعض التجارب العربیة الناجحة ( من مصر والسعودیة ) فی مجال وقایة الشباب من تعاطی وإدمان المخدرات .
  • ·        إستخلاص بعض الملاحظات والدروس المستفادة من هذه التجارب بهدف أخذ العبرة وتبادل الخبرات

أهمیة البحث :   

یمکن الإستفادة من التجارب – التی سیتم عرضها - والإسترشاد بها عند تقدیم برامج وخدمات فی مجال وقایة الشباب من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات . أیضاً یمکن الإستفادة من هذه التجارب عند إنشاء مؤسسات جدیدة فی هذا المجال ، وفی تحسین العمل فی المؤسسات القائمة بالفعل التی تعمل فی هذا المجال . وبکلمات أخری فإن المعلومات  Information التی سیتم إستقصاؤها من هذه التجارب تمثل بلا شک تغذیة عکسیة Feedback إیجابیة ومفیدة ، یمکن أن تساهم فی نجاح مشروعات وبرامج الوقایة من تعاطی وإدمان المخدرات القائمة بالفعل أو المستقبلیة .

  منهجیة البحث : 

  • البحث الحالی یعتبر من البحوث والدراسات الوصفیة Descriptive Studies التی تهدف إلی وصف موضوع البحث وتحدید مفاهیمه ورصد الجوانب الهامة فیه ...
  •  البحث الحالی یسترشد بمنهج المسح الاجتماعی Social Survey فی عملیة مسح موضوع البحث من خلال رصد التجارب الناجحة سواء الأجنبیة أو العربیة فی مجال الوقایة من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات ...
  • یعتمد البحث فی إطاره النظری علی الإستفادة من الکتابات المتوفرة  Literature Review  عن موضوع الوقایة من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات والتجارب المتاحة عن ذلک ، سواء کانت هذه الکتابات أجنبیة أو عربیة .
  • أیضاً البحث الحالی له بعد إمبریقی Empirical من خلال إستقراء Induction الواقع المیدانی المرتبط بموضوع البحث ،  حیث تم زیارة بعض التجارب فی کل من : مصر والولایات المتحدة الأمریکیة ( أثناء عمل الباحث کأستاذ زائر ) .
  • سیتم التعرف علی هذه التجارب من خلال مصادر عدیدة ، هی :
  • البحوث Reن2search Studies التی قام الباحث بإجرائها والکتب Books التی قام الباحث بنشرها ومرتبطة بموضوع البحث ، وخاصة الکتب التالیة : الخدمة الاجتماعیة الوقائیة (1999) وکتاب الإتجاهات الحدیثة فی ممارسة الخدمة الاجتماعیة الوقائیة (2008) وکتاب مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات ، العوامل والآثار والمواجهة (2008) وکتاب تجارب أجنبیة وعربیة ناجحة فی الوقایة من تعاطی وإدمان المخدرات (2016)
  • بعض المشروعاتProjects  والبرامج Programs التی تم تقدیمها فی مجال الوقایة من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات فی بعض الدول الأجنبیة والعربیة .
  • الزیارات المیدانیة Field Visits  لبعض هذه المشروعات والبرامج ، ومقابلة بعض الأشخاص المهنیین وخاصة الأخصائیین الاجتماعیین Social Workers  العاملین بها ( حیث تم زیارة بعض نوادی الدفاع الاجتماعی بمحافظتی القاهرة والجیزة بمصر ، ومرکز مدارس ومجتمعات خالیة من المخدراتCenter For Drug Free School and Communicates فی مدینة بورتلاند بولایة أرجون بالولایات المتحدة الأمریکیة )
  •  بعض مواقع شبکة المعلومات الدولیة ( الإنترنت Internet )  وقواعد البیانات  Data Base المرتبطة بموضوع البحث .

خطة البحث :

  • رصد بعض التجارب الأجنبیة الناجحة فی مجال وقایة الشباب من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات.
  • عرض بعض التجارب العربیة الناجحة فی مجال وقایة الشباب من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات
  • ·        تقدیم بعض الملاحظات والدروس المستفادة المستقاة من التجارب الأجنبیة والعربیة الناجحة ، والتی یمکن الإسترشاد بها فی تدعیم وإنجاح البرامج والخدمات الوقائیة فی مجال وقایة الشباب من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات .

بعض التجارب الأجنبیة الناجحة فی مجال وقایة الشباب من تعاطی وإدمان المخدرات :

الآتی عرض لبعض التجارب الأجنبیة الناجحة فی کل من الولایات المتحدة الأمریکیة وفنلندا فی مجال وقایة الشباب من تعاطی وإدمان المخدرات :

تجربة الولایات المتحدة الأمریکیة :

أولاً : خدمات الوقایة الأولیة للأطفال والشباب فی بعض مدارس الولایات المتحدة الأمریکیة :

وضعت لیوین جلتشرست Lewayne Gilchrist وزملاؤها (1979) نموذجا للوقایة الأولیة للأطفال والشباب، واشتمل هذه النموذج على أربعة مکونات أو مراحل هی :

1-      نشر أو نثر المعلومات          Information dissemination

2-      جعل المعلومات شخصیة     Information Personalization

3-      إکتساب المهارات                         Skills Acquisition

4-      تقویم النتائج                             Results Evaluation 

ولقد قامت لیوین وزملاؤها بتطبیق هذا النموذج فی مجال مساعدة الأطفال والشباب على وقـایة أنفـسهم من تـدخین السجائر Cigarettes  Smokingوشرب الکحولیات Alcohol  Drinking وتم تطبیق هذا النموذج على مجموعات تدریبیة Training Group وأخرى ضابطة Control Group من تلامیذ وطلاب المدارس الإعدادیة والثانویة فی واشنطن Washington، ووجد أن النموذج حقق نجاحاً واضحاً فی وقایة معظم المستهدفین من المشکلات السابق ذکرها.

1- نشر أو نثر المعلومات:

فی هذه المرحلة یتم نشر أو نثر المعلومات حول المشکلة المراد وقایة المستهدفین منها (المجموعة التدریبیة) وذلک بهدف توضیح الصورة وتحقیق الفهم السلیم لخطورة المشکلة وکنقطة انطلاق نحو تکوین اتجاهات وقائیة سلیمة، وکنقطة بدایة لتغییر الاتجاهات الخاطئة التی تدور حول المشکلة المراد الوقایة منها. والمعلومات التی یجب نثرها یجب أن تکون دقیقة ومرتبطة وموثقا فیها وحدیثة وکافیة. ولقد استخدمت الوسائل التالیة فی نشر أو نثر المعلومات فی مجال الوقایة من تدخین السجائر وشرب الکحولیات :

1-      عرض أفلام تعلیمیة عن التدخین ومضاره وشرب الکحولیات ومضارها.

2-      تقدیم محاضرات علمیة مختصرة وجذابة عن التدخین ومضاره وشرب الکحولیات ومضارها .

3-      تبادل المناقشات حول موضوع التدخین وشرب الکحولیات.

4-      قادة المجموعة نشروا المعلومات بین الأعمدة عن التأثیرات الجسمیة السالبة للتدخین ولشرب الکحولیات.

5-      طلب من أعضاء المجموعة أن یتصلوا بمؤسسات المجتمع مثل: إدارة الطب الوقائی، المستشفیات، العیادات، لجمع معلومات عن التـدخین ومضاره وشرب الکحـولیات   ومضاره ، وعن المدخنین وشاربی الکحولیات ومشکلاتهم الصحیة ، ورأی الطب فی التدخین وشرب الکحولیات.

6-      ثم طلب من کل عضو أن یقدم للمجموعة المعلومات التی حصل علیها ومصادر الحصول علیها.

وللتأکد من عملیة نشر ووصول المعلومات صحیحة وکافیة لکل عضو من أعضاء المجموعة، تم عقد ستة امتحانات خفیفة وسریعة Quizzes . وبالفعل تم التحقق من إنجاز أهداف المرحلة الأولى.

2- جعل المعلومات شخصیة:

الخطوة التالیة هی جعل المعلومات المجردة والتی تتکلم عن أی إنسان، جزءا من واقع الفرد فی حیاته الیومیة، وهنا تم مساعدة أعضاء المجموعة التدریبیة التحدث عن مشکلة تدخین السجائر ومشکلة شرب الکحولیات کما یفهمونها وکما یرونها ومخاطرها کما یلاحظونها، ورأیهم الشخصی فی ذلک.

وفی هذه المرحلة تم تعلیم أعضاء المجموعة التدریبیة کیفیة تحویل المعلومة أو المعلومات المجردة إلى قرارات شخصیة متعلقة بموضوع التدخین والکحولیات ، حتى یتکون لدیهم اتجاه سلبی نحو التدخین والکحولیات . کما تم أیضا توضیح دور الضغوط التی تمارسها جماعة الأصدقاء أو الأقران Peer Groups على الشخص فی مرحلة ما قبل التدخین أو ما قبل شرب الکحولیات . واستخدمت فی هذه المرحلة الوسائل التالیة:

1-طلب من أعضاء المجموعة فی هذه المرحلة کتابة تقاریر وعمل تمارین لفظیة لتحویل ما تعلموه عن التدخین ومضاره وشرب الکحولیات ومضارها إلى قرارات شخصیة لمواجهة مواقف صعبة عدیدة یمکن أن یواجهنها فی المستقبل مثل: أدخن أو لا أدخن؟ أشرب کحولیات ؟ أو لا ؟ إذا عرض علیک أحد سیجارة أو کأس ، هل آخذها وأدخن مثله أو أشرب مثله ، أم لا ؟ إذا کانت کل جماعة الأصدقاء تدخن أو تشرب الکحولیات ، هل أدخن أو أشرب حتى أجاریهم أم لا؟

2-تم عقد اجتماعات التفاکر أو العصف الذهنی Brain Storming لأعضاء المجموعة التدریبیة حول المشکلات المحتمل مواجهتها لدى الشخص غیر المدخن وغیر شارب الکحولیات ... وهی محاولة لاستخدام المعلومات التی تم الحصول علیها بشکل عام ومجرد، فی مواقف اجتماعیة حقیقیة نابعة من الحیاة الیومیة لکل عضو فی المجموعة .. وکان نتاج هذه الاجتماعات أن أعضاء المجموعة وضعوا حلولاً ممکنة للتعامل مع هذه المشکلات المحتمل مواجهتها.

3-وبناء على تحدید المشکلات المحتمل مواجهتها والحلول الممکنة للتعامل معها قامت المجموعة التدریبیة بوضع ذلک فی شکل تمثیلیة بسیطة کنوع من لعب الأدوار    Role Play . ویمکن أن أسالیب التدریب الرئیسیة بشکل إجمالی وهی: المحاضرة والمشاهدة والمشارکة قد تم تنفیذها.

وللتأکد من نجاح هذه المرحلة طلب من أعضاء المجموعة أخذ قرار بشأن التدخین من عدمه ، وقرار بشأن شرب الکحولیات من عدمه . وکان قرارهم بشکل فردی ( کل عضو على حده وبمفرده مع الباحث ) وبشکل جمعی ( المجموعة کلها ) هو عدم التدخین وعدم شرب الکحولیات . وطلب من کل عضو أن یکتب فی ورقة موضحاً أسباب ذلک. وبحصر الإجابات وجد أن کل الأعضاء کتب على الأقل خمسة أسباب.

3- اکتساب المهارات:

وهنا یتم إکساب أعضاء المجموعة التدریبیة مهارات تحویل الاتجاه السلبی نحو التدخین وشرب الکحولیات ( القرارات الشخصیة ) إلى سلوک واضح ومحدد وهو عدم التدخین وعدم شرب الکحولیات وعدم الجلوس مع من یدخن أو یشرب من زملائهم ومع الکبار المدخنین أو الذین یشربون الکحولیات ، وإبداء الرأی لهم بصراحة وبشجاعة بمضار التدخین والشرب . وهذا بلا شک یتطلب تعلیم الأعضاء تکنیکات صنع القرارات ومهارات الحزم أو الإصرار على الحق Assertion Skills .

أیضا من المهارات التی تم تعلیمها لأعضاء المجموعة، مهارات الاتصال اللفظی وغیر اللفظی Verbal and Non-verbal Communication لمساعدتهم على التعبیر عن مشاعرهم واتجاهاتهم وأفکارهم بووح وبدون خجل وفی اتجاهین، أی بشکل متبادل مع الآخرین.

وهنا طلب من أعضاء المجموعة مناقشة موضوع التدخین وشرب الکحولیات ومخاطر Risk ذلک مع الوالدین ومع الزملاء ومع الکبار الآخرین مثل : المدرسین والأخصائیین الاجتماعیین... وأخذ ملاحظات على المدخنین وشاربی الکحولیات بصفة عامة فی الأماکن العامة غیر المسموح بالتدخین فیها أو بشرب الکحولیات ، ومناقشة هذه الملاحظات مع زملائهم ومع الباحث . بل قام أعضاء المجموعة التدریبیة بتنفیذ مجلات حائط وملصقات توضح مضار التدخین وشرب الکحولیات .

4- تقویم النتائج:

بمقارنة المجموعة التدریبیة بالمجموعة الضابطة فیما یتعلق بالمشکلات المطلوب الوقایة منها وذلک بعد ستة شهور من تطبیق النموذج ، وجد أن المجموعة التدریبیة أفضل من المجموعة الضابطة فیما یتعلق بالوقایة من تدخین السجائر وشرب الکحولیات ( see :  ؛ Dugan Margret : 1996 ؛ Robert Gladd :1998 ؛  Vanessa Baker : 2003؛ مدحت أبو النصر : 2004) .

ولقد إستفاد الباحث بالفعل من هذه التجربة من خلال تطبیقها فی بعض المدارس الإعدادیة والثانویة بمحافظة القاهرة ، وذلک أثناء إشرافه علی طلاب التدریب المیدانی Field  Training  لطلاب مرحلة الدراسات العلیا بکلیة الخدمة الاجتماعیة – جامعة حلوان ، وکانت النتائج إیجابیة

ثانیاً : مرکز مدارس ومجتمعات خالیة من المخدرات فی مدینة بورتلاند بالولایات المتحدة الأمریکیة :

تشکلت فی مدینة بورتلاند بولایة أرجون مرکز مدارس ومجتمعات خالیة من المخدرات Center For Drug Free School and Communicates. ویهدف هذا المرکز إلى حمایة ووقایة الأسرة من تناول الکحولیات Alcohol  وتعاطی المخدرات.

ویقوم المرکز بالعدید من الأنشطة الوقائیة لتحقیق أهدافه، نذکر منها:

1-       تعلیم وتدریب المدرسین على تقدیم معلومات وسلوکیات تدور حول وقایة التلامیذ والطلاب من شرب الکحولیات وتعاطی المخدرات.

2-       تقدیم المعلومات وعقد ورش العمل للأسر عن مشکلة شرب الکحولیات وتعاطی المخدرات.

3-       إرشاد العاطلین عن العمل إلى المؤسسات التی تساعدهم فی الحصول على العمل.

4-       مساعدة الأطفال والشباب من الشعور تجاه أنفسهم وتجاه أسرهم بمشاعر طیبة، بما یجعل العلاقات بین هؤلاء الأطفال والشباب من ناحیة وأسرهم من ناحیة أخرى متبادلة وإیجابیة وصریحة.

5-       تدریب الأطفال والشباب على مواقف الاختیار من بین البدائل ( اتخاذ القرارات ) فی حیاتهم الیومیة.

6-       تطبیق هذا التدریب فی مجـال اتخاذ القـرار بعدم شرب الکـحولیات أو تعـاطی المخدرات.

وکان من ضمن فریق العمل Team Work فی هذا المرکز أخصائیون اجتماعیون ومرشدون فی مجال العمل مع الأسر Family Councelling . وفی إحدى تقاریر تقییم أنشطة المرکز وجد أن معدلات شرب الکحولیات وتعاطی المخدرات فی المدینة قد قلت عما قبل، وأن آشرنا جدیدة اهتمت بالاتصال بالمرکز وزیارته، رغبة منها فی وقایة أبنائها من مشکلة شرب الکحولیات وتعاطی المخدرات. ولقد اهتمت – أیضاً – کثیر من مؤسسات المجتمع بمساعدة المرکز على تحقیق أهدافه، اقتناعاً منها بشعار المرکز " نحو مدارس ومجتمعات خالیة من المخدرات " ( تونی کنیدیک Tony Kneidek : 1995   ؛ مدحت أبو النصر : 2004 ) .

التجربةالفنلندیة:  

  • ·        تدریس مادة الوقایة من الجریمة بالمدارس    

لقد اتخـذت فنلندا تعزیز مفهوم الشـراکة المجـتمعیة  Societial Partnership فی مواجهة بعض المشکلات فی المجتمع الفنلندی وذلک عن طریق اعتماد برامج فی المؤسسات التربویة تهدف إلی مواجهة هذه المشکلات بالترکیز علی المدخل الوقائی ، حیث أخذت اهتمت الدولة بطرح برامج  لمکافحة الجریمة والوقایة منها ، وبرامج الوقایة من تعاطی وإدمان المخدرات.

لقد اعتمدت فنلندا على إدخال مادة الوقایة من الجریمة ( وجزء منها الوقایة من تعاطی وإدمان المخدرات ) کمادة أساسیة فی المناهج الدراسیة فی المدارس والمؤسسات التربویة الآخری . یقوم بتدریس هذه المادة رجل الشرطة متخصص فی المادة الدراسیة ، ویقوم بتدریسها بالزی الرسمی یساعده فی ذلک أستاذ من المدرسة نفسها، ویحضر المؤلف للمادة العلمیة لهذه المادة إلی المدرسة بعض المحاضرات التدریبیة لیقف على مدى الإیجابیة فی أسلوب تدریسها.

إن الهدف الأساسی من ذلک یتمثل فی المقام الأول بتوضیح دور الشرطة فی المجتمع باعتبارها حامیة للأفراد وممتلکاتهم ، ومنفذة للقوانین وحامیة لها . أما هدفت هذه المادة الدراسیة توضیح طبیعة العلاقة بین الشرطة والمواطن، وذلک بتوضیح دور الشرطة، ودور المواطن، والدور المشترک لکل منهما فی الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته.

 ولقد أعطت هذه التجربة ثمارها حیث تعد فنلندا الیوم من الدول القلیلة فی العالم التی استطاعت تقلیص وتخفیض معدلات الجریمة ومعدلات تعاطی وإدمان المخدرات. أما جرائم الاعتداء على الأفراد والممتلکات فیها ، وهی من الأعمال الانحرافیة المرتبطة عادة بالشباب خاصة عند اقترانها بتناول الکحول قد بدأت فی الانخفاض الملحوظ ، وذلک وفقاً  لما  تشیره الإحصائیات . هذا بالإضافة إلى أن جرائم السرقة، وجرائم السطو على البنوک باستخدام السلاح قد أصبحت قلیلة فیها مقارنة بالدول الأوربیة والمجتمعات الصناعیة الأخرى.

والمجتمع الفنلندی کغیره من المجتمعات قد عانى من آفة تعاطی المخدرات، خاصة فی أوساط الشباب ، فإن السیاسة الوقائیة المدروسة ، والمعدة علمیاً قد آتت ثمارها بالتقلیص من جرائم تعاطی المخدرات ( أحسن طالب : 2001 ) .

بعض التجارب العربیة الناجحة فی مجال وقایة الشباب من تعاطی وإدمان المخدرات :

الآتی بعض التجارب العربیة الناجحة من کل من مصر والبحرین والسعودیة فی مجال وقایة الشباب من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات :

تجربة جمهوریة مصر العربیة :

أولاَ : صندوق مکافحة وعلاج الإدمان والتعاطی

یمثل صندوق مکافحة وعلاج الإدمان والتعاطی الآلیة الوطنیة لتنفیذ برامج الوقایة من التدخین والمخدرات ، ودعم وتوفیر خدمات العلاج والتأهیل المجانی للمدمنین بالتعاون مع الشرکاء المعنیین. ویستند الصندوق إلى عدد من مبادئ العمل الأساسیة ، أهمها إشراک الشباب وتفعیل دورهم فی جهود الوقایة، والترکیز على الأسرة کمدخل أساسی لحمایة الشباب من التدخین والمخدرات، والاعتماد على الحوار المجتمعی، وحشد جهود الجهات المعنیة، والترکیز على الفئات الأکثر عرضة للمشکلة مع رسم برنامج متکامل للتقییم والمتابعة.

ولقد تم إنشاء الصندوق فی العام 1991 وذلک لتحقیق الأهداف التالیة :

1-تنفیذ السیاسات العامة والنوعیة التی یقرها المجلس القومی لمکافحة الإدمان فی مجال مکافحة التدخین والإدمان .

2-المساهمة فی تفعیل القوانین والتشریعات الخاصة بمکافحة التدخین والإدمان .

3-التنسیق والشراکة مع الوزارات والمؤسسات الحکومیة والجمعیات الأهلیة فی تنفیذ برامج الوقایة من التدخین والإدمان .

4-تقییم برامج وأنشطة الوقایة من التدخین والإدمان والاستفادة من التجارب الناجحة فی هذا المجال . ومن أنشطة الصندوق علی سبیل المثال نذکر : القیام بحملات توعیة لوقایة المراهقین والشباب من التدخین والإدمان ، تضمین المناهج التعلیمیة لمواد متعلقة بوقایة التلامیذ والطلاب من التدخین والإدمان ، توزیع النشرات والکتیبات علی المراهقین والشباب والتلامیذ والطلاب والسائقین والحرفیین لإعطائهم المعلومات اللازمة عن مضار التدخین والإدمان ، توفیر البرامج التدریبیة للأسر لتدریبیهم علی کیفیة وقایة أبنائهم من التدخین والإدمان ، توفیر البرامج التدریبیة للأسر لتدریبیهم علی کیفیة التعامل مع أبنائهم المدمنین وتشجیعهم علی بدأ العلاج والاستمرار فیه ، تشجیع وتدعیم الجمعیات الأهلیة العاملة فی هذا المجال ... والجزء التالی سیلقی الضوء علی إحدی حملات التوعیة التی یقوم بها صندوق مکافحة وعلاج الإدمان والتعاطی :

حملة اختار حیاتک :

أصبحت قضیة انتشار المخدرات فى مصر من أهم القضایا المجتمعیة، وخاصة بعد أن کشفت الدراسات عن تراجع بدایة التعاطى إلى سن 12 سنة، وفى بعض الحالات یبدأ التعاطى فى سن 9 سنوات.

ولذلک فقد تم التعاون بین صندوق التمویل الأهلى لرعایة النشء والشباب والریاضة ووزارة الأسرة والسکان لإطلاق حملة قومیة لتوعیة الشباب من أخطار المخدرات تحت عنوان "اختار حیاتک".ولقد تم إطلاق هذه الحملة منذ أغسطس ٢٠١٠  ومازلت مستمرة حتی الوقت الحالی .

مهمة الحملة : تهیئة مناخ ثقافی إیجابی یقوده الشباب وتدعمه (الأسرة والإعلام وقادة الفکر فی المجتمع) لخفض الطلب على المخدرات ( مع الترکیز على الوقایة الأولیة)

الأهداف: تمثلت أهداف الحملة فی تمکین الشباب من رفض المخدرات وتشجیعهم علی المشارکة الإیجابیة والفعالة فى مواجهتها. کذلک کانت من أهداف الحملة رفع وعی الأسرة للقیام بدورها فى وقایة أبنائها من المخدرات وتعریفها بالأسلوب الأمثل فى التربیة الوالدیة وکذلک الاکتشاف المبکر لحالات تعاطى المخدرات أو إدمانها.

رسائل الحملة وأشکالها: تتکون الحملة من رسائل إعلامیة موجهة للشباب والأسر، وهى تذاع فى قنوات التلیفزیون ومحطات الرادیو، بالإضافة إلى إعلانات الطرق والإنترنت وکذلک الکتیبات والملصقات.  

  

الفئات المستهدفة فی الحملة:

1-    الشباب فی الفئة العمریة من 10 إلی 18 عام

2-     العمال والحرفیون والسائقون من 15 إلی 35 عام

3-    الوالدین فی الفئة العمریة من 25 إلی 55 عام (لتهیئة بیئة أسریة تدعم الوقایة الأولیة وتدرک الأکتشاف المبکر) .

 مبادئ أساسیة حاکمة للحملة:

1- عمق المضمون  : ینطلق من الأسباب الحقیقیة للمشکلة،  ویواکب التغیرات التی تطرأ علی المشکلة ، ویخاطب فئات متنوعة  ، ویناسب کل مرحلة عمریة وشریحة إجتماعیة مستهدفة  ، ویرکز على الفئات الأکثر عرضة ، ویرتبط بالثقافة المصریة ویلائم الأنماط الفکریة والسلوکیة للشباب ، ویعتمد علی الإیجابیة والبعد عن الترهیب  .

2- تنوع الوسائل وتکاملها : إعلام مرئی – مسموع – مقروء – إلکترونی – إتصال مباشر – إعلانات فی الطرق والشوارع الرئیسیة . فعلی سبیل المثال تمتصمیم وطباعة مجموعة من کتیبات وملصقات ومطویات التوعیة الجاذبة للشباب وتوزیعها فى کافة التجمعات الشبابیة ، وعرض أفلام توعیة ، و تنظیم ورش عمل تشاوریة مع الشباب بشکل مستمر لإبداء آرائهم ومقترحاتهم بشأن شکل ومضمون الحملة ،  والتنسیق مع اتحاد الإذاعة والتلیفزیون والقنوات الخاصة للإعلان اﻟﻤﺠانى عن رقم الخط الساخن لعلاج الإدمان  ١٦٠٢٣  وخدماته بشکل دائم من خلال شریط الأخبار بالتلیفزیون وخاصة أنها خدمات مجانیة ...

3-اتساع النطاق الجغرافی : یشمل جمیع المحافظات علی مستوی الجمهوریة.

4-التقییم المستمر : من خلال کل من : البحث الأساس ( بلغت العینة 10 آلاف مفردة ) ، وبحث تتبعی دوری کل ثلاثة أشهر ( ستبلغ العینة 5 آلاف مفردة) لرصد التغییر فی المعرفة والتوجهات، وتطویر محتوی المادة الإعلانیة.

ثانیا : أندیة الدفاع الاجتماعی

        الدفاع الاجتماعی Social Defense حرکة إصلاحیة، تهدف إلى وقایة المجتمع من الانحراف وعلاج المنحرفین، مع العنایة بشخص المنحرف، وحسن معاملته وإعادة تأهیله، بما یعود بالنفع علیه وعلى المجتمع، وتقع مسئولیة تحقیق ذلک على جمیع الأفراد ( بما فیهم المنحرفین) والأسر والجماعات والمؤسسات الحکومیة والأهلیة فی المجتمع، بالإضافة إلى الجهود الإقلیمیة والدولیة ( مدحت أبو النصر :  1999 ؛ 2014 ) .

وقد اعتمدت وزارة الشئون الاجتماعیة بمصر فی میزانیتها لعام 80/1981 لأول مرة إنشاء أندیة للدفاع الاجتماعی، وأنشأت الوزارة عددا من هذه النوادی ثم أسندت إدارتها للجمعیة المصریة العامة للدفاع الاجتماعی.

والنادی له دور وقائی أیضاً فی مجالات التوعیة والارشاد للوقایة من الإدمان، وله دور فعال فی الاکتشاف المبکر والتدخل المبکر للحالات المبتدئة . ویقدم النادی بجانب الخدمات الوقائیة والعلاجیة ، خدمات ثقافیة ودینیة وعلمیة وریاضیة مثل إقامة الندوات الدینیة وإقامة الحفلات فی المناسبات الدینیة والوطنیة وممارسة الأنشطة الریاضیة المحببة للأعضاء.

ویتشکل فریق عمل النادی غالبا من مدیر النادی وأخصائی اجتماعی وأخصائی نفسی وطبیب ویفضل أن یکون طبیباً نفسیاً وسکرتیر. وتنقسم العضویة فی النادی إلى:

أ – عضو عامل : وهو من یثبت إدمانه لأی نوع من أنواع المخدرات أو المسکرات أو غیرها من المواد أو أجه السلوک الأخرى، وتقدم له کافة الخدمات والبرامج.

ب- عضو فخری : وهو الذی یتقدم للنادی بغرض الاستفادة من خدماته الوقائیة ممن لم یثبت إدمانه لأی نوع من أنواع المخدرات أو من انتهت فترة علاجه ویرغب فی الاستمرار فی عضویة النادی والإسهام فی خدمات النادی خشیة العودة.

هذا وتتکون موارد النادی من البنود التالیة:

1-      رسوم اشتراکات الأعضاء ورسوم القید.

2-      الاعفاءات الحکومیة التی تمنح للنادی.

3-      الهبات والوصایا والتبرعات.

4-      حصیلة جمع المال.

ویعمل النادی على الاستعانة بالأجهزة المحلیة وتوصیل خدماتها للمدمن وأسرته ومنها تنظیم الأسرة ومکاتب التوجیه والاستشارات الأسریة والأسر المنتجة وغیرها من خدمات الهیئات الأهلیة المختلفة وکذا الحکومیة وإقامة علاقات بالأجهزة والتنظیمات الثقافیة والشعبیة ومعاهد التعلیم لنشر الوعی وتنظیم حملات إعلامیة وقائیة عن مضار المخدرات والتعریف بخدمات نادی الدفاع الاجتماعی.

هذا ولقد حققت نوادی الدفاع الاجتماعی أهدافها بشکل واضح وملحوظ مما دفع وزارة الشئون الاجتماعیة والجمعیة المصریة العامة للدفاع الاجتماعی إلى زیادة عدد هذه الأندیة والعمل على انتشارها فی مختلف محافظات جمهوریة مصر العربیة.

 

ثالثا : الجمعیة المصریة العامة لمنع المسکرات ومکافحة المخدرات

الجمعیة المصریة العامة لمنع المسکرات ومکافحة المخدرات هی إحدى الجمعیات الأهلیة التی تأسست عام 1905 بمحافظة القاهرة وکان نشاطها مقصوراَ على مکافحة المواد المسکرة فقط . ثم أعید شهر الجمعیة برقم 29/خ لسنة 1967 طبقا للقانون 32 لسنة 1964 وامتد نشاطها إلى مکافحة المواد المخدرة ، ثم تم توفیق أوضاع الجمعیة حسب القانون لسنة 2000. والجمعیة هی جمعیة مرکزیة لها حوالی عشر فروع فی بعض محافظات جمهوریة مصر العربیة وعنوانها : 157 شارع القلعة میدان العتبة.

أغراض الجمعیة:

1-        العمل بکافة الوسائل المشروعة لمنع المسکرات ومکافحة المخدرات فی أنحاء جمهوریة مصر العربیة.

2-        رعایة المدمنین وأسرهم والعمل على إنشاء المصحات وغیرها من المؤسسات وتقدیم الخدمات الوقائیة والعلاجیة.

3-        وضع السیاسة العامة لتحقیق هذه الأغراض عن طریق الجمعیة وفروعها.

عیادة علاج مدمنی المخدرات والمسکرات:

أنشئت الجمعیة عام 1969 عیادة لعلاج مدمنی المخدرات والمسکرات، ویمکن تحدید وظائف العیادة فی الآتی:

1-      علاج حالات الإدمان عل المواد المسکرة والمواد المخدرة التی تتقدم إلیها تلقائیاً.

2-      متابعة علاج الحالات التی تخرج من المصحات بناء على طلبها.

3-      توفیر الرعایة الاجتماعیة لمن یتقدمون للعلاج وأسرهم أثناء مرحلة العلاج.

4-      علاج المشکلات الاجتماعیة الناجمة عن إدمان المخدرات والمسکرات.

5-      نشر الوعی الصحی النفسی عن الإدمان ( مدحت أبو النصر : 1996 ؛ 2005 ؛ 2014 ) .

تجربة مملکة البحرین :

أولاً : البرنامج الوطنی «معاً» لمکافحة العنف والإدمان

تعد تجربة البحرین الناجحة فی البرنامج الوطنی « معاً » لمکافحة العنف والإدمان تجسیداً حقیقیاً لاستراتیجیة الشراکة المجتمعیة وقصة نجاح یمکن تعمیمها على مستوى دول مجلس التعاون الخلیجی، لتوسیع حجم الاستفادة وتحقیق الأهداف المرجوة من البرنامج.  والآتی فکرة موجزة عن البرنامج :

تم تشکیل فریق عمل لتنفیذ سیر البرنامج الوطنی " معاً "  وذلک من واقع دراسات وظواهر محلیة وعالمیة یواجهها المجتمع من مخاطر العنف والادمان وقد اصبحت ضرورة حمایة فئة الشباب والناشئة وتحصینهم مسئولیة وطنیة اجتماعیة مشترکة من کافة الاشکال التی من شانها التأثیر على مستقبلهم ومستقبل اوطانهم حیث تم الاستعانة بأحدث التجارب الدولیة العلمیة الحدیثة التی ترکز على الجانب التوعوی بالدرجة الاولى وفق برامج تطبیقیة ملامسة للواقع قریبة من المعنیین من رجال الامن .

ومن خلال التعاون مع المنظمة الأمریکیة لمکافحة العنف والإدمان والجریمة وتحت رعایة وزارة الداخلیة تم تدشین برنامج معاً لمکافحة العنف والإدمان ذو الصبغة البحرینیة الشاملة للهویة العربیة الاسلامیة والذی یهدف إلى تعزیز الشراکة المجتمعیة وکسر الحاجز بین الطلبة وجهات تنفیذ القانون واتخاذ القرارات الصحیحة فی الحیاة والحفاظ على الاستقرار والانسجام الأسری والمجتمعی .

البرنامج فی نسخته الأصلیة هو أمریکی ، تم تدشینه فی العام 1983 عن طریق منظمة تعلیم مقاومة تعاطی المخدرات D.A.R.E. (Drug Abuse Resistance Education)  الأمریکیة ، ومطبق فی أکثر من أربعة وخمسون (54) دولة ، وبتسع (9) لغات ( لمزید من التفاصیل انظر : http://en.wikipedia.org/wiki/Drug_Abuse_Resistance_Education  ) .

 وبعد اجتیازهم الدورة بنجاح تم التنسیق مع وزارة التربیة والتعلیم وتوجیه البرنامج إلى الطلبة فی المرحلة الإبتدائیة للعام الدراسی 2010-2011 ، وقد تم تعریب و بحرنة البرنامج بما یتناسب مع القیم والدین الإسلامی فی المجتمع ، بموافقة المنظمة الأمریکیة ، والبحرین هی أول دولة عربیة تتبنى هذا البرنامج وبحرنته وتعریبه .

وقد استفاد من البرنامج نحو 27652 طالب و طالبة من 55 مدرسة خلال 7720حصة دراسیة موزعة على 965 صف. وجدت الوزارة حاجة المجتمع البحرینی إلى تطبیق مثل هذه البرامج لوقایة الجیل الجدید من ظاهرتی العنف والإدمان ووضع حد لهما ، فارتأت أن تتوجه إلى الطلبة فی المدارس الابتدائیة لمساعدتهم فی اتخاذ القرار المناسب لحیاتهم ، والحفاظ على حیاتهم من هذه الظواهر التی تفتک بالمجتمع. إن الإحساس بالمسؤولیة الوطنیة یدفع المهتمین بالبحرین للوقایة و مکافحة کل ما یؤثر سلبا على النسیج الاجتماعی، کما أن ظاهرة العنف تتنافى مع مشاعر الأخوة و الترابط الأسری، والنظرة المستقبلیة لإزدهار البلد هو التعایش السلمی.

ولقد عزز البرنامج من ثقافة الطالب فیما یتعلق بدور الشرطة والخدمات التی توفرها وزارة الداخلیة ، خصوصا وأن هناک الکثیر من الطلبة الذین لا یعرفون مسؤولیة الشرطة والأدوار المناطة بهم، و قد لوحظ التفاعل الکبیر بین الطلبة والشرطة ، وأصبح الشرطی صدیق الطلبة، وملجأ إلیه فی الکثیر من الأمور. ولقد أصبح یتم النظر إلی المنهج التعلیمی بأنه لیس حصة دراسیة من أجل تحصیل درجة نهایة الفصل، بل ورشة عمل لتعزیز المهارات، وتعلیم الطالب أن یقول لا، لیبعده عن التصرفات التی قد تؤدی للعنف و تفادیا لإغراءات التدخین، ومعاقرة المخدرات، ومساعدته على اتخاذ القرار الصحیح وفق منهج عملی. و هو بمثابة الخط الأول للوقایة ، حیث یسهم البرنامج على مدار ال 5 سنوات المقبلة، تقلیل نسبة الإدمان، ونسبة الوفیات من الإدمان، وتقلیل حالات العنف الأسری ، والمخالفات السیاسیة والأمنیة ، ووقایة الجیل الجدید من مخاطر وأضرار تعاطی وإدمان المخدرات ، وحتی یکون جیلا واعیا ، على علم وإطلاع بالقوانین والانظمة.

رؤیـة البرنامج :  تهیئة جیل واعی قادر على اتخاذ القرارات المثلى للوصول الى حیاة اجتماعیة خالیة من العنف والادمان . 

رسالة البرنامج :تعزیز مبدأ الشراکة المجتمعیة و کسر الحاجز بین النشئ و جهات تنفیذ القانون ، وتطویر المهارات الحیاتیة ، وتسلیط الضوء على تحدیات الحیاة التی من الممکن ان یواجهها النشئ و استنباط افضل الخیارات منهم ، وتطبیق المنهجیة الواقعیة لتزوید النشئ بمهارات اتخاذ القرارات الصحیحة .

أهم ما یمیز البرنامج :

• أول دولة تعرب و تطبق البرنامج باللغتین ( العربیة والانجلیزیة ) .

• التدریس بالزی العسکری لتعزیز العلاقة بین النشئ وجهات تنفیذ القانون.

• شرطة مدربین علی أیدی خبراء عالمیین من ذوی الإختصاص فی کیفیة تدریس المهارات اللازمة وخلق روابط الصداقة مع النشئ بمختلف فئاتهم العمریة .

• مشتق من برنامج D.A.R.E. العالمی الذی أثبت نجاحه على مدى 3 عقود فی أکثر من 60 دولة حول العالم.

• تواجد الشرطی فی المدرسة علی مدار العام الدراسی کحلقة وصل بین أولیاء الامور و المدرسین لارشاد وتوعیة الطلبة .

• ترسیخ قیم الهویة الوطنیة وتعزیز ثقافة المواطنة .

• الترکیز على مبدأ التسامح لحل المشکلات بعیداً عن العنف .

• تدریب النشئ على التعرف على المخاطر الواقعیة للعنف والادمان وکیفیة التعامل معهما.

 

ثانیاً : التعاون المشترک مع مکتب الأمم المتحدة المعنی بالمخدرات والجریمة

وقعت البحرین متمثلة فی وزیر داخلیتها ونائب أمین عام الأمم المتحدة الرئیس التنفیذی للمکتب المعنی بالمخدرات والجریمة فی فیینا مذکرة تفاهم لتعزیز التعاون بمجال محاربة الاتجار غیر المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلیة، والتصدی للظواهر الإجرامیة المستحدثة.وتأتی المذکرة فی إطار استراتیجیة التطویر والتحدیث بوزارة الداخلیة، وتهدف إلى تحقیق التعاون وتقدیم الخدمات الاستشاریة سواء فی المجال التشریعی أو المؤسسی، أو عبر التدریب والتوعیة فی المجالات ذات الصلة.

وتوفر مذکرة التفاهم قاعدة لبرنامج تدریبی بالشراکة مع الأکادیمیة الملکیة للشرطة، عبر تنفیذ برامج تدریبیة فی إطار دعم القدرات القانونیة والفنیة لمنتسبی وزارة الداخلیة، وإقامة شراکة استراتیجیة فی مجالات منع الجریمة ومکافحتها، وتحقیق أکبر استفادة ممکنة من الخبرات الدولیة فی هذا الشأن.

وتشکل المذکرة الموقعة حلقة إضافیة من شأنها تعزیز مجالات التعاون والتنسیق بین البحرین والأمم المتحدة ممثلة بوزارة الداخلیة ومکتب الأمم المتحدة المعنی بالمخدرات والجریمة.  ویأتی توقیع المذکرة فی إطار التعاون المشترک والتواصل مع الهیئات والمنظمات الإقلیمیة والدولیة، ما یعزز التعاون القائم ویزید قدرات الوزارة ویوفر لها أفضل الخبرات العالمیة.

ثالثاً : برنامج الوقایة من أضرار المخدرات 

نظمت وزارة التربیة والتعلیم فی البحرین من خلال إدارة الخدمات الطلابیة برنامج الوقایة من أضرار المخدرات تحت شعار " أنا سعید بإیمانی ولیس بإدمانی " ، بحضور عدد من التربویین وأخصائیی الإرشاد الاجتماعی وأولیاء الأمور، وبمشارکة 400 طالب وطالبة من المرحلتین الإعدادیة والثانویة من 40 مدرسة. 

ویهدف البرنامج إلى تعریف وتوعیة الطلبة وأولیاء الأمور واختصاصیی الإرشاد الاجتماعی بالمخاطر النفسیة والاجتماعیة والأخلاقیة للمخدرات، وذلک عن طریق عرض المسرحیات والأفلام التی تبین آثار التعاطی على الفرد صحیاً ونفسیاً وانعکاساتها السلبیة على علاقته بأهله وباقی أفراد مجتمعه، کما شهد البرنامج تنظیم مسابقات منها المرسم الحر ومسابقات ثقافیة إلى جانب معرض فنی تضمن إنتاجات الطلبة المتعلقة بموضوع التوعیة من المخدرات. 

کما تم خلال البرنامج الذی استمر لمدة ثلاثة أیام تقدیم محاضرات توعویة حملت شعار "یداً بید ضد آفة المخدرات"، والتی قدمها مدربین من ضباط  وزارة الداخلیة ومرشدین نفسیین واجتماعیین، وتضمنت شرحاً مفصلاً عن أنواع المخدرات والأسباب التی تؤدی إلى تعاطیها، بالإضافة إلى الآثار المترتبة على الشخص کالأضرار الجسدیة والنفسیة والاقتصادیة والعملیة والدراسیة والصحیة للمتعاطی، وأضرار المخدرات وأثارها السلبیة والسلوکیة على الطالب فی المدرسة وکیفیة علاجه، بالإضافة إلى عرض تجارب لأشخاص کانوا مدمنین فی السابق من خلال سردهم لکیفیة انجرارهم نحو تعاطی المخدرات عبر استدراج رفقاء السوء لهم، وکیفیة معاناتهم خلال فترة التعاطی، والوسائل التی لجؤوا إلیها للعلاج والتعافی من آثار المخدرات.

تجربة المملکة العربیة السعودیة :

برامج الحمایة من تعاطی المخدرات

برامج الحمایة من تعاطی المخدرات تهتم بزیادة کل من وعی وإدراک الناس لمبادئ حمایتهم من تعاطی المخدرات . ویعتبر مکون الوعی والإدراک السلیم لهذه المبادئ أهم أرکان العمل فی مجال الوقایة من تعاطی المخدرات والمؤثرات العقلیة. إن هناک فهم خاطئ لمعنى التثقیف والتوعیة المستهدف بها حمایة الناس من تعاطی المخدرات. البعض یعتقد أن عملیة منع الشباب وصغار السن من تعاطی المؤثرات العقلیة أو حتى وقف میلهم الرغبوی لتعاطی المخدرات والمؤثرات العقلیة، عملیة تخضع لعملیة النصح والإرشاد اللفظی والمحاضرات التثقیفیة الکلامیة أو التلفزیونیة المباشرة الموجهة للفئة المستهدفة.

ن2فی حین أن هذه العملیة تعتبر من آخر العملیات التعزیزیة لبرامج الحمایة وتعد حالة تأکید على معطیات سابقة تم انتهاجها لحمایة الناس من تعاطی المخدرات. ونتیجة لهذا الفهم المشوش لمعنى التوعیة وحصرها فی نقطة ضیقة جدا رغم ثانویتها، تهرع الکثیر من المؤسسات والجهات والأفراد إلى إقامة المحاضرات ومعارض المخدرات، مصاغة أهدافها فی شکل الرسالة المباشرة الماثلة فی معنى ( لا تتناول المخدرات ). إنها طریقة تقلیدیة غیر متواکبة مع متطلبات التربیة والتعلیم والتنشئة. عالمیاً ، أصبحت السیاسات والبرامج المشیدة فی مجال مکافحة قابلیة تعاطی المخدرات ، برامج متطورة جدا تمیل لأن تکون سیاسات مصممة فی ضوء نتائج البحث العلمی، ولیس مجرد محاضرات أو فعالیات ضحلة الرؤیة.

هناک فرق شاسع فی منهج ومعنى التوعیة المحلی ومنهجها ومعناها العالمی المبنی على البحث العلمی . لسنا بصدد التعرض للمقارنة بقدر ما نسعى فی هذا المقام إلى التعرف على الکیفیة التی ینبغی أن تشید بها البرامج والسیاسات فی ضوء خصائص المشکلة . فالبرامج الموجهة لمنع الناس من الوقوع فی تعاطی المخدرات لها معناً واسعاً یمتد من إقامة الأنشطة وشغل الناس وتدریبهم وتربیتهم وتعلیمهم وتثقیفهم، ویصل حدود جعلهم یمارسون أنشطة فاعلة ویتصرفون وفق مبادئ معینة عبر برامج نشطة تمتد لأسـابیع.

إن أقل جانب فی هذه العملیة هو جانب التلقین والتنبیه والمحاضرات والتی تأتی فی مرحلة ثانویة من العمل التأکیدی على معطیات وبرامج سابقة. بینما أولى وأهم وأعلى جانب فیها یتمثل فی التدریب والقیام بأنشطة وممارسة تطبیقات عملیة. کما أن هناک مبادئ وأسس ینبغی التنبه لها حینما نرغب فی تصمیم سیاسات وبرامج للوقایة من تعاطی المخدرات ولمنع وحمایة النشء من أخطارها. تعرف فی مجملها بعوامل الخطورة التی تشکل مصدر تهدید لسلوک الفرد، وقد تجعل منه شخص متعاطی، وفی المقابل هناک عوامل حمایة ینبغی الترکیز علیها لتجنب وقوع الناس فی سلوکیات التعاطی ، هی کالتالی :

أولاً : عوامل الخطر وعوامل الحمایة Risk Factors and Protective Factors :  

حاولت الدراسات خلال الثلاثة عقود الماضیة أن تحدد مصادر وسبل مشکلة تعاطی المخدرات والوصول إلى حالة الإدمان، من خلال محاولتها التعرف على الکیفیة التی تبدأ بها المشکلة وتتطور. وتم التعرف على العدید من العوامل التی تساعد فی تشکیل فروق فردیة بین أولائک الذین یتعاطون مخدرات وبین الأقل فرصة لتعاطی المخدرات. وسمیت العوامل التی تساعد فی جود احتمال أکبر لتعاطی المخدرات "عوامل الخطر" بینما العوامل التی تساعد فی تقلیل احتمالیة تعاطی المخدرات تسمى "عوامل الحمایة" . علماً بأن معظم الأفراد الذین تحیط بهم عوامل الخطر لا یبدؤون فی تعاطی المخدرات أو لا یصبحون مدمنون رغم وجود الأخطار، کما أن عامل الخطر لشخص معین قد لا یکون عامل خطر بالنسبة لشخص آخر .

البحث العلمی المتخصص أظهر أن عوامل الخطر والحمایة بإمکانها التأثیر على الطفل خلال عملیة تحولات النمو. وهذه الطریقة تصور کیف تصبح الأخطار واضحة التأثیر فی مراحل مختلفة من حیاة الطفل . فمثلا، الأخطار المبکرة، مثل عدم القدرة على ضبط السلوک الانفعالی ، یمکن مشاهدتها لدى کثیر من الأطفال. وإذا لم تعالج من خلال تصرفات الآباء الإیجابیة ، فبإمکان هذا السلوک أن یقود إلى مخاطر الإدمان حینما یدخل الطفل إلى المدرسة . فالسلوک العدوانی فی المدرسة یؤدی إلى الرفض من الأقران ، والتعرض للعقاب من المدرسین، وإلى الفشل الدراسی.

وثانیا، إذا لم تعالج هذه الخطورة المبکرة من خلال تدخل حمایة ، فإنها تؤدی إلى تحولات خطیرة تضع الطفل فی موقف خطر تعاطی المخدرات، مثل الهروب من المدرسة والارتباط بأقران یتعاطون المخدرات . وبالترکیز على سبیل الخطر هذا ، یمکن لبرامج الحمایة المبنیة على أسس علمیة أن تتدخل مبکرا فی مراحل مختلفة من نمو الطفل لتقویة عوامل الحمایة وخفض الأخطار إلى أبعد حد ممکن قبل أن تتطور سلوکیات المشکلة . ومن یجیدون فهم عوامل الخطورة والحمایة هم أشخاص عکفوا لسنوات طویلة على البحث العلمی فی المجال ومارسوا تطبیق مرتبطا بتخصصهم الأکادیمی .

إن هذا المجال لا یدخله الهواة ومن یرغبون فی التمرس على التطبیق والتجریب . فقط المحترفون لهم مکان فی مقام التخطیط لبرامج الحمایة من تعاطی المخدرات ، والمجتمعات المحظوظة هی من تدرک الأمر وتعمل على تطبیقه بکل مهنیة.

ثانیاً : مبادئ الحمایة Prevention Principles :

هناک مجموعة من المبادئ والأسس التی ینبغی مراعاتها حینما تصمم برامج موجهة لحمایة المجتمع من تعاطی المخدرات، وفی هذا المقام یتم استعراض أهم المبادئ التی ینبغی مراعاتها فی تصمیم مثل هذه البرامج :

 ‏‏1- برامج الحمایة ینبغی أن تعزز من ترکیزها على العوامل المانعة لوقوع الشباب فی المخدرات وتنقص من عوامل الخطورة الدافعة للتعاطی. على أن تأخذ فی حسبانها الاعتبارات التالیة:

  • من الخطورة بمکان أن یصبح المتعاطی مرتبطا بعلاقة بین عدد من أنواع عوامل الخطر وعوامل الحمایة. کوجود ظروف مدرسیة تدفع به للتعاطی وظروف أسریة تمنعه عن التعاطی، ولذا ینبغی تصمیم البرامج والسیاسات فی ظل هذه الاعتبارات. بحیث تساعد البرامج على تعزیز جوانب الحمایة وتخفض من مستویات الخطورة، من خلال تعزیز عوامل الحمایة فی البیئة التی تزید معدلات الخطورة فیها.
  • الأثر المحتمل لخطر محدد وعوامل حمایة معینة تتغیر بتغیر العمر. مثال أن عوامل الخطورة المرتبطة بالأسرة لها أثر عظیم على الطفل الأصغر، بینما الارتباط بأقران یستخدمون المخدرات ربما یکون أکثر خطورة بالنسبة للمراهق . وحینما تصمم برامج للأطفال یتم الترکیز على الأسرة ، ولکن حینما یتم تصمیم برامج وسیاسات للشباب المراهق، على هذه البرامج أن تکون ذات طبیعة متوافقة مع متطلبات الشباب .
  • التعرض المبکر لعوامل خطورة مثل السلوک العدوانی والافتقار لضبط الذات، غالبا یکون لها أثر عظیم فیما بعد على الشاب. ولذا ینبغی الترکیز على وجود برامج وسیاسات حاضنة ومحتویه لفئة الأطفال والشباب الذین تعرضوا لمشکلات فی الصغر لکی یکونوا فی اتجاه متوازن نحو تغییر طریقة الحیاة والتفکیر بدلا من المشکلات تجاه السلوک الإیجابی . فی الوقت الذی تکون فیه عوامل الخطر والحمایة تؤثر على الناس باختلاف تصنیفهم، إلا أن هذه العوامل لها أثر مختلف یعتمد على عمر الشخص ونوعه وخلفیته الثقافیة والعرقیة وبیئته . ومن هنا على المصمم والمخطط وراسم السیاسات أن یطوع هذه البرامج لکی تکون ملائمة لکل هذه المتغیرات وذات فاعلیة فی إحداث فارق إیجابی فی حیاة الأفراد.

2-ینبغی أن تصمم برامج الحمایة لمواجهة کل أشکال تعاطی المواد، سواء بشکل فردی أو بشکل جماعی.

3-برامج الحمایة ینبغی أن تکون منصبة على أنماط مشکلات التعاطی فی المجتمع المحلی، وعوامل خطورة التکیف، وعوامل الحمایة الفاعلة المحددة حسب خصائص المجتمع. وعلى المخطط لمثل هذه البرامج أن یکون أحد المتخصصین فی مجال دراسة ظاهرة المخدرات وأن یکون سبق له التطبیق البحثی بما لا یقل عن 3 سنوات فی مجال البحث ، فضلا عن تمیز مستواه التعلیمی بالارتفاع بحیث لا یقل عن درجة الماجستیر.

4-ینبغی أن تصمم برامج الحمایة من التعاطی لتلاءم الخطورة بشکل خاص وفقا لخصائص الفئة المستهدفة والمجتمع المحلی، مثل العمر والجنس والعرق، من أجل تحسین فاعلیة البرامج.

5-ینبغی أن تٌحکًم هذه البرامج من قبل مراکز بحثیة متخصصة فی مجال ظاهرة المخدرات. وأن تکون متوافقة مع متطلبات التنفیذ العلمیة ومع أسس التخطیط المتخصص فی مجال مواجهة الظاهرة الاجتماعیة السلبیة .

ثالثاً : التخطیط للحمایة Prevention Planning :

التخطیط لتصمیم برامج حمایة من أجل حمایة الناس من الوقوع فی المخدرات، مفهوم عریض لا یتضمن الترکیز على طریقة واحدة. وعلینا کمؤسسات وجهات مخططة أن نتعلم کیفیة تصمیم هذه البرامج وفق أسس ومعاییر ذات فاعلیة على مختلف المستویات. فالآباء فاعلون فی حیاة الأطفال، والأمهات فاعلات فی حیاة الزوج والأبناء، الأجداد والأعمال والأخوال وبقیة الأقارب یمکنهم المشارکة فی تعزیز عوامل الحمایة. کما أن المدرس وبیئة التعلیم یمکنها وبشکل أساسی أن تجنبنا الوقوع فی الکثیر من مخاطر انتشار ظاهرة المخدرات وتعاطی المؤثرات العقلیة. کما أن حیاة الجوار وعامة الناس یمکن تثقیفهم وتوعیتهم بشکل عام. إن الفئات المستهدفة متعدد ولکل فئة خصائص وأسالیب مغایرة، لا یعیها بشکل جید إلا المتخصص فی مجال تصمیم برامج مکافحة المخدرات.

رابعاً : البرامج الأسریة  Family Programs

 برامج الحمایة الموجهة للأسر ینبغی أن تزید من قوة الروابط والعلاقات الأسریة وتشتمل على تعلیم مهارات أبویة فاعلة، کالمشارکة فی التطویر والنقاش ووضع السیاسات الأسریة لمواجهة تعاطی المواد القابلة للإدمان، وتدریب الأسر على برامج تعلیم وتثقیف حول مواد التعاطی. وتشتمل على تعلیمهم المحاور التالیة:

1-رقابة الوالدان وإشرافهم أمراً حاسماً فی الحمایة من تعاطی المخدرات . وهذه المهارات یمکن أن تعزز بواسطة التدریب على وضع القواعد الأسریة، وتعلم المناورة بتطبیق أنشطة المراقبة، وإتباع أسلوب امتداح السلوک الملائم والمعتدل والانضباط المنتظم والتی تطبق وفقا لقواعد الأسرة. إن مثل هذه البرامج تقام فی الغالب فی شکل برامج أسریة تدریبیة تنفذ على مستوى الأحیاء ویشترک الناس فیها عبر التعلم والتدریب والتثقیف بمخاطر المخدرات وما یرتبط بها من معلومات موجه للوالدین أو المربین یقوى ما یتعلمه الأطفال عن الآثار المؤذیة لتعاطی المؤثرات العقلیة وتفتح الفرص للمناقشات الأسریة حول تعاطی المخدرات والمؤثرات العقلیة . ولذا فهذه المنهجیة تتمثل فی تعلیم الآباء والمربین تعلیم متخصص فی مجال المخدرات، ومن ثم یدربون تدریب فاعل حول کیفیة تطیقه عبر المناقشات مع الأطفال. إننا ندرب الکبار على کیفیة حمایة الصغار وتعلیمهم قواعد النقاش والوعی وبناء قیم داخلیه رافضة لتعاطی المخدرات.

2-التدخلات المرکزة على عامة السکان، کالخطب وبرامج التلفزیون والمقالات وبعض البرامج العامة ، بإمکانها أن تحدث تغییر محدد إیجابی فی السلوک الأبوی ، والذی یمکن من خفض الخطورة المتأخرة لتعاطی المخدرات والمؤثرات العقلیة لدى الأبناء . حینما تصمم البرامج الأسریة ینبغی أن یستهدف بها فئة الآباء الأقل تعلیماً والأحیاء الأکثر تشبعا بالمشکلات والإنحرافات ، کما تطبق فی الأحیاء الأخرى لحمایة الناس منها . کما یمکن أن تصمم وتنفذ فی معاهد ومقار ویتم دعوة الناس لحضورها . بینما الآباء الأکثر تعلیماً یمکن تصمیم نوعیة مغایرة من البرامج تتلاءم وطبیعة ثقافتهم ومستوى مکانتهم الاجتماعیة.

3-المناشط والبرامج والفعالیات التی تصمم للأسر لا بد أن تکون شمولیة ومصممة وفقا لخصائص معطیات وثقافة الناس وعاداتهم. وینبغی أن تدعم هذه البرامج بوسائل تدریب وتغذى بأنشطة لها علاقة بطریقة عیش الناس . ینبغی أن یشرک الناس فی مناقشة المشکلات الشائعة فی أسرهم ویتم تخصیص حلقات نقاش لتبادل وجهات النظر وتعمیم الخبرات والاستفادة من طرائق الناس فی إدارة حیاتهم الأسریة . وتسمى هذه البرامج برامج التوجیه الذاتی من قبل الآباء أنفسهم ویقتصر مجال الفاعلین والجهات الداعمة لمثل هذه البرامج والمناشط على إدارة وتصمیم البرنامج . بینما من یغذیه بالخبرات هم المشارکین فی عملیة التدریب.

4-لا تقتصر هذه البرامج على تعلیم الآباء سلوکیات معاملة الأبناء وطریقة حمایتهم وتثقیفهم . بل تشمل کیفیة ملاحظة الأقارب وأبناء الأخت والأخ، وکذلک متابعة سلوکیات أبناء الجیران فی الحدود المعتاد على وجودها فی المعاملة . إن مثل هذه البرامج تدعم زیادة الروابط القرابیة وتعلم الناس أهمیة المشارکة فی تعلیم الأقارب أساسیات فاعلة فی التربیة والتعامل.

5-یمکن لبیئات العمل أن تقیم مثل هذه البرامج للآباء فی مجال العمل . - یمکن لدور الأحداث أن تقیم مثل هذه البرامج للآباء والأقارب ، وتعلمهم کیفیة احتواء الأبناء والتعامل معهم وحمایة من لم یقعوا فی المشاکل والتعاطی بعد .

6-یمکن لمراکز علاج الإدمان أن تقیم مثل هذه البرامج التدریبیة للآباء والأقارب، أولا على کیفیة التعامل مع التعاطی وعلى کیفیة وقایته من النکسة، وعلى کیفیة حمایة بقیة الأبناء من الوقوع فی المخدرات.

7-یمکن أن تقام برامج نسائیة متخصصة فی مجال تثقیف الزوجة والأم وتعلیمها عبر النشاطات أسالیب تربیة الأبناء وأسالیب التعامل مع الزوج واحتواءه ، کما تعلمها کیفیة التعرف على علامات تعاطی المخدرات ، وکیف تتدرب على تعامل معها .

خامساً : البرامج المدرسیة  School Programs

برامج الحمایة یمکن أن تصمم لمواجهة الخطر کمرحلة مبکرة من مراحل التعلیم قبل دخول المدرسة، وبطریقة التصمیم الاستباقی لعوامل الخطر المحتمل، تواجه عوامل الخطورة المبکرة التی تؤدی إلى التعاطی ویکون الطفل معرض لها قبول دخوله المدرسة . وهذه البرامج التعلیمیة الاستباقیة عبارة عن برامج تعلیم مصممة لتعطى للأطفال فی الأحیاء وفی مدراس الروضة وفی المساجد التی تصمم حلقات تحفیظ للصغار .

وینبغی على برامج الحمایة المصمم للمرحلة الابتدائیة أن ترکز على مسألة تحسین عملیات التعلم الاجتماعیة والعاطفیة لمواجهة عوامل خطورة التعاطی التی تنتج عن النقص فی عملیات التعلم لأسس التعامل الاجتماعی والعاطفی وکیفیة التغلب على مشکلاتها ، کمشکلة العدوان ، والفشل الدراسی، أو الطرد من الدراسة . إذ ینبغی أن یهتم التعلیم فی هذه المرحلة بالترکیز على:

1-    ضبط النفس.

2-    الوعی العاطفی.

3-    التواصل.

4-    حل المشکلات الاجتماعیة.

5-    التعاون الدراسی وخاصة فی القراءة.

 

 

 

سادساً : برامج الحمایة المصممة لطلاب المرحلة المتوسطة والثانویة

وهذه البرامج ینبغی أن تزید من الجدارة العلمیة للطالب مع الترکیز على إکساب الطالب المهارات التالیة: 

1-    التعود على الدراسة کسلوک والدعم العلمی.

2-    تعلم فنون التواصل مع الآخر بشکل محترف.

3-    الوعی بأدبیات علاقات الأقران.

4-    التمرس على مبدأ الفاعلیة الذاتیة و الحزم.

5-    تعلم کیفیة مقاومة تعاطی المخدرات.

6-    تقویة الاتجاهات الرافضة لتعاطی المخدرات.

7-    تقویة الالتزامات الشخصیة المضادة لتعاطی المخدرات.

سابعاً : برامج المجتمع Community Programs

ویقصد بها برامج الحمایة التی یستهدف بها عامة الناس وترکز على نقاط معینة من التحول إلى حیاة جدیدة، کحال الانتقال إلى المرحلة المتوسطة أو تغییر بیئة الحی، بإمکانها أن تؤدی إلى نتائج فاعلة لحمایة الناس من تعاطی المخدرات حتى وإن کان هناک عوامل خطورة عالیة تحیط بهم حتى فی أسرهم . ومن برامج حمایة المجتمع :

1-    برامج تضم اثنین أو أکثر من البرامج الفاعلة، کالبرامج الموجهة للأسرة والأخرى الموجهة للمدرسة، تکون أکثر فاعلیة من البرامج الوحیدة.

2-    برامج حمایة المجتمع التی تقدم للجمهور فی مواقف مختلفة، کالمدرسة والنوادی والمساجد وعبر وسائل الإعلام تکون أعظم أثرا حینما تقدم بانتظام رسائل متعددة للمجتمع فی کل موقف.

ثامناً : تنفیذ برامج الحمایة Prevention Program Delivery 

حینما یطوع المجتمع البرامج لمقابلة العدید من الاحتیاجات ، أو معاییر المجتمع أو متطلبات الاختلاف الثقافی، فینبغی على هذه البرامج أن تحافظ على العناصر الجوهریة للتدخل الأصلی ، والتی تشمل :

1-    بنائیة البرنامج (کیف نظم وکیف شید).

2-    محتوى البرنامج ( معلومات ومهارات واستراتیجیات البرنامج).

3-    تقدیم البرنامج ( کیف یهیئ للبرنامج، وینفذ، ویقیم).

 هذا وینبغی أن تتسم برامج الحمایة :

1-    بعملیة تکامل وتداخل متتابعة، من أجل تعزیز مسألة تحقیق أهداف الحمایة الأصلیة. فلقد أظهرت الأبحاث أن برامج الحمایة الموجهة لطلاب المرحلة المتوسطة تقل قیمتها بدون وجود برامج متابعة فی المرحلة الثانویة.

2-    برامج الحمایة ینبغی أن تشتمل على تدریب المعلم على ممارسة الإدارة الجیدة لصف الدراسی .

3-    برامج الحمایة تکون أکثر فاعلیة حینما تطبق تقنیات التفاعل ، کالمناقشات الجماعیة للأقران ولعب دور الآباء ، وهی تقنیات تتیح الانخراط فی عملیات تعلم عن تعاطی المؤثرات العقلیة تسهم فی تقویة مهارات رفضها والامتناع عن تعاطیها.

یرى البعض أن برامج الحمایة المنطلقة من نتائج البحث العلمی تکون مکلفة، والحقیقة أنه اتضح مؤخرا أن کل دولار أستثمر فی برامج الحمایة هذه أدى إلى توفیر 10 دولارات کانت ستنفق فی علاج تعاطی المؤثرات العقلیة

ملاحظات ودروس مستفادة من تجارب وقایة الشباب من تعاطی وإدمان المخدرات :

فی البدایة لیس هناک عیباً فی الإستفادة من تجارب وخبرات الآخرین ولا من بحوث ودراسات من سبقونا فی هذا المجال . فمن تعریفات الشخص الحکیم بأنه شخص یتعلم من أخطاء الآخرین . وعلی جامعة الدول العربیة ومنظماتها المعنیة إیجاد آلیة فعالة للتعاون من خلال التبادل المستمر للمعلومات وللتجارب والمشاریع والبرامج والانشطة الناجحة بین الدول العربیة .

وهذه التجارب وخاصة التجارب الأجنبیة لا یمکن تطبیقها کما هی أو کما جاءت لنا ، بل علینا الإستفادة من الجوانب الملائمة لنا ولظروفنا ، والقیام بالتعدیلات والتغییرات المطلوبة فی الجوانب الأخری حتی تناسب دین وثقافة وظروف ومشکلات المجتمع العربی .أیضاً نقترح هنا ضرورة  أن نجتهد فی إیجاد وبناء برامج خاصة بنا تعبر عن خصوصیة مجتمعاتنا العربیة. 

ومن خلال قراءة وتحلیل التجارب الأجنبیة والعربیة الناجحة فی مجال وقایة الشباب من تعاطی وإدمان المخدرات یجد أن بعض المؤسسات الحکومیة المعنیة وبعض الجمعیات الأهلیة العاملة فی المجال وأجهزة الشرطة أدرکت أهمیة هذا الموضوع وقامت بتنفیذ بعض البرامج ، وبُذلت هذه الجهات جهود کبیرة تستحق الدعم والشکر والتقدیر للقائمین على هذه البرامج .

والآتی رصد لبعض الملاحظات والدروس المستفادة من هذه التجارب :

1-تعد مشکلة تعاطی المخدرات و الإدمان علیها , من أکبر المشکلات فی عالمنا الیوم , بحیث طالت أغلب مجتمعات العالم, و أصبح فی حکم المؤکد أنه لا یمکن لأی بلد بعینه مهما کان نظامه الاجتماعی أو السیاسی أو الاقتصادی أو حجمه و قوته أن یمنع منعاً باتاً ظهور مشکلة المخدرات لدیه , ولا یمکن لأی مجتمع کان أن یعد نفسه محصناً تحصیناً کاملاً , ضد هذه الأفة شدیدة .

2-بدأت معظم التجارب بدراسة مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات قبل البدأ فی مرحلة المواجهة . وهذا یؤکد ضرورة تحسین عملیة فهم مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات وخاصة فی أوساط المراهقین والشباب ، من خلال عدة محاور منها : إجراء البحوث العلمیة عن هذه المشکلة ، وإشراک المراهقین والشباب فی عملیة إجراء هذه البحوث ، کعامل من عوامل واقعیة وصدق ونجاح هذه البحوث .

3-من أسباب نجاح التجارب السابق الحدیث عنها أنها راعت عند تصمیم برامجها الوقائیة أهمیة فهم مرحلة المراهقة وخصائصها باعتبارها مرحلة من مراحل النمو وکذلک الأنماط الراهنة لتعاطی وإدمان المخدرات لدى المراهقین .

4-معظم التجارب حاولت أن تحدد العوامل التی تزید من انتشار استخدام المواد المخدرة فی المجتمع ، وتحدید عوامل الحمایة التی تقلل من فرص استخدامها ، ومن ثم وضع البرامج المناسبة لتعزیز عوامل الحمایة والتقلیل من أثر العوامل المسببة للإدمان.

5-الغالبیة العظمی من التجارب وجهت لتلامیذ وطلاب المدارس بالتعاون مع وزارات التربیة والتعلیم فی الدول التی تمت بها هذه التجارب .

6-الغالبیة العظمی من التجارب وجهت بشکل خاص لتلامیذ وطلاب المرحلتین الإعدادیة والثانویة ، مع ندرة للتجارب التی إهتمت بتلامیذ المرحلة الإبتدائیة وبطلاب المرحلة الجامعیة . وهذا یدعونا إلی ضرورة توجیه برامج وقائیة أیضاً لهاتین الفئتین ، حیث أثبتت بعض البحوث والدراسات أن هناک بعض تلامیذ المرحلة الإبتدائیة یدخنون السجائر ویشربون البیرة ، وهذا السلوک هو أحد أبواب الدخول فی عالم التعاطی والإدمان . کذلک أثبتت الغالبیة العظمی من البحوث بأن أعداد کبیرة من الطلاب فی المرحلة الجامعیة دخلوا بالفعل فی دائرة التعاطی والإدمان ( انظر : فؤاد بسیونی : 1988 ؛ المجلس القومی لمکافحة وعلاج الإدمان والتعاطی : 1995 ؛ محمد الظریف : 2001 ؛ صندوق مکافحة وعلاج الإدمان : 2001 ؛ زین العابدین محمد : 2004 ؛ مدحت أبو النصر : 1996 ؛ 2007 ؛ 2008 ؛ 2016 ) .   

7-ومن حیث درجات الوقایة فإن الغالبیة العظمی من التجارب طبقت ما یسمی الوقایة من الدرجة الأولی . بینما بعض هذه التجارب طبـقت ما یسمی بالـوقایة من الدرجة الثانیة والثالثة .

8-ومن حیث أنواع الوقایة فإن کل التجارب طبقت الوقایة الجزئیة ولیس الشاملة ( التی تهتم بکل جوانب حیاة الناس ) ، حیث إهتمت هذه التجارب بجانب أو أکثر من جوانب حیاة الناس ، ألا وهو وقایتهم من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات .

9-ومن حیث أنواع الوقایة أیضاً فإن الغالبیة العظمی للتجارب کانت من نوع الوقایة الخاصة أو الإنتقائیة تلک التی توجة لفئة معینة أو شریحة معینة فی المجتمع مثل : الأطفال أو المراهقین أو الشباب أو الأفراد والجماعات المعرضین للمخاطر أکثر من غیرهم . بینما نادراً ما نجد تجربة من تجارب الوقایة من تعاطی وإدمان المخدرات یتبع  فکر الوقایة العامة تلک التی توجه للمجتمع ککل . ومن أمثلة التجارب التی إسترشدت بفکر الوقایة العامة : برنامج الحمایة من تعاطی المخدرات فی المملکة العربیة السعودیة ) .

10-ومن حیث أنواع الوقایة أیضاً فإن الغالبیة العظمی من التجارب طبقت ما یسمی بالوقایة المتقدمة ، حیث کانت الأهداف الرئیسیة لهذه التجارب أهدافه وقائیة . بینما بعض هذه التجارب ( مثل : أندیة الدفاع الاجتماعی بمصر...) وطبقت ما یسمی بالوقایة البسیطة والتی إحتلت بها الأهداف الوقائیة مرتبة ثانیة أو ثالثة .ومن حیث مستویات الوقایة فإن الغالبیة العظمی من التجارب تم تطبیقها علی مختلف المستویات ( الصغیر والبینی والخارجی والکبیر ) بما ساهم فی نجاحها .

11-کل التجارب إهتمت بعملیة إشراک وتفاعل الفئات المستهدفة / المستفیدة من البرامج الوقائیة التی قدمت .

12-کل التجارب قدمت برامج وقائیة متنوعة وذلک حسب اختلاف الفئة المستهدفة / المستفیدة .

13-معظم التجارب تطرقت فی برامجها الوقائیة لمعظم المواد المخدرة الشائعة / المنتشرة فی المجتمع .

14-معظم التجارب لم تعطی لدور الأسرة فی عملیة الوقایة من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات الإهتمام الملائم والمکافئ لها فی عملیة المکافحة المطلوبة .

15-معظم التجارب لم تعطی أیضاً لدور کل من : المسجد والکنیسة فی عملیة الوقایة من مشکلة تعاطی وإدمان المخـدرات الإهتمام الملائم والمکافئ لهما فی عملیة المکافحة المطلوبة .

16-فی التجارب الأجنبیة لا نجد أی إشارة للمدخل الروحی  Spiritual Approach   أو المدخل الدینی Religious Approach فی عملیة مواجهة مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات سواء علی مستوی الوقایة أو العلاج ، بینما کل التجارب العربیة نجد إهتمام بشکل أو بآخر بهذا المدخل ، والذی حقق نجاحاً بالفعل فی عملیة المواجهة المطلوبة . 

17-معظم التجارب حاولت أن تحسن من بعض المهارات لدى الأطفال والمراهقین والشباب وأسرهم ومدرسیهم ، وذلک بإستخدام وسائل عدیدة ، منها : التوعیة والإرشاد والنصیحة وممارسة الأنشـطة المحببة وشغل أوقـات الفراغ بشکل مفید .... للفئات المستهدفة / المستفیدة .

18-الأطـباء والأخصائیون الاجتماعیون کانوا قاسم مشترک فی کل فرق العمل بکل التجارب .

19-کل التجارب إعتمدت فی نجاحها علی التعاون Cooperation المشترک أو الشراکة   Partnership وأحیاناً التشبیک  Networking  بین بعض منظمات المجتمع المعنیة / المهتمة ، فعلی سبیل المثال ، نجد شراکة أو تشبیک بین عدد من الجمعیات الأهلیة المعنیة بمشکلة تعاطی وإدمان المخدرات علی مستوی الوقایة والعلاج ، أو بین وزارة التربیة والتعلیم وجهاز الشرطة ، أو بین وزارة الشباب والجمعیات الأهلیة ، أو بین جهاز الشرطة وإحدی منظمات هیئة الأمم المتحدة المعنیة بمشکلة تعاطی وإدمان المخدرات ....

20-الغالبیة العظمی من التجارب لم تهتم بتقییم Assessement البرامج والأنشطة التی تقدمها ، کما أنها لا تطلب التغذیة العکسیة من المجتمع والمؤسسات الأخرى والشباب ووسائل الإعلام لمعرفة أسلوب سیر البرامج والأنشطة فی تحقیق الأهداف ، والتغییرات الضروریة التی ینبغی إجراؤها .

 

 

 

 

 

 

 

مراجع البحث

أولاً : المراجع العربیة

1-      المجلس القومی لمکافحة وعلاج الإدمان والتعاطی : بحث المسح الشامل لظاهرة تعاطی وإدمان المخدرات ( الجیزة : المجلس القومی لمکافحة وعلاج الإدمان والتعاطی ، 1995 )

2-      جامعة نایف العربیة  للعلوم الأمنیة : ندوة دور المؤسسات الاجتماعیة و الریاضیة فی الوقایة من المخدرات ، المملکة العربیة السعودیة ، مکة المکرمة : 6 مایو 2014 .

3-      جراماتیکا Grammatica   فی السید یس :  "السیاسة الجنائیة والسیاسة الاجتماعیة فی حرکة الدفاع الاجتماعی " ، المجلة الجنائیة القومیة ، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة ، المجلد 13 ، العدد 2 ، الجیزة : یولیو 1970 .

4-      صندوق مکافحة وعلاج الإدمان : المسح الشامل لظاهرة تعاطی وإدمان المخدرات ، دراسة علی نزلاء الأقسام العلاجیة بالقاهرة ( القاهرة : صندوق مکافحة وعلاج الإدمان ، 2001 ) .

5-      فؤاد بسیونی : ظاهرة انتشار وإدمان المخدرات ( الأسکندریة : دار المعرفة الجامعیة ، 1988 )

6-      فیرسیل Versele : " المشکلات النفسیة والسیاسیة الجنائیة " ، فی السید یس :  "السیاسة الجنائیة والسیاسة الاجتماعیة فی حرکة الدفاع الاجتماعی " ، المجلة الجنائیة القومیة ، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة ، المجلد 13 ، العدد 2 ، الجیزة : یولیو 1970 .

7-      مدحت محمد أبوالنصر: الخدمة الاجتماعیة الوقائیة (دبی : دار القلم للنشر والتوزیع ، 1996).

8-      مدحت محمد أبو النصر : " وقایة الشباب من المشکلات " ، الندوة العلمیة عن واقع الشباب فی الإمارات ، جمعیة الاجتماعیین ، الشارقة : 18 أبریل 1996.

9-      مدحت محمد أبو النصر : الدفاع الاجتماعی المفهوم والمجالات فی مصر والإمارات ( دبی : وزارة الشـئون الاجتماعیة وصندوق التـکافل الاجتماعی ، 1997 ) .

10- مدحت محمد أبو النصر : " العمل التطوعی والأمن الإجتماعی : أربع تجارب ناجحة " ، المؤتمر العلمی لأکادیمیة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، المملکة العربیة السعودیة ، الریاض : 2000 .

11- مدحت محمد أبو النصر : التجربة الأمریکیة فی وقایة الشباب ، مرکز دعم القرار ، القیادة العامة لشرطة دبی ، دبی : 2002

12- مدحت محمد أبو النصر وآخرون :  الممارسة العامة فی الخدمة الاجتماعیة فی مجال الدفاع الاجتماعی ( القاهرة : مرکز نشر وتوزیع الکتاب الجامعی ، جامعة حلوان، 2005 ).

13- مدحت محمد أبو النصر : " مبادئ حمایة الأطفال والشباب – الإدارة والممارسة " ، مجلة القاهرة لبحوث الخدمة الاجتماعیة ، المعهد العالی للخدمة الاجتماعیة ، العدد 18 ، القاهرة : 2007 .

14- مدحت محمد أبو النصر: إدارة منظمات المجتمع المدنی (القاهرة: إیتراک للطباعة والنشر، 2007).

15- مدحت محمد أبو النصر : مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات ( الجیزة : الدار العالمیة للنشر والتوزیع ، 2008 ) .

16- مدحت محمد أبو النصر: الاتجاهات الحدیثة فی ممارسة الخدمة الاجتماعیة الوقائیة (القاهرة : مجموعة النیل العربیة ، 2008).

17- مدحت محمد أبو النصر: فن ممارسة الخدمة الاجتماعیة (القاهرة : دار الفجر للنشر والتوزیع ، 2009).

18- مدحت محمد أبو النصر : البحـث العلمی لظـاهرة الإنحـراف الاجـتماعی ( القاهرة : التعلیم المفتوح ، کلیة الخدمة الاجتماعیة ، جامعة حلوان ، الطبعة 2 ، 2014 ) .

19- مدحت محمد أبو النصر : جهود الدفاع الاجتماعی فی مکافحة الإنحراف والجریمة فی المجتمع ( دبی : القیادة العامة لشرطة دبی ، 2014 ) .

20- مدحت محمد أبو النصر وأحمد سعد خالد : خبرات وتجارب فی میدان الدفاع الاجتماعی ( القاهرة : التعلیم المفتوح ، کلیة الخدمة الاجتماعیة ، جامعة حلوان ، الطبعة 2 ، 2014 )

21- مدحت محمد أبو النصر ومحمود محمد رضوان : المنظمات الدولیة والإقلیمیة والقومیة للدفاع الاجتماعی ( القاهرة : کلیة الخدمة الاجتماعیة ، جامعة حلوان ، 2014 ) .

22- مدحت محمد أبو النصر: سیاسات الدفاع الاجتماعی ( القاهرة : التعلیم المفتوح ، کلیة الخدمة الاجتماعیة ، جامعة حلوان ،الطبعة 3 ، 2016 ) .

23- مدحت محمد أبو النصر : تجارب أجنبیة وعربیة ناجحة فی الوقایة من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات ( المنصورة : المکتبة العصریة للنشر والتوزیع ، 2016 ) .

24- مصطفی سویف : الطریق الآخر لمواجهة مشکلة المخدرات ، خفض الطلب ( الجیزة : المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة ، 1990 ) .

 

 

ثانیاً : المراجع الأجنبیة

1-   H.P. Bowker : Education for Primary Prevention in Social Work (N.Y. : Council on Social Work Education ,1993 ) .

2-    J. Littrell : “ How Addiction Happens , How Change Happens , and What Social Workers Need to be Effective Facilitators of Change “ , Social Work Journal , Vol. 5 , 2011 .

3-   John F. Stevenson & et.al. :  “ Project HOPE: altering risk and protective factors among high risk Hispanic youth and their families ”, Journal of Primary Prevention, Vol. 18, No. 3 , Spring 1998 .

4-   Karol L. Kumpfer : Prevention of Alcohol and Drug Abuse: a Critical Review of Risk Factors and Prevention Strategies (Washington, D.C. :  Department of Health and Human Services, 1992).

5-   Lisbon : Workgroup Review of Qualitative Research on New Drug Trends , European Monitoring Centre for Drugs and Addiction , 2002

6-   Martin Bloom : “ Prevention “ , Encyclopedia of  Social Work , Silver Spring Maryland : NASW , Vol. 2 , 18 th. ed. , 1987 .

7-   Michael Gossop : Living With Drugs ( U.k. : ASHGATE , 7 th. ed. , 2013 ) .

8-   Oxford University : Oxford  Dictionary (Oxford : Oxford University Press , 2016 ) .

9-   P.L. Brantingham & F.L. Fausi : A Conceptual Model of Prevention ( N.Y. :  Free Press , 1976 ) .

10-  Robert  Barker : The Social Work Dictionary ( Washington DC. : NASW , 4 th. ed. , 1999 ) .

11-  Robert Gladd : Toward Effective and Ethical Drug Abuse Prevention Policies ( Las Vegas : University of  Nevada , 1998 ) .

12-  Rosalie Ambrosino & et.al. : Social Work & Social Welfare (Australia : BROOKS/COLE , 3rd. ed., 2013 ).

ثالثاً : مواقع شبکة المعلومات الدولیة ( الإنترنت )

accessed   March  2016

  • http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC_%D8%A7% Drugs of Abuse Information
  • http://www.nida.nih.gov/drugpages/
  • National Institutes of Health :U.S. Department of Health and Human Services, Addiction: "Drugs, Brains, and Behavior - The Science of Addiction
  • http://www.drugabuse.gov/ScienceofAddiction/sciofaddiction.p

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  • مراجع البحث

    أولاً : المراجع العربیة

    1-      المجلس القومی لمکافحة وعلاج الإدمان والتعاطی : بحث المسح الشامل لظاهرة تعاطی وإدمان المخدرات ( الجیزة : المجلس القومی لمکافحة وعلاج الإدمان والتعاطی ، 1995 )

    2-      جامعة نایف العربیة  للعلوم الأمنیة : ندوة دور المؤسسات الاجتماعیة و الریاضیة فی الوقایة من المخدرات ، المملکة العربیة السعودیة ، مکة المکرمة : 6 مایو 2014 .

    3-      جراماتیکا Grammatica   فی السید یس :  "السیاسة الجنائیة والسیاسة الاجتماعیة فی حرکة الدفاع الاجتماعی " ، المجلة الجنائیة القومیة ، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة ، المجلد 13 ، العدد 2 ، الجیزة : یولیو 1970 .

    4-      صندوق مکافحة وعلاج الإدمان : المسح الشامل لظاهرة تعاطی وإدمان المخدرات ، دراسة علی نزلاء الأقسام العلاجیة بالقاهرة ( القاهرة : صندوق مکافحة وعلاج الإدمان ، 2001 ) .

    5-      فؤاد بسیونی : ظاهرة انتشار وإدمان المخدرات ( الأسکندریة : دار المعرفة الجامعیة ، 1988 )

    6-      فیرسیل Versele : " المشکلات النفسیة والسیاسیة الجنائیة " ، فی السید یس :  "السیاسة الجنائیة والسیاسة الاجتماعیة فی حرکة الدفاع الاجتماعی " ، المجلة الجنائیة القومیة ، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة ، المجلد 13 ، العدد 2 ، الجیزة : یولیو 1970 .

    7-      مدحت محمد أبوالنصر: الخدمة الاجتماعیة الوقائیة (دبی : دار القلم للنشر والتوزیع ، 1996).

    8-      مدحت محمد أبو النصر : " وقایة الشباب من المشکلات " ، الندوة العلمیة عن واقع الشباب فی الإمارات ، جمعیة الاجتماعیین ، الشارقة : 18 أبریل 1996.

    9-      مدحت محمد أبو النصر : الدفاع الاجتماعی المفهوم والمجالات فی مصر والإمارات ( دبی : وزارة الشـئون الاجتماعیة وصندوق التـکافل الاجتماعی ، 1997 ) .

    10- مدحت محمد أبو النصر : " العمل التطوعی والأمن الإجتماعی : أربع تجارب ناجحة " ، المؤتمر العلمی لأکادیمیة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، المملکة العربیة السعودیة ، الریاض : 2000 .

    11- مدحت محمد أبو النصر : التجربة الأمریکیة فی وقایة الشباب ، مرکز دعم القرار ، القیادة العامة لشرطة دبی ، دبی : 2002

    12- مدحت محمد أبو النصر وآخرون :  الممارسة العامة فی الخدمة الاجتماعیة فی مجال الدفاع الاجتماعی ( القاهرة : مرکز نشر وتوزیع الکتاب الجامعی ، جامعة حلوان، 2005 ).

    13- مدحت محمد أبو النصر : " مبادئ حمایة الأطفال والشباب – الإدارة والممارسة " ، مجلة القاهرة لبحوث الخدمة الاجتماعیة ، المعهد العالی للخدمة الاجتماعیة ، العدد 18 ، القاهرة : 2007 .

    14- مدحت محمد أبو النصر: إدارة منظمات المجتمع المدنی (القاهرة: إیتراک للطباعة والنشر، 2007).

    15- مدحت محمد أبو النصر : مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات ( الجیزة : الدار العالمیة للنشر والتوزیع ، 2008 ) .

    16- مدحت محمد أبو النصر: الاتجاهات الحدیثة فی ممارسة الخدمة الاجتماعیة الوقائیة (القاهرة : مجموعة النیل العربیة ، 2008).

    17- مدحت محمد أبو النصر: فن ممارسة الخدمة الاجتماعیة (القاهرة : دار الفجر للنشر والتوزیع ، 2009).

    18- مدحت محمد أبو النصر : البحـث العلمی لظـاهرة الإنحـراف الاجـتماعی ( القاهرة : التعلیم المفتوح ، کلیة الخدمة الاجتماعیة ، جامعة حلوان ، الطبعة 2 ، 2014 ) .

    19- مدحت محمد أبو النصر : جهود الدفاع الاجتماعی فی مکافحة الإنحراف والجریمة فی المجتمع ( دبی : القیادة العامة لشرطة دبی ، 2014 ) .

    20- مدحت محمد أبو النصر وأحمد سعد خالد : خبرات وتجارب فی میدان الدفاع الاجتماعی ( القاهرة : التعلیم المفتوح ، کلیة الخدمة الاجتماعیة ، جامعة حلوان ، الطبعة 2 ، 2014 )

    21- مدحت محمد أبو النصر ومحمود محمد رضوان : المنظمات الدولیة والإقلیمیة والقومیة للدفاع الاجتماعی ( القاهرة : کلیة الخدمة الاجتماعیة ، جامعة حلوان ، 2014 ) .

    22- مدحت محمد أبو النصر: سیاسات الدفاع الاجتماعی ( القاهرة : التعلیم المفتوح ، کلیة الخدمة الاجتماعیة ، جامعة حلوان ،الطبعة 3 ، 2016 ) .

    23- مدحت محمد أبو النصر : تجارب أجنبیة وعربیة ناجحة فی الوقایة من مشکلة تعاطی وإدمان المخدرات ( المنصورة : المکتبة العصریة للنشر والتوزیع ، 2016 ) .

    24- مصطفی سویف : الطریق الآخر لمواجهة مشکلة المخدرات ، خفض الطلب ( الجیزة : المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة ، 1990 ) .

     

     

    ثانیاً : المراجع الأجنبیة

    1-   H.P. Bowker : Education for Primary Prevention in Social Work (N.Y. : Council on Social Work Education ,1993 ) .

    2-    J. Littrell : “ How Addiction Happens , How Change Happens , and What Social Workers Need to be Effective Facilitators of Change “ , Social Work Journal , Vol. 5 , 2011 .

    3-   John F. Stevenson & et.al. :  “ Project HOPE: altering risk and protective factors among high risk Hispanic youth and their families ”, Journal of Primary Prevention, Vol. 18, No. 3 , Spring 1998 .

    4-   Karol L. Kumpfer : Prevention of Alcohol and Drug Abuse: a Critical Review of Risk Factors and Prevention Strategies (Washington, D.C. :  Department of Health and Human Services, 1992).

    5-   Lisbon : Workgroup Review of Qualitative Research on New Drug Trends , European Monitoring Centre for Drugs and Addiction , 2002

    6-   Martin Bloom : “ Prevention “ , Encyclopedia of  Social Work , Silver Spring Maryland : NASW , Vol. 2 , 18 th. ed. , 1987 .

    7-   Michael Gossop : Living With Drugs ( U.k. : ASHGATE , 7 th. ed. , 2013 ) .

    8-   Oxford University : Oxford  Dictionary (Oxford : Oxford University Press , 2016 ) .

    9-   P.L. Brantingham & F.L. Fausi : A Conceptual Model of Prevention ( N.Y. :  Free Press , 1976 ) .

    10-  Robert  Barker : The Social Work Dictionary ( Washington DC. : NASW , 4 th. ed. , 1999 ) .

    11-  Robert Gladd : Toward Effective and Ethical Drug Abuse Prevention Policies ( Las Vegas : University of  Nevada , 1998 ) .

    12-  Rosalie Ambrosino & et.al. : Social Work & Social Welfare (Australia : BROOKS/COLE , 3rd. ed., 2013 ).

    ثالثاً : مواقع شبکة المعلومات الدولیة ( الإنترنت )

    accessed   March  2016

    • http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC_%D8%A7% Drugs of Abuse Information
    • http://www.nida.nih.gov/drugpages/
    • National Institutes of Health :U.S. Department of Health and Human Services, Addiction: "Drugs, Brains, and Behavior - The Science of Addiction
    • http://www.drugabuse.gov/ScienceofAddiction/sciofaddiction.p