دور الجامعات في تعزيز الأمن الفکري للشباب "الواقع وآليات التطوير"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مجالات الخدمة الاجتماعية وعميد کلية الخدمة الاجتماعية-جامعة الفيوم

المستخلص

    کرم الله تعالى الإنسان وفضله على کثير ممن خلق وأعلى قدره وربط هذا التقدير والمکانة بالعلم وعظم قدره . قال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) ولا مثيل للإنسان في مقدرته على اکتساب العلم وتوليد العلوم من غيرها عن طريق أعمال العقل , وقد عظم الله تعالى قدر العقل في القران وأمر بأتباع الهدى الذي يقود إليه وعدم مجاراة الهوى, ومن تعريفات الإمام الغزالي للفکر قوله "أعلم أن الفکر هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة" (1)
وقد شهد العالم في بداية الألفية الثالثة تحولات عميقة تشکل في حد ذاتها أحداث وتغيرات مهمة في مجالات الحياة المعاصرة وتحديات سياسية واجتماعية واتصالية وثقافية تشکل جميعها معطيات حياتية تنعکس على حرکة المجتمع المادية والفکرية والخلقية نتيجة للانفجار المعرفي الهائل وتطور وسائل الإعلام وثورة الاتصالات ونقلها بسرعة فائقة أشکالاً ونماذج متعددة من الأفکار والثقافات من مجتمع إلى آخر . وکان طبيعيًا أن تفرز هذه المعارف والتقنيات الحديثة وثورة الاتصالات والمعلومات والعولمة عددًا من المتغيرات في الواقع العربي انعکس على أساليب الحياة والتفکير والقيم وأدى إلى تغيرات وتحولات على صعيد الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي (2). وأصبح مفهوم الأمن الشامل هاجساً يفوق في بعض جوانبه الهاجس السياسي والاقتصادي في عالم اليوم، لأن غياب الأمن يقوض أسس الاستقرار ولا يمکّن من إحراز أي تقدم على الصعيدين السياسي والاقتصادي. 
ولقد کان الأمن والاستقرار المطلب الأول لنبي الله إبراهيم حيث قال تعالى: " وإِذ قَالَ إِبراهيم رب اجعلْ هذا بلداً آمناً وارزق أَهَله من الثَّمرات من آمن منهم بِالّله واْليومِ الآخرِ قَالَ ومن کَفر فَأُمتِّعه قَليلاً ثُم أَضطره إِلى عذابِ النَّارِ وبِئْس اْلمصير"  (البقرة: 1)
فالحرب والقتال بين البشر ظاهرة اجتماعية لم تختف حتى الآن وتعتمد الحضارات الإنسانية على ما تملکه من مقومات ذاتية تميز حضارة عن أخرى. فالحضارات لا تتصارع بالسلاح ولکنها تعيش وتمد نفوذها وتبسط مفاهيمها وقيمها وأنماط  سلوکها وتحقق سلطانها نتيجة سلامة ما تحمله من مفاهيم وقيم .(3) 
 ويعد الأمن الفکري أحد فروع الأمن بل يمکن القول أن الأمن الفکري هو الأساس لأي أمن على اعتبار أن الفرد إذا ما امتلک فکراً سليماً راشداً استطاع أن ينعم بالأمن والاستقرار الشامل الذي ينشده المجتمع من حوله .
ولأن الشباب يعتبرون من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومکمن طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة، فإن تعزيز الأمن الفکري أصبح ضرورة ملحة في ظل التلوث الثقافي والغلو الديني وضعف الوعي السياسي الذي شاع في المجتمع لإعدادهم وتأهيلهم وتحصينهم من الغزو الفکري والثقافي والقيمي.
ويحتل الأمن مکاناً بارزاً بين المهتمين والمسئولين في المجتمع المعاصر، لاتصاله بالحياة اليومية بما يوفره من طمأنينة النفوس وسلامة التصرف والتعامل. کما يعتبر الأمن نعمة من نعم الله عز وجل التي منَّ بها على عباده المؤمنين، فقد قال تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع واءمنهم من خوف).
ولقد أکدت اﻟﺷراﺋﻊ اﻟﺳﻣﺎوﻳﺔ أﻫﻣﻳﺔ اﻷﻣن ﻓﻲ ﺣﻳـﺎة اﻟﺑﺷـر واﺳـﺗﻘرار ﻣﻌﻳﺷـﺗﻬم وﺟـﺎء اﻹﺳـﻼم ﻟﻳـوﻟﻲ اﻷﻣن ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻋظﻳﻣﺔ ارﺗﺑطت ﺑﺣﻣﺎﻳﺔ اﻟـدﻳن واﻟـﻧﻔس واﻟﻌـرض واﻟﻌﻘـﻝ واﻟﻣـﺎﻝ . وورد ذﻛـر اﻷﻣـن ﻓــﻲ ﻣواﺿــﻊ ﻋدﻳــدة ﻓــﻲ اﻟﻘــرآن اﻟﻛــرﻳم واﻟﺳــﻧﺔ اﻟﻧﺑوﻳــﺔ. ﻓﻘــد ﻗــﺎﻝ ﺳــﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ :" اﻟــذﻳن آﻣﻧــوا وﻟــم ﻳﻠﺑﺳــوا إﻳﻣــﺎﻧﻬم ﺑظﻠــم أوﻟﺋــک ﻟﻬــم اﻷﻣــن وﻫــم ﻣﻬﺗــدون " (اﻷﻧﻌــﺎم ٨٢) . وﻗــﺎﻝ اﻟﻧﺑــﻲ ﻋﻠﻳــﻪ اﻟﺻــﻼة واﻟﺳﻼم" ﻣن أﺻﺑﺢ ﻣﻧﻛم آﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﺳـرﺑﻪ، ﻣﻌـﺎﻓﻰ ﻓـﻲ ﺟﺳـدﻩ، ﻋﻧـدﻩ ﻗـوت ﻳوﻣـﻪ،  ﻓﻛﺄﻧﻣـﺎ ﺣﻳـزت ﻟﻪ اﻟدﻧﻳﺎ ﺑﺣذاﻓﻳرﻫﺎ".
وعلي الرغم من أنه ثمة مؤشرات تفيد بأن الدراسات الخاصة بالأمن الفکري باتت أحد الأولويات البحثية المهمة ، إلا أن الإشکالية تزداد تعقيداً إًذا ما وضعنا في الاعتبار غموض وتشابک مفاهيم الأمن علي وجه العموم، وقضيّة الأمن الفکريّ ليست وليدة اليوم بل هي قضية موجودة على مر الأزمنة والعصور ولکنها برزت بشکل أکبر في الآونة الأخيرة نتيجة عدّة عوامل داخلية وخارجية .
وإذا ما حاولنا توخي الطرق التي يتحقق من خلالها الأمن الفکري ، فأننا نجد أن هذه الطرق متداخلة ومعقدة فهي طرق تتکاتف من أجل تنمية مستدامة شاملة. وتتأسس في الحقيقة على شراکة تقوم الدولة بدور تنموي يتحقق من خلال سياسات تتوخى العدالة الاجتماعية. ولکن هذا الدور الرئيسي للدولة لا يبلغ غايته إلا بتعاون وثيق من قبل مؤسسات المجتمع ومنها المؤسسات التعليمية . حيث توفر المساندة والدعم والتأييد وتشارک بشکل فعال في ترسيخ مفهوم الأمن الفکري وتعمل على التوعية بحقوق الأفراد والتعبير عن آرائهم، وإتاحة الفرصة لهم للتطوع والمشارکة.
وﺗﻘوم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ ﺑدور ﻣﻬم ﻓﻲ ﺗﺷﻛﻳﻝ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻘﻊ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﻋظﻳﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻏرس اﻟﻘﻳم اﻹﻳﺟﺎﺑﻳﺔ واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻌﻘدﻳﺔ واﻟﻔﻛرﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗواءم  ﻣﻊ اﻟﻔطرة اﻹﺳﻼﻣﻳﺔ اﻟﺳـﻠﻳﻣﺔ، وﺗﺗﻔـق ﻣﻊ ﻗﻳم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗوﺟﻬﺎﺗﻪ .وﻫﻲ ﻛذﻟک ﻣن أﻫم اﻟرواﻓد اﻟﻔﻛرﻳﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗـوﻟﻰ ﺣﻣﺎﻳـﺔ ﻣﻌﺗﻘـدات اﻟطﻠﺑﺔ وأﻓﻛﺎرﻫم ﻣن ﺧـﻼﻝ اﻟﻣﻧـﺎﻫﺞ واﻷﻧﺷـطﺔ اﻟﻣرﺗﺑطـﺔ ﺑﻬـﺎ وﻳﺗﺿـﺢ أﻫﻣﻳـﺔ دورﻫـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻷﻣن اﻟﻔﻛري ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺿم ﻓﺋﺔ ﻣـن أﻫـم ﻓﺋـﺎت المجتمع وﺛـروة ﻣـن أﻏﻠـﻰ ﺛـروات اﻷﻣـم أﻻ وﻫـﻲ ﻓﺋـﺔ الشباب وﻣــﺎ ﻳــﺗم ﺗﻘدﻳﻣــﻪ ﻟﻬــم ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت ﺳــﻳﺣدد ﻓــﻲ اﻟﻧﻬﺎﻳـــﺔ ﺷـــﻛﻝ اﻟﻣﺧرﺟـــﺎت اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳـــﺔ واﻟﺗرﺑوﻳـــﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﻳـــﺔ وﻳﻧﻌﻛس ﻋﻠـــﻰ ﺗﺻـــرﻓﺎﺗﻬم وﺳـــﻠوﻛﻬم اﻟﻣﻛﺗﺳـــب  ﻧﺗﻳﺟﺔ لما تعلموا وتربوا عليه.
ونحاول في هذه الورقة أن نستجلى معالم الدور الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية وعلى رأسها الجامعات في هذا الصدد . ولتحقيق هذا الهدف ، فسوف نطرح في البداية قضايا وتعريفات عامة تتعلق بالأمن الفکري ثم نستعرض تفصيلا لدور الجامعات في تعزيز الأمن الفکري والحفاظ عليه . وذلک من خلال الإجابة على التساؤل التالي (ما هو دور الجامعات في تعزيز الأمن الفکري؟)،  وقد رکزت الورقة على المحاور التالية:
المحور الأول: الأمن الفکري (المفاهيم- الماهية).
المحور الثاني: مقومات ومراحل الأمن الفکري.
المحور الثالث: دور الجامعات في تحقيق الأمن الفکري لشباب.

نقاط رئيسية

الأمن الفکری

الكلمات الرئيسية


 

دور الجامعات فی تعزیز الأمن الفکری للشباب

"الواقع وآلیات التطویر"

 

إعـداد

أ.د/ زینب معوض الباهی

أستاذ مجالات الخدمة الاجتماعیة ووکیل الکلیة لشئون التعلیم والطلاب

کلیة الخدمة الاجتماعیة-جامعة الفیوم

أ.د/ هناء عبد التواب ربیع أبو العینین

الأستاذ بقسم التنمیة والتخطیط

کلیة الخدمة الاجتماعیة – جامعة الفیوم

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

دور الجامعات فی تعزیز الأمن الفکری للشباب

"الواقع وآلیات التطویر"

مقدمة:

    کرم الله تعالى الإنسان وفضله على کثیر ممن خلق وأعلى قدره وربط هذا التقدیر والمکانة بالعلم وعظم قدره . قال تعالى (قل هل یستوی الذین یعلمون والذین لا یعلمون) ولا مثیل للإنسان فی مقدرته على اکتساب العلم وتولید العلوم من غیرها عن طریق أعمال العقل , وقد عظم الله تعالى قدر العقل فی القران وأمر بأتباع الهدى الذی یقود إلیه وعدم مجاراة الهوى, ومن تعریفات الإمام الغزالی للفکر قوله "أعلم أن الفکر هو إحضار معرفتین فی القلب لیستثمر منهما معرفة ثالثة" (1)

وقد شهد العالم فی بدایة الألفیة الثالثة تحولات عمیقة تشکل فی حد ذاتها أحداث وتغیرات مهمة فی مجالات الحیاة المعاصرة وتحدیات سیاسیة واجتماعیة واتصالیة وثقافیة تشکل جمیعها معطیات حیاتیة تنعکس على حرکة المجتمع المادیة والفکریة والخلقیة نتیجة للانفجار المعرفی الهائل وتطور وسائل الإعلام وثورة الاتصالات ونقلها بسرعة فائقة أشکالاً ونماذج متعددة من الأفکار والثقافات من مجتمع إلى آخر . وکان طبیعیًا أن تفرز هذه المعارف والتقنیات الحدیثة وثورة الاتصالات والمعلومات والعولمة عددًا من المتغیرات فی الواقع العربی انعکس على أسالیب الحیاة والتفکیر والقیم وأدى إلى تغیرات وتحولات على صعید الوعی الاجتماعی والسیاسی والثقافی (2). وأصبح مفهوم الأمن الشامل هاجساً یفوق فی بعض جوانبه الهاجس السیاسی والاقتصادی فی عالم الیوم، لأن غیاب الأمن یقوض أسس الاستقرار ولا یمکّن من إحراز أی تقدم على الصعیدین السیاسی والاقتصادی. 

ولقد کان الأمن والاستقرار المطلب الأول لنبی الله إبراهیم حیث قال تعالى: " وإِذ قَالَ إِبراهیم رب اجعلْ هذا بلداً آمناً وارزق أَهَله من الثَّمرات من آمن منهم بِالّله واْلیومِ الآخرِ قَالَ ومن کَفر فَأُمتِّعه قَلیلاً ثُم أَضطره إِلى عذابِ النَّارِ وبِئْس اْلمصیر"  (البقرة: 1)

فالحرب والقتال بین البشر ظاهرة اجتماعیة لم تختف حتى الآن وتعتمد الحضارات الإنسانیة على ما تملکه من مقومات ذاتیة تمیز حضارة عن أخرى. فالحضارات لا تتصارع بالسلاح ولکنها تعیش وتمد نفوذها وتبسط مفاهیمها وقیمها وأنماط  سلوکها وتحقق سلطانها نتیجة سلامة ما تحمله من مفاهیم وقیم .(3) 

 ویعد الأمن الفکری أحد فروع الأمن بل یمکن القول أن الأمن الفکری هو الأساس لأی أمن على اعتبار أن الفرد إذا ما امتلک فکراً سلیماً راشداً استطاع أن ینعم بالأمن والاستقرار الشامل الذی ینشده المجتمع من حوله .

ولأن الشباب یعتبرون من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومکمن طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة، فإن تعزیز الأمن الفکری أصبح ضرورة ملحة فی ظل التلوث الثقافی والغلو الدینی وضعف الوعی السیاسی الذی شاع فی المجتمع لإعدادهم وتأهیلهم وتحصینهم من الغزو الفکری والثقافی والقیمی.

ویحتل الأمن مکاناً بارزاً بین المهتمین والمسئولین فی المجتمع المعاصر، لاتصاله بالحیاة الیومیة بما یوفره من طمأنینة النفوس وسلامة التصرف والتعامل. کما یعتبر الأمن نعمة من نعم الله عز وجل التی منَّ بها على عباده المؤمنین، فقد قال تعالى (فلیعبدوا رب هذا البیت، الذی أطعمهم من جوع واءمنهم من خوف).

ولقد أکدت اﻟﺷراﺋﻊ اﻟﺳﻣﺎوﻳﺔ أﻫﻣﻳﺔ اﻷﻣن ﻓﻲ ﺣﻳـﺎة اﻟﺑﺷـر واﺳـﺗﻘرار ﻣﻌﻳﺷـﺗﻬم وﺟـﺎء اﻹﺳـﻼم ﻟﻳـوﻟﻲ اﻷﻣن ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻋظﻳﻣﺔ ارﺗﺑطت ﺑﺣﻣﺎﻳﺔ اﻟـدﻳن واﻟـﻧﻔس واﻟﻌـرض واﻟﻌﻘـﻝ واﻟﻣـﺎﻝ . وورد ذﻛـر اﻷﻣـن ﻓــﻲ ﻣواﺿــﻊ ﻋدﻳــدة ﻓــﻲ اﻟﻘــرآن اﻟﻛــرﻳم واﻟﺳــﻧﺔ اﻟﻧﺑوﻳــﺔ. ﻓﻘــد ﻗــﺎﻝ ﺳــﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ :" اﻟــذﻳن آﻣﻧــوا وﻟــم ﻳﻠﺑﺳــوا إﻳﻣــﺎﻧﻬم ﺑظﻠــم أوﻟﺋــک ﻟﻬــم اﻷﻣــن وﻫــم ﻣﻬﺗــدون " (اﻷﻧﻌــﺎم ٨٢) . وﻗــﺎﻝ اﻟﻧﺑــﻲ ﻋﻠﻳــﻪ اﻟﺻــﻼة واﻟﺳﻼم" ﻣن أﺻﺑﺢ ﻣﻧﻛم آﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﺳـرﺑﻪ، ﻣﻌـﺎﻓﻰ ﻓـﻲ ﺟﺳـدﻩ، ﻋﻧـدﻩ ﻗـوت ﻳوﻣـﻪ،  ﻓﻛﺄﻧﻣـﺎ ﺣﻳـزت ﻟﻪ اﻟدﻧﻳﺎ ﺑﺣذاﻓﻳرﻫﺎ".

وعلی الرغم من أنه ثمة مؤشرات تفید بأن الدراسات الخاصة بالأمن الفکری باتت أحد الأولویات البحثیة المهمة ، إلا أن الإشکالیة تزداد تعقیداً إًذا ما وضعنا فی الاعتبار غموض وتشابک مفاهیم الأمن علی وجه العموم، وقضیّة الأمن الفکریّ لیست ولیدة الیوم بل هی قضیة موجودة على مر الأزمنة والعصور ولکنها برزت بشکل أکبر فی الآونة الأخیرة نتیجة عدّة عوامل داخلیة وخارجیة .

وإذا ما حاولنا توخی الطرق التی یتحقق من خلالها الأمن الفکری ، فأننا نجد أن هذه الطرق متداخلة ومعقدة فهی طرق تتکاتف من أجل تنمیة مستدامة شاملة. وتتأسس فی الحقیقة على شراکة تقوم الدولة بدور تنموی یتحقق من خلال سیاسات تتوخى العدالة الاجتماعیة. ولکن هذا الدور الرئیسی للدولة لا یبلغ غایته إلا بتعاون وثیق من قبل مؤسسات المجتمع ومنها المؤسسات التعلیمیة . حیث توفر المساندة والدعم والتأیید وتشارک بشکل فعال فی ترسیخ مفهوم الأمن الفکری وتعمل على التوعیة بحقوق الأفراد والتعبیر عن آرائهم، وإتاحة الفرصة لهم للتطوع والمشارکة.

وﺗﻘوم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ ﺑدور ﻣﻬم ﻓﻲ ﺗﺷﻛﻳﻝ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻘﻊ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﻋظﻳﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻏرس اﻟﻘﻳم اﻹﻳﺟﺎﺑﻳﺔ واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻌﻘدﻳﺔ واﻟﻔﻛرﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗواءم  ﻣﻊ اﻟﻔطرة اﻹﺳﻼﻣﻳﺔ اﻟﺳـﻠﻳﻣﺔ، وﺗﺗﻔـق ﻣﻊ ﻗﻳم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗوﺟﻬﺎﺗﻪ .وﻫﻲ ﻛذﻟک ﻣن أﻫم اﻟرواﻓد اﻟﻔﻛرﻳﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗـوﻟﻰ ﺣﻣﺎﻳـﺔ ﻣﻌﺗﻘـدات اﻟطﻠﺑﺔ وأﻓﻛﺎرﻫم ﻣن ﺧـﻼﻝ اﻟﻣﻧـﺎﻫﺞ واﻷﻧﺷـطﺔ اﻟﻣرﺗﺑطـﺔ ﺑﻬـﺎ وﻳﺗﺿـﺢ أﻫﻣﻳـﺔ دورﻫـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻷﻣن اﻟﻔﻛری ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺿم ﻓﺋﺔ ﻣـن أﻫـم ﻓﺋـﺎت المجتمع وﺛـروة ﻣـن أﻏﻠـﻰ ﺛـروات اﻷﻣـم أﻻ وﻫـﻲ ﻓﺋـﺔ الشباب وﻣــﺎ ﻳــﺗم ﺗﻘدﻳﻣــﻪ ﻟﻬــم ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت ﺳــﻳﺣدد ﻓــﻲ اﻟﻧﻬﺎﻳـــﺔ ﺷـــﻛﻝ اﻟﻣﺧرﺟـــﺎت اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳـــﺔ واﻟﺗرﺑوﻳـــﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﻳـــﺔ وﻳﻧﻌﻛس ﻋﻠـــﻰ ﺗﺻـــرﻓﺎﺗﻬم وﺳـــﻠوﻛﻬم اﻟﻣﻛﺗﺳـــب  ﻧﺗﻳﺟﺔ لما تعلموا وتربوا علیه.

ونحاول فی هذه الورقة أن نستجلى معالم الدور الذی تضطلع به المؤسسات التعلیمیة وعلى رأسها الجامعات فی هذا الصدد . ولتحقیق هذا الهدف ، فسوف نطرح فی البدایة قضایا وتعریفات عامة تتعلق بالأمن الفکری ثم نستعرض تفصیلا لدور الجامعات فی تعزیز الأمن الفکری والحفاظ علیه . وذلک من خلال الإجابة على التساؤل التالی (ما هو دور الجامعات فی تعزیز الأمن الفکری؟)،  وقد رکزت الورقة على المحاور التالیة:

المحور الأول: الأمن الفکری (المفاهیم- الماهیة).

المحور الثانی: مقومات ومراحل الأمن الفکری.

المحور الثالث: دور الجامعات فی تحقیق الأمن الفکری لشباب.

المحور الأول: الأمن الفکری (المفاهیم- الماهیة):-

1- مفهوم الامن الفکری:

نظرًا لأن مصطلح الأمن الفکری مکون من لفظین هما: (الأمن) و (الفکر) فإن الأمر یقتضی تعریف کلاً منهما على حده , ثم التعریف بهما معاً وذلک على النحو التالی:

(‌أ)    مفهوم الامن:

-       مفهوم الأمن فی اللغة:                                                         

الأمن فی أصله اللغوی هو  مصدر للفعل أمن یؤمن.

أمن: أمنا وأمانة: اطمأن ولم یخف/ سلم: " أمن من الشر  ویکاد یتطابق هذا المعنى فی معظم  المعاجم اللغویة حیث تعتمد على مدى تحقق الطمأنینة وعدم الخوف باعتباره نقیض الأمن, وهو جانب یتعلق بالشعور أو الإحساس الذاتی, سواء بالنسبة للمجتمع أو لأفراده. (4)

وقد جاء فی معجم مقاییس اللغة أن "(أمن) الهمزة والمیم والنون أصلان متقاربان: أحدهما الأمانة التی هی ضد الخیانة ومعناها سکون القلب, و الآخر التصدیق. والمعنیان متدانیان"(5)

وجاء فی مختار الصحاح: "أمن: (الأمانة) و(الأمنة) وقد (أمن) من باب فهم وسلم و (أمانا) و (أمنة) بفتحتین فهو (آمن) و (آمنه) غیره من (الأمن) و (الأمان), والأمن ضد الخوف.(6)

الأمن والآمن کصاحب : ضد الخوف وأَمن أی اطمأن ولم یخف، فالأمن والخوف نقیضان لا یجتمعان معاً ولا یرتفعان ، فلا بد لحالة الإنسان إما من أمن أو خوف ، و قد جمع الله بینهما فی قوله تعالى (أمر من الأمن أو الخوف) ، فبین أن من صفاتهم إذاعة و إشاعة حالهم على الاستمرار فی حالة الأمن أو الخوف (7)

وحتى لا نسهب فی عرض التعریفات فإننا نرى أن الأمن "هو شعور نفسی یتحقق من خلال مجموعة القواعد الموضوعیة والإجرائیة التی یتم اعتمادها من السلطة التشریعیة والتنفیذیة بالمجتمع رعایة للمصالح محل الحمایة فیه".

-مفهوم الأمن اصطلاحاً:

 أما علی مستوی التحلیل العلمی والدراسة الأکادیمیة فقد تباینت الآراء حول مفهوم الأمن على الرغم من شیوع استخدامه ، بل إن بعض المتخصصین فی المجال الأمنی والسیاسی یرون أن هذا المفهوم لازال غامضاً ومتشابکاً ، حیث یتضح من المقارنة بین آرائهم أن اهتمامهم ینصرف إلى القضایا المتعلقة بالقوة والدفاع وصد العدوان لحمایة السیادة فضلاً عن تحقیق الحریة والتنمیة، وهی قضایا نؤکد على أهمیتها. (8)

وقد وردت تعریفات عدیدة للأمن منها أن الأمن هو "إحساس الفرد والجماعة البشریة بإشباع دوافعها العضویة والنفسیة وعلى قمتها دافع الأمن بمظهریه المادی والنفسی والمتمثلین فی اطمئنان المجتمع وزوال ما یهدد ظواهر هذا الدافع المادی کالسکن الدائم المستقر والرزق الجاری والتوافق مع الآخرین " . أو" أنه شعور الفرد بالتواد، والتقبل، والحب من قبل الآخرین مع قلة شعور بالخطر، والقلق، والاضطراب"(9)

کما عرفه علی الدین هلال بأنه: "تأمین کیان الدولة والمجتمع ضد الأخطار التی تتهددهما داخلیاً وخارجیاً، وتأمین مصالحهما وتهیئة الظروف المناسبة اقتصادیاً واجتماعیاً لتحقیق الأهداف والغایات التی تعبر عن الرضاء العام فی المجتمع" (10)

ویذکر " زکی بدوی" فی معجم مصطلحات العلوم الاجتماعیة أن الأمن کمفهوم عام یشیر إلی "ذلک النشاط الذی یهدف إلی ضمان الاستقرار فی المجتمع، ویتضمن ذلک أعمال الدفاع الاجتماعی، والدفاع المدنی، ورعایة الآداب العامة...  بوصفها عملیات لازمة للإنتاج والرخاء".(11)

ثم تطور هذا المفهوم نتیجة لتطور المجتمعات البشریة ولتنوع الحاجات الإنسانیة فتعددت الآراء والأقوال بحسب اختلاف المجالات والتخصصات.

وبالتالی فهناک تعریفات اصطلاحیة للأمن حسب جوانبه وأقسامه وذلک من خلال ما یلی:

  • الجانب النفسی: عرف بأنه "الحالة التی یسود فیها الشعور بالطمأنینة والهدوء والاستقرار والبعد عن القلق والاضطراب(12)
  • الجانب الجنائی :"هو قدرة المجتمع على مواجهة لیس فقط الأحداث والوقائع الفردیة للعنف, بل جمیع المظاهر المتعلقة بالطبیعة المرکبة والمؤدیة للعنف(13) .
  • الجانب السیاسی : "هو تحقیق کیان الدولة والمجتمع ضد الأخطار التی تهددها داخلیاً وخارجیاً وتأمین مصالحها وتهیئة الظروف المناسبة اقتصادیا واجتماعیاً لتحقیق الأهداف والغایات التی تعبر عن الرضا العام فی المجتمع(14)
  • الجانب الشرعی : "هو الاستعداد والأمان بحفظ الضروریات الخمس من أی عدوان علیها , فکل ما دل على معنى الراحة والسکینة وتوفیر السعادة والرقی فی شأن من شؤون الحیاة فهذا أمن" (15) .

وبشکل عام فأن مفهوم الأمن یتضمن مستویین متلازمین لا تکتمل منظومة الأمن إلا بالتکامل بینهما، ومن ثم فإن أی قصور فی أحدهما ینعکس سلباً على الآخر.

المستوی الأول: ویتعلق بالفرد ذاته .        

المستوی الثانی: ویتصل بالمجتمع فی عمومه.

-       فعلى المستوی الفردی یشیر مفهوم الأمن إلی مدى وعى الفرد وإدراکه لدوره وما علیه من واجبات فی محیطه الاجتماعی بما ینعکس إیجاباً على حیاته النفسیة من رضا وطمأنینة واستقرار اجتماعی ونفسی وفی هذا الإطار یشعر الفرد بالحاجة إلى الانتماء.

-       أما علی المستوی المجتمعی فإن مفهوم الأمن یقصد به تلک الإجراءات التی تتخذها الدولة  فی حدود طاقتها للحفاظ على کیانها ومصالحها فی الحاضر والمستقبل مع مراعاة التغیرات الإقلیمیة والدولیة.

ویعرف بنظرة شاملة ومتکاملة بأنه "مجموعة من الإجراءات التربویة والوقائیة والعقابیة التی تتخذها السلطة لحمایة الوطن والمواطن داخلیاً وخارجیاً, انطلاقاً من المبادئ التی یؤمن بها المجتمع , ولا تتعارض أو تتناقض مع المقاصد والمصالح العامة" (16).

وتعرفه الباحثتان إجرائیاً بأنه:-

1- مجموعة من الأسس والمرتکزات التی تحفظ للمجتمع وللدولة تماسکها واستقرارها.

2- تکفل هذه الأسس لها القدرة على تحقیق قدر من الثبات والاستقرار فی مواجهة المشکلات، لیس فقط فی مجال الأمن  ولکن فی مختلف مناحی الحیاة.

3- تعطى  للفرد إحساس بالطمأنینة سواء بسبب غیاب الأخطار التی تهدد وجوده أو نتیجة لامتلاکه الوسائل الکفیلة بمواجهة تلک الأخطار حال ظهورها بما یؤکد الولاء والانتماء للمجتمع.

(ب)مفهوم الفکر لغة واصطلاحاً:

-       مفهوم الفکر لغة:

جاء فی مختار الصحاح: "فکر: (التفکر) التأمل, و(أفکر) فی الشیء و( فکر) فیه بالتشدید و (تفکر) فیه بمعنى. ورجل (فکیر) بوزن سکیت کثیر التفکر"(17)

یرى أبن فارس فی معجم "مقاییس اللغة" أن مادة "فکر" تفید : تردد القلب فی الشیء، یقال: إذا ردد قلبه معتبرًا، ورجل فکیر: کثیر الفکر(18) وجاء فی ابن منظور التفکر: التأمل وإعمال الخاطر فی الشیء، والاسم الفکر والفکرة نسبة إلى الفکرة  یقال : فَکر فی الأمر: أعمل فیه ، ورتب بعض ما علم لیصل به إلى مجهول. فالفکر إعمال الخاطر فی الشیء. (19)

 

مفهوم الفکر اصطلاحاً:

قال الراغب الأصفهانی: قال بعض الأدباء "الفکر مقلوب عن الفرک لکن یستعمل الفرک فی المعانی، وهو فرک الأمور وبحثها طلبا للوصول إلى حقیقتها".(20)

ویعرف بانه "ظاهرة عقلیة تنتج عن عملیات التفکیر القائم على الإدراک والتحلیل والتعمیم, ویتمیز الفکر عن العاطفة التی تصدر عن میل انفعالی لا تستند على التجربة وتدور حول فکرة أو موضوع, کما یتمیز الفکر عن الإرادة التی ترمی إلى ترجیح کفة المیول القائمة نعلى أحکام تقویمیة".(21)

وعرفه الدکتور "عبد الرحمن الزنیدی "الفکر فی المصطلح الفکری والفلسفی خاصة هو الفعل الذی تقوم به النفس, أی النظر والتأمل والتدبر والاستنباط والحکم ونحو ذلک, وهو کذلک نفسها أی الموضوعات التی أنتجها العقل البشری"(22).  

(ج)مفهوم الأمن الفکری:    Intellectual Security 

نظراً للحداثة النسبیة لمصطلح (الأمن الفکری) فقد تباینت الرؤى حول المقصود بـه, فهو یعد من المفاهیم الحدیثة التی لم تعرف قدیماً فی ثقافتنا بلفظها.

ن2وقد اجتهد الباحثون فی تحدیده فما ذکره الأمین العام لرابطة العالم الإسلامی فی تعریفه للأمن الفکری بأنة "أن یعیش الناس فی بلدانهم وأوطانهم وبین مجتمعاتهم آمنین مطمئنین على مکونات أصالتهم وثقافتهم النوعیة ومنظومتهم الفکریة"(23)

وهناک من یعرفه بأنه "حمایة عقل الإنسان وفکره ومبتکراته ومعارفه ومنتجاته ووجهات نظره وحربة رأیه من أی مؤثر سواء من قبل الشخص نفسه أو من قبل الغیر" (24)  

ویرى أنه یحقق للأمة الوحدة فی الفکر, والمنهج, والغایة وهو المدخل الحقیقی للإبداع والتطور والنمو لحضارة المجتمع وثقافته, إلى جانب أهمیة العنایة بالتعلیم وتربیة النشء وتحصینه ضد الغزو الفکری الذی یستمد قوته من تطور وسائل نقله.(25)  

وهناک من یرى انه "الاطمئنان إلى سلامة الفکر من الانحراف الذی یشکل تهدیدًا للأمن الوطنی أو أحد مقوماته الفکریة، والعقائدیة، والثقافیة، والأخلاقیة، والأمنیة" (26)

ویعرفه آخرون بأنه "تأمین أفکار وعقول أفراد المجتمع من الأفکار الخاطئة التی تشکل خطرا على قیم المجتمع وأمنه بوسائل وبرامج وخطط متعددة شاملة لجمیع النواحی السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة والتعلیمیة".(27)

وفی ذات السیاق بین آخرون أن الأمن الفکری یقصد به: " تأمین خلو أفکار وعقول أفراد المجتمع من کل فکر شائب ومعتقد خاطئ، مما قد یشکل خطرا عًلی نظام الدولة وأمنها، وبما یهدف إلى تحقیق الأمن والاستقرار فی الحیاة الاجتماعیة ، وذلک من خلال برامج وخطط الدولة التی تقوم علی الارتقاء بالوعی العام لأبناء المجتمع".(28)

وتعرفه الباحثتان إجرائیاً بأنه:

1-  حمایة عقل وفکر وعقائد ورأی الانسان من ای مؤثرات خارجیة تختلف عن ثقافته.

2-  یتم ذلک من خلال مجموعة الأنشطة والبرامج والفعالیات التی تقوم بها المدارس والجامعات لتحصین عقول الطلبة بالأفکار السلیمة المتعلقة بالدین والسیاسة والثقافة فی مواجهة الأفکار التی تتعارض مع الفکر الصحیح فی المجتمع ، بهدف إعداد وتکوین الشخصیة السویة الفاعلة.

3-  تستهدف هذه الانشطة والبرامج الحفاظ على المکونات الثقافیة الأصیلة فی مواجهة التیارات الثقافیة الوافدة أو الأجنبیة المشبوهة  لحمایة فکر المجتمع و عقائده و حمایة الشباب من التطرف والعمل على سلامة عقولهم من الانحرافات الفکریة والسلوکیة.

2- الواقع المعاصر للأمن الفکری:

إذا کانت المجتمعات تهتم بالأمن الغذائی والأمن الصحی والأمن العسکری، وانتهاء بأمن الدولة  فإنه وفی سیاق ثورة الاتصالات والمعلومات والتطور التقنی فی ظل العولمة، أصبح الأمن الفکری والأخلاقی لأفراد المجتمع وبخاصة الشباب أمر فی غایة الأهمیة باعتباره یمثل بعداً استراتیجیًا فی الحفاظ على الهویة الوطنیة ومقومات المجتمع  من الانحلال والذوبان فی ذاتیة الآخرین ، لقد دخلت البشریة الیوم فی عصر العولمة، ثورة الاتصالات والمعلومات والتواصل الفوری مما یهدد الأمن الفکری والأخلاقی و ألقیمی للمجتمعات وبخاصة الشباب .الذی أصبح یقلد کل أنواع السلوکیات التی یشاهدها فی تلک الفضائیات ، الأمر الذی سیؤثر على أفکارهم وأخلاقهم ویؤدی إلى سلب شخصیاتهم بما تتضمنه من مقومات، وبالتالی أصبح الوضع خطیراً جدا یحتاج إلى تدابیر وقائیة لمواجهة تلک المخاطر. (29)

 وتعد قضیة الأمن  الفکری من القضایا المحوریة التی تستأثر باهتمام المفکرین والمخططین والمسئولین عن رسم السیاسات الاجتماعیة فی کافة المجتمعات حیث أولت المجتمعات کافة اهتماماً خاصاً بهذه القضیة کل حسب الظروف التی أحاطت بها . فالأمن حاجة أساسیة للأفراد کما هو ضرورة من ضرورات بناء المجتمع ومرتکز أساسی من مرتکزات تشیید الحضارة  فلا أمن بلا استقرار ولا حضارة بلا أمن. واستناداً لهذه الأهمیة فقد احتل الأمن مکاناً بارزاً بین المهتمین والمسئولین فی المجتمع المعاصر لاتصاله بالحیاة الیومیة کما یعتبر الأمن نعمة من نعم الله عز وجل التی منَّ بها على عباده المؤمنین، فقد قال تعالى (فلیعبدوا رب هذا البیت، الذی أطعمهم من جوع واءمنهم من خوف) (30).

یعد الأمن الفکری القاعدة التی ترتکز علیها جوانب الأمن الاجتماعی الأخرى معیشیة واقتصادیة وسیاسیة وغیرها، فإذا اخترقت هذه القاعدة وأصاب مجال الفکر اضطراب أو خلل، عند هذا لا رجاء فی نهوض اجتماعی  باعتبار ما له من أهمیّة بالغة فی تحقیق أمن واستقرار المجتمع من خلال التصدیّ للمؤثرات والانحرافات الفکریة.(31)

3-  أهمیة الامن الفکری :

ویرى بعض الباحثین أن أهمیة الأمن الفکری ومدى الحاجة إلیه تعود إلى اعتبارات متعددة منها ما یلی:(32)

  • أهمیة العقل ومنزلته فالعقل محرک الإنسان وقائد توجیهاته وهو أساس الحسن والذم والقبول والرد، وبه یستطیع الإنسان أن یتخذ قراراته فی هذه الحیاة سلباً أو إیجابیاً.
  • أن تحقیق الأمن الفکری یعد حمایة للثوابت، فهو ینبع من ارتباطه بدین الأمة المتمثّلة فی سلامة العقیدة، واستقامة السلوک، وإثبات الولاء والانتماء لها، حیث یؤدی بذلک إلى وحدة التلاحم والترابط فی المجتمع.
  • إن تعزیز الأمن الفکری یعمل على الوقایة من الجرائم فتنخفض معدلاتها، وبالتالی یقل الإنفاق المخصص لمواجهة تِلک الجرائم، ومن ثم تسخیر المیزانیات فی إقامة المشاریع بما ینفع المجتمع اقتصادیًا ومعیشیًا بالتقدم والازدهار.
  • تحقیق الأمن الفکری هو المدخل الحقیقی للإبداع والتطور والنمو لحضارة المجتمع وثقافته   کما أنه یوفر الحمایة للمجتمع عامة وللشباب خاصة ویقیهم مما یرد علیهم من أفکار دخیلة هدام .

4-  أهداف الأمن الفکری : 

تنبع أهداف الأمن الفکری من ارتباطه الوثیق بصور الأمن الأخرى ومن علاقته الوظیفیة به حیث إن الاختلال فی الأمن الفکری سیؤدی إلى اختلال فی جوانب الأمن الأخرى دون استثناء وینتج عنه انحرافات سلوکیة تهدد الأمن والاستقرار.(33)

1-  یهدف الأمن الفکری لکل مجتمع إلى الحفاظ على هویته إذ إن فی حیاة کل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التی تبنى علیها وتعد الروابط التی تربط بین أفراده وتحدد سلوکهم وتکیف ردود أفعالهم تجاه الأحداث وتجعل للمجتمع استقلاله وتمیزه وتضمن بقاؤه .

2-  حمایة العقول من الغزو الفکری والانحراف الثقافی والتطرف الدینی بل الأمن الفکری یتعدى ذلک کله لیکون من الضروریات الأمنیة لحمایة المکتسبات والوقوف بحزم ضد کل ما یؤدی إلى الإخلال بأمن المجتمعات.

5- خصائص الأمن الفکری:

(أ‌)  الأمن الفکری یتصف بالمعاصرة:

إن عدم توظیف القدرات العقلیة لتستفید من المفاهیم والأفکار والأطروحات السائدة والمعلومات المتوافرة والتفاعل معها بهدف العمل فی إطارها سیؤدی بالضرورة إلى تخلف فی الفکر ینعکس سلباً على الأمن الفکری . مما یفرض حتمیة تغییر ومناهضة سیطرة الأفکار والمفاهیم الخاطئة وتهیئة المناخ الملائم للبحث عن الحقیقة فی إطار قواعد التفکیر الصحیح وبرؤیة معاصرة تتسم بالآتی:(34)

-       استثمار الإمکانیات الذهنیة المتوفرة فی حل أهم المشکلات التی یعانی منها المجتمع (انحراف فکری، تخلف فکری، تأزم فکری).

-       استثمار الإمکانات المتاحة لتهیئة القدرات الذهنیة وتنمیة مهارات الإبداع والتجدید والابتکار لدى الإفراد.

-       بناء التوجهات الاجتماعیة المواتیة وبصفة خاصة لدى فئة الشباب مثل تنمیة الانتماء والولاء، فن المناقشة والحوار، والموضوعیة، والدقة، والانضباط ألقیمی والسلوکی، والمشارکة فی خدمة المجتمع.

ولا ریب أن هذه السمات الجوهریة للتفکیر المعاصر ستجعله قادراً على الإسهام الفعال فی تحقیق الأمن الفکری المنشود فی ظل الإطار المجتمعی للتعامل مع تحدیات القرن الحادی والعشرین.

 

 

(ب)الأمن الفکری یتصف بالنسبیة:

الحقیقة أن الأمن الفکری لدى کافة الأمم لیس مطلقاً، وما صراع تلک المنظمات التی تم تصنیفها باعتبارها منظمات إرهابیة إلا نموذجاً یکشف عن نسبیة الأمن الفکری فی کثیر من الدول.

ولعل من أهم العوامل التی تعد سبباً للقول بنسبیة الأمن الفکری ما یلی:(35)

-       حالة التحضر والرفاهیة التی یعیشها المجتمع قد زادت من الاهتمام بالتفاصیل والإعراض عن الاهتمام بالأصول والمبادئ والقضایا الکبرى،

-       إن معظم المناهج الدراسیة قد خلت من برامج لتنمیة وتحسین المهارات العقلیة لدى الشباب من خلال التدریب على التفکیر الواعی.

-       عدم وضوح أهمیة الخبرة ووسائل الاتصال الحدیثة فی عمل العقل وتأهیل الفکر لأن العقل إذا ما تم تزویده ببیانات أو معارف خاطئة وبصفة خاصة فی مرحلة التنشئة والإعداد فإن النتیجة النهائیة ستکون عقولاً مشوهة أو ناقصة .

-       إن مستقبل التنمیة الشاملة واستمرارها رهین باستقرار الأمن الفکری من خلال تأصیل مفاهیم الحوار والتسامح.

  وإذا کان اختلال الأمن الفکری ما هو إلا نتیجة حتمیة لانحراف الفکر، فإن الانحراف الفکری من حیث مفاهیمه وقیاس أثره هو الآخر نسبی ومتغیر فما قد یعد انحرافًا فکریًا عند أمة من الأمم لا یعد کذلک عند أمة أخرى ذلک لأن تحدید المعاییر إنما یتم بالاتفاق والتوافق مع الواقع الاجتماعی والدینی والموروث من العقائد والتقالید(36)

ینفرد الأمن الفکری کما ذکر" الهماش"  بمجموعة من الخصائص التالیة :(37)

(‌أ)     یستمد وجوده من قواعد شرعیة : إذ الثابت شرعاً أن قواعد الشریعة الإسلامیة قد حفظت للناس کافة عقیدتها ومکتسباتها .

(‌ب)         تأثیر الأمن الفکری واسع النطاق : حیث أن الأمن الفکری ممتد الأثر والتأثیر لیشمل الجوانب مختلفة (سیاسیة – اجتماعیة - اقتصادیة ).

(‌ج) تأثیر الأمن الفکری على التنمیة : حیث یعد المحور الرئیسی فی استقرار منظومة الأمن بمفهومه الشامل .

المحور الثانی: مقومات ومراحل الأمن الفکری:-

1-التحدیات التی یواجهها الأمن الفکری :

التحدیات التی تواجه الأمن الفکری کثیرة ومتنوعة منها الداخلیة ومنها الخارجیة ومنها المشترک بین العوامل الداخلیة والخارجیة وما الغزو الفکری والحروب العسکریة والنفسیة والإعلامیة وطفرة المعلومات ونشوء الجماعات المتطرفة، والظروف الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة ،إلا تحدیات حقیقیة للأمن الفکری فی المجتمعات العربیة ،ومن هنا فإن مشکلة الانحراف الفکری من أخطر المشکلات التی تواجه الإنسان عقیدة ووطناً.(38)

ومن أهم هذه التحدیات  (انحراف الفکر الدینی، اختلال الوضع الاجتماعی، ضعف التربیة، المهددات الخارجیة،القضایا والمشکلات السیاسیة، الغزو الفکری)

 ویعتبر الانحراف الفکری أخطر مهدد للأمن الفکری للأسباب التالیة:(39)

1- یعد الانحراف الفکری بما یفضی إلیه من غلو وإرهاب وهدم مخالفاً وخارجاً عن الدین الإسلامی وشریعته السمحة وتعالیمه السامیة وأخلاقه الفاضلة.

2- یعد الانحراف الفکری والسلوکی سبباً لانتشار الفتن، وفقدان الأمن، وظهور الفرق والانشقاق بما یحدثه من الاعتداء على الناس فی أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ومکتسباتهم.

3- یعد الانحراف الفکری والسلوکی إفساد للقیم الاجتماعیة والعلاقات الأسریة والاجتماعیة على مستوى الأسرة والمجتمع.

4- یؤثر الانحراف الفکری والسلوکی على اقتصاد وتنمیة البلاد بما یحدثه من إتلاف للأموال والأنفس، وتهریب الأموال إلى خارج البلاد، وانتشار البطالة، وبما یؤثره من فقدان الأمن والاستقرار مما یضعف التجارة والاستثمار والنشاط السیاحی والتنموی.

5- یؤثر الانحراف الفکری والسلوکی فی تشویه صورة الإسلام وتنفیر الناس منه، وإلصاق هذه الأعمال الإرهابیة به فی إعطاء الآخرین ذرائع لمحاربته والنیل من أبنائه.

2-  مراحل تحقیق الأمن الفکری:

 یتطلب تحقیق الأمن الفکری العمل على عدد من الجبهات هی الوقایة والمواجهة والعلاج, ولکل منها متطلبات وإجراءات ومقومات مع الوضع فی الاعتبار  تقویم الفکر وتصحیح المعتقد. وهناک مراحل یتحقق من خلالها الأمن الفکری وهی:(40)

المرحلة الأولى: مرحلة الوقایة من الانحراف الفکری:

 ویتم ذلک من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعیة الأولیة والثانویة وغیرها من المؤسسات ویکون ذلک وفق خطط مدروسة تحدد فیه الغایات والأهداف.

المرحلة الثانیة: مرحلة المناقشة والحوار:

قد لا تنجح جهود الوقایة فی صد الأفکار المنحرفة من الوصول إلى بعض الأفراد, سواء کان مصدر هذه الأفکار داخلیاً أم خارجیاً, مما یوجد بعض هذه الأفکار بدرجة أو بأخرى لدى بعض شرائح المجتمع ثم لا تلبث أن تنتشر وتستقطب المزید من الأتباع, مما یستدعی تدخل قادة الفکر والرأی من العلماء والمفکرین والباحثین للتصدی لتلک الأفکار من خلال اللقاءات المباشرة بمعتنقیها ومحاورتهم وتفنید الآراء ومقارعة الشبة بالحجة وبیان الحقیقة المدعومة بالأدلة.

المرحلة الثالثة: مرحلة التقویم:

والعمل فی هذه المرحلة یبدأ بتقییم الفکر المنحرف وتقدیر مدى خطورته باعتبار ذلک نتیجة حتمیة للحوار والمناقشة, ثم ینتقل العمل إلى مستوى آخر هو تقویم هذا الفکر وتصحیحه قدر المستطاع بالإقناع وبیان الأدلة والبراهین, فإن لم تنجح هذه المرحلة ننتقل إلى المرحلة التالیة.

المرحلة الرابعة: مرحلة المساءلة والمحاسبة:

والعمل هنا موجه إلى من لم یستجب للمراحل السابقة ویکون بمواجهة أصحاب الفکر المنحرف ومساءلتهم وهو منوط بالأجهزة الرسمیة أولا وصولا إلى القضاء الذی یتولى إصدار الحکم فی حق من یحمل مثل هذا الفکر لحمایة المجتمع من المخاطر التی قد تترتب علیه.

المرحلة الخامسة: مرحلة العلاج والإصلاح:

وفی هذه المرحلة یکثف الحوار مع الأشخاص المنحرفین فکریاً ویتم ذلک من خلال المؤهلین علمیاً وفکریاً فی مختلف التخصصات .

3- مقومات الأمن الفکری:

(‌أ)    دور الأمن الفکری فی تحقیق الاستقرار الاجتماعی والنفسی:

الاستقرار الاجتماعی مطلب کل الدول وعلیه تعقد الآمال فی بناء المجتمعات وتحقیق أهداف تنمیتها ویقدم الأمن الفکری مجموعة من القواعد أو المبادئ والقیم الحیاتیة التی یمکن من خلالها تحدید نوعیة الممارسات الفکریة منها و ضبطها عن طریق:(41)

-       أن یسهم بفاعلیة فی تحقیق الأمن العام والشامل فی المجتمع، إذ إن اختلال الأمن الفکری یؤدی إلى اختلال الأمة فی الجوانب الأخرى.

-       أن یوفر البیئة الملائمة للتنمیة الشاملة والمتکاملة التی یحتاجها الأفراد والمجتمع فی مختلف جوانب حیاتهم الحالیة والمستقبلیة.

-       أن یُسهم فی ضبط الظواهر السلبیة الاجتماعیة ومعالجتها، کالعنف، والجریمة، والإدمان، والتطرف، والإرهاب، ونحو ذلک مما تشتکی منه المجتمعات المعاصرة.(42)

(‌ب)    دور الأمن الفکری فی تحقیق الاستقرار الدینی والخلقی:

الأمن الفکری هو التزام واعتدال ووسطیة و شعور بالانتماء إلى ثقافة الأمة وقیمها، فضلاً عن أنه یعنی فیما یعنی إلیه حمایة عقل الإنسان وفکره، وللأمن الفکری أهمیة قصوى فی تحقیق الاستقرار الدینی والخلقی من خلال الضوابط الآتیة:(43)

-       الاهتمام بتصحیح المفاهیم والمصطلحات الشرعیة وتنقیتها من المصطلحات المشبوهة والمغلوطة.

-       تعزیز الأمن الفکری لدى الشباب یتمکنون من التحاور مع العالم بثقة وینتفعون بما لدى الحضارات الأخرى فی شتى المجالات.

-       التصدی للإرهاب من خلال الاهتمام بدعم الحوار الفکری المبنی على المخاطبة العقلانیة، والحریة الفکریة .

(‌ج)     دور الأمن الفکری فی تحقیق الاستقرار السیاسی:

-       التعبئة الفکریة وبالذات لفئة الشباب فإذا تحقق الأمن الفکری لدى هذه الفئة فإن مردود ذلک یکون إیجابیاً على مجتمعاتهم بما یحدث منهم من ولاء للقیادة السیاسیة.

-       الأمن الفکری له الدور الکبیر فی التصدی

-       للجریمة والوقایة منها، وبالتالی یعزَّز من استقرار الأوضاع الداخلیة للمجتمع.(44)

 

المحور الثالث: دور الجامعات فی تحقیق الأمن الفکری للشباب:-

على الجامعات والمؤسسات التعلیمیة بوجه عام أن تواجه مهمة رئیسة تتلخص فی العمل على مساعدة الشباب على اکتشاف دورهم الاجتماعی فی الحاضر والمستقبل، وتهیئتهم لهذه المهام على أعلى مستوى من الکفاءة والفاعلیة. وعلى کل من یتصدون للتوجیه العلمی والاجتماعی للشباب، سواء کانوا أساتذة أو أخصائیین اجتماعیین أن یقدموا هذه الأسس المدروسة والقدرة الواعیة التی ترتکز على فهم علمی دقیق لأهداف مجتمعاتهم وإدراک واع لقیمة الإیجابیة وأن یرکزوا بوجه خاص على الجوانب الإیجابیة والعقلانیة، ویمکن تناول دور الجامعات فی تحقیق الأمن الفکری للشباب من خلال الدور المنوط لکل محاور العملیة التعلیمیة وذلک على النحو التالی:-

1-     دور عضو هیئة التدریس:

یقوم عضو هیئة التدریس بتحقیق الأمن الفکری للشباب عن طریق:

(‌أ)    استخدامه طرائق تدریس جدیدة تکون فاعلة ومشوقة.

(‌ب)  الاستفادة من التقنیات التربویة الحدیثة وأحدث الابتکارات العلمیة للمساعده فی إیصال المادة العلمیة إلى الطالب بأفضل صورة وأسرعها ومساعدته على الاحتفاظ بها لأطول مدة ممکنة، وإمکانیة الاستفادة مها فی حل المشکلات المستقبلیة التی تواجهه.

(‌ج)    یوجه الطلبة إلى استثمار أوقات الفراغ فیما ینفع مجتمعهم وتقدیم البرامج والمشروعات المرتبطة بذلک.

(‌د)      مشارکة الطلبة فی إیجاد حلول للمشکلات الاجتماعیة.

(‌ه)   العمل على تصحیح الفکر الخاطئ لدى الطلبة من خلال المناقشة والحوار.

2-     دور المناهج الدراسیة:

(‌أ)     توفیر الجوانب المعرفیة والنظریة المرغوبة والمطلوبة لکل مرحلة تعلیمیة.

(‌ب)   تنمیة مهارات التفکیر الابتکاری من خلال مواد معرفیة ترتقی بمستوى فهم وإدراک الطلبة للمعارف الجدیدة وربطها بالقدیمة.

(‌ج)     تطبیق استراتیجیات التفکیر بما یمکن المتعلم من استخدام المعرفة فی أسلوب حل المشکلات واختیار البدیل المناسب فی المواقف الحیاتیة المختلفة.

(‌د) تنمیة مهارات التحلیل والاستنتاج والتفسیر حتى یکون الطالب قادرًا على تحلیل المواقف أو تحدید العناصر، أو الخصائص الممیزة للموقف، وکشف العلاقات التی تربط بینها جمیعًا.

(‌ه) تأصیل مفهوم المعرفة وکیفیة إداراتها بما یمکن الطالب من التفکیر فی کل ما سبق إدراکه من أقوال وأفعال، وتقییمها موضوعیًا فی إطار القواعد العلمیة الصحیحة.

(‌و)   أن تتضمن المناهج الحدیثة ترسیخًا لمفهوم النظرة العالمیة للقضایا المعاصرة، کقضایا حقوق الإنسان والبیئة وکیفیة الحفاظ علیها، بما یجعل الأجیال قادرة على فهم دورها والتعامل معها.

(‌ز)   أن تتضمن المناهج الجامعیة مقررات فی العقیدة وفقه العبادات والمعاملات والقضیا السیاسیة والاجتماعیة المختلفة وفقه الواقع لتدعیم الفهم الصحیح لعلوم الدین الإسلامی.

3-     دور الأنشطة الطلابیة:

تمثل الأنشطة الطلابیة الوسیلة الرئیسیة لتنمیة فکر وعقل الشباب وتنمیة وبناء الشخصیة الإیجابیة. ولا یأتی ذلک إلا من خلال ممارسة الشباب لمجموعة من الأنشطة الاجتماعیة والریاضیة والثقافیة والفنیة التی تساهم فی ذلک، ویمکن للأنشطة الطلابیة أن تساهم فی تدعیم الأمن الفکری للشباب من خلال ما یلی:

(‌أ)                القیام بزیارات میدانیة للطلبة لمؤسسات المجتمع المحلی للتعرف  على أنشطتها والمشارکة فی خدماتها المجتمعیة.

(‌ب)  توزیع نشرات ودوریات حول ثقافة الحوار وآداب الاختلاف.

(‌ج)             عقد ورش عمل للشباب لمناقشة قضایا المجتمع المعاصرة.

(‌د)               عقد لقاءات ثقافیة فکریة بین الطلبة على مستوى الکلیات أو الجامعات.

(‌ه)   توجیه الأنشطة البحثیة للطلبة نحو مشکلات المجتمع وقضایاه المختلفة.

(‌و)              دعوة المفکرین والدعاة لإلقاء ندوات ومحاضرات للطلبة فی موضوعات ترتبط بالقضایا والمشکلات المجتمعیة.

(‌ز)              الاستفادة من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئیة للترویج للأنشطة وتشجیع الطلبة على المشارکة فیها.

(‌ح)    حث الطلاب على المشارکة فی الأنشطة والتذکیر بالمواعید من خلال البرید الإلکترونی أو الاعلان عها داخل الکلیة والجامعة.

(‌ط)             إعداد وإقامة المعسکرات التی تهدف إلى اکتساب الشباب المهارات، وتدعیم الولاء والاتماء للمجتمع واکتسابهم المعارف والسلوکیات الإیجابیة من خلال عمل الندوات، الاجتماعات، حفلات السمر، المحاضرات، والنشرات واللوحات الفنیة.ن

(‌ی)            المشارکة فی الدوات والمؤتمرات التی تسمح بالتواصل بین الطلاب ومؤسسات المجتمع ودعوة الشخصیات البارزة لمناقشة الطلاب فی مشاکلهم والإجابة على تساؤلاتهم.

(‌ک)             العمل على نشر ثقافة الحوار بین الطلبة وتقبل الرأی والرأی الآخر من خلال لقاءات مفتوحة بین الطلاب وبعضهم البعض وبینهم وبین القیادات الجامعیة وکذلک عقد لقاءات بین الطلاب والمسئولین داخل المحافظات.

(‌ل)             تشجیع الطلاب على إجراء البحوث فی مجال الأمن الفکری اللازم لتدعیم هذا الأمن من وجهة نظرهم.

 

مراجع الدراسة

القرآن الکریم .

1-  احمد حامد الغزالی: إحیاء علوم الدین، بیروت، دار الندوة الجدیدة، الجزء الرابع، ص452.

2-  فادی إسماعیل: البنیة التحتیة لاستخدام تکنولوجیا المعلومات والاتصالات فی التعلیم، والتعلیم عن بعد، ورقة عمل مقدمة إلى الندوة الإقلیمیة حول توظیف تقنیات المعلومات والاتصالات فی التعلیم والتعلیم عن بعد، دمشق ،  فی الفترة 1-17- 2003

3-  عبد الله عبد المحسن الترکی: الأمن الفکری وعنایة المملکة العربیة السعودیة به، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، المجلد الثانی ،العدد 39، 1423، ص 87.

4-  أسامة محمد بدر: مواجهة الإرهاب "دراسة فی التشریع المصری المقارن"، القاهرة، دار النشر الذهبی، 2000، ص ص4 – 5.

5-  المنجد فی اللغة العربیة المعاصرة، بیروت، دار المشرق،2002، ص 34.

6-  أحمد فارس القزوینی: مقاییس اللغة،  تحقیق: عبد السلام هارون ( اتحاد الکتاب العرب: باب الهمزة والمیم وما بعدهما فی الثلاثی ، 1423) (1/133).

7-  زین الدین محمد الرازی : مختار الصحاح، مکتبة لبنان، بیروت، 1989، (1/22) .

8-  محمد یعقوب الفیروز آبادی: القاموس المحیط، دمشق، مؤسسة الرسالة، الطبعة السادسة، ، باب النون،  1419،  ص ١٥١٨.

9-  عبد الله مطلق المطلق: الإرهاب وأحکامه فی الفقه الإسلامی، رسالة دکتوراه غیر منشورة  کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة، جامعة أم القرى، 1428.

10-                     متعب شدید محمد الهماش: استراتیجیة تعزیز الأمن الفکری، المؤتمر الأول الأمن الفکری (المفاهیم والتحدیات)، جامعة الملک سعود، 1430، ص 84.

11- علی الدین هلال : الأمن القومی العربی" دراسة فی الأصول"، مجلة شؤون عربیة، ص12.

12- أحمد زکی بدوی : معجم مصطلحات العلوم الاجتماعیة، مکتبة لبنان، بیروت، ١٩٩٣، ص ٣٧١.

13- أحمد علی المجدوب: الأمن الفکری والعقائدی مفاهیمه وخصائصه وکیفیة تحقیقه، بحث علمی منشور ضمن أوراق الندوة العلمیة "نحو استراتیجیة عربیة للتدریب فی المیادین الأمنیة"، المرکز العربی للدراسات الأمنیة والتدریب، الریاض، 1408ه، ص53.

14- عبد المنعم المشاط:  الأمم المتحدة ومفهوم الإرهاب،  د.ت، ص19

15- علی الدین هلال: بین الأمن العام والأمن السیاسی، 1406ه،  ص84

16- إبراهیم سلیمان الهویمل:  مقومات الأمن فی القرآن، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، المجلد الخامس عشر, العدد التاسع والعشرون. محرم 1421ه، ص 9

17- زین الدین محمد الرازی: مختار الصحاح، مرجع سابق ، (1/242)

18- أحمد بن فارس القزوینی: مقاییس اللغة، مرجع سابق ، 4/446.

19- جمال الدین بن منظور: لسان العرب، دار الفکر، الطبعة الثالثة، ١٤١٤ ه، ص10.

20- الراغب الأصفهانی: مفردات ألفاظ القرآن، تحقیق: صفوان داوودی، دمشق، دار القلم، ١٤١٨ ه، ص90.

21- سعد العتیبی: الأمن الفکری فی مقررات التربیة الإسلامیة فی المرحلة الثانویة" دراسة میدانیة"، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة، 1430، ص ص25- 26

22- عبد الرحمن الزنیدی: حقیقة الفکر الإسلامی، بحث فی المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری "المفاهیم والتحدیات"، جامعة الملک سعود، دار المسلم، الطبعة الأولى، ١٤١٥ه، ص ١٤.

23-  عبد الله الترکی: الأمن الفکری، الریاض، مراکز البحوث والعدالة الجنائیة ومکافحة الجریمة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، 1426، ص 66.

24- سلطان الحربی: دور الإدارة المدرسیة فی تحقیق الأمن الفکری الوقائی لطلاب المرحلة الثانویة بمحافظة الطائف من وجهة نظر مدیری ووکلاء تلک المدارس، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة،1432، ص22

25- عبد الرحمن الشاعر: الأمن الفکری فی مواجهة العولمة، کتاب نظمته الجامعة ضمن فعالیات الندوة العلمیة "التخطیط الأمنی لمواجهة عصر العولمة"، الریاض، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، 2006، ص 276.

26- إبراهیم الزهرانی: الأمن الفکری" مفهومه ، ضرورته، مجالاته"، ورقة عمل للاجتماع الدوری الخامس للهیئة، الریاض، کلیة الملک فهد الأمنیة، 2011، ص 6.

27- علی فایز الجحنی: دور التربیة فی وقایة المجتمع من الانحراف الفکری، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، المملکة العربیة السعودیة، ١٤٢٨ ه – ٢٠٠٧م، ص56.

28- حیدر عبد الرحمن الحیدر: الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة الدراسات العلیا، أکادیمیة مبارک للأمن، القاهرة ، ٢٠٠٢ م، ط ١، ص ٢٢

29- جمیل بن عبید القرارعة: الأمن الفکری فی الإسلام " مقومات ومزایاه" (فی):الأمن رسالة الإسلام، قسم الدراسات الإسلامیة  والعربیة ، کلیة العلوم، جامعة الملک فهد للبترول والمعادن، الدمام، ١٤٢٦ ه - ٢٠٠٥ م، ص ص14- 15

30- عصمت عدلی: علم الاجتماع الأمنی "الأمن والمجتمع"، الإسکندریة، دار المعرفة الجامعیة،  ٢٠٠١، ص " المقدمة ".

31- عبد الکریم عبد الله الحربی: الدور الاجتماعی للمؤسسات الأمنیة، ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن، مرجع سابق.

32- متعب شدید الهماش : استراتیجیة تعزیز الأمن الفکری، بحث مقدمة للمؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار "المفاهیم والتحدیات"، جامعة الملک سعود ، الریاض، 1430ه

33- سعید بن محمد الغامدی: الانحراف الفکری وأثره على الأمن الوطنی لدى مجلس التعاون الخلیجی، بحث غیر منشور.

34- محمد على الحربی: الأمن الفکری، بحث منشور فی جامعة تبوک -کلیة التربیة، قسم الإدارة التربویة والتخطیط ،  2013- 1434ه ، ص 15

35- محمد محمد نصیر: الأمن والتنمیة، الریاض،  مکتبة العبیکان، ١٤٣١ ه،  ص12

36- حیدر الحیدر: الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة، الطبعة الأولى، ١٤٢٣ ه، ص 341

37- عبد الله حمید: الأمن الفکری فی ضوء مقاصد الشریعة، منح الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری، جامعة الملک سعود، المملکة العربیة السعودیة، 1430.

38- علی فایز الجحنی: دور حلقات تحفیظ القرآن الکریم فی تعزیز الأمن الفکری" رؤیة مستقبلیة"،  الملتقى الرابع للجمعیات الخیریة لتحفیظ القرآن الکریم بالمملکة العربیة السعودیة ، 1430 ، ص ص 129-143.  

39- عبد العزیز حسین العنزی: تصور استراتیجی لتعزیز الأمن الفکری من خلال مناهج التعلیم الثانوی السعودی "مقررات العلوم الشرعیة أنموذجاً"، دراسة ماجستیر غیر منشورة ، کلیة العلوم الاستراتیجیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، 1430.

40- عبد الحفیظ المالکی: الأمن الفکری" مفهومه , وأهمیته, ومتطلبات تحقیقه"، مجلة البحوث الأمنیة , العدد (43) ،  أغسطس 2009،ص ص54- 57.

41- حمدان أحمد الغامدی/ نور الدین محمد عبد الجواد: تطور نظام التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة، الریاض، مکتبة تربیة الغد، 1422- 2010،  ص 128

42- صالح أبو عرادة: دور الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری، جامعة الملک خالد أبها، 2010، ص ص237- 238.

43- عبد الرحمن السدیس: الشریعة الإسلامیة وأثرها فی تعزیز الأمن الفکری، مؤتمر الأمن الفکری ، جامعة نایف للعلوم الأمنیة،  الریاض، مرکز الدراسات والبحوث، ١٤٢٦ ه- 2005 ، ص ص20- 21

44- علی فایز الجحنی: رؤیة للأمن الفکری وسبل المحافظة علیه وسبل مواجهة الفکر المنحرف، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، ١٤٢٥ ه- ٢٠٠5 م.، ص 186

 

 

 

 

 

 

 

مراجع الدراسة
القرآن الکریم .
1-  احمد حامد الغزالی: إحیاء علوم الدین، بیروت، دار الندوة الجدیدة، الجزء الرابع، ص452.
2-  فادی إسماعیل: البنیة التحتیة لاستخدام تکنولوجیا المعلومات والاتصالات فی التعلیم، والتعلیم عن بعد، ورقة عمل مقدمة إلى الندوة الإقلیمیة حول توظیف تقنیات المعلومات والاتصالات فی التعلیم والتعلیم عن بعد، دمشق ،  فی الفترة 1-17- 2003
3-  عبد الله عبد المحسن الترکی: الأمن الفکری وعنایة المملکة العربیة السعودیة به، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، المجلد الثانی ،العدد 39، 1423، ص 87.
4-  أسامة محمد بدر: مواجهة الإرهاب "دراسة فی التشریع المصری المقارن"، القاهرة، دار النشر الذهبی، 2000، ص ص4 – 5.
5-  المنجد فی اللغة العربیة المعاصرة، بیروت، دار المشرق،2002، ص 34.
6-  أحمد فارس القزوینی: مقاییس اللغة،  تحقیق: عبد السلام هارون ( اتحاد الکتاب العرب: باب الهمزة والمیم وما بعدهما فی الثلاثی ، 1423) (1/133).
7-  زین الدین محمد الرازی : مختار الصحاح، مکتبة لبنان، بیروت، 1989، (1/22) .
8-  محمد یعقوب الفیروز آبادی: القاموس المحیط، دمشق، مؤسسة الرسالة، الطبعة السادسة، ، باب النون،  1419،  ص ١٥١٨.
9-  عبد الله مطلق المطلق: الإرهاب وأحکامه فی الفقه الإسلامی، رسالة دکتوراه غیر منشورة  کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة، جامعة أم القرى، 1428.
10-                     متعب شدید محمد الهماش: استراتیجیة تعزیز الأمن الفکری، المؤتمر الأول الأمن الفکری (المفاهیم والتحدیات)، جامعة الملک سعود، 1430، ص 84.
11- علی الدین هلال : الأمن القومی العربی" دراسة فی الأصول"، مجلة شؤون عربیة، ص12.
12- أحمد زکی بدوی : معجم مصطلحات العلوم الاجتماعیة، مکتبة لبنان، بیروت، ١٩٩٣، ص ٣٧١.
13- أحمد علی المجدوب: الأمن الفکری والعقائدی مفاهیمه وخصائصه وکیفیة تحقیقه، بحث علمی منشور ضمن أوراق الندوة العلمیة "نحو استراتیجیة عربیة للتدریب فی المیادین الأمنیة"، المرکز العربی للدراسات الأمنیة والتدریب، الریاض، 1408ه، ص53.
14- عبد المنعم المشاط:  الأمم المتحدة ومفهوم الإرهاب،  د.ت، ص19
15- علی الدین هلال: بین الأمن العام والأمن السیاسی، 1406ه،  ص84
16- إبراهیم سلیمان الهویمل:  مقومات الأمن فی القرآن، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، المجلد الخامس عشر, العدد التاسع والعشرون. محرم 1421ه، ص 9
17- زین الدین محمد الرازی: مختار الصحاح، مرجع سابق ، (1/242)
18- أحمد بن فارس القزوینی: مقاییس اللغة، مرجع سابق ، 4/446.
19- جمال الدین بن منظور: لسان العرب، دار الفکر، الطبعة الثالثة، ١٤١٤ ه، ص10.
20- الراغب الأصفهانی: مفردات ألفاظ القرآن، تحقیق: صفوان داوودی، دمشق، دار القلم، ١٤١٨ ه، ص90.
21- سعد العتیبی: الأمن الفکری فی مقررات التربیة الإسلامیة فی المرحلة الثانویة" دراسة میدانیة"، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة، 1430، ص ص25- 26
22- عبد الرحمن الزنیدی: حقیقة الفکر الإسلامی، بحث فی المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری "المفاهیم والتحدیات"، جامعة الملک سعود، دار المسلم، الطبعة الأولى، ١٤١٥ه، ص ١٤.
23-  عبد الله الترکی: الأمن الفکری، الریاض، مراکز البحوث والعدالة الجنائیة ومکافحة الجریمة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، 1426، ص 66.
24- سلطان الحربی: دور الإدارة المدرسیة فی تحقیق الأمن الفکری الوقائی لطلاب المرحلة الثانویة بمحافظة الطائف من وجهة نظر مدیری ووکلاء تلک المدارس، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة،1432، ص22
25- عبد الرحمن الشاعر: الأمن الفکری فی مواجهة العولمة، کتاب نظمته الجامعة ضمن فعالیات الندوة العلمیة "التخطیط الأمنی لمواجهة عصر العولمة"، الریاض، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، 2006، ص 276.
26- إبراهیم الزهرانی: الأمن الفکری" مفهومه ، ضرورته، مجالاته"، ورقة عمل للاجتماع الدوری الخامس للهیئة، الریاض، کلیة الملک فهد الأمنیة، 2011، ص 6.
27- علی فایز الجحنی: دور التربیة فی وقایة المجتمع من الانحراف الفکری، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، المملکة العربیة السعودیة، ١٤٢٨ ه – ٢٠٠٧م، ص56.
28- حیدر عبد الرحمن الحیدر: الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة الدراسات العلیا، أکادیمیة مبارک للأمن، القاهرة ، ٢٠٠٢ م، ط ١، ص ٢٢
29- جمیل بن عبید القرارعة: الأمن الفکری فی الإسلام " مقومات ومزایاه" (فی):الأمن رسالة الإسلام، قسم الدراسات الإسلامیة  والعربیة ، کلیة العلوم، جامعة الملک فهد للبترول والمعادن، الدمام، ١٤٢٦ ه - ٢٠٠٥ م، ص ص14- 15
30- عصمت عدلی: علم الاجتماع الأمنی "الأمن والمجتمع"، الإسکندریة، دار المعرفة الجامعیة،  ٢٠٠١، ص " المقدمة ".
31- عبد الکریم عبد الله الحربی: الدور الاجتماعی للمؤسسات الأمنیة، ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن، مرجع سابق.
32- متعب شدید الهماش : استراتیجیة تعزیز الأمن الفکری، بحث مقدمة للمؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری تحت شعار "المفاهیم والتحدیات"، جامعة الملک سعود ، الریاض، 1430ه
33- سعید بن محمد الغامدی: الانحراف الفکری وأثره على الأمن الوطنی لدى مجلس التعاون الخلیجی، بحث غیر منشور.
34- محمد على الحربی: الأمن الفکری، بحث منشور فی جامعة تبوک -کلیة التربیة، قسم الإدارة التربویة والتخطیط ،  2013- 1434ه ، ص 15
35- محمد محمد نصیر: الأمن والتنمیة، الریاض،  مکتبة العبیکان، ١٤٣١ ه،  ص12
36- حیدر الحیدر: الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة، الطبعة الأولى، ١٤٢٣ ه، ص 341
37- عبد الله حمید: الأمن الفکری فی ضوء مقاصد الشریعة، منح الأمیر نایف بن عبد العزیز لدراسات الأمن الفکری، جامعة الملک سعود، المملکة العربیة السعودیة، 1430.
38- علی فایز الجحنی: دور حلقات تحفیظ القرآن الکریم فی تعزیز الأمن الفکری" رؤیة مستقبلیة"،  الملتقى الرابع للجمعیات الخیریة لتحفیظ القرآن الکریم بالمملکة العربیة السعودیة ، 1430 ، ص ص 129-143.  
39- عبد العزیز حسین العنزی: تصور استراتیجی لتعزیز الأمن الفکری من خلال مناهج التعلیم الثانوی السعودی "مقررات العلوم الشرعیة أنموذجاً"، دراسة ماجستیر غیر منشورة ، کلیة العلوم الاستراتیجیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، 1430.
40- عبد الحفیظ المالکی: الأمن الفکری" مفهومه , وأهمیته, ومتطلبات تحقیقه"، مجلة البحوث الأمنیة , العدد (43) ،  أغسطس 2009،ص ص54- 57.
41- حمدان أحمد الغامدی/ نور الدین محمد عبد الجواد: تطور نظام التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة، الریاض، مکتبة تربیة الغد، 1422- 2010،  ص 128
42- صالح أبو عرادة: دور الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری، جامعة الملک خالد أبها، 2010، ص ص237- 238.
43- عبد الرحمن السدیس: الشریعة الإسلامیة وأثرها فی تعزیز الأمن الفکری، مؤتمر الأمن الفکری ، جامعة نایف للعلوم الأمنیة،  الریاض، مرکز الدراسات والبحوث، ١٤٢٦ ه- 2005 ، ص ص20- 21
44- علی فایز الجحنی: رؤیة للأمن الفکری وسبل المحافظة علیه وسبل مواجهة الفکر المنحرف، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، ١٤٢٥ ه- ٢٠٠5 م.، ص 186