أثر استخدام المجتمع الافتراضي على الهوية الثقافية للشباب الجامعي ودور مقترح من منظور الخدمة الاجتماعية فى التعامل معها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم مجالات الخدمة الاجتماعية کلية الخدمة الاجتماية-جامعة الفيوم

المستخلص

أصبحت تقنيات الاتصال ونقل المعلومات رافداً أساسياً ورکناً مهماً في بناء منظومة الإنسان الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في ظل التحولات والتطورات المعرفية في هذا العصر، حيث شهدت المجتمعات الإنسانية خلال العقد الأخير من القرن الماضي تطورات متسارعة ومتلاحقة لتکنولوجيا الاتصالات والمعلومات مما ساهمت في تسهيل إمکانية التواصل الإنساني والحضاري ولعل أهمها يتمثل في شبکة المعلومات العالمية "الإنترنت Internet التي تُعدُّ أبرز ما توصل إليه العلم الحديث ويعد کذلک من أهم الإنجازات البشرية في عصر المعلوماتية(1).
ولقد أدخلت شبکة الإنترنت کوسيلة اتصال متطورة جداً معها جملة من التفاعلات السلوکية الثقافية المرتبطة بها والتي کان لها أثارها الواسعة على الصعيد الفردي والأسري والمجتمعي، وقد أدى هذا إلى شيوع أنماط جديدة ومتزايدة من السلـوکيـات والقيم الاجتماعية التي أثرت وبشکل واسع في عملية التفاعل الاجتماعي،  سواء على المستوى الفردي أو الجماعي(2).
وأشار "حلمي ساري"بهذا الخصوص، أنَّ هناک خصائص عديدة تجعل من الإنترنت بيئة افتراضية مفضلة عن غيرها من الوسائل وتتمتع بجاذبية مرتفعة بين کل مستخدميه وهي مرونة استخدامه وسهولة الدخول إلى أي موقع من المواقع المتنوعة التي يريدها مستخدموه(3).
           إن السرعة المتزايدة والفائقة والمستمرة التي تدور بها اليوم عجلة تطور تکنولوجيا الاتصالات والمعلومات دفعت العالم إلى الانتقال من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات لتعصف ثورة المعلومات والتکنولوجيا متعددة الوسائط جوانب الحياة کافة في التجارة والسياسة والتربية والتعليم إلى التسلية والألعاب ومن الوسائل الاتصالية التي ميزت هذا العصر وأحدثت القدر الأکبر من التأثير والتغيير شبکة الانترنت العالمية التي تختلف کثيرا عن وسائل الاتصال التي سبقتها سواءً من حيث استعمالاتها أو خدماتها أو عدد مستعمليها أو أثارها وتأثيراتها على مختلف المجالات وقد قامت باختزال کل الوسائل الإعلامية والاتصالية الأخرى واحتوائها، فيمکن اليوم من خلالها الاطلاع على کل صحف وجرائد العالم، ومشاهدة کل القنوات التلفزيونية الدولية و الاستماع  لکل القنوات الإذاعية، ويمکن کذلک الاتصال مع الآخرين مهما کان مکانهم في کل أنحاء الکرة الأرضية التي يتوفر فيها الربط بالشبکة العنکبوتية، إلى غير ذلک من المجالات الأخرى التي لحقها تأثير الانترنت ووسائل الاتصال المختلفة والتي جعلت عالم اليوم يعيش ثورة جديدة من نوع خاص فاقت في إمکاناتها وآثارها کل ما حققه الإنسان من تقدم حضاري خلال وجوده على الأرض، فالتقدم الحاصل في النصف الثاني من القرن العشرين قد يعادل کل الفترة السابقة التي عاش فيها الإنسان وتعوض کل ما توصل إليه وإذا کانت وسائل الإعلام الأخرى مجتمعة  قد أحدثت جزءاً کبيراً من هذا التغيير والتأثير على حياة الأفراد فان الانترنت عندما ظهرت قد تجاوزت کل هذه الوسائل وأصبح تأثيرها يعادل بل يتجاوز تأثير کل الوسائل الأخرى نظرا لتميزها بخصائص کثيرة وإتاحتها لخدمات واستعمالات متعددة لم تکن موجودة من قبل  فشبکة الانترنت ليست کغيرها من وسائل الإعلام فهي " کونية وعالمية(mondial et universel)" ومتاحة لکل الأفراد دون استثناء، صغيرهم وکبيرهم ذکرهم وأنثاهم والشيء المهم الذي جعلها تتميز عن وسائل الإعلام الأخرى، هو طابعها التفاعلي فالمستعمل يمکنه أن  يشارک في مضمونها، ويضيف أو يغير أي شيء ويمکنه أن يختار الخدمة التي يشاء(4).

نقاط رئيسية

المجتمع الافتراضی

الكلمات الرئيسية


بحث بعنوان

أثر استخدام المجتمع الافتراضی

على الهویة الثقافیة للشباب الجامعی

ودور مقترح من منظور الخدمة الاجتماعیة فى التعامل معها

 

 

 

 

اعــــداد

د. سعد عید قاسم

مدرس بقسم مجالات الخدمة الاجتماعیة

کلیة الخدمة الاجتمایة-جامعة الفیوم

 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مشکلة البحث :

أصبحت تقنیات الاتصال ونقل المعلومات رافداً أساسیاً ورکناً مهماً فی بناء منظومة الإنسان الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة والثقافیة فی ظل التحولات والتطورات المعرفیة فی هذا العصر، حیث شهدت المجتمعات الإنسانیة خلال العقد الأخیر من القرن الماضی تطورات متسارعة ومتلاحقة لتکنولوجیا الاتصالات والمعلومات مما ساهمت فی تسهیل إمکانیة التواصل الإنسانی والحضاری ولعل أهمها یتمثل فی شبکة المعلومات العالمیة "الإنترنت Internet التی تُعدُّ أبرز ما توصل إلیه العلم الحدیث ویعد کذلک من أهم الإنجازات البشریة فی عصر المعلوماتیة(1).

ولقد أدخلت شبکة الإنترنت کوسیلة اتصال متطورة جداً معها جملة من التفاعلات السلوکیة الثقافیة المرتبطة بها والتی کان لها أثارها الواسعة على الصعید الفردی والأسری والمجتمعی، وقد أدى هذا إلى شیوع أنماط جدیدة ومتزایدة من السلـوکیـات والقیم الاجتماعیة التی أثرت وبشکل واسع فی عملیة التفاعل الاجتماعی،  سواء على المستوى الفردی أو الجماعی(2).

وأشار "حلمی ساری"بهذا الخصوص، أنَّ هناک خصائص عدیدة تجعل من الإنترنت بیئة افتراضیة مفضلة عن غیرها من الوسائل وتتمتع بجاذبیة مرتفعة بین کل مستخدمیه وهی مرونة استخدامه وسهولة الدخول إلى أی موقع من المواقع المتنوعة التی یریدها مستخدموه(3).

           إن السرعة المتزایدة والفائقة والمستمرة التی تدور بها الیوم عجلة تطور تکنولوجیا الاتصالات والمعلومات دفعت العالم إلى الانتقال من المجتمع الصناعی إلى مجتمع المعلومات لتعصف ثورة المعلومات والتکنولوجیا متعددة الوسائط جوانب الحیاة کافة فی التجارة والسیاسة والتربیة والتعلیم إلى التسلیة والألعاب ومن الوسائل الاتصالیة التی میزت هذا العصر وأحدثت القدر الأکبر من التأثیر والتغییر شبکة الانترنت العالمیة التی تختلف کثیرا عن وسائل الاتصال التی سبقتها سواءً من حیث استعمالاتها أو خدماتها أو عدد مستعملیها أو أثارها وتأثیراتها على مختلف المجالات وقد قامت باختزال کل الوسائل الإعلامیة والاتصالیة الأخرى واحتوائها، فیمکن الیوم من خلالها الاطلاع على کل صحف وجرائد العالم، ومشاهدة کل القنوات التلفزیونیة الدولیة و الاستماع  لکل القنوات الإذاعیة، ویمکن کذلک الاتصال مع الآخرین مهما کان مکانهم فی کل أنحاء الکرة الأرضیة التی یتوفر فیها الربط بالشبکة العنکبوتیة، إلى غیر ذلک من المجالات الأخرى التی لحقها تأثیر الانترنت ووسائل الاتصال المختلفة والتی جعلت عالم الیوم یعیش ثورة جدیدة من نوع خاص فاقت فی إمکاناتها وآثارها کل ما حققه الإنسان من تقدم حضاری خلال وجوده على الأرض، فالتقدم الحاصل فی النصف الثانی من القرن العشرین قد یعادل کل الفترة السابقة التی عاش فیها الإنسان وتعوض کل ما توصل إلیه وإذا کانت وسائل الإعلام الأخرى مجتمعة  قد أحدثت جزءاً کبیراً من هذا التغییر والتأثیر على حیاة الأفراد فان الانترنت عندما ظهرت قد تجاوزت کل هذه الوسائل وأصبح تأثیرها یعادل بل یتجاوز تأثیر کل الوسائل الأخرى نظرا لتمیزها بخصائص کثیرة وإتاحتها لخدمات واستعمالات متعددة لم تکن موجودة من قبل  فشبکة الانترنت لیست کغیرها من وسائل الإعلام فهی " کونیة وعالمیة(mondial et universel)" ومتاحة لکل الأفراد دون استثناء، صغیرهم وکبیرهم ذکرهم وأنثاهم والشیء المهم الذی جعلها تتمیز عن وسائل الإعلام الأخرى، هو طابعها التفاعلی فالمستعمل یمکنه أن  یشارک فی مضمونها، ویضیف أو یغیر أی شیء ویمکنه أن یختار الخدمة التی یشاء(4).

وقد اشارت دراسة کروات وآخرین (2011)(5) الى طرق استخدام  الإنترنت وعلاقاته بالحیاة الاجتماعیة والنفسیة"، وأشارت نتائجها إلى أن هناک دلائل یمکن الاعتماد علیها ضمن دراسات إحصائیة وهی أن مستخدمی الإنترنت یصبح لدیهم تقلص فی الدعم الاجتماعی وفی السعادة ویزداد لدیهم الشعور بالإحباط والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعیة المحیطة بهم.

      وتعتبر هذه السهولة فی الاستعمال وإتاحة الوصول لخدماتها المتعددة من أهم العوامل التی جعلت شبکة الانترنت تستقطب نسبة هامة من المستعملین بکل الفئات والمستویات الثقافیة والعلمیة وفی الحقیقة فإن استعمال هذه الوسیلة الاتصالیة الحدیثة یختلف عن استخدام وسائل الإعلام الأخرى فالفرد بإمکانه أن یقضی أوقاتا طویلة دون أن یشعر أمام الحاسوب لأن الانترنت تقدم عدة خدمات تجلب الاهتمام کمحرکات البحث ومنتدیات المحادثة الالکترونیة والمدوناتو ومواقع الشبکة الاجتماعیة (social media) والبرید الالکترونی، إلى غیر ذلک من التطبیقات بالإضافة إلى توفیرها کل وسائل الإعلام التقلیدیة کالصحف والمجلات الالکترونیة والبث الإذاعی والتلفزیونی على الشبکة والمکتبات الافتراضیة(6).

     وقد أدى الاستعمال المفرط لشبکة الانترنت وخدماتها المختلفة الى ما بات یطلق علیه "ادمان الإنترنت" الأمر الذى أدی لحدوث عدة أثار على الأفراد المستعملین وعلى المستوى العام للمجتمع، سواء کانت أثار اجتماعیة، نفسیة، أخلاقیة، أو ثقافیة(7).

        ومنذ بدایة التسعینات انتشرت المجتمعات الافتراضیة بفضل آلاف الشبکات ویعود ذلک لتطبیق نظام تروتوکول (TCP/IP) ووصلت حینه إلى حوالى (5000) ألف شبکة فى أکثر من (36) دولة(8) 

وتلا ذلک قیام وکالة الفضاء الأمریکیة والوکالة الأمریکیة للطاقة بالمساهمة فى تقدیم خدمات تبادل ونقل المعلومات عبر ممرین إضافیین أطلق علیها ( NSINET-ESNET ) ونتیجة لذلک استقطبت هذه الشبکة عدداً کبیراً من مراکز المعلومات مما أدى إلى زیادة عدد الشبکات حتى وصلت إلى 95000 شبکة یستخدمها أکثر من 300.000 مستخدم (9)

حیث أفاد مکتب (داتا کریست) الأمریکی للدراسات أن عدد المشترکین بلغوا فى نهایة عام 2011 إلى (128) میلون مشترک فیها کان مستخدمیها فى عام  2008 لا یتجاوز (110) ملیون مشترک ومنتشرة فى أکثر من (75) دولة فى العالم (10)

وفى تقریر (جریدة الجزیزة السعودیة، 2011) بعنوان " مقاهی الانترنت: بعد مرور سنوات على دخول الخدمة فى المملکة ذکر أن  65% من الطلاب والطالبات ینظرون إلى المجتمعات الافتراضیة على أنها من الضروریات، و أن 20% یرون أن غلاء الأسعار هى العائق الوحید لانتشار استخدامها، وأن 90% من الشباب یفضلون زیارة مقاهی الانترنت خلال عطلة نهایة الأسبوع مساءً ویعملون فى المتوسط قرابة 3 ساعات للفرد الواحد (11)

        ووفقاً لتقریر وزارة الثقافة عام 2012، تم حصر أکثر من (10000000(  شخص یعمل فى مجال المجتمع الافتراضی، ویرتاد مقاهی الانترنت 70 % من الشباب الذین تتراوح أعمارهم بین 18 / 30 عاماً، و54% منهم فى المرحلة الجامعیة، حیث أصبح عدد مستخدمى الانترنت فى العالم 3.419 ملیار شخص بنسبة 46% عن عام 2016، وعدد مستخدمى السوشیال میدیا فى العالم 2.307 ملیار بنسبة 31 % بزیادة + 219 ملیون عن السنة الماضیة بحوالی 10% (12) الامر الذى جعل استخدام تلک الشبکات بات استخدام مرضى یؤثر بشکل لا ریب فیه على الشباب فى مختلف جوانب حیاتهم ، الامر الذى أکدته العدید من الدراسات ، حیث تشیر دراسة نیمیز وزملاؤه (Niemz et.al.) (2011)(13) الى أثر الاستخدام المرضی للانترنت لدى طلبة الجامعة وارتباطه باحترام الذات وأکدت أهم نتائجها على أن طلبة الجامعة یستخدمون الإنترنت فی کثیر من المواقف من أجل الدعم الاجتماعی.  وحول انعکاس استخدام الإنترنت على المشارکة الاجتماعیة  فقد أشارت نتائج الدراسة بأنها لیست محددة وإنما تختلف من فرد لآخر.

وکذلک دراسة رولاالحمصی (2011)(14) والتىهدفت إلى إلقاء الضوء على ظاهرة الإدمان على الإنترنت وعلاقتها بمهارات التواصل الاجتماعی و معرفة متغیرات )الجنس، الوضع الاقتصادی، التخصص العلمی( ، واعتمدت الباحثة على المنهج الوصفی التحلیلی، وکانت أدوات البحث عبارة عن(مقیاس لإدمان الانترنت ومقیاس العلاقات الاجتماعیة) وتوصلت الدراسة إلى:

 - وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیًا بین الإدمان على الإنترنت ومهارات التواصل الاجتماعی فالجلوس فترات طویلة لاستخدام الإنترنت تجعل الفرد یخصص وقتاً أقل للنشاطات الأخرى.

-  أن الإناث یتعلقن باستخدام الإنترنت أکثر من الذکور ویعود ذلک إلى طبیعة التنشئة الاجتماعیة للإناث فی مجتمعاتنا.

ویستخدم عادة مصطلح “العالم الافتراضی”  لوصف الأماکن التی یقطنها الناس فی بیئات بواسطة الکمبیوتر والتی من الممکن أن تتفاعل مع الأشیاء والآخرین عبر النص والصوت نوالحرکة أو صور الکمبیوتر. ویمکن الاطلاع على أصولها فی کثیر من روایات الخیال الأدبی فضلا عن الکثیر ممن یحملون بأفلامهم و روایاتهم فکرة الترکیز على تعزیز التواصل الاجتماعی بین الناس والذی یمکن  أن یتحقق عن طریق التکنولوجیا الرقمیة و یحدث هذا التفاعل فی کثیر من الأحیان عن طریق صورة رمزیة ""Avatar و الذی یصف الأداة التی توظّف لتمثیل هویة المستخدم، بغض النظر إذا ما کانت هذه الهویة لدیها أی تشابه و الشخصیة فی العالم الحقیقی.

والحقیقة أن المواقع الالکترونیة بقدر ما توفره من فرص افتراضیة لعلاقات واقعیة و حقیقیة، لکنها قد تواجه بعض العقبات الثقافیة التی تنشأ من اختلاف العلاقة الافتراضیة عن العلاقة الحقیقیة، فالعلاقة بین شخصین على الإنترنت قد لا توفر تعریفاً بالشخص وجهاً لوجه و بالتالی فهی تفتقد أیضاً إلى نقل التأثیر الکیمیائی للشخصیات التی قد تنسجم أو تختلف بناء على اللقاء الشخصی الواقعی.. ولکن حتى هذه المشکلات أصبح لها الیوم حلول توفرها کامیرات أجهزة الحاسوب الآلی (ویب کام) التی قد تنتقل بالحوار بین الأطراف المعنیة من منطقة الدردشة النصیة إلى الحوار بالصوت والصورة(15).

وهو ما تتفق معه دراسةسهامالعزبومحمدالغامدی(2013) (16)والتىهدفت إلى التعرف على الأنماط والدوافع والآثار المترتبة على استخدام غرف الدردشة عبر شبکة المعلومات وعلاقتها بمتغیرات )العمر والمعدل الدراسی والدخل(وتوصلت الدراسة إلى:

 - أن غرف الدردشة هی أحد الأسالیب الفعالة للتواصل الاجتماعی واستخدامها یتراوح من ساعة إلى أقل من ٣ ساعات یومیا للجنسین وفترة المساء هی الوقت المفضل للاستخدام.

-  دوافع النسبة الأعلى من مستخدمی غرف الدردشة کانت التسلیة وقضاء وقت الفراغ بالنسبة للجنسین، فقد بلغت ٤٦,٧ % للتسلیة و ٣٩ % لقضاء وقت الفراغ لدى الذکور.

 - أن غالبیة المستخدمین تربطهم علاقات متوسطة واهتمامات مشترکة مع الأصدقاء عبر غرف الدردشة وغالبیتهم یضطرون إلى عدم قول الحقیقة ولدیهم اتجاه نحو الجرأة فی الحوارات مع الجنس الآخر.

ونظراً للاعتماد المتزاید علی استخدام المجتمع الافتراضی فی النظم الاجتماعیة والاقتصادیة للمجتمع الإنسانی، فقد تزایدت أهمیة استخدامها مؤخراً وأصبحت رکیزة أساسیة وزادت معها قدراتنا المعلوماتیة والتفاعلیة، ویصاحب ذلک أن العلاقات غیر ثابتة ومن الصعب التنبؤ فی تحدید آثار استخدامه فی المدى البعید(17).

ویعدُّ ظهور المجتمع الافتراضی فی العقد الأخیر من القرن الماضی، یمتاز بمزایا وخصائص اتصالیة یندر وجود مثیل لها فی أیة وسیلة أخرى، وقد استحوذ على حیز کبیر من اهتمام الشباب فی المجتمع بمختلف سماتهم الاجتماعیة، واستخدامه بشکل متزاید، والاعتماد علیه فی حیاتهم الیومیة بطریقة لافتة للنظر(18).

واشارت دراسة جارحالعتیبیعام ) ٢٠٠٨((19)إلى التعرف على دوافع استخدام الفیسبوک والإشباعات المتحققه من استخدامه، حیث شملت طلاب وطالبات السنة التحضیریة فی ثلاث جامعات سعودیة واعتمد الباحث على منهج المسح الاجتماعی والاستبیان کأداة لجمع البیانات وتوصلت الدراسة إلى:

 - انتشار استخدام الفیس بوک بین طلاب وطالبات الجامعات السعودیة بنسبة ٧٧%، و یظهر تأثیر الأهل والأصدقاء فی التعرف علیه.

-  کان دافع الفضول والمشارکة الأول فی دفعهم لاستخدام الفیس بوک وکذلک الأول فی الإشباعات المتحققة من استخدامه.

أکدت العینة تحقیق الفیس بوک فی تأثیره على الشخصیة ما لا تحققه الوسائل الإعلامیة الأخرى، وکذلک تأثیر استخدام الفیس بوک على استخدامهم للوسائل الإعلامیة الأخرى.

وکذلک دراسة (wang, 2010) (20)أشارت نتائجها إلى أن الشباب یستخدمون الإنترنت فی حیاتهم الیومیة للتواصل والتفاعل مع بعضهم البعض، کما أوضحت النتائج أن للانترنت دور فی تعزیز الثقافات بین الشباب المهاجرین، أشارت نتائجها إلى أن المشارکة فی المجتمعات الافتراضیة تساعد على تطویر هویة الأعضاء الاجتماعیة والتأثیر على السلوک الاجتماعی لدیهم.

        کما اکدت دراسة عبدالرحمن الشامی (2009م)(21)على أشکال "استخدام الشباب الجامعی الیمنی للانترنت وقد توصلت أهم نتائجها إلى أن استخدام شبکة الإنترنت من قبل أفراد العینة کان بدافع الحصول على المعلومات واستخدام البرید الالکترونی ثم لقراءة الصحف والمجلات وعن أهم اتجاهاتهم نحو منافع استخدام الإنترنت فقد اتسمت بالایجابیة وبخاصة ما یتعلق بکونها من أهم الوسائل المساعدة فی إنجاز الأبحاث العلمیة ووسیلة للتواصل مع العالم الخارجی ووسیلة ثقافیة لإجراء حوارات عالمیة ووسیلة لمعرفة أهم ما یحدث فی العالم.

وعلى الرغم مـن الأثر المتنامی لاستخدام المجتمع الافتراضى ومن الإقبال اللامحدود من قبل الشباب الجامعی على استخدامه وتأثیراته المختلفة على البناء الاجتماعیلا زالت دراسة المشکلات والآثار الناتجة عنه محدودة وخصوصاً فی مدى تأثیره على العلاقات الاجتماعیة من خلال قلة الانتماء والمواطنة والانفصام الفکرى وانعدام المسئولیة الاجتماعیة لدى فئة من أکثر الفئات الاجتماعیة استخداماً له وهى فئة الشباب ویتفق مع ذلک دراسة کل من کمبرلی – یونج (Young) (2009)(22)  الى تحدید "أهم الآثار السلبیة لإدمان الشباب الجامعى البیئات الافتراضیة"، وتوصلت الدراسة إلى أن إدمان البیئات الافتراضیة یرتبط بکثیر من الآثار السلبیة مثل: الانسحاب والتقوقع حول الذات، وقطع اتصاله بمجتمعه حتى أسرته، مع جفاف المشاعر، ویؤدی إلى الإغتراب والعزلة الاجتماعیة، وبینت الدراسة بأن طلبة الجامعات هم الأکثر تأثراً وتعلقاً بالإنترنت مما یؤثر على مستواهم الدراسی، وإلى تغیبهم عن الدراسة، والکذب على الأهل، والإنسحاب من البیئة الاجتماعیة.

ودراسة فایز المجالی (2009)(23) والتى هدفت الدراسة الى استطلاع آراء عینة من طلبة جامعة مؤته إلى تحلیل واقع ظاهرة استخدام الإنترنت من حیث إبراز التأثیرات الاجتماعیة المترتبة عن استخدامه على فئة الشباب الجامعی من وجهة نظر عینة من المبحوثین، و الکشف عن أهم الخصائص العامة لسلوک مستخدمی الإنترنت وتأثیراته على علاقاتهم الاجتماعیة، وتوصلت الدراسة إلى:

 - أن أثر استخدام الإنترنت على العلاقات الاجتماعیة یزداد فی حالة استخدام الطالب للانترنت بمفرده فی حین یتناقص هذا الأثر فی حال قضاء الطلبة وقتهم أمام الإنترنت بمشارکة الآخرین، وکذلک تبین أنه کلما زاد عدد ساعات استخدام الإنترنت إرتفع أثر استخدام الإنترنت على العلاقات الاجتماعیة.

 -کما بینت الدراسة أنه کلما ارتفع المستوى الدراسی لدى الطلبة انخفض أثر استخدام الإنترنت على العلاقات الاجتماعیة، وکذلک الحال بالنسبة للتوزیع العمری حیث أنه کلما ازداد العمر انخفض أثر استخدام الإنترنت على العلاقات الاجتماعیة وفیما یتعلق بمستوى الدخول الشهریة لأسر الطلبة فقد بینت نتائج الدراسة أنه کلما ارتفع الدخل الشهری لأسر الطلبة انخفض أثر استخدام الإنترنت على العلاقات الاجتماعیة لدیهم.

وفی هذا الصدد یشکل المجتمع الافتراضی موضوعاً تصطدم فیه أطروحتان مختلفتان، الأطروحةالأولى: ترى فی هذه المواقع فرصة لتبادل الاتصال والمعرفة والقضاء على عوائق الزمان والمکان فتزید فی تقارب الناس وترفع من درجة تفاعلهم وتنشئ علاقات اجتماعیة جدیدة، کما أنها تختزل قدرًا هائلاً من الإجراءات فی التعاملات والمبادلات التجاریة والاقتصادیة بینما الأطروحة الثانیة  : فترى أنها تشکل مصدر الخطر الحقیقی على العلاقات الاجتماعیة، وتمثل نظرة کارثیة إذ تؤدی إلی میلاد مجتمع یحمل عوامل القطیعة مع التقالید الثقافیة، کما تؤدی إلى العزلة وتفکک نسیج الحیاة الاجتماعیة ویرى هؤلاء أن وسائل التواصل الاجتماعی قد اقتحمت الحیاة العائلیة بحیث قللت من فرص التفاعل والتواصل داخل الأسرة.

ویؤکد على ذلک دراسة ( Jeng Wu & Tsang, 2008 )(24) التی توصلت نتائجها إلى أن ثقة الأعضاء فی المجتمعات الافتراضیة تدعم تفاعلهم مع هذه المواقع وتشجیعهم على المشارکة فی أنشطتها إلى وجود علاقة بین حجم الجماعة فی المجتمعات الافتراضیة والقیمة الاجتماعیة الموجهة من خلالها وأیضاً هناک علاقة بین النوع والمشارکة فی المجتمع الافتراضی حیث أن مشارکة الذکور أعلى من الإناث.

 وأشارت أیضاً هدی محمودحجازی(2011)(25)إلى أن أهم خصائص المجتمعات الافتراضیة تتمثل فی أنهاتجمعات إنسانیة تعتمد فی تکوینها على الحاسب الآلی وشبکة المعلومات وبین أفرادها تفاعلات ویضبط سلوک الأعضاء مجموعة من القیم والقواعد کما أن الدور الذی یقوم به الفرد فی المجتمع الافتراضی هو تطوعی ویتزاید عدد أعضائها بسرعة و لا تعتمد على مساحة جغرافیة، وأشارت إلى أن المجتمعات الافتراضیة تحاکی المجتمعات الحقیقیة، کما أشارت إلى أن أکثر الفئات تردداً ومشارکة فی المجتمعات الافتراضیة على شبکة الانترنت هم من الشباب، وأن الشباب الذکور هم أکثر من الإناث مشارکة فی المجتمعات الافتراضیة کما أشارت الدراسة إلى أن المجتمعات الافتراضیة یمکن اعتبارها أحد المجتمعات التی تتعامل معها تنظیم المجتمع فی الخدمة الاجتماعیة.

ویلاحظ من خلال مشاهدة الأنماط السلوکیة الاجتماعیة على أرض الواقع، بأن هناک زیادة مستمرة وإقبالاً مرتفعاً لأعداد الناس، ومن مختلف فئات المجتمع المستخدمین للإنترنت، وبخاصة فئة الشباب فیهم، وقد یصل استخدامهم إلى درجة الإدمان، مما قد یؤثر على السلوک الإنسانی وشبکة العلاقات الاجتماعیة وطرق التفکیر فی التعامل مع متغیرات الحیاة والذی من شأنه تعزیز القیم الفردیة بدلاً من القیم الاجتماعیة وقیم العمل الجماعی المشترک الذی یمثل عنصراً هاماً فی ثقافة المجتمع(26).

وقد اشارت دراسة رضاأمین(2009) (27)الى التعرف الى حدود التفاعل الاجتماعی فی المجتمعات الافتراضیة على شبکة الإنترنت ، وقدطبقت الدراسة على نوعین من المجتمعات الافتراضیة على شبکة الإنترنت أولاهما: تلک التی تقوم على التفاعل الثقافی والاجتماعی وتبادل الأفکار والآراء عبر مواقع تسمح لمستخدمیها بالإضافة والتعلیق والمشارکة النشطة مثل) المنتدیات، المدونات، غرف الدردشة، الفیس بوک( ، والنوع الثانی هی المجتمعات الافتراضیة الکاملة على شبکة الویب  وهی المواقع الإلکترونیة التی تحاول محاکاة العالم الواقعی من خلال إتاحة عدد من الخیارات المتعددة أمام المستخدمین تمکنهم من ممارسة تفاصیل حیاتهم من بیع وشراء وارتداء ملابس والسفر عبر الطائرات وغیرها مثل )سکند لایف، مجتمع جوجل لایفلی( واستهدفت الدراسة التعرف على المجتمعات الافتراضیة فی الإنترنت والسمات العامة التی تمیزه وکذلک التعرف على أنماط المجتمعات الافتراضیة على الإنترنت وکل نمط وحدود ما یمکن أن تقدمه من علاقات تفاعلیة اجتماعیة وثقافیة بین سکان هذه المجتمعات .

ویعیش الشباب فی مجتمعاتنا النامیة انفتاحًا معرفیًا متنامیًا و ثورة تکنولوجیة عارمة تروج لها أدوات الدعایة المنتشرة حول العالم بما یخدم أهداف مروجیها من جهة و بما تحققه من فائدة تعز بسواها من جهة أخرى ، وإزاء هذا التسارع المعرفی و النقلة الحضاریة المعلوماتیة والإنفتاح اللامحدود على العالم بثقافاته وعاداته وتقالیده أصبح من العسیر على مجتمعات محافظة کمجتمعاتنا ضبط مدخلات ومخرجات جیل من الشباب تربى على غیاب الرقابة التی کانت أکثر قابلیة للتطبیق قبل هذا العصر(28)

وتعتبر مرحلة الشباب من المراحل الهامة فی حیاة الإنسان وأهم مراحله العمریة نظراً لما فیها من طاقات هائلة یمکن استثمارها وتعود بالفائدة العظیمة لیس على الشباب أنفسهم وإنما تعود على المجتمع بأکمله ونظراً لطبیعة الخصائص المتنوعة لهذه الفئة فقد استحوزت على اهتمام کبیر من مختلف التخصصات والمعارف العلمیة بل حظیت باهتمام الأدیان والتى دعت إلى الاهتمام بالشباب وتحصینه لإعتماد أی أمة بصفة رئیسیة على جهده وفکره حتى ینوء بحمل المسئولیة بجانب أولى الأمر فی حاضر الأمة ویتم إعداده لتولى القیادة فی المستقبل فی جمیع مناحی الحیاة

ولقد بذلت محاولات کثیرة لتحدید وتعریف الشباب وکان الاتفاق على اختیار مفهومین أکثر انتشاراً بین المشتغلین: أحدهما یرى أن الشباب مرحلة عمریة محددة بین مراحل العمر، أما المفهوم الآخر فیرى أن الشباب حالة نفسیة مصاحبة تمر بالإنسان وترتبط بالقدرة على التعلم ومرونة العلاقات الإنسانیة والمفهومان یرتبط کل منهما بالآخر بل من الصعوبة فصل أحدهما عن الآخر(29)

حیث یتعرض الشباب فی هذا العصر إلى کم هائل من المعلومات  من مصادر متعددة یصعب حصرها وبالتالی عدم التعامل الصحیح مع الأنظمة والآلیات الحدیثة  مثل وسائل الاتصال الحدیثة التی تنتشر وتتطور بصورة یصعب ملاحقاتها وشبکة المعلومات الدولیة(الإنترنت) وما یرتبط بها من عناصر مثل الروابط والمواقع الاجتماعیة(کالفیس بوک)ویترتب على ذلک العدید من الآثار منها ما هو إیجابی ومنها ما هو سلبی(30)

 

ویتفق ذلک معدراسة نیرمیخضر(2009)(31) والتىهدفت الدراسة الى التعرف على الآثار النفسیة والاجتماعیة لاستخدام الشباب المصری لمواقع الشبکات الاجتماعیة وطبقت على عینة عمدیة من مستخدمی الفیس بوک من الشباب الجامعی فى جامعة القاهرة والجامعة البریطانیة، وکان الهدف الرئیسی للبحث هو التعرف على دوافع استخدام الشباب لموقع الفیسبوکFacebook  والأنشطة التی یمارسونها فی هذا الموقع، وتوصلت الباحثة إلى مایلی:

 - أن دافع التسلیة والترفیه یأتی على رأس قائمة دوافع استخدام الطلاب لموقع الفیسبوک.

 - أن مشاهدة ألبومات الصور الخاصة بالأصدقاء تأتی على رأس قائمة الأنشطة التى یمارسها المبحوثین .

 - اتفقت مجموعة طلاب جامعة القاهرة والجامعة البریطانیة على أن التفاعل الاجتماعی بین الأشخاص عبر موقع الفیسبوک یؤدی إلى تنمیة المهارات الشخصیة والخبرات الحیاتیة والتعامل مع الآخرین، ومن أهم مزایا الفیسبوک التواصل مع الأصدقاء ومواکبة ما یجرى والتعرف على مزاج الأصدقاء وتجدید العلاقات بأصدقاء الماضى وإبداء الرأى الحر.

واهتمت کذلک دراسة کراوت وزملائـه (Kraut et al..) (2010)(32)  بتحدید "أثر استخدامات الإنترنت على التفاعل الاجتماعی والصحة النفسیة للفرد" ومن أهم نتائج الدراسة هو أن استخدام الإنترنت المتزاید یؤثر وبشکل کبیر على مستوى الاتصال والمشارکة مع أفراد الأسرة داخل المنزل ویقلل من مقدار التواصل الاجتماعی فی المحیط الذی ینتمون له  کذلک بینت الدراسة بأن کثرة استخدام الإنترنت والجلوس أمامه لساعات طویلة یؤدی إلى حالات من الاکتئاب والوحدة الاجتماعیة.

ومن خصائص مرحلة الشباب أنها مرحلة البحث عن الهویة فالشاب فی تلک المرحلة دائم التساؤل عن ماهیة دورة فی المجتمع، ویعتبر البحث عن الهویة له تأثیر علی سلوک الشباب وهذا ما یسمی بأزمة الهویة، ویفرض التحدی الذی نعیشه الیوم علی أمتنا وشعوبنا بلورة رؤیة خاصة نستطیع من خلالها أن نحقق طرفی المعادلة وهما: کیفیة الحفاظ علی هویتنا العربیة من ناحیة، وکیفیة الانفتاح فی نفس الوقت علی العالم من حولنا لنستفید من ثمرات المعرفة الإنسانیة دون أن نغامر بفقد هویتنا من ناحیة أخرى ، وهذا الوضع هو ما قد یکون علیه حال الشباب إذ هم أکثر فئة فی المجتمع تتعرض للتقنیات الحدیثة وللغزو الثقافی بوسائله المختلفة، مما قد یؤثر على هویتهم وقیمهم فی إطار عدم التوازن بین ما هو أصیل ومدرک بوعی وبین ما هو عصری ومدرک بشکل انبهاری(33)

وتستهدف ثقافة الاختراق التشویش علی نظام القیم وتوجیه الخیال وتنمیط الذوق وقولبة السلوک لدى الشباب بحیث تفرض قیمًا سطحیة أو استهلاکیة سوقیة وتصبح آلیة فعالة لتشویه البنیة التقلیدیة مما یقود إلی تغریب الإنسان وعزله عن قضایاه، وإدخال الضعف لدیه، والتشکیک فی جمیع قناعاته الدینیة والقومیة والأیدیولوجیة، وذلک بهدف إخضاعه نهائیًا للقوی والنظم المسیطرة علی القریة الکونیة (34).

ومن الضروری للشباب حتى یستطیع تکوین واکتساب إحساس قوی لهویته وفردیته أن یری نفسه فردًا متمیزًا رغم اشتراکه مع أقرانه فی الکثیر من القیم والاهتمامات والمیول، وأن یدرک ذاته الشخصیة بکونها شیئًا ثابتًا عبر الزمن ، أی أن شخصیة الأمس شبیهة بشخصیة الیوم وذات علاقة قویة بشخصیة المستقبل وتظهر مشکلات الهویة عند الشباب عند محاولاتهم تبنی واکتساب قیم ومعتقدات خاصة بهم (35) .

وکذلک عند اختیارهم لرغباتهم المهنیة والدراسیة ویشیر العلماء إلى وجود ثلاث مستویات للهویة هی(36):

(أ) الفرد داخل الجماعة وهو کینونة متمیزة ومستقلة هو أنا مقابل الآخر فى نفس الجماعة وهذا المستوی هو ما یشار إلیه بالهویة الفردیة.

(ب) الجماعات داخل الأمة ولکل منها ما یمیزها عن غیرها وهذا المستوی یشیر إلى الهویة الجماعیة.

(ج) الأمة الواحدة إزاء الأمم الأخرى، وهذا المستوی یطلق علیه الهویة الوطنیة أو القومیة.

وقد أشارت دراسةمحمد سلیمان سالم الخمسان 2016 (37) إلى التعرف علی أهم وأبرز تأثیرات العولمة علی المجتمعات العربیة عموماً ، والمجتمع السعودی بصفة خاصة ، وذلک فی ضوء هویته الثقافیه، وکذلک الکشف عن تجلیات تلک الهویة الثقافیه ، ومظاهر الثبات والتغیر للهویة الثقافیة لدى الشاب السعودی ، وقد توصلت أهم النتائج إلی أن آلیات إنتشار العولمة هی وسائل الإعلام والإتصال الحدیث کالإنترنت والفضائیات والهواتف النقالة والتی تعتبر أدوات للعولمة الثقافیة، وللعولمة إیجابیات وسلبیات ، وتترکز إیجابیات العولمة فی نقل التکنولوجیات الحدیثة ، ووسائل الاتصال الحدیث ، أما سلبیاتها فتترکز فی تدهور القیم الثقافیة وانحلال الهویات الثقافیة ، کما کشفت نتائج الدراسة أن العولمة الثقافیة هی تمکین وسیادة القیم الغربیة ، مما یشیر إلی تأثیر ثقافة العولمة علی الثقافات المحلیة

وکذلک دراسة الباز محمد محمد توفیق 2014 (38) بعنوان لغة الشباب على فیس بُک، وعَلاقتها ببعض أبعاد الهُوَّیة الثقافیة لدَیهم وتمثل الهدف الرئیسی للدراسة فی التعرف على المستویات اللغویة التی یستخدمها الشباب على ”فیس بُوک”، فی العَیِّنَة المختارة، من طلاب الصفین الأول والثانی من المرحلة الثانویة، تطبیقا على ثلاث من صفحات ”فیس بوُک”، وعَلاقة ذلک بهویتهم الثقافیة إضافة إلى تقدیم تصور مقترح لتوحید قواعد الرومنة (أو الفرَنکُوأَرَبِک)، یحتوی حلا لمشکلة تضارب مقابلات الحروف العربیة التی لیس لها مقابل صوتی فی قرینتها الرومانیة سعیًا إلى تعمیمها بدلاً من طرق الرومنة المتعددة لتمکین غیر الناطقین العربیة من قراءتها سلیمة، ولا سیما عند قراءة القرآن الکریم، والسنة المطهرة مکتوبَین بها واقتراح إضافة الحروف المثلثة (”پ”، و”چ") إلى حروف الهجاء العربیة، وفی لوحات المفاتیح الکمپُیوتریة لضمان کتابة الکلمات المعربة المحتویه حرفا منها أو أکثرَ صحیحةً کما تُنطق، وقد توصلت اهم نتائجها الى أن استخدام الشباب للفیس بوک یؤثر على الحصیلة اللغویة وبالتبیعیة على الهویة الثقافیة .

فالهویة هى التکوین النفسی الذی یبرر سلوک الأفراد وأفکارهم والخصوصیة الثقافیة أو"النمط الثقافی "أو "الذاتیة الثقافیة "والتی تسیطر علی ثقافة ما وتطبعها بطابع خاص یمیزها عن غیرها وهی ما أسمتها العالمة الأمریکیة (روث بندکیت) بنظریة الصیغة الثقافیة العامة.

وأکد Virginia Schmied2011(39)على ضرورة  التعرف على العلاقة بین الهویة الثقافیة وبین الحفز الشخصی للمراهقین، و خلصت نتائج الدراسة إلى تأثیر الهویة الثقافیة فی الطلاب بالتبادل الثقافی والظروف الأسریة، وأن مفهوم الهویة الثقافیة دائم التغییر.

        فالثقافة فی أی مجتمع هی مجموع وحصیلة النشاط الاجتماعی وأسالیب الحیاة ونمط القیم وما یتخذه الإنسان من أدوات تسهل سبل العیش ، وکذلک تعبر " الذاتیة الثقافیة " عن جدلیة الأصالة والمعاصرة فی تشکیل الهویة القومیة من حیث أن : الاثنین قضیة واحدة تدخل فی التکوین الحضاری للشعوب .

ولهذا یری العلماء أن الحفاظ علی الهویة الثقافیة والحضاریة أصبح التحدی المطروح علینا بشدة فی عصر السماوات المفتوحة التی تکتظ بالأقمار الصناعیة التی تحمل مئات القنوات التلفزیونیة من کل أنحاء العالم بما تنطوی علیه من تأثیرات مختلفة تشکل الفکر والوجدان للشباب علی السواء، فالإحساس بالخطر یستلزم البحث عن الهویة و الانتماء حتى لا نتعرض للصراع (40) .

وتشیر دراسة  Cherian , S  2012 (41)إلىالتعرف على الدور الذى تقوم به وسائل الإعلام مثل الرادیو والتلیفزیون فى الحفاظ على الهویة الثقافیة من خلال التعرف على برامج معینه موجهة للشباب وما هى هذه البرامج ، ومدى إقبال الشباب على برامج الرادیو والتلیفزیون الموجهة إلیهم وما مدى مداومهتم على مشاهدتها ، ومدى تأثیر هذه البرامج على الشباب، والانفتاح على العالم من خلال وسائل الإعلام على الهویة الثقافیة ، وقد توصلت أهم نتائجها أن وسائل الاعلام الحدیثة  لها القدرة فى التأثیر على هویة الشباب عن طریق نقل الواقع الاجتماعى إلى الشباب وأکثر أهتمامًا بمشکلاتهم.

وترجع معظم الکتابات والأبحاث العدید من المشکلات التی یعانی منها الشباب الجامعی  الیوم إلی اضطراب النسق القیمی لدیة، حیث یحدث الصراع بین ما تربی ونشأ علیه من قیم تدعو إلی التراحم والتواد والإیثار والصدق والأمانة والقناعة، وبین ما یراه ویسمعه یومیًا فی تعاملاته من أسالیب وآراء تدعو إلى اعتناق القیم السلبیة مثل الأثرة والمنفعة الشخصیة وحب الذات والحصول علی الحقوق دون أداء الواجبات

وقد أشارت دراسة  Catarina Kinnvall 2012  (42)والتى کانت تهدف الى التعرف على واقع قیام الجامعة بالمهام والأدوار المطلوبة تجاه تشکیل الهوِیة والحفاظ علیها، ورصد أهم التحدیات التی تواجه الجامعة فی مستقبلها فی ظل العولمة إلى أن النظام التعلیمی الجامعی لا یواکب التحدیات التی تطرح على الساحة العالمیة والمحلیة فی تشکیل الهوِیة الثقافیة، وأن قلة جرعة العلوم الإنسانیة فی الکلیات العملیة (العلوم – الطب- الهندسة) تؤثر سلبا فی تشکیل الهوِیة فالمؤثرات المادیة والنفعیة التی تسود فی ظل العولمة تؤثر فی الشباب وتجعله یقع فی حیرة بین تمسکه بما نشأ وتربی علیه وما یتمشى مع معتقداته وقیمه وبین الانسیاق مع الأوضاع الجدیدة التی یتعایش معها یومیًا، هذا الصراع یؤدی بالشباب إلی اضطراب هویته ویفقده الإحساس بالهویة ویصبح مضطربًا وجدانیًا مما یؤثر علی طریقة سلوکه وأفکاره.

وکذلک دراسة أمل محمد ابو الحسن.2013 (43)والتىهدفت  الدراسة الى التعرف على الدور الذی یلعبه الإعلام الفضائی فی تشکیل الهویة العربیة للشباب من خلال تحلیل مایبث من محتوى برامجی دینی عبر هذه الفضائیات، والتعرف على مدى الاهتمام بالبرامج الدینیة عبر الإعلام الفضائی وتحدید المضمون الفکری والثقافی والقضایا الأساسیة التى ترکز علیها البرامج الدینیة ، وقد توصلت اهم نتائجها الى إبراز دور البرامج الدینیة للصورة الواقعیة لمشکلات الشباب وکفیة التعرض لحلها، وتحدید الوسائل التى یتخذها الخطاب الدینی لجذب الشباب خلال البرامج الدینیة.

ومن بین هذه التخصصات والمهن مهنة الخدمة الاجتماعیة التی تسعی إلى انماء المجتمع عن طریق إنماء شبابه

، فهی تنمی لدیهم القیم الخلقیة والدینیة والاجتماعیة المختلفة، بالإضافة إلى تنمیة القدرات والمهارات واکتساب الخبرات، کما تعمل على تدعیم العلاقات وانماء المعارف والمعلومات اللازمة لإنماء الشباب وکل ذلک یحدث عن طریق خدمات العلاج التربویة والتعلیمیة التی تعتمد على إکساب الشباب خبرات جدیدة یتم عن طریقها تعدیل السلوک أو تغییر الاتجاهات (44) .

وتشیر دراسة عبیرحسن الزواوی 2012 (45) والتى هدفت إلى التوصل إلى برنامج مقترح للتدخل المهنى بطریقة خدمة الجماعة لتنمیة الهویة الثقافیة للمراهقین مستخدمى الانترنت وقد توصلت الدراسة إلى زیادة معارف وفهم وإدراک أعضاء الجماعة لهویتهم الثقافیة من خلال البرنامج المعد لهم المتعلق بالهویة الثقافیة ببعدها الفردى، والوطنى والعالمى

وانطلاقا من حفاظ الباحث على جدة وحداثة موضوع البحث فقد تناولت الدراسات السابقة والأدبیات المرتبطة بالمجتمعات الافتراضیة على شبکة الانترنت ومشارکة الشباب فیها، واعتبرت أن المجتمعات الافتراضیة هی أحد أنواع المجتمعات التی تتعامل معها الخدمة الاجتماعیة ولذلک لابد من دراستها للتعرف على خصائصها وسلبیاتها وکیفیة استثمارها فی دعم وتنمیة المجتمعات الحقیقیة بمستویاتها المختلفة المحلیة والقومیة والإقلیمیة وحتى العالمیة.

 ومن هنا یمکن تحدید مشکلة البحث الحالی فى الإجابة على تساؤل رئیس وهو:

 ما أثر استخدامالمجتمع الافتراضی على الهویة الثقافیة للشباب الجامعی من منظور الخدمة الاجتماعیة ؟

ویمکن الاجابة على هذا التساؤل الرئیس من خلال الإجابة عـن مجموعة التساؤلات الفرعیة التالیة:

1) ما اثر استخدام المجتمع الافتراضی على الانتماء لدى الشباب الجامعى ؟

2) ما أثر استخدام المجتمع الافتراضی على المواطنة لدى الشباب الجامعى؟

3) ما اثر استخدام المجتمع الافتراضی على القیم الدینیة للشباب الجامعى؟

4) ما أثر استخدام المجتمع الافتراضی على العادات والقیم الاجتماعیة  للشباب الجامعى؟

5) ما دور الخدمة الاجتماعیة فى الحد من اثار المجتمع الافتراضى على الهویة الثقافیة للشباب الجامعى؟

ثانیا: أهداف البحث :

یسعی البحث الحالی إلى تحقیق هدف رئیس یتمثل فى " تحدید أثر استخدام المجتمع الافتراضی على الهویة الثقافیة  للشباب الجامعی من منظور الخدمة الاجتماعیة.

ویمکن تحقیق الهدف الرئیس من خلال تحقیق مجموعة الاهداف الفرعیة التالیة:

1) تحدید اثر استخدام المجتمع الافتراضی على الانتماء لدی الشباب الجامعى .

2) تحدید اثر استخدام المجتمع الافتراضی على المواطنة  لدی الشباب الجامعى .

3) تحدید اثر استخدام المجتمع الافتراضی على القیم الدینیة لدی الشباب الجامعى .

4) تحدید اثر استخدام المجتمع الافتراضی على العادات والقیم الاجتماعیة لدی الشباب الجامعى.

5) تحدید دور الخدمة الاجتماعیة فى الحد من اثار المجتمع الافتراضى على الهویة الثقافیة للشباب الجامعى.

ثالثا: أهمیة البحث :

تظهر أهمیة هذا البحث من خلال مساهمته فی إثراء الأدبیات السوسیولوجیة حول ظاهرة استخدام المجتمع الافتراضی کإحدى وسائل التکنولوجیا الحدیثة، حیث تزایدت أعداد مستخدمیه من الشباب فی الآونة الأخیرة بشکل لافت للنظر، واتسع نطاق تأثیراته المباشرة فی ثقافة الأفراد واتجاهاتهم، إضافة إلى ندرة الدراسات العربیة، والأجنبیة فیه، حیث ترجع أهمیة المشکلة البحثیة للدراسة الراهنة إلى العدید من الاعتبارات وهى:

1. إفساح المجال لاهتمام متزاید بموضوع استخدام المجتمع الافتراضی، ودراسة آثاره المختلفة على المجتمع من خلال طرح هذا الموضوع أمام الباحثین ومتخذی القرار للسیاسات الاجتماعیة حیث یؤمل أن یلقى مزیدًا من الاهتمام والدراسات المیدانیة فی جوانب مختلفة منه.

2. تأتی أهمیة هذه الدراسة من أهمیة موضوع القیم والهویة بالنسبة للشباب وإذا کان الشباب هم أمل الأمة فی المستقبل وهم من تعول علیهم المجتمعات کثیراً فى بنائها والنهوض بها.

3. تحلیل واقع ظاهرة استخدام المجتمع الافتراضی من حیث إبراز التأثیرات الاجتماعیة المترتبة عن استخدامه على فئة الشباب الجامعی من وجهة نظر عینة من المبحوثین وباسلوب الدراسة المیدانیة.

4. لم تنل وسیلة من وسائل نقل ونشر المعلومات فی تاریخ البشریة ما ناله الانترنت من سرعة فی الانتشار والقبول بین الناس وعمق فی التأثیر فی حیاة الناس على مختلف أجناسهم ومستویاتهم وتنوع فی المعلومات التی توفرها، الأمر الذی یجعله وسیلة إعلام المستقبل بل وأصبحت وسیلة اتصالیة واسعة الإنتشار والقدرة الهائلة على التوجیه لکافة الحرکات التفاعلیة بین البشر دون تحدید لزمان ومکان ما جعل الکثیر من المستخدمین یخلق له عالماً افتراضیاً ومجتمعاً خاص به یصعب علیه الخروج منه .

5. یحظى الشباب المتعامل داخل المجتمع الافتراضی باهتمامات قومیة من جانب دولهم ودولیة من جانب المنظمات العالمیة وذلک یرجع لخطورة هذا المجتمع وعمق تأثیره بالمعدلات المشار إلیها من قبل.

6. الکشف عن أهم الخصائص العامة لسلوک مستخدمی المجتمع الافتراضی، وتأثیراته على علاقاتهم الاجتماعیة، من حیث معرفة مدى إقبال الشباب الجامعی علیها وأوقات وعدد ساعـات الإستخـدام، ومـواضیع البرامج، ومجالات المواقع، والتطبیقات الأکثر استخداماً له.

  1. لا یقتصر التفاعل مع الإنترنت من جانب الشباب على البعد الثقافی بل یمتد إلى الأبعاد الأخرى المرتبطة به مثل الأبعاد الاجتماعیة والنفسیة والاقتصادیة وذلک لتکامل النظرة نحو المتعاملین مع الإنترنت من خلالها.

8. أهمیة الدور الذی یمکن أن یضطلع به الأخصائی الاجتماعی مع الشاب  من خلال الجهود الفنیة والأسالیب العلاجیة لمهنة الخدمة الاجتماعیة .

9. رغبة الباحث فی الوصول إلى تصور علمی قائم على أسالیب واستراتیجیات الخدمة الاجتماعیة لتحدید أثر استخدام الشباب الجامعی للمجتمع الافتراضی على العلاقات الاجتماعیة لدیهم ومحاولة التغلب على خطورة وآثار الاستخدام الخاطىء والإسهام فی تخفیف حدة آثاره السلبیة.

10. الاستفادة من نتائج هذا البحث، وفتح الطریق أمام إجراء دراسات وبحوث أخرى فی بیئات مشابهه للبیئة المصریة.

­

- الأهمیة النظریة:

1- تتبع أهمیة البحث من أهمیة الشباب کعنصر منتج فى المجتمع، حیث أنهم مستقبل الوطن، کما أن المجتمع الافتراضى ظهرت خطورته على المجتمع عامة ومجتمعنا الشرقی خاصة وذلک فى ضوء انتشار الفضائیات والإنترنت وغیرها من المظاهر الأخرى التى جعلت المجتمع مفتوحاً على العالم.

2- أن هذه الدراسة ترکز على جانب کبیر الأهمیة وهو تقییم الآثار السلبیة المحتملة للمجتمع الافتراضی على الهویة الثقافیة للشباب الجامعى فیما یتعلق بمشاعر الهویة وبناء القیم، والتى قد تتمثل فى معاناتهم من مشاعر الاغتراب نتیجة لما یواجهونه من متغیرات العصر متمثلة فى العولمة وثورة المعلومات والاتصالات.

3- ویستمد هذا الموضوع أهمیته من کونه أحد المواضیع التى حظیت بعنایة الباحثین فى مختلف التخصصات وخصوصاً الدراسات النفسیة والاجتماعیة وهذا فیه دلالة على أهمیة المکانة البحثیة لموضوع الهویة الثقافیة وربما یرجع ذلک لما لهذه الموضوعات من دلالات تعبر عن معاناة الإنسان المعاصر وصراعاته مع مجتمعه.

4- تسهم الدراسة الحالیة فى إعداد وبناء مقیاس للهویة الثقافیة مصمم ومقتن على البیئة المصریة یثری المکتبة بأداة هامة وصادقة للتعرف على هذه الظاهرة، ویتجنب أثر التحیز الثقافی الذى قد یوجد فى مقاییس الهویة الأخری.

5- تأتی أهمیة هذه الدراسة من أهمیة موضوع القیم والهویة بالنسبة للشباب وإذا کان الشباب هم أمل الأمة فى المستقبل، وهم من تعول علیهم المجتمعات لبنائها والنهوض بها، فإن القیم التى یعتنقها هؤلاء الشباب تمثل الساتر الواقى للأمة ضد انحراف شبابها، حیث تحرص کل أمة على أن یتمثل شبابها بمجموعة القیم التى تمثل أهدافها ومبادئها وأی دیولوجیاتها، فالقیم هی البوتقة التی ینصهر فیها أفراد المجتمع لیخرجوا منها أکثر تماسکاً وأکثر حفاظاً على المجتمع، وأکثر شعوراً بهویتهم وانتماءهم لذها المجتمع.

- الأهمیة التطبیقیة:

1- قد توصلنا الدراسة الحالیة إلى الآلیات التى یتبعها شبابنا فى التواصل مع المجتمع الافتراضى دون أن تؤثر على مبادئه وثوابته، ویتم الاستفادة من ذلک فى توعیة الباقین بهذه الآلیات.

2- وضع إطار مقترح قد یساهم فى توعیة الشباب وتقدیم مقترحات للمعنیین بأمرهم فى الدولة.

3- إبراز طرق الإفادة من التقنیات الحدیثة فى رفع کفاءة وقدرات الشباب وتحقیق معاییر الجودة لدیهم.

4- توعیة الشباب إزاء سلبیات وإیجابیات المجتمع الافتراضى على الهویة الثقافیة والقیم المجتمعیة لدیهم.

رابعاً: مفاهیم وأدبیات الدراسة :

اعتمدت هذه الدراسة على المفاهیم التالیة:

1- مفهوم المجتمع الافتراضی :

یعتبر مفهوم المجتمع الافتراضی من المفاهیم الحدیثة نسبیاً والذی ظهر مع ثورة الاتصالات وتطور شبکات الانترنت وهناک العدید من التعریفات  للمجتمع الافتراضی:

حیث یعرف المجتمع الافتراضی بأنه "مجتمع یتکون من أشخاص متباعدین جغرافیاً، ولکن الاتصال والتواصل بینهم یتم عبر الشبکات الالکترونیة، وینتج بینهم نتیجة لذلک نوع من الإحساس والولاء والمشارکة والتقارب" (46).

ویعرفه "Serge Broulx" "بأنه العلاقة التی تنشأ بین مجموعة من مستخدمی منتدیات النقاش والدردشة الالکترونیة، وهؤلاء المستعملون یتقاسمون الأذواق، القیم، الاهتمامات والأهداف المشترکة"(47).

ویعرف کذلک 'سیرج بروکس' المجتمع الافتراضی بأنه "مجموعة أفراد یستخدمون بعض خدمات الانترنت الاتصالیة (منتدیات المحادثة، حلقات النقاش، أو مجموعات الحوار...،) والذین تنشأ بینهم علاقة انتماء إلى جماعة واحدة، ویتقاسمون نفس الأذواق، القیم، والاهتمامات ولهم أهداف مشترکة"، وبالتالی فإن الشیء الممیز فی هذه المجتمعات کونها تتشکل على أساس اهتمامات وأشیاء مشترکة بین هؤلاء المستخدمین، أی أن الصفات والخصائص الموجودة فی کل شخص هی التی تحدد نوع وطبیعة الجماعة الافتراضیة التی ینتمی إلیها ویندمج فیها(48)

کما یعرفkarasarالمجتمع الافتراضی بأنه "مجموعة أشخاص اندمجوا فی الاتصالات والتفاعلات عبر الانترنت، فی حلقات النقاش أو منتدیات المحادثة الالکترونیة"(49).

 أما schramm فیرى أن المجتمع الافتراضی هو "عملیة تقاسم فضاء للاتصال، مع أفراد لا نعرفهم، وغالبًا ما یتم هذا فی الوقت الحقیقی، وهو عبارة عن انعکاس للمجتمع الواقعی، لکن لا یوجد فیه أناس فعلیون واتصالات حقیقیة کما فی الواقع( أی أنها افتراضیة)، وهو عبارة عن جمهور من کل أنحاء العالم جالسون أمام شاشة الکمبیوتر للتواصل مع بعضهم البعض".

یتبین من خلال ما سبق أن المجتمع الافتراضی هو عبارة عن مجموعة أفراد یستخدمون تطبیقات الإنترنت الاتصالیة تعرفوا على بعضهم البعض وشکلوا علاقات فیما بینهم افتراضیاً ویتفاعلون افتراضیًا ولهم معاییر وقواعد خاصة بهم ولهم نفس الاهتمامات والأفکار والممیزات، وهذا ما یجعلهم یبنون علاقات وطیدة مثل تلک التی تتشکل فی المجتمع الحقیقی ویطلق على هؤلاء الأفراد بدورهم تسمیة الأفراد الافتراضیین"virtual individual’s" الذین یمکن اعتبارهم کائنات حواریة-کتابیة فی أغلب مظاهرهم، ویتمیز هؤلاء الأفراد بغیاب الصورة الجسدیة الفیزیقیة الملموسة للإنسان بحیث تحل محلها الحوارات التی یقدمها الأفراد والمعلومات التی یتشکلون بها ولا یبقى فی حقیقة الأمر إلا أجهزة الحواسیب فی کل مکان تمثل الأفراد البشریین بشکل أو بآخر ونجد أفراد المجتمع الافتراضی یمنحون أهمیة کبیرة لجماعتهم الافتراضیة على حساب جماعتهم الأولیة، ومحیطهم الاجتماعی وعلاقاتهم الحقیقیة فعندما یصبح بقاء الجماعة هو الهدف الهام لدى أفرادها أکثر من أهدافهم وأمورهم الشخصیة فحینئذ یمکن القول أن هذا التجمع یمکن أن یشکل مجتمعاً أو هو فی طریق التشکل"، وبالفعل هذا هو ما یحدث فی المجتمعات الافتراضیة حیث أن الأفراد یهتمون أکثر بمصیر علاقاتهم واتصالاتهم الافتراضیة من علاقاتهم مع أهلهم وأصدقائهم الواقعیین.

        ومن هنا یری الباحث أن "المجتمع الافتراضی یجمع أشخاصاً من کل أنحاء العالم، یقیمون فیما بینهم علاقات تعاون وتبادل معلومات وخبرات ویجرون مناقشات ثریة ( خاصة فی المواضیع الفکریة والعاطفیة) أکثر مما هو علیه الحال فی الحیاة الواقعیة.

2) مفهومالهویة Identity                                                                 :

تعرف الهویة فى اللغة على أنها " الضمیر المنفصل "هو"الذی یدل على ذات الشیء أو الشخص المستقلة عن ذوات الاشخاص الآخرین(50) .

وفی قاموس المنجد :هی حقیقة الشیء أو الشخص المطلقة التی تشتمل على صفاته الجوهریة (51) .

والهویة فی علم الاجتماع :هی الشفرة « code »التی یمکن للفرد عن طریقها أن یعرف نفسه، فی علاقته بالجماعة الاجتماعیة والثقافیة التی ینتمی إلیها وعن طریقها یتعرف علیه باعتباره منتمیاً إلى تلک الجماعة. (52)

ویعرفها محمد السید عبد الرحمن: على أنها صفات وأحاسیس ونمط حیاة ، هی فی کل شیء ، فی الملبس والمأکل والموسیقى والفن والثقافة والحریة والمقاومة والصمود ، والهویة کالبصمة بالنسبة للإنسان یتمیز بها عن غیره وتتجدد فاعلیتها ویتجلى وجهها کلما أزیلت من فوقها طوارئ الطمس، إنها الشفرة التی یمکن للفرد عن طریقها أن یعرف نفسه فی علاقته بالجماعة التی ینتمی إلیها، والتی عن طریقها یتعرف علیه الآخرون باعتباره منتمیا لتلک لجماعة (53) .

وقد یرتبط هذا المفهوم بخاصیة الثبات عند بعض العلماء، أو یرتبط بالدینامیة عند البعض الآخر، وأحیاناً ما یضیق لیعبر عن مفهوم الذاتیة الشخصیة الفردیة، أو یتسع لیشمل الغیریة والتنوع وقبول الآخر، وهذا المفهوم یحتوی على عناصر کثیرة مادیة، فیزیائیة، تاریخیة ثقافیة واجتماعیة ونفسیة .

والهویة فى علم النفس تشکل المرحلة الخامسة من مراحل تطور الشخصیة الإنسانیة، و تظهر فی مرحلة المراهقة، ویشمل تطور الهویة اکتشاف ماهیتنا، و الموضوع أو الشیء الذی نحیا من أجله (54)

أما الهویة الثقافیة فهی الرمز أو القاسم المشترک والنمط الذی یمیز فرد أو مجموعة من الأفراد أو شعب من الشعوب عن غیره (55)

وتعرف الهوِیة الثقافیة بأنها القیم التی تمیز الأفراد والجماعات والمجتمعات عن الآخرین، وهی تتجلى من خلال العادات والتقالید التی تنحصر قیمتها فی أنها عادات معلنة تجاه الجماعات الأخرى ، وتتمیز الهویة الثقافیة بأنها تنتقل داخل الجماعة، وتحتفظ بوجودها مثل اللغة، والدین ، والقیم(56)

ویمکن تحدید الهویة الثقافیة بأنها السمات الخاصة بکل محتویاتها الثقافیة المادیة وغیر المادیة، والتی تختلف من مجتمع لآخر نتیجة مجموعة من الظروف التاریخیة والثقافیة  والاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة والسیکولوجیة إذ تتحول هذه الظروف إلى خصوصیة ثقافیة (57) .

ومن خلال ما سبق یمکن صیاغة التعریف الإجرائی للهویة الثقافیة: على أنها السمات الخاصة بالأبعاد المعرفیة، والاجتماعیة، والنفسیة، والاقتصادیة، التی تمیز الشباب الجامعى عن غیره ، والتی تأثرت بالمجتمع الافتراضی.

1- مفهوم الشباب الجامعى :

الشباب مرحلة تتوسط الطفولة والکهولة، أی أن مرحلة الشباب تحتل الطفولة المتأخرة وقدراً کبیراً من مرحلة الرشد، وبالسنوات توافق مرحلة الشباب من 40 - 13 سنة، ولکن خصائص هذه المرحلة تختلف من جیل إلى آخر ومن بلد لآخر(58).

وتعرف مرحلة الشباب على أنها "مرحلة من مراحل عمر الإنسان تتحدد بمقیاس زمنی فی ضوء خصائص متماثلة یمثلها المعیار البیولوجی الممیز لتلک المرحلة أو بمقیاس سوسیولوجی یعتمد على طبیعة الأوضاع التی یمر بها المجتمع أو بمقیاس سیکولوجی وسلوکی باعتبارها مرحلة تشکل مجموعة من الاسهامات السلوکیة ذات الطابع الخاص(59)

وتعددت التعریفات منها النفسیة والاجتماعیة والسکانیة ولکن أقرب تعریف لنا هو التعریف الاجتماعی الذی یعرف الشباب بأن فئة تبدأ عندما یحاول المجتمع تأهیل الفرد لکی یحتل مکانة اجتماعیة ولکی یؤدی دوراً فی البناء الاجتماعی وتنتهی هذه الفتًة عندما یتمکن الفرد من احتلال مکانته الاجتماعیة ویبدأ فی أداء أدواره فی المجتمع بثبات.(60).

وفیضوءماسبقیمکنللباحثأنیحددمفهومالشبابالجامعیفیالبحث الحالی بأنه:

1) هم الأفراد الذین یقعون فی المرحلة العمریة من 18: 30سنة.

2) هم الذین تم اکتمال نموهم البیولوجی من الناحیة البنائیة والوظیفیة.

3) تمیزون بالطاقة والحیویة والقدرة على تحمل المسئولیة الاجتماعیة.

4) یتمیزون بالنضج العقلی والقدرة على التعلیم واتخاذ القرار والقدرة على تمییز ما ینفعهم وما یضرهم.

تبین من مراجعة الدراسات السابقة عدم وجود اتفاق وانسجام فی نتائجها حول استخدام المجتمع الافتراضی وآثاره على العلاقات الاجتماعیة، حیث أغفلت هذه الدراسات، إلى حدٍ کبیر، دراسة التأثیر الاجتماعی لهذه التقنیة على فئة الشباب الجامعی ، وهم الأکثر تعرضاً وتأثراً بالتقنیات الحدیثة، وما تحدثه من تأثیرات اجتماعیة وثقافیة، سواءً أکان إیجاباً أم سلباً فالدراسات المحلیة على وجه الخصوص لم تتطرق إلى التأثیر والارتباط المباشر لاستخدام المجتمع الافتراضی على سلوکیات الفرد، وعلاقاته الاجتماعیة، ولم تقم بقیاس مدى علاقة استخدام المجتمع الافتراضی ببعض الآثار السلبیة لاستخدامه على مستوى الأسرة، والأقرباء، والأصدقاء، والتی یحاول البحث الحالی  الإجابة علیه.

کما رکزت بعض الدراسات على تأثیر شبکات التواصل الاجتماعی و الآثار النفسیة والاجتماعیة المترتبة علیها ولکن کان هناک تفاوت فی المجتمعات التی طبقت فیها الدراسات السابقة، ویتفق البحث الحالی مع الدراسات السابقة فی تناولها للمجتمع الافتراضی کموضوع من الموضوعات المهمة التى فرضت نفسها أمام العدید من الباحثین فی وقتنا الراهن.

نوقد سلطت الدراسات السابقة الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بموضوع هذه الدراسة حیث أکدت بعضها على جملة أمور أهمها : تأثیرات الإنترنت فی المجتمع من خلال الفوائد التی یقدمها ودوافع استخدامها ومعرفة الأبعاد النفسیة والعاطفیة والاجتماعیة والثقافیة وتحلیل ظواهر استخدام الإنترنت من حیث إبراز التأثیرات الاجتماعیة و تأثیرات العولمة الثقافیة على قیم المجتمع.

أظهرت الدراسات تأثر الهویة الثقافیة بأنساقها المختلفة ببعض العملیات المعرفیة والإدراکیة کالاستقلال الإدراکی )أو التفکیر الذاتی ( والتفکیر الناقد فی حین ظلت القیم فی حالة الثبات بأنواعها المختلفة المتمثلة فی القیم الدینیة والنظریة والاقتصادیة والجمالیة والاجتماعیة والسیاسیة ولم تتأثر بمستوى طموح الطلاب أکادیمیًا سواءً کان مرتفعاً أو منخفضاً وترتبط القیم ارتباطاً وثیقاً بسلوکیات وتصرفات الغیر بوجه عام والطلاب فی المرحلة الجامعیة بوجه خاص وذلک یبین ما لهذه الفئة العمریة من أهمیة قصوی فی تمسکها والتزامها بالقیم حتى یمکن استثمار طاقاتهم فیها أنفسهم ومجتمعاتهم على حد سواء، کما تختلف القیم بأنساقها المختلفة وفقا للتغیرات کالتخصص الدراسی، الصف الدراسی، المتغیرات المعرفیة، الجنسیة، المستوى الاقتصادی والاجتماعی للأسرة، الانصیاع للسلطة، کما أن الطالبات والطلاب المتفوقین دراسیًا وذوی التقدیرات المرتفعة یکونون أکثر تمسکاً والتزاماً بالقیم الأصیلة من الطلاب والطالبات المتأخرات دراسیاً وذوی التقدیرات المنخفضة، الإناث أعلى من الذکور فی القیم الاجتماعیة أما طلبة الدراسات العلیا أعلى من طلاب الجامعة فی القیم السیاسیة والاقتصادیة والأخلاقیة.

 

الاطار النظری :

أولاً: شبکة الانترنت والمجتمعات الافتراضیة:

      أدى الاستخدام المفرط لشبکة الانترنت والإقبال المتزاید على خدماتها، إلى تشکل ما یسمى بالمجتمعات الافتراضیة (virtual societies)، التی تتکون من هویات لأفراد حقیقیین، یتواصلون فیما بینهم لأغراض ودوافع مختلفة، حیث أصبحت تشکل فضاءات تواصلیة عدة هی بمثابة مجتمعات إفتراضیة، نتحدث عبر غرف الحوار والدردشة، بدون حدود وبدون تاریخ، ونتعامل مع هذه الفضاءات بعدّها أمکنة ذات شحنة ثقافیة یکون الحوار والتواصل أساسها، ویعدّ المجتمع الإفتراضی مصطلحًا حدیث التداول الفکری، "ویقصد به کل ما له صلة بالفضاء التخیلی بشقه المادی والمتمثل فی إبداع سبل جدیدة فی هندسة تکنولوجیات العالم الإفتراضی وبشقه الإعتباری، یضم أنشطة عالمنا الواقعی المعتاد، أو فی إمکانه أن یضمها جمیعها ویضم أشیاء جدیدة أخرى"(61).

        ومن بین مزایا المجتمع الإفتراضی هو نهایة فوبیا المکان، إن الخوف من المکان دلیل على تملکنا لمکان آخر، وعندما ندخل فی منظومة المجتمع الإفتراضی نصبح لا نخشی شیئا بحکم عدم مقدرتنا على تملک الإفتراضی بإعتباره فضاء، لذلک وصفت شبکة الإنترنت کفضاء إفتراضی بأکثر المجتمعات تحرریة، وعدم مقدرة أی طرف إمتلاکها.

ومن الخصائص البارزة للمجتمع الافتراضى تتجلى فی قیامه على معادلة زمنیة تجمع فی الوقت ذاته، السّرعة اللحظیة، وسرعة الطّواف، وهذا ما عناه البعض بالزمن العالمی الذی هو بمثابة الزمن العابر للحدود بین القارات والمجتمعات واللغات عبر طرقات الإعلام المتعدد، التی تنقل الصور والرسائل بالسرعة القصوى من أی نقطة فی الأرض إلى أی نقطة أخرى ، ویقابل هذا الزمن، ما أسماه الدکتور عبد الله الحیدری" بالزمن المیدیاتیکی"، وصورة ذلک هو أن حیاة الفرد الیوم ظلت متصلة اتصالاً لا فکاک منه بوسائل الإعلام والاتصال الإلکترونیة إلى حدّ تفکک الروابط الحمیمیة الأسریة والاجتماعیة الأخرى(62).

فالزمن المیدیاتیکی هو الزمن الذی نحققه فی صلاتنا المستمرة مع وسائل الاتصال بوصفنا أفرادًا اجتماعیین ولا یعدو أن یکون زمنًا وسائطیّا لاعتمادنا، فی الإنتاج والتفکیر والتواصل والتفاعل، على تقنیات الإعلام والاتصال، ویحتضن میول الأفراد واتجاهاتهم بوصفهم متابعین، مستهلکین ومنتجین للصّناعات الإعلامیّة المتدفّقة بأقدار لم یشهدها تاریخ صناعة المضامین، کلّ مجتمع ینتج تمثّله للزمن عن طریق الأنشطة التی یقوم بها، فی المقابل کل مجتمع تقوده منظومة القیم المیدیاتیکیّة إلى بناء تمثّله للزمن(63).

ویتسم المجتمع الافتراضی بمجموعة من السمات الآتیة:

1- المرونة وانهیار فکرة الجماعة المرجعیة بمعناها التقلیدی، فالمجتمع الافتراضی لا یتحدد بالجغرافیا بل الاهتمامات المشترکة التی تجمع معاً اشخاصاً لم یعرف کلٌ منهم الآخر بالضرورة قبل الالتقاء إلیکترونیاً(64).

2- لم تعد تلعب حدود الجغرافیا دوراً فی تشکیل المجتمعات الافتراضیّة، فهی مجتمعات لا تنام، یستطیع المرء أن یجد من یتواصل معه فی المجتمعات الافتراضیّة على مدار الساعة.

3- ومن سماتها وتوابعها أنّها تنتهی إلى عزلة، على ما تعد به من انفتاح على العالم وتواصل مع الآخرین. هذه المفارقة یلخّصها عنوان کتاب لشیری تیرکل "نحن معا لکننا وحیدان" لماذا أصبحنا ننتظر من التکنولوجیا أکثر مما ینتظر بعضنا من بعض؟"(65)  فقد أغنت الرسائل النصیّة القصیرة وما یکتبون ویتبادلون على الفیسبوک والبلاک بیری عن الزیارات من هنا لم تعد صورة الأسرة التی تعیش فی بیت واحد بینما ینهمک کلّ فرد من أفرادها فی عالمه الافتراضی الخاص، لم تعد مجرّد رسم کاریکاتیری، بل حقیقة مقلقة تحتاج مزیدا من الانتباه والاهتمام.

4- لا تقوم المجتمعات الافتراضیّة على الجبر أو الإلزام بل تقوم فی مجملها على الاختیار.

5- فی المجتمعات الافتراضیّة وسائل تنظیم وتحکّم وقواعد لضمان الخصوصیة والسریة، قد یکون مفروضًا من قبل القائمین، وقد یمارس الأفراد أنفسهم فی تلک المجتمعات الحجب أو التبلیغ عن المداخلات والمواد غیر اللائقة أو غیر المقبولة.

6- أنها فضاءات رحبة مفتوحة للتمرد والثورة – بدایة من التمرد على الخجل والانطواء وانتهاء بالثورة على الأنظمة السیاسیة.

7- تتسم المجتمعات الافتراضیة بدرجة عالیة من اللامرکزیة وتنتهی بالتدریج إلى تفکیک مفهوم الهویة التقلیدی. ولا یقتصر تفکیک الهویة على الهویة الوطنیّة أو القومیة بل یتجاوزها إلى الهویة الشخصیة، لأنَ من یرتادونها فی أحیان کثیرة بأسماء مستعارة ووجوه لیست وجوههم، وبعضهم له أکثر من حساب(66)

الآثار الناتجة عن استخدام المجتمع الافتراضی :

      تعتبر الاتصالات التی تتم عبر المجتمع الافتراضی (عبر المنتدیات الالکترونیة بالخصوص) ذات آثار وأثار على عدة مستویات وعلى مختلف الجوانب (الاجتماعیة، النفسیة، المعرفیة والسلوکیة...)، وهی إما أثار إیجابیة أو سلبیة، وهذا شیء طبیعی لأن المجتمع الافتراضی کغیره من وسائل الإعلام والاتصال لابد وأن تحدث أثرًا على مستعملیها وتغییرًا، سواءً کان فی الجانب الثقافی، الاجتماعی، السلوکی، اللغوی، أو السیکولوجی، إلى غیر ذلک من الجوانب التی یمکن أن یلحقها هذا التأثیر الذی سیکون أعمق من قبل، نظرًا لتطورها ولتعدد تقنیاتها وخدماتها، فمن دون شک کلما تطورت وسائل الإعلام والاتصال کلما زادت حدة تأثیراتها ووقع أثارها(67).

یمکن أن نلخص الأثار المترتبة علی استخدام المجتمع الافتراضی " فی جانبین رئیسیین هما:

أ) الآثار السلبیة:

تحمل الوسائل الاتصالیة الجدیدة إلینا الکثیر وهی الأکثر تأثیراً على جیل الشباب خاصة الذین یجیدون التعامل معها أو مع الآخرین من خلالها ومن ثم فهم الفئة الأکثر تأثراً بها بحکم القدرة على استخدامها واستقبالها وإرسالها وتتعدد تلک الآثار وهى :

1- الآثار الاجتماعیة: یمکن القول أن الأثر الأساسی للاستخدام المفرط لتطبیقات الانترنت الالکترونیة، یتمثل فی علاقة الفرد بمحیطه الاجتماعی، ونسبة احتکاکه به، حیث أن العدید من الدراسات التی تناولت هذه الجوانب بینت أن هؤلاء الافراد یحدث لهم نوع من العزلة والانفراد، وتراجع مدة جلوسهم مع أفراد عائلاتهم وأصدقائهم،   ففی دراسة Blanchard, A  تبین أن هناک علاقة بین  استخدام المجتمع الافتراضی ومشاعر العزلة الاجتماعیة والاکتئاب"، وقد بینت دراسة أخرى أن الاستعمال الزائد للانترنت کانت له علاقة مع انخفاض الاتصالات العائلیة، ونقص حجم الدائرة الاجتماعیة المحلیة للعائلة مع زیادة مشاعر الاکتئاب والوحدة، فالتقنیات الاتصالیة للانترنت تجعل الفرد یشعر بمتعة وانبساط  نظرا لإمکانیة الحدیث مع أشخاص من کل أنحاء العالم وفی الوقت الآنی المتزامن، وهذا ما یجعله یستغرق فی النقاشات ویقضی أوقاتًا دون أن یشعر، وبالتالی "ینفصل عن المجتمع الحقیقی ویدخل فی مجتمعات افتراضیة"، ویصبح شخصاً غریباً عن مجتمعه، وینقص اهتمامه بقضایاه وبأحداث محیطه الاجتماعی، ومع مرور الوقت یتحول إلى شخص منعزل تماماً عن بیئته الاجتماعیة، ویصیبه ما یسمى "بالانعزال الذاتی، ویزداد ارتباطه بأصدقائه الافتراضیین، إلى درجة أن یفقد الرغبة فی الجلوس لمدة طویلة مع أفراد عائلته وأصدقائه؛ ویعود هذا الارتباط الشدید بالجماعة الافتراضیة وبمنتدیات المحادثة الالکترونیة، إلى کون هذه المنتدیات "توفر بیئة یقوم فیها الأفراد بتطویر شعور الانتماء والهویة الاجتماعیة (social identity)، وتوفر بنیات اجتماعیة موجودة فی المجتمع الحقیقی"، بالإضافة إلى الأثر المحتمل على العلاقات الزوجیة، والتی قد تتدهور بشکل کبیر وتؤدی إلى الطلاق، خاصة إذا انغمس أحد الطرفین فی علاقات افتراضیة غیر شرعیة(68).

      ولهذا فإن الاستعمال المتواصل للمجتمع الافتراضی وخدماته الاتصالیة یهدد بشکل مباشر کیان العلاقات الحقیقیة وجها لوجه، ویحدث قطیعة بین الأفراد، مما یؤدی إلى زوال النسیج الاجتماعی التقلیدی، وحلول نسیج اجتماعی افتراضی محله، یتمیز"بانعدام حمیمیة الجوار والتقارب".

    ونتیجة لهذا الانعزال والانفصال الاجتماعی، یحدث نوع من التفکک الاجتماعی، وتطغى النزعة الفردیة على الجماعیة ویتراجع الاهتمام بقضایا الجماعة لکن هذا الانعزال لا یجب أن یجعلنا نغفل عن العلاقات الجدیدة التی یکتسبها الفرد مع أفراد من کل الأنحاء، فهو یتعرف على أفراد جدد کل یوم، ورغم ذلک فإن هذه العلاقات لا یمکن أن تحل محل العلاقات الواقعیة مع محیطنا الاجتماعی، ویمکن کذلک لهذه الاتصالات أن تقرب بین شعوب العالم، وتعرف بعضهم بتقالید البعض الآخر، وتقرب بین آرائهم وأفکارهم، ویمکن أن تؤدی کذلک إلى حصول "التجانس الثقافی" الذی یجعل ثقافات الأفراد تتعایش وتتقارب فیما بینها، وتتمازج لتأخذ کل واحدة عن الأخرى ما یناسبها ویخدمها. ومن الآثار التی تحدث کذلک من جراء استخدام منتدیات المحادثة الالکترونیة باعتبارها وسیلة اتصال،"الاغتراب الثقافی والتنمیط الاجتماعی" الذی یجعل الفرد یشعر وکأنه لا ینتمی إلى ثقافة مجتمعه وتبدأ أعراض التملص من عادات مجتمعه وتقالیده وتبدوا أعراض التشبث بالقیم الغربیة وأنماطهم الثقافیة الناتجة عن کثرة الاحتکاک بهم والاتصال معهم(69).     

2- الآثار المنعکسة على السلوکیات والمواقف: یمکن لمستعملی المجتمع الافتراضی ولاسیما تطبیقاته الاتصالیة الالکترونیة، أن یتأثروا بالأشخاص الذین یتواصلون معهم، فیحدث جراء ذلک تغیراًً فی سلوکاتهم ، کما تتغیر کذلک مواقفهم واتجاهاتهم المختلفة، لأن "اکتساب الاتجاهات الاجتماعیة لدى الفرد یتم عن طریق التفاعل الذی یحدث بین الفرد وغیره من أفراد المجتمع"، ونظرا لاندماج الفرد کلیة فی الاتصال مع أشخاص آخرین، یحدث له نوع من الشعور بالولاء والانتماء، والالتزام بمعاییر جماعته الافتراضیة، وبالتالی تبنی مواقفهم واتجاهاتهم، بالإضافة إلى ذلک فإن المحادثة لأوقات طویلة تجعل الفرد یتخلى عن سلوکیات کان یقوم بها لتحل محلها سلوکیات غیرها، ولهذا یحذر المختصون من أثار الاتصالات الالکترونیة على الأطفال والمراهقین، ومن إمکانیة انحراف سلوکیاتهم وأخلاقهم(70).   

3- الآثار المنعکسة علی الجانب الدینی والأخلاقی: من أخطر الأثار التی یمکن أن تنتج عن الاستعمال المفرط للمجتمع الافتراضی تلک المتعلقة بالجانبین الدینی والأخلاقی، حیث أن مناقشة مواضیع تافهة وانحرافیه، ولاسیما تلک المتعلقة بالجنس، قد تؤدی إلى "تدهور منظومة القیم" وانحطاط أخلاقی لدى الأفراد، لأن الحدیث الالکترونی قد یکون مع أشخاص جدیین ومتخلقین کما قد یکون مع أشخاص منحرفین لا قیم لهم ولا مبادئ، وهذا ما یشکل خطراً خاصة بالنسبة للأطفال والمراهقین، لأنهم دائماً ینساقون وراء ما هو غامض ومجهول نظراً لفضولهم الکبیر، ومحاولة اکتشاف کل شیء، ولهذا فإنهم قد یتعرضون لنقاشات إباحیة تؤدی إلى انحراف سلوکیاتهم بشکل کبیر؛ بالإضافة إلى هذا فإن استغراق أوقات طویلة فی استعمال المجتمع الافتراضی قد یؤدی إلى تهاون فی أداء الواجبات الدینیة مثل الصلاة فی المسجد، إلى غیر ذلک من العواقب التی تنجر عن الإدمان الانترنتی وهناک من یستعمل بعض الخدمات للقدح فی الأشخاص وانتهاک خصوصیاتهم، أو لاستفزاز طرف معین، أو لإجراء نقاشات عنصریة، وهذا ما جعل العدید من الجهات تطالب بوضع قوانین تلزم مسیری ومصممی هذه المنتدیات ومزودی خدمة الانترنت بمراقبة محتوى حلقات النقاش، وللإشارة فإن هناک کثیر من البلدان التی تملک تشریعات وقوانین فی هذا المجال، تعمل على وضع حدود وإجراءات ردعیة وتنظیمیة(71).

4- الآثار النفسیة: من بین الآثار التی تسببها الأوقات المتواصلة داخل المجتمع الافتراضی، الإصابة بالإحباط النفسی، والإحساس بالقلق بسبب قضاء أوقات طویلة، ولا سیما إذا کان هذا الاستعمال عشوائیاً أی دون هدف محدد مسبقاً، أو إذا أجرى نقاشاً فی موضوع تافه لا ینفع کالمواضیع الإباحیة، فإنه من دون شک سیشعر فی الأخیر بالذنب وتضییع المال والوقت، وهو ما یؤدی به إلى الشعور بالإحباط النفسی والمعنوی(72).

ب) الآثار الإیجابیة للمجتمع الافتراضی :

یعتبر الانترنت أحد مظاهر العولمة الاتصالیة وهی تمثل بدایة ثورة معرفیة  ویکون لها آثارها المتعددة على طبیعة المعرفة الإنسانیة بما توفره للباحث من إمکانیة الإطلاع على مختلف المعارف ومن مختلف المصادر وما سوف یساهم فی خلق ثقافة إنسانیة ذات رؤیا أکثر شمولیة فلقد أدت شبکة الانترنت إلى تغییر مجتمعنا البشری تغیر کبیر وبسرعة نتیجة لتحدیث المعلومات بصفة مستمرة حیث أمکن تحویل کافة المعلومات إلى صورة رقمیة وانتقالها إلى ملایین من البشر فی سرعة عالیة ، هذه المعلومات التی کانت تتطلب ساعات أو حتى أیام للحصول علیها فی الفترات السابقة قبل ظهور الانترنت وتغیر تکنولوجیا شبکة الانترنت من أنجح الوسائل لتوفیر البیئة التعلیمیة الثریة حیث یمکن العمل فی مشروعات تعاونیة بین المدارس المختلفة ویمکن للطلاب تزوید معرفتهم بموضوعات تهمهم من خلال الاتصال بزملاء وخبراء لهم نفس الاهتمامات وتقع على الطلبة مسئولیة البحث عن المعلومات وصیاغتها ما ینمی مهمات التفکیر وتتمثل ایجابیات المجتمع الافتراضی فى:

 

 

1) التعلیم والبحث العلمی :

 وتتمثل أنشطة التعلیم من خلال المجتمع الافتراضی فیما یلی:(73)

1)  الحصول على المعلومات من کل مکان فی العالم عن أی موضوع وبأشکال مختلفة کصور أو أصوات وبالتالی نستخدم الانترنت کبنک للمعلومات .

2)    التواصل وتبادل المعلومات من خلال البرید الإلکترونی.

3)  یساعد الانترنت على التعلیم التعاونی الجماعی من خلال تصمیم البرامج التعاونیة والمناقشات من خلال الدردشة على الانترنت "Chat".

2) التجارة الإلکترونیة :

تدعیم الانترنت للتسویق والإعلان والمبیعات بعدة طرق فقد یصل العملاء إلى مواقع الشرکة لإیجاد معلومة عن المنبع وکذلک استعراض أفضل الأسعار قبل الشراء وتقدم موضحة خدماتها والتحسینات فی منتجاتها الحالیة وأیضاً ما توفره من تخفیضات فی أسعارها فقد أصبح الانترنت أداة قوة للتجارة حیث یستخدم رجال الأعمال الآن صفقات من التجارة الإلکترونیة بما فی ذلک التکالیف شاملة المشتریات والمبیعات وعرض الفرص الجدیدة فی البیع وتجنب التجارة الإلکترونیة نسبة مزایدة من الاقتصاد العالمی لتنمی حجمها بحوالی مئات البلایین(74) .

3) الترفیه :

وتعمل وسائل الإعلام بصفة عامة على مساعدة الفرد على الهروب من المشکلات الیومیة وتساعده بذلک على الراحة والاسترخاء بجانب شغل أوقات الفراغ واکتساب الحقیقة والمعرفة الجمالیة ومساعدته على الإطلاق العواطف والمشاعر وتتجلی الوظیفة الترفیهیة للانترنت بصورة واضحة من خلال الألعاب المختلفة والأفلام والدردشة التی تتسم بالتنوع والجاذبیة وتبدو هذه الوظیفة الترفیهیة أوضح فی مقاهی الانترنت (75)

وهناک أیضاً بعض الإیجابیات للمجتمع الافتراضی منها:

1-  ربط العالم وإتاحة الفرصة للتجول حول العالم وداخله من خلال شاشة الکمبیوتر والحصول على أی نوع من المعلومات وإجراء بحوث علمیة وعمل ندوات .

2-    الحصول على ملفات أو برامج من أی حاسب على الشبکة .

3-    إتاحة التعرف على فرص العمل.

4-    تتم من خلالها أنشطة تجاریة ویربط بها أیضاً الأنشطة البنکیة .

 

 

 

 

 ثانیا: الهویة الثقافیة :

ترتبط الهویة الثقافیة بثقافات متعددة ولیس بثقافة واحدة ، تندمج مع بضعها لتحقیق مصالحها الثقافیة والاجتماعیة والاقتصادیة، ومن ثم فإن تجدید الثقافة لا یکون إلا بإعادة بنائها، وممارسة الحداثة فی معطیاتها وتاریخها وربط الحاضر بالماضی .

إن حاجتنا إلى الدفاع عن هویتنا الثقافیة بمستویاتها الفردیة، و الجماعیة، و الوطنیة، و القومیة، وعلاقتها بهذه المستویات فی جماع الوطن والأمة والدولة لا تقل عن حاجتنا إلى اکتساب الأسس والأدوات لدخول عصر العلم والتقنیة، وفی مقدمتها العقلانیة والدیمقراطیة ، والسیادة الثقافیة تنتمی إلى کیان الدولة، فهی الوعاء الذی تتعبأ فیه ثقافة مجتمع ما فتصیر ثقافة وطنیة ، والدولة لا تخلق الثقافة الوطنیة بل تساعد على ذلک، والذی یخلق الثقافة الوطنیة هو الأسرة والمدرسة ، فالأولى تنتج الوجدان الثقافی الوطنی، والمدرسة تنتج وتستأنف عمل الأولى ، وتصقل تکوین الفرد الاجتماعی، ولکن دورهما فیه نوع من الخلل الطارئ على العمل الوظیفی للأسرة والمدرسة، وإن حقبة العولمة لا تعنی نهایة عصر الدولة القومیة بل تعمل على تقدم البشریة، وتمکین بعض الدول من النموذج الثقافی والحضاری الغربی على حساب الآخرین، کذلک تقدم العولمة تقنیة هائلة قد تتجاوز استعداد المجتمعات البشریة ، تحتم على المجتمعات ضرورة اندماجها مع السوق العالمی، وتساعد على التمسک بالخصوصیة الثقافیة، کما أنها لیست سلبیة فی المجالات المختلفة، بل تخلق فرصا للاستفادة منها(76)

وللهویة أبعاداً عدة منها البعد النفسی، والبعد الاجتماعی، والبعد المعرفی، والبعد الاقتصادی، وسوف نوجز تلک الأبعاد فیما یلی:

أ - البعدالنفسی:

هو کل ما یتعلق بالسلوک الفردی والعزلة الفردیة عن المجتمع أو الاغتراب النفسی أو الاغتراب عن المجتمع أو الاضطراب النفسی أو الحیرة أو التشکیک فی الأفکار أو الإحباط، أو الفخر والاعتزاز بالنفس، بحیث تتشکل الهویة النفسیة فی تربیة الفرد على التوافق مع نفسه ومع المجتمع الذی یقطن فیه، فالمجتمع الخالی من الاضطراب هو ملیء بالحماس والتوافق ، وهذا یعنی شعور الأفراد بالرضا عن أنفسهم فهم یتقبلون ذواتهم وذوات الآخرین ومما یؤکد ذلک نظریة التعلم الاجتماعی (البرت باندورا( التی یتناول تنظیم السلوک وأن الناس قادرون على ملاحظة سلوکهم الماضی(77)، وتنظیم الذات الذی یتکون من مکونات هی(78):

1)ملاحظةالذات :أی القدرة على ملاحظة الأداء ومراقبته وعملیة التحکم التی تساعد الفرد على تنظیم سلوکه واستجابة الذات بأن الفرد یستجیب لذاته إیجابیاً أو سلبیاً.

٢ (فعالیةالذات :هو توقع الفرد بأنه قادر على أداء السلوک الذی یحقق نتائج مرغوباً فیها فی أی موقف معین.

ولذا فأن الفرد عندما یتبنى قیم غریبة عن المجتمع فأنه یشعر بالعزلة التی تتحول إلى سلوک عدوانی، ینتج عنه عدم فهم الأفراد للآخرین، أو عدم فهم البیئة التی یعیشون فیها، ویتحول سلوکهم إلى اضطراب نفسی، وهذا السلوک لابد أن یجد متنفساً له من خلال محاولة فرض الذات واثبات السلوک ومحاولة تغیر المجتمع، ولذا فأن الهویة الثقافیة عندما تغیر سلوک الفرد فأن السلوک یکون مقبول إذا قبلته ثقافة المجتمع ویکون مرفوض إذا کان سلوک الفرد یخالف العرف الاجتماعی مما ینتج عنه شعور الفرد بالاغتراب وعدم الرضا عن الذات.

ب - البعدالدینی:

یقصد بالبعد الدینی کل ما یتصل بالعبادة والتکلیف وما أمر الله ورسوله به من واجبات، وما نهى عنه الله ورسوله من محرمات، وهو کل ما یتعلق بالفرد وعلاقته بربه سبحانه وتعالى، وعلاقته بالآخرین من صلة الأرحام والعفة والتدین، وکذلک علاقته بنفسه وتطهیرها من الآثام حتى تسمو إلى مبادئ الإسلام الحنیف، ویعد الدین هو المحرک الأساس لحیاة الجماعة الاجتماعیة إذ تنطلق الجماعة من مبدأ تحریم الشیء أو تحلیله ولذا تقوم الجماعة الأولیة کالأسرة والقبیلة والعشیرة على مبدأ الدین لأنه یوجه الأفراد والجماعة وفق تشریعات معینة .

ولذا فالدین یعتبر أساسیاً فی التأثیر بعادات وتقالید وقیم المجتمع، بل أنه فی کثیر من الأحیان یعد المصدر الأساس فی ثقافة المجتمع، ولذلک فإن قبول المجتمع لقیم العولمة أو رفضها یکون مرتبط بشکل مباشر بمبدأ اتفاقها أو اختلافها مع القیم الدینیة فی المجتمع.

ج) البعدالسیاسی:

الإنسان سیاسی بطبعه ، فهو یشارک فی صنع القرار ، ویتحاور مع الآخرین لإثبات رأیه وشخصیته، ویتعایش مع مجتمعه لتحقیق رغباته التی تتوافق مع قواعد وقوانین المجتمع الذى یعیش فیه، وکذلک المجتمع یقیم علاقات دولیة مع المجتمعات الأخرى إذ یتم التعاون فی المجال الاقتصادی والاجتماعی والثقافی وفق سیاسیة المجتمع الدولی، بحیث یتنازل المجتمع المستفید عن بعض حریاته فی سبیل الحصول على الأمن والاستقرار ولذا فإن للحکام دوراً فی استقرار المجتمع وأمنه، إذا طبق العدل والمساواة ومجارات المجتمعات الأخرى وفق مصالح معینة، وقد کان للإسلام السبق فی تأسیس دولة على أسس العدل والمساواة والقیم الإسلامیة والأخلاق الکریمة، وتکریم الإنسان، وإشراک الفرد فی صنع القرار السیاسی(79).

د) البعدالاجتماعی:

هو کل ما یتعلق بالإنسان وصلته بالمجتمع ، من حیث العنصریة، أو الانعزال ، أو التعاون، أو التکامل مع أفراد المجتمع ، والإنسان یتفاعل مع المجتمع وهو مجبول على الخیر، ومن ثم یکتسب الثقافة المادیة التی یمکن أن نشعر بها بحواسنا مثل السکن ، والفنون، والعمارة، والملابس ، وأدوات الزینة ، والکتابة والطباعة ، و الأجهزة والآلات والمرکبات ، و الرسم والنحت(80).

والثقافة غیر المادیة التی لا نستشعرها بحواسنا، مثل عناصر معرفیة وتشمل المعارف، والمعلومات التی یجمعها أعضاء ثقافة معینة بهدف وصف البیئة المحیطة واستخدام الأفکار والقیم ،وإذا کانت هناک صراعات متعددة فإننا نجد هویة اجتماعیة سلیمة ، وهویة اجتماعیة عصبیة، فالهویة الاجتماعیة السلیمة تتطور لدى الفرد بالتوافق مع هویته وهویات الآخرین، وکلما کان التباین والتمایز فی هویة الفرد مستمراً زاد إدراک الآخرین لهویة هذا الفرد، والهویة الاجتماعیة العصبیة تعنی إحساس أفرادها بأن جماعتها فی خطر فتلجأ إلى التقلیل من شأن الجماعة الأخرى، و یلجأ أفرادها إلى قیم جماعته ، فکلما کان التباین والتمایز فی هویة الفرد منقطعاً قل إدراک الآخرین لهویة هذا الفرد(81).

 ومن ثم یقلل الفرد من شأن أخیه بزوال هویته الفردیة أو الشخصیة ، کأن یجهل هویته الفردیة عضواً فی جماعة، وتقلل أیضاً الجماعة من شعوره بالمسؤولیة، ویصبح شعوره دفاعیاً عن هویته الفردیة، وینطوی علیه انخفاض الوعی بالذات بوصفه فرداً، وارتفاع وعیه بالذات عضواً بجماعة أخرى، والسلوکیات المدعمة تدعیما ذاتیاً واجتماعیاً هی التی تحکم استمرار العدید من سلوکیات الجماعة ، وهکذا تتحول السلوکیات المدعمة إلى سلوک نمذجه ، وإعجاب الفرد بالنمذجه تتضمن تقییمات وأحکاماً تتطلب عملیات عقلیة علیا، ومما یؤکد ذلک نظریة (توماس هوبز (فی أن الناس فی الأصل لم یعیشوا مجتمعین بل أفراداً منعزلین، وإن الصراع هو نتیجة بعض العلاقات الاجتماعیة التی تکون فی المجتمع المحلی أو على نطاق الجماعة الواحدة، أو على نطاق الأسرة، ویحصل من خلال العلاقات الاجتماعیة المتعددة اختلاف فی وجهة النظر، ویکون للفرد حاجات متعددة قد تتعارض مع حاجات الآخر، ولهذا یحصل الصراع، أما الإسلام فإنه یدعو إلى التکافل الاجتماعی، وبناء علاقات ودیة بین الجماعات و بین المجتمع والمجتمعات الأخرى وهدایتها إلى الطریق الصحیح، وتغلیب مبدأ المصلحة العامة، والعدالة الاجتماعیة، والمساواة، و التآخی ، والتراحم والتناصح(82)

ه) البعدالمعرفی:

هو کل ما یتعلق بالجوانب المعرفیة واکتساب المعارف ، والعلوم ، والمهارات ، وتعدیل الأفکار إلى مسارها الصحیح، ورفض الأفکار السلبیة التی لا تفید(83) .

ومما یؤکد ذلک أن نظریة المعرفة تتناول الفهم ، الإدراک ، والعقل ، والتفکیر ، لتتمکن من معرفة النظام العلمی وأسسه للتوصل إلى الحکم على أی شیء بکونه علمیاً أو غیر علمی ویصبح لدى الإنسان فی اتجاهاته الإیجابیة والسلبیة ثنائیة الفکر.

 

و) البعدالاقتصادی:

هو کل ما یتعلق بالجوانب الاقتصادیة التی تمثل عصب الحیاة من استهلاک ، وتوزیع وإنتاج، وتمویل ، وازدهار، فقد تکون النظم الاقتصادیة أداة مرنة تحقق الرفاهیة والسلم والأمن، وذلک أن هذه النظم الاقتصادیة لها مفاهیم اقتصادیة ترتبط بالمستوى المعیشی الاجتماعی، ومن هذه المفاهیم:

-العمل: هو نشاط یبذله الفرد بهدف تحقیق احتیاجاته الأساسیة والکمالیة.

-الاستهلاک : هو النشاط الذی یلبی حاجات الفرد ، ویتوقف ذلک على الدخل.

٣- ثقافةالاستهلاک : هی المعانی والرموز والتصورات العملیة الاستهلاکیة من خلال التأثر بأسلوب عرض السلع أو التعرض لوسائل الإعلام، أو التأثر بالثقافات الأخرى .

عناصرالهویة الثقافیة :

الهوِیة الثقافیة تتکون من عدة عناصر هی:

١- البیئةالاجتماعیة : هی التی تعنی المجتمع وما یسوده من عادات، وتقالید، وقیم، ونظم، سیاسیة ، واقتصادیة، وتربویة، واجتماعیة، ومن هنا یبین أثر البیئة الاجتماعیة فی الهویة الثقافیة ، فالمفکرون فی الدول المتقدمة لهم دور فی تقویة الهویة الثقافیة فی البیئة الاجتماعیة ومثال ذلک الدول المعاصرة کالولایات المتحدة و فرنسا فقد تکونت لدیها حصیلة عمل تستند إلى فلسفة محددة المعالم، وقام علیها أشخاص آمنوا بها وثبتوها فی إعلاناتهم ودساتیرهم، أما المفکرون فی الدول العربیة المعاصرة فلیس لهم دور فی تقویة الهویة الثقافیة فقد سلبت أدوارهم الفاعلة، فالدول العربیة المعاصرة لم تتکون نتیجة ممهدات أو أسس فلسفیة ولذا فإن مؤسسی دولة الاستقلال العربیة فی العشرینیات کانوا ساسة أو حکاماً ، وکان همهم تثبیت دولتهم والحیلولة دون تقسیمها، وهم یهتمون بالوطن، بینما المواطن العادی لدیه شعور بالهویة الثقافیة ، ولکنه یجهل تقویتها وتعزیزها، فدوره یتعلق بالمأوى .(84)

٢- اللغة: تأتی للتواصل بین سکان هذا الوطن ، وهی رمز وجودهم وعنصر التحامهم لذا فإن اللغة مرآة التفکیر، والتفکیر هو ما یدور فی داخل الإنسان وإذا أردت نقله للآخرین فمن خلال اللغة، فهی اصطلاح طورته الأمم بمرور الزمن، کل بطریقتها وظروفها وحاجاتها، فوضعت اللغة لکل فکرة من حالات التفکیر فی کلمة أو عبارة مکونة من جمل، والکلمة فی النهایة مصطلح، وهی رمز یعبر الإنسان من خلاله عن أی شیء یدور فی تفکیره لذا فإن الأمة عندما تنشئ لغتها فإنها لا تقوم من فراغ، بل یخرج من ذات الأفراد الممثلین للجماعات والأمة، فلغتهم تعکس نوعیتهم وصفاتهم، وهویتهم الثقافیة، وطریقة تفکیرهم، إذ لکل أمة أفکارها ومثلها ، وقیمها ، وعاداتها ، وتقالیدها ، وهویتها الثقافیة، فاللغة لیست رموزاً مجردة بل هی تعبیر عن تفکیر الأمة وهویتها الثقافیة، ولذا تعد اللغة رکناً مهماً من أرکان التواصل بین البشر، إذ تتقارب بها الشعوب والمجتمعات .(85)

٣-التراثالثقافیوالحضاری :وما أبدعته الأجیال المتعاقبة سواءً أکان على مستوى المعرفة والخبرة، أم على مستوى الروح والعقل ، أم على مستوى الذوق والعاطفة ، فالتراث یعنی بشکل عام العناصر الثقافیة التی تلقاها جیل عن جیل، ویتکون التراث من الموروث الثقافی والفولکلور الذی یعنی الأدب الشعبی أو طریقة الحیاة الشعبیة أو نشاط الناس الثقافی والحضاری، ویعنی أیضاً الفنون التی تمتاز بعراقتها وانتقالها عن طریق التقلید والمحاکاة أو النقل الشفهی، وقد یجهل مؤلف تلک الفنون ولکنها تکون تعبیراً عن سلوک الشعب النفسی والاجتماعی، والظواهر الفولکلوریة متداخلة، وقد تفقد وظیفتها الأساسیة لصالح فولکلور ثقافی جدید، وتحتل الأساطیر والخرافات حیزاً فی هذا المجال ولا یصوغ الأفراد الآراء وفق المسببات والدلائل، بل یعبرون عن تلک الأساطیر بطریقة ذاتیة تصوریة ودرامیة، وقد یکون من الصعب تفسیر تلک الدلالات المختلفة من الأساطیر فی وقتنا الحاضر ؛ لأنها تنتمی إلى عوالم أخرى، وترتبط بالزمان والمکان، فالتراث الشعبی یشمل مختلف التصورات التی تتحدث عن الغنى والفقر، والجمال والقبح، والقوة والضعف، والشجاعة والجبن، والکرم والبخل، فالتراث ملیء بکنوز الأحکام، والحکمة الجادة، والحکمة السخریة، والمثل، فالبشر یرغبون فی عرض صور التراث الشعبی ولو کان متناقضاً ،فالتراثالثقافیلهعدةخصائص(86):

-الخاصیةالأولى : الإلزام ، فمن اللحظات الأولى للتنشئة الاجتماعیة یتلقى الأفراد مجموعة من المعاییر تدلهم على الصواب ، وتنهاهم عن الخطأ، لهذا یشعر الفرد بأنه ینتمی للجماعة، ویواجه قوى کامنة من العادات، والقیم، یخشى مخالفتها.

-والخاصیةالثانیة : التلقائیة غیر الواعیة لأن أساسها المحاولة العشوائیة، فلا تتولى حمایتها الدولة، فالتراث یمتزج بنفوس الأفراد ولا یشعرون بالحاجة فی تغییره.

-والخاصیةالثالثة : کونها غیر مدونة إذ یتناقلها الأفراد وفق العادات والتقالید المتوارثة.

والخاصیةالرابعة : الاستمرار والثبات ، إذ تنتقل من جیل إلى جیل دون تغییر أو تحریف.

والخاصیةالخامسة : الجاذبیة ، إذ تبقى الثقافة الشعبیة مقبولة ومرغوب فیها من الأفراد والجماعات، فهی على ما اتفق علیه الأفراد والجماعات دون تحریف أو تغییر.

4- الدین: هو مجموعة من المعتقدات التی تؤمن بها جماعة ما، والقیام بشعائر مقدسة ، والاعتقاد بقوة داخلیة علیا فی نفس الإنسان کما أنه نظام موحد للمعتقدات والأفعال السائدة فی مجتمع ما، وهو الانصهار والتفاعل مع روحه، بما له من تأثیر فی النظم التی تنظم الناس فی الوطن ، فالدین یمثل ثقافة مجتمع معین، لیس لکونه مجموعة من القیم، والمعتقدات، و النصوص التعلیمیة، بل لکونه کیاناً اجتماعیاً یتشکل فی أنماط وتقالید وأفعال لذا فالدین یقدم تصوراً فی بناء هویة ثقافیة فی مختلف المجالات اجتماعیاً واقتصادیاً وسیاسیاً ودینیاً ومعرفیاً ونفسیاً فالدین یبنی أمة دینیة تقوم على تعالیم رسمت للمنتسبین له على شکل قواعد صارمة للفکر والسلوک، وتلک الأفکار تتحول إلى عقائد راسخة لا تقبل المراجعة ، إذ یتکون الدین من نماذج روحانیة محددة فی فرض قیم وأخلاقیات ولذا یصبح الفرد فی شبکة متکاملة من النماذج الفکریة التی تنظم حیاته وتحدد سلوکه المرغوب وغیر المرغوب، وبقدرٍ ما یقوم به الدین من تشکیل الثقافة وتعبئتها، یقوم أیضاً بشحنها بالرموز والقیم، والعادات والتقالید، حتى یعید توازن الذات، ویکون هویة ثقافیة دینیة، ویشحنها أیضاً بالأداء الأفضل لحل الأزمات الکبرى التی تهدد التوازن الشخصی والاجتماعی(87) .

ثانیاً: الاطار المیدانى للدراسة :

1) نوع الدراسة:

تنتمى الدراسة الراهنة إلى نمط الدراسات الوصفیة التحلیلیة حیث تهتم بوصف وتحلیل أثر المجتمع الافتراضی على الهویة الثقافیة لدى الشباب الجامعى.

2) المنهج المستخدم :

یستخدم الباحث فى دراسته المنهج الکمى والکیفى معاً ، حیث یهتم المنهج الکمى أکثر بوصف الموقف أو الظاهرة أو المشکلة باستخدام الأرقام والنسب المئویة والإحصائیة ، بینما یعطى المنهج الکیفى اهتماما اکبر بدراسة العلاقات بین المتغیرات وتحلیل العوامل وتأثیر کلاً منها وتأثره بالأخر .

3) طرق البحث المستخدمة :

یستخدم الباحث فى دراسته طریقة المسح الاجتماعی بالعینة وذلک لعینة من الشباب الجامعی بکلیة الخدمة الاجتماعیة بجامعة الفیوم .

4) أدوات الدراسة :

بعد تحدید مفهوم الهویة الثقافیة فی الملامح والبصمة التی تمیز الشباب الجامعى من الجوانب الثقافیة لدی الآخرین وتمیزهم عن غیرهم فی هذا المجال ، اعتمد الباحث فی جمع بیانات هذه الدراسة على مقیاس الهویة الثقافیة ، وقد مر تصمیمه بعدة خطوات وهى :

أ) تحدید مکونات وأبعاد المقیاس وهى :

- الانتماء :ویشیر إلی الإحساس بالتوطد والتجذر مع مصادر الوطن ومقوماته ومع رموزه ومقدساته وطموحاته وتطلعاته والاعتزاز بالتوحد معه والفخار به.

- المواطنة : وهی الموائمة بین الأصالة والمعاصرة کما تشیر إلی التمسک بالثوابت الدینیة والوطنیة والانفتاح علی التیارات الحدیثة واتجاهات العولمة فی ذات الوقت والاعتزاز بالتراث والحضارة بما یشیر إلی الاتصال بین الماضی والمستقبل ویعزز الثقة بالنفس والقدرة علی السیطرة علی مجریات الأمور .

- القیم الدینیة : وتشیر إلی الإقرار بحق الآخر وفق اطار الشریعة الاسلامیة ، وحسن معاملته وإن تباینت مواقفه مع مواقفنا وعدم التشدد والتزامًا بحقوق الإنسان .

- العادات والقیم الاجتماعیة  :وتشیر إلی أنماط السلوک والتفضیلات التی یمارسها الشباب فى حیاته الیومیة

ب) عرضالفقراتعلىالخبراء) صدقالمحتوى( :

تم عرض الفقرات على اثنی عشرة أستاذاً من أساتذة الخدمة الاجتماعیة  وعلم الاجتماع من ذوى الاهتمام بالموضوع فضلاً عن خبرتهم فی إعداد المقاییس ، وعرضت علیهم الفقرات مع التعریفات المحددة لکل بعد من أبعاد المقیاس وطلب منهم الحکم على کل فقرة هل تقیس ما وضعت من أجله ، وکذلک الحکم على کل فقرة هل تناسب التطبیق على الشباب الجامعى، وقد تم تعدیل العبارات التى رأى المحکمین تعدیلها وحذف ما اتفق على عدم ملائمتها أو عدم قیاسها ٢٠ % واکثر من السادة المحکمین .

ج)تطبیقالصورةالأولیة  للمقیاس علىالشباب الجامعى .

تم تطبیق الصورة الأولیة للمقیاس بعد تعدیلها وذلک على ١١٧ من طلاب الجامعة ، وأجریت الاختبارات التالیة للتأکد من الصلاحیة السیکومتریة للفقرات:

-القدرةالتمییزیةللعبارات : تم جمع تکرارات الإجابة فی اتجاه الموافقة (موافق جدا + موافق ) ، وفى اتجاه المعارض ( معارض جدا + معارض) واستبعاد الفقرات التی تزید نسبة الموافقین – أو المعارضین على ٧٥ % باعتبارها غیر ممیزة بین المستجیبین .

- صدقالارتباطبدرجةالمکون: تم استخراج معاملات ارتباط کل فقرة بالدرجة الکلیة للبعد الذی تنتمی إلیه واستبعدت العبارات التی لم تصل معاملات ارتباطها بالدرجة الکلیة للبعد إلى مستوى الدلالة الإحصائیة 0.05 والتى یشیر إلیها الجدول التالى:

 

معاملاتالارتباطبیندرجاتالأبعادالفرعیةلمقیاسالهویة الثقافیةوالدرجةالکلیة

البعـــد

الانتمــاء

المواطنة

القیم الدینیة

العادات والقیم الاجتماعیة

معامل الارتباط

**٠.٥٧

**٠.٧٢

**٠.٥٠

**٠.٣٦

 

د) ثباتالمقیاس

تم استخراج معاملات ثبات مکونات المقیاس بمعادلة ألفا لکرونباخ ،وطریقة التجزئة النصفیة مع التصحیح بمعادلة سبیرمان - براون ، وطریقة جوتمان

 

4- المعاملات الإحصائیة

-التکرارات والنسب.

- الوسط الحسابی والانحراف المعیاری.

-المتوسط الوزن المرجح.

-معامل الارتباط.

-اختبار "  " T- test

5) مجالات الدراسة :

أ- المجالالبشری:

 -إطارالمعاینة: تمثلإطار المعاینة فی الشباب الجامعی بکلیة الخدمة الاجتماعیة جامعة الفیوم- والبالغ عددهم 2000 طالب وطالبة تقریباً .

 -عینة الدراسة : تمثلتفى عینة من الشباب الجامعی بکلیة الخدمة الاجتماعیة- جامعة الفیوم  وعددهم 200 طالب وطالبة (50 طالب من کل فرقة دراسیة بواقع 10% من عدد الطلاب تقریباً  ) .

 

ب- المجالالمکانی:

تحدد المجال المکانی للدراسة فی کلیة الخدمة الاجتماعیة- جامعة الفیوم.

ج- المجالالزمنی

استغرقت فتًرة إعداد الدراسة و جمع البیانات وتحلیلها واستخراج النتائج  من22/1/ 2016 إلى1/ 8/ 2016 .

ثانیا: الإطار المیدانی للدراسة:

یتضمن هذا الجزء عرضاً تفصیلیاً للنتائج التی أسفرت عنها الدراسة، ولتسهیل عرض النتائج یمکن تقسیمها کما یلى:

أولا: عرض وتحلیل الجداول والنتائج المرتبطة بوصف مجتمع الدراسة.

1) النوع :

جدول رقم (1) خصائص عینة الدراسة حسب النوع

م

النوع

النسبة %

1

ذکر

65.5%

2

أنثى

34.5%

المجموع

100%

توزعت نوع العینة بصورة متقاربة الى حد ما حیث یتضح من الجدول السابق نسبة الذکور من أفراد العینة یمثلون 65.5%، بینما تمثل نسبة الاناث 34.5%.

2) الفئة العمریة :

جدول رقم (2) یوضح خصائص العینة حسب الفئة العمریة

م

السن

النسبة %

1

من 18- أقل من 20

51.5%

2

من20 لأقل من 22

23.5%

3

من 22 لأقل من 24

18%

4

من24 فأکثر

7%

المجموع

100%

یتضح من الجدول السابق أن نسبة 51.50% من عینة الدراسة تتراوح أعمارهم من 18- اقل من 20، وان  نسبة 23.5% من عینة الدراسة تتراوح أعمارهم من من20 لأقل من 22 سنة، بینما نسبة عینة الدراسة الذین تتراوح أعمارهم من 22 لأقل من 24 یمثلون 18% من اجمإلی العینة، ونجد ان النسبة الأقل هی عدد الشباب التى تکون مستوى اعمارهم 24 سنة فأکثر وهی نسبة  7% ومن خلال العرض السابق یتضح لنا أن أعلین نسبة عینة الدراسة هی النسبة المنحصرة فی المرحلة العمریة من 18- اقل من 20.

3) الحالة الاجتماعیة :

جدول رقم (3) یوضح الحالة الاجتماعیة

م

المتغیر

النسبة %

1

متزوج

4%

2

غیر متزوج

96%

المجموع

100%

یتضح من نتائج الجدول رقم (3 (أن أکثر من ثلثی المبحوثین (96٪ غیر متزوجون، بینما بلغت نسبته أفراد عینة الدراسة المتزوجین 4٪

 

 

 

 

 

4) درجة إجادة الحاسب الألى :

جدول رقم (4) خصائص عینة الدراسة حسب اجادة استخدام الحاسب الالى

م

المتغیر

النسبة %

1

لا یجید الاستخدام

4.5%

2

على درایة ببعض المهارات

49%

3

على درایة تامة بالحاسب الألی

45.5%

4

غیر مبین

1%

المجموع

100%

یتضح من الجدول السابق ان النسبة الاکبر من عینة الدراسة على درایة ببعض المهارات الخاصة بالحاسب الألی والتى تمثلت نسبتهم فی 49% من اجمإلی عینة الدراسة، یلیها فی المرتبة التالیة من على درایة تامة بالحاسب الألی بنسبة 45.5% ، کما نجد ان 4.5% من اجمإلی عینة الدراسة لایجید على الإطلاق مهارات التعامل مع الحاسب الألی.

5) درجة إجادة التعامل مع الانترنت :

جدول رقم (5) خصائص عینة الدراسة حسب اجادة التعامل مع الانترنت

م

المتغیر

النسبة %

1

لایجید التعامل

5%

2

على درایة ببعض الأساسیات

46.5%

3

على درایة تامة بالانترنت

45.5%

4

غیر مبین

3%

المجموع

100%

توزعت عینة الدراسة وفقا لدرجة إجادة التعامل مع الانترنت حیث یتضح من الجدول السابق ان النسبة الاکبر من عینة الدراسة على درایة ببعض الاساسیات الخاصة بالانترنت والتى تمثلت نسبتهم فی 46.5% من اجمإلی عینة الدراسة، یلیها فی المرتبة التالیة من على درایة تامة بالانترنت بنسبة 45.5% من إجمالی عینة الدراسة، کما نجد ان 5% من اجمإلی عینة الدراسة لایجید على الإطلاق مهارات التعامل مع بالانترنت کوسیلة متطورة.

 

 

 

 

 

6) درجة إتقان اللغة الإنجلیزیة:

جدول رقم (6) درجة إتقان اللغة الإنجلیزیة

م

المتغیر

النسبة %

1

لایجید على الإطلاق

4%

2

متوسط

68.5%

3

ممتاز

24%

4

غیر مبین

3.5%

المجموع

100%

توزعت عینة الدراسة وفقا لدرجة إتقان اللغة الإنجلیزیة حیث یتضح من الجدول السابق ان 68.5% من عینة الدراسة تجید اللغة الانجلیزیة بدرجة متوسطة، یلیها فی المرتبة التالیة 24% من عینة الدراسة تجید اللغة الانجلیزیة بدرجة ممتاز،

7) تصورات الشباب الجامعى حول مدی أهمیة المجتمع الافتراضى فى الوقت الراهن :

جدول رقم (7) تصورات الشباب الجامعى حول أهمیة تکنولوجیا المعلومات الحدیثة

م

المتغیر

النسبة %

1

مهم جدا

63%

2

مهم

31.5%

3

غیر مهم على الإطلاق

3.5%

4

لا أعرف

2%

المجموع

100%

یستدل من الجدول السابق أن الغالبیة العظمی من مفردات عینة الدراسة بنسبة 63% من إجمالى عینة الدراسة قد أقرت بشکل قاطع أهمیة المجتمع الافتراضى وکونه بات وسیلة أساسیة لاغنی عنها  للعدید من الأسالیب التی ستم الإشارة الیها لاحقا، یلیها فی المرتبة التالیة من مفردات عینة الدراسة نسبة 31.5% من عینة الدراسة قد أقرت أهمیة المجتمع الافتراضى ، کما نجد ان 3.5% أشارت الى ان المجتمع الافتراضى غیر مهم

 


ثانیا: النتائج المتعلقة بتساؤلات الدراسة :               -النتائجالمتعلقةبالإجابةعنالسؤالالأول:

1) ما اثر استخدام المجتمع الافتراضی على الانتماء لدى لشباب الجامعى ؟

للإجابةعنهذاالسؤال،احتسبتالمتوسطاتالحسابیة،والانحرافاتالمعیاریة، والتکراراتموزعةمنالعباراتالتیتکشفنظرةالمبحوثینإلىأثر استخدام المجتمع الافتراضی على الانتماء  کماهوموضح فیالجدول    جدول رقم(8)

م

العبارة

موافق

الى حد ما

غیر موافق

متوسط حسابى

الانحراف المعیارى

الرتبة

تکرار

نسبة

تکرار

نسبة

تکرار

نسبة

1

یستمد الإنسان کیانه من البیئة الطبیعیة ولیست البیئة الافتراضیة

١٦١

50.5

19

905

20

10

2.71

0.65

1

2

أرى أن اللغة العربیة هی التی تصنع وحدة الفکر والعقل

121

60.5

39

19.5

40

20

2041

0.80

2

3

دفعنى المجتمع الافتراضی إلى إعادة النظر فی تراثی.

82

41.0

66

33

52

36

2015

0.81

4

4

أرى ان بلدى تحقق لی الحریة والکرامة

١٦١

50.5

19

905

20

10

2.71

0.65

1

5

أصبحت أمیل إلى التعلم من الثقافات الأخرى.

51

25.5

47

23.5

105

51

1.75

0.84

5

6

أدى المجتمع الافتراضی إلى اختیار الشباب الإنتاج الثقافی الوطنی.

112

56

55

27.5

33

16.5

2.40

0.76

3

7

أصبحت أمیل الى فقدان الارتباط بالأمة والوطن.

121

60.5

39

19.5

40

20

2041

0.80

2

8

أمیل إلى المنتج الأجنبی أکثر من المصرى

82

41.0

66

33

52

36

2015

0.81

3

9

أفضل استخدام المصطلحات الاجنبیة اکثر من العربیة

١٦١

50.5

19

905

20

10

2.71

0.65

1

10

أفضل مشاهدة الأفلام العربیة أکثر من الأجنبیة

47

23.5

51

25.5

51

1.75

0.84

51

6

11

أفضل الملابس ذات التصامیم المصریة اکثر من الأجنبیة

82

41.0

66

33

52

36

2015

0.81

3

المتوسط العام

2.25

0.46

                       

 

باستقراء بیانات الجدول رقم (8) یتضح أن المتوسط العام لاستجابة أفراد عینة الدراسة جاء بمتوسط وقدره ٢٫٢٥ مما یدل على أن أفراد عینة الدراسة ینظرون إلى المجتمع الافتراضی یستمد الإنسان کیانه منه ولیست البیئة الطبیعیة ؛ فهم لا یعتبرنه مؤثر بشکل عام، یمکن أن نورد العبارات حسب أهمیتها وفقا للمتوسط الحسابی کما یلی : جاءت کل من العبارات التالیة "یستمد الإنسان کیانه من البیئة الطبیعیة ولیست البیئة الافتراضیة" و عبارة "ارى ان بلدى تحقق لی الحریة والکرامة" وعبارة "افضل استخدام المصطلحات الاجنبیة اکثر من العربیة" فی المرتبة الأولى بمتوسط 2.71 ودرجة انحراف معیارى .065، مما یدل على أن المبحوثین یدرکون أن المجتمع الافتراضی أصبح واقعاً یجب التعامل معه لتحقیق الحریة والکرامة.

- جاءتکل من العبارات التالیة: "ارى ان اللغة العربیة هی التی تصنع وحدة الفکر والعقل" و "اصبحت امیل الى فقدان الارتباط بالأمة والوطن" فی المرتبة الثانیة بمتوسط 2.41 ودرجة انحراف معیارى 0.80، مما یدل على النظرة المؤثرة التی یحملها المبحوثین للمجتمع الافتراضی لما لها تأثیر واضح فی فقدان الارتباط بالأمة والوطن، وکذلک وحدة الفکر والعقل

-وجاءتکل من العبارات التالیة: "أدى المجتمع الافتراضی إلى اختیار الشباب الإنتاج الثقافی الوطنی"، و "امیل الى المنتج الأجنبى أکثر من المصرى" و "افضل الملابس ذات التصامیم المصریة اکثر من الاجنبیة" فی المرتبة الثالثة بمتوسط 2.15، وانحراف معیارى 0.81مما یدل على تأیید المبحوثین لهذه العبارة إلى حد ما، ویعود ذلک إلى أن المبحوثین یرون أن المجتمع الافتراضی ساعد على اختیار الشباب للإنتاج الثقافی الوطنی، وکذلک المیل الى المنتج الأجنبى اکثر من المصرى، فاصبح الشباب یفضلون الملابس ذات التصامیم المصریة اکثر من الأجنبیة

-جاءتعبارة " دفعنى المجتمع الافتراضی إلى إعادة النظر فی تراثی." فی المرتبة الرابعة بمتوسط (1.75 ودرجة انحراف معیارى 0.81، مما یدل على استجابة المبحوثین إلى حد ما، ویعود ذلک إلى أن المبحوثین ینظرون إلى المجتمع الافتراضی  کمؤثر فى نظرهم للتراث .

 

-کما جاءتعبارة " اصبحت امیل الى التعلم من الثقافات الأخرى"فی المرتبة الخامسة بمتوسط (1.75 ودرجة انحراف معیارى 0.84، ویعود ذلک إلى أن المبحوثین ینظرون إلى المجتمع الافتراضی على أنه تسبب فى المیل الى التعلم من الثقافات الأخرى.

- وقد جاءتعبارة " افضل مشاهدة الافلام العربیة اکثر من الاجنبیة" فی المرتبة السادسة بمتوسط (0.84 ودرجة انحراف معیارى 0.51، مما یدل على استجابة المبحوثین إلى حد ما، ویعود ذلک إلى أن المبحوثین ینظرون إلى المجتمع الافتراضی أدى إلى مشاهدة الأفلام العربیة أکثر من الأجنبیة لدى الشباب الجامعى.

 

-النتائجالمتعلقةبالإجابةعنالسؤالالثانی:

2) ما أثر استخدام المجتمع الافتراضی على المواطنة  لدى لشباب الجامعى؟

للإجابةعنهذاالسؤال،احتسبتالمتوسطاتالحسابیة،والانحرافاتالمعیاریة، والتکراراتموزعةمنالعباراتالتیتکشفنظرةالمبحوثینإلىأثر استخدام المجتمع الافتراضی على المواطنة  کماهوموضح فیالجدول

جدول رقم(9)

م

العبارة

موافق

الى حد ما

غیر موافق

متوسط حسابى

الانحراف المعیارى

الرتبة

تکرار

نسبة

تکرار

نسبة

تکرار

نسبة

1

ارى ان تاریخ بلدى هو امتداد لتاریخ عریق

26

13.00

48

24

126

63

2.5

0.72

1

2

اتشدد مع الآخرین حین اجد من یسىء الى بلدى

44

22

124

62

32

16

2.46

0.76

2

3

احث من اتحدث معهم فى غرف الدردشة على زیارة مصر واثارها

122

56

55

27.5

33

16.5

2.40

0.76

3

4

اساوى بین مصلحتى ومصلحة وطنى

115

57.5

47

23.5

38

19

2.39

0.79

4

5

افضل الانفتاح الذى لایتعارض مع خصوصیة مجتمعى

122

56

55

27.5

33

16.5

2.40

0.76

3

6

ارى انه لابد من الاعتزاز بالماضى

102

51

62

31

36

18

2.33

0.76

5

7

ارى دائما ارتباط بین الایمان وحب الوطن

26

13.00

48

24

126

63

2.5

0.72

1

8

امیل دائما الى الماضى اکثر من الحاضر

101

50.5

56

28

43

21.5

2.29

0.80

6

9

اشعر بالولاء الدائم لوطنى مهما عجز عن اشباع احتیاجاتى

102

51

62

31

36

18

2.33

0.76

5

 

 

باستقراء نتائج الجدول رقم )9) یتضح أن کلا من العبارات  "ارى ان تاریخ بلدى هو امتداد لتاریخ عریق" و"ارى دائما ارتباط بین الایمان وحب الوطن" احتلت المرتبة الأولى بمتوسط  2.50، بدرجة انحراف معیارى 0.72 مما یدل على أن المجتمع الافتراضى اثر بدرجة کبیرة على الارتباط بین الایمان وحب الوطن وکذلک اعتزاز الشباب بتاریخ البلد

-وجاءتفیالمرتبةالثانیةعبارة " اتشدد مع الآخرین حین اجد من یسىء الى بلدى

بمتوسط  2.46 ودرجة انحراف معیارى 0.76وهنا یتضح کیف أثر المجتمع الافتراضى على حماس الشباب فى التشدد مع من یسىء الى بلده  متأثرین بوسائله المختلفة

 احتلتکلا من عبارة "احث من اتحدث معهم فى غرف الدردشة على زیارة مصر واثارها" وعبارة "افضل الانفتاح الذى لایتعارض مع خصوصیة مجتمعى" فی المرتبة الثالثة بمتوسط 2.40 ودرجة انحراف معیارى 0.76، مما یدل على أن المجتمع الافتراضى دعى  الشباب إلى القیم المادیة التی لا تنظر إلى جوهر الإنسان، الانفتاح الذى لایتعارض مع خصوصیة المجتمع بل تنظر إلى الکسب والربح

المادی، ونتیجة لذلک تنتشر بین الشباب روح السلبیة وعدم المبالاة، بما حولهم فی المجتمع ، وانعدم حدیثهم فى غرف الدردشة على زیارة مصر واثارها

-جاءتعبارة " اساوى بین مصلحتى ومصلحة وطنى فی المرتبة الرابعة بمتوسط2.39ودرجة انحراف معیارى 0.79 مما یدل على تفضیل الشباب مصلحته الشخصیة على مصلحة بلده.

احتلتکلا من عبارة "ارى انه لابد من الاعتزاز بالماضى" واشعر بالولاء الدائم لوطنى مهما عجز عن اشباع احتیاجاتى " فی المرتبة الخامسة  بمتوسط 2.33 ودرجة انحراف معیارى 0.76، مما یدل على أن المجتمع الافتراضی دعى  الشباب إلى ضعف الاعتزاز بالماضى ، الانفتاح الذى لایتعارض مع خصوصیة المجتمع وهذا ادى الى عدم الشعور بالوطنیة تجاه المجتمع.

-جاءتعبارة" أمیل دائما الى الماضى اکثر من الحاضر فی المرتبة السادسة بمتوسط2.29ودرجة انحراف معیارى 0.80 مما یدل على عدم تفضیل الشباب المیل دائما الى الماضى اکثر من الحاضر.

 

-النتائجالمتعلقةبالإجابةعنالسؤالالثالث:

3) ما اثر استخدام المجتمع الافتراضی على القیم الدینیة للشباب الجامعى؟

للإجابةعنهذاالسؤال،احتسبتالمتوسطاتالحسابیة،والانحرافاتالمعیاریة، والتکراراتموزعةمنالعباراتالتیتکشفنظرةالمبحوثینإلىأثر استخدام المجتمع الافتراضی على القیم الدینیةللشباب کماهوموضح فیالجدول

جدول رقم(10)

م

العبارة

موافق

الى حد ما

غیر موافق

متوسط حسابى

الانحراف المعیارى

الرتبة

تکرار

نسبة

تکرار

نسبة

تکرار

نسبة

1

وجدت بهذه المواقع فرصة مناسبة للتعبیر عن ارائی واتجاهاتی الدینیة

119

59.5

55

27.5

26

13

2.47

0.72

1

2

ارى ان الانسان لابد ان یدین بالدیانات السماویة

122

61

48

24

30

15

2.46

0.74

2

3

اهتم بإحیاء الاحتفالات الدینیة

117

58.5

57

28.5

26

13

2.45

0.71

3

4

ابتعد عن المواقف التى تستعرض صورا مخالفة للدین

122

61

48

24

30

15

2.46

0.74

2

5

اصبحت اداوم على اداء العبادات فى وقتها

119

59.5

55

27.5

26

13

2.47

0.72

1

6

امیل الى مطالعة الآراء التى تکون اکثر بعدا عن دیننا

86

43

54

27

30

30

2.13

0.85

4

7

ارى ضرورة فى نشر ثقافة العفة لمجابهة المواقع الإباحیة

122

61

48

24

30

15

2.46

0.74

2

8

اهتم بالثقافة الاسلامیة من خلال المواقع الدینیة

67

33.5

84

42

49

24.5

2.09

0.76

5

9

اندماجی داخل غرف الدردشة یشغلنى عن اداء الفرائض الدینیة

86

43

54

27

30

30

2.13

0.85

4

10

اصبحت اصل الرحم من خلال الانترنت ولیست الزیارات

43

21.5

27

13.5

15

15

1.06

0.42

6

 

 

باستقراء بیانات الجدول رقم (10) یمکن أن نورد العبارات حسب أهمیتها وفقا للمتوسط الحسابی کما یلی : جاءت کلا من العبارات التالیة "اصبحت اداوم على اداء العبادات فى وقتها و عبارة "وجدت فی هذه المواقع فرصة مناسبة للتعبیر عن ارائی واتجاهاتی الدینیة التی لا استطیع التعبیر عنها صراحة فی المرتبة الأولى بمتوسط 2.47 بدرجة انحراف معیارى 0.72

-کماجاءتکل من العبارات التالیة:

"ارى ان الانسان لابد ان یدین بالدیانات السماویة" وعبارة "ابتعد عن المواقف التى تستعرض صورا مخالفة للدین" وعبارة "ارى ضرورة فى نشر ثقافة العفة لمجابهة المواقع الاباحیة"  فی المرتبة الثانیة بمتوسط  حسابى 2.46 ودرجة انحراف معیارى 0.74 مما یدل على أن المجتمع الافتراضى اثر على  نشر ثقافة العفة لمجابهة المواقع الاباحیة لدى الشباب، وجعل الشباب لا یدین بالدیانات السماویة مما اثر على الثقافة الدینیة.

-وجاءتفیالمرتبةالثالثة عبارة " اهتم باحیاء الاحتفالات الدینیة  بمتوسط حسابى 2.45 ودرجة انحراف معیارى 0.71، ویدل ذلک على ضعف اهتمام الشباب باحیاء الاحتفالات الدینیة متاثرا بقفافة المجتمع الافتراضى 

- بینماحصلتعبارة "امیل الى مطالعة الاراء التى تکون اکثر بعدا عن دیننا" وعبارة "اندماجى داخل غرف الدردشة یشغلنى عن اداء الفرائض الدینیة فی المرتبة الرابعة بمتوسط 2.13 ودرجة انحراف معیارى 0.85، مما یدل على ضعف اداء الفرائض الدینیة للشباب نتیجة قضاء اطول فترة ممکنة على مواقع الانترنت، مما ادى بالشباب الى مطالعة الاراء التى تکون اکثر بعدا عن الدین

-جاءتعبارة " اهتم بالثقافة الاسلامیة من خلال المواقع الدینیة بمتوسط  2.9 ودرجة انحراف معیارى 0.76 ، مما یدل على أن المجتمع الافتراضى ضعف من اهتمام الشباب بالثقافة الاسلامیة من خلال المواقع الدینیة، واصبحوا یتأثرون بالأفکار التی تبثها التکنولوجیا، و قد تؤثر فى القیم الدینیة لدیهم.

 -جاءتعبارة " اصبحت اصل الرحم من خلال الانترنت ولیست الزیارات بمتوسط  1.6ودرجة انحراف معیارى 0.42 ، مما یدل على أن المجتمع الافتراضى ضعف من اهتمام الشباب بصلة الرحم، واصبحوا یتواصلون عن طریق الانترنت والهواتف المحمولة.

 

-النتائجالمتعلقةبالإجابةعنالسؤالالرابع:

4)ما اثر المجتمع الافتراضی على العادات والقیم الاجتماعیة  للشباب الجامعى ؟

للإجابةعنهذاالسؤال،احتسبتالمتوسطاتالحسابیة،والانحرافاتالمعیاریة، والتکراراتموزعةمنالعباراتالتیتکشفنظرةالمبحوثینإلىأثر المجتمع الافتراضی على العادات والقیم الاجتماعیة للشباب کماهوموضح فیالجدول

جدول رقم(11)

م

العبارة

موافق

الى حد ما

غیر موافق

متوسط حسابى

الانحراف المعیارى

الرتبة

تکرار

نسبة

تکرار

نسبة

تکرار

نسبة

1

التزم بالزى الوطنی اذا سافرت خارج البلاد

152

76

30

15

18

9

2.67

0.63

1

2

أفضل تناول الوجبات السریعة اثناء الجلوس امام الانترنت

142

71

38

19

20

10

2.61

0.66

2

3

أراعى خطوط الموضة الحدیثة فى مظهرى الاجتماعی

142

71

38

19

20

10

2.61

0.66

2

4

أمیل إلى الثقافات الأجنبیة فى المأکل والملبس والمشرب

134

67

49

24.5

17

8.5

2.58

0.64

3

5

اهتم بالمواقع التى تحررنى من القیود الاجتماعیة

152

76

30

15

18

9

2.67

0.63

1

6

أرى أن ثقافة العیب هى ثقافة رجعیة ومتأخرة

152

76

30

15

18

9

2.67

0.63

1

7

أفضل المواقع التى تتیح لى التعارف مع الجنس الاخر

90

45

37

18.5

73

36.5

2.08

0.90

4

8

أرى أن ثقافة الآراء الغربیة أکثر تحررا من ثقافات مجتمعى الشرقیة

60

30

57

28.5

83

41.5

1.89

0.84

5

9

الفترات الطویلة التى اقضیها على الانترنت قللت من اندماجی مع أسرتی

46

23

56

28

98

49

1.74

0.81

6

10

أمیل إلى المواقع التى تحث على العنصریة

134

67

49

24.5

17

8.5

2.58

0.64

3

 

 

یتضح من نتائج هذا الجدول أن کل من عبارة "التزم بالزى الوطنی اذا سافرت خارج البلاد" وعبارة "اهتم بالمواقع التى تحررنى من القیود الاجتماعیة" وکذلک عبارة "ارى ان ثقافة العیب هى ثقافة رجعیة ومتأخرة" جاءت فی المرتبة الأولى بمتوسط  حسابة 2.67 ودرجة انحراف معیارى 0.63مما یدل على أن المجتمع الافتراضی  وجه الشباب نحو التعرف على الثقافات الأخرى والاهتمام  بالمواقع التى تحرره من القیود الاجتماعیة والعادات المتمثلة فی نقل المعلومات وانفتاحها على ثقافة الآخر، وکذلک التحرر من ثقافة العیب والتشجیع على الجرأة المتزایدة وتجاوز الحدود الاجتماعیة.

-بینمااحتلتکل من عبارة "اراعى خطوط الموضة الحدیثة فى مظهرى الاجتماعى، وعبارة افضل تناول الوجبات السریعة اثناء الجلوس امام الانترنت المرتبة الثانیة بمتوسط  2.61، بدرجة انحراف معیارى 0.66مما یدل على أن المجتمع الافتراضى یسرت سبل الابتعاد عن التقالید الاجتماعیة المتمثلة فى المأکل والملبس ، ویعود ذلک إلى سرعة تدفق المعلومات والأفکار وحریة نشرها شبکة الانترنت، مما سهل للشباب التأثر والتأثیر بالأفکار التی یتلقونها

-وجاءتعبارة " امیل الى الثقافات الاجنبیة فى المأکل والملبس والمشرب وکذلک عبارة" امیل الى المواقع التى تحث على العنصریة"  فی المرتبة الثالثة بمتوسط  حسابى 2.85 ودرجة انحراف معیارى 0.64، مما یدل على تاثیر المجتمع الافتراضی على الهویة الفردیة للشباب من خلال المیل الى المواقع التى تحث على العنصریة، وکذلک المیل الى الثقافات الاجنبیة فى المأکل والملبس والمشرب

-حینحصلتعبارة " افضل المواقع التى تتیح لى التعارف مع الجنس الاخر " فی المرتبة الرابعة بمتوسط  حسابى 2.80 ودرجة انحراف معیارى 0.90 وقد تأثرت مما یدل على أن المجتمع الافتراضی أسهمت فی تقریب المسافات فى التعارف والاختلاط بین الشباب والبنات  مما أسهم فی وجود العدید من المشکلات الاجتماعیة داخل المجتمع مقارنة بالأجیال الأخرى

-وجاءتعبارة" ارى ان ثقافة الآراء الغربیة اکثر تحررا من ثقافات مجتمعی الشرقیة " فی المرتبة الخامسة بمتوسط حسابى 1.89 ودرجة انحراف معیارى 0.84

وأخیراًجاءتعبارة "ارى ان الفترات الطویلة التى اقضیها على مواقع الانترنت قللت من اندماجی مع أسرتى بمتوسط 1.74 بدرجة انحراف معیارى 0.81 یدل ذلک على أن المجتمع الافتراضی قد أثر على العلاقات الاجتماعیة بین الشباب والاسر ، مما ادى الى ضعف الرقابة الاجتماعیة وسهولة التعرض لضعف الهویة ظل الانفتاح الکبیر للمجتمع الافتراضی

 

النتائجالمتعلقةبالإجابةعنالسؤالالخامس:

4)ما دور الخدمة الاجتماعیة فى الحد من اثر المجتمع الافتراضى على الهویة الثقافیة للشباب الجامعى؟

للإجابةعنهذاالسؤال،احتسبتالمتوسطاتالحسابیة،والانحرافاتالمعیاریة، والتکراراتموزعةمنالعباراتالتیتکشفنظرةالمبحوثینإلىدور الخدمة الاجتماعیة فى الحد من اثار المجتمع الافتراضى على الهویة الثقافیة للشباب الجامعى للشباب کماهوموضح فیالجدول

جدول رقم(12)

م

العبارة

موافق

الى حد ما

غیر موافق

متوسط حسابى

الانحراف المعیارى

الرتبة

تکرار

نسبة

تکرار

نسبة

تکرار

نسبة

1

تنفیذ ورش عمل دوریة للشباب لمساعدتهم فی الابتکار والتجدید.

180

90

15

7.5

5

2.5

2.88

0.40

1

2

إکساب الشباب المهارات الضروریة للتعامل مع المجتمع الافتراضی

176

88

23

11.5

1

0.5

2.88

0.35

2

3

ضرورة مناقشة القضایا والاتجاهات الفکریة للشباب

176

88

19

9.5

5

2.5

2.86

0.42

3

4

إقامة الندوات التى تدعو للتمسک بالقیم والعادات الایجابیة لدى الشباب

173

86

24

12

3

1.5

2.85

0.40

4

5

اهمیة ان یکون  هناک خطاب علمى مقصود یقدم الرؤیة النقدیة الموضوعیة للمجتمع الافتراضی

169

84.5

29

14.5

2

1.0

2.84

0.40

5

6

عقد دورات تثقیفیة للشباب للتعریف بالهویة الثقافیة.

168

84

28

14

4

2

2.82

0.43

6

7

تنمیة قیمة العمل التطوعى لدى الشباب

172

86

19

9.5

9

4.5

2.82

0.49

7

8

وضع مناهج تتلاءم مع المتغیرات العالمیة

170

85

22

11

8

4

2.81

0.48

8

9

عمل لجان اعلامیة بمراقبة هادفة تحقق حمایة الشباب من البرامج الضارة

167

83.5

16

8

17

8.5

2.75

0.60

9

10

تنمیة الممارسة الدیمقراطیة عند الشباب

149

74.5

40

20

11

5.5

2.69

0.57

10

 

 

یتضحمننتائجالجدولالسابقأنالخدمة الاجتماعیة یمکن  تسهمفیالتخفیفمنحدةتأثیرالمجتمع الافتراضیفیالهویةالثقافیةللشباب، حیث جاءتمرتبةکمایلی:

أولاً "تنفیذ ورش عمل دوریة للشباب لمساعدتهم فی الابتکار والتجدید "، ثانیاً "العمل على إکساب الشباب المهارات الضروریة للتعامل مع المجتمع الافتراضى "، ثالثاً "أهمیة مناقشة القضایا والاتجاهات الفکریة السائدة عند الشباب "، رابعاً "الترکیز على إقامة الندوات التی تدعو إلى التمسک بالقیم والعادات الإیجابیة الموجودة لدى الشباب"، خامساً "أهمیة أن یکون هناک خطاب علمی مقصود یقدم الرؤیة النقدیة الموضوعیة لظاهرة العولمة "، سادساً عقد دورات تثقیفیة للشباب للتعریف بالهویة الثقافیة "، سابعاً " تنمیة قیمة العمل التطوعی عند الشباب "، ثامناً "إیجاد مناهج للتربیة والتعلیم تتواکب مع المتغیرات العالمیة "، تاسعاً " قیام لجان إعلامیة بمراقبة أجهزة الإعلام مراقبة هادفة بما یحقق حمایة الشباب من البرامج الضارة "، عاشراً " تنمیة الممارسة الدیمقراطیة عند الشباب "، ونلاحظ مما سبق أن الشباب الجامعى  جاءت موافقتهم مؤیدة لجمیع المقترحات السابقة دون استثناء لأنهم یدرکون أن المجتمع الافتراضى بوصفها ظاهرة کونیة تحتاج من جمیع مؤسسات المجتمع بذل دور معین ، حتى یمکن التفاعل والتعامل معها بشکل جید.

 

رؤیة استشراقیة(مستقبلیة) حول دور الخدمة الاجتماعیة فى الحد من اثر المجتمع الافتراضى على الهویة الثقافیة للشباب الجامعى

 

فى ضوء ما تم استخلاصه من نتائج فإن صیاغة رؤیة استشراقیة تتعلق باثر المجتمع الافتراضى على الهویة الثقافیة للشباب الجامعى تتم من خلال مجموعة من  الفروض والمقترحات التى تحدثت عنها الخدمه الاجتماعیة لمواجهتها وتتحدد أبعاد فلسفة التصور المقترح فی المحافظة على هویة الشباب فی مواجهة تحدیات المجتمع الافتراضى فی ضوء تحقیق التوازن بین المحافظة على الهویة الثقافیة من خلال تشکیل ثقافة الفرد وفق المعتقدات والقیم التی تحصنه ضد الاختراق الثقافی وتحدیات المجتمع الافتراضى المعاصرة، وبین ممارسة التحدیث ودخول عصر العلم والتکنولوجیات، وذلک من خلال تکریس فکرة  الاصالة والمعاصرة والتى تتمثل فیما یلی:

1) تعزیزالتراث الثقافى لدى الشباب والحفاظ علیه:

أ- تنمیة القیم الدینیة والروحیة والأخلاقیة، والتأکید على عدم تعارضها مع العلم الذی یستند إلى العقل والتجریب، وتعریف النشء بأن القیم الدینیة ترى أن ثورة العلم وتقنیاته ضرورة حیاتیة بمنزلة الضرورات الدینیة وأن العقل أساس التدین.

ب- ترسیخ الشعور الوطنی فی وجدان الطلاب وذلک عن طریق:

- التأکید على دراسة التاریخ الوطنی وتوحید مناهجه ومفاهیمه العلمیة.

- إحیاء الأسالیب الفنیة والجمالیة التراثیة وإکساب الطلاب القدرة على تذوقها وتطویرها.

- تقدیم قراءة جدیدة للتراث باعتباره مظهرا للإبداع الفردی والجماعی  وتنمیة وترسیخ مشاعر الاعتزاز والتقدیر لهذا التراث العربی والقومی لدى الطلاب.

- الاهتمام باللغة العربیة والمحافظة علیها وتیسیر تعلیمها وتعلمها.

- الحفاظ على خصوصیات أمتنا العربیة المتمثلة باللغة والدین والتاریخ والعادات والتقالید.

- توفیر برامج التوجیه والإرشاد ونماذج القیم السلیمة والقدوة الحسنة.

ج- تنمیة الشعور الذاتی بامتلاک أدوات الحضارة بکل أوجهها والسعی إلى امتلاک المهارات الحضاریة بما فیها من التکنولوجیا والثقافات.

د- ربط الهویة بالتاریخ والأرض والوطن.

هـ- تنمیة روح التسامح والمرونة والتطلع للمستقبل والعدل والوسطیة دون تعصب لدى الشباب.

 

 

٢) تجدیدالبناءالثقافیوالحضاریللهویةالثقافیةالعربیةلمواکبثقافةالعصروذلکمنخلال:

- تشجیع الطلاب على الدخول بقوة فی عصر المعلومات والتدفق المعرفى وتنمیة مهارات البحث عن المعرفة واستیعابها من مصادرها المختلفة.

- إصلاح التعلیم إصلاحاً شاملاً واعتماد الاتجاهات التربویة الحدیثة فی أسالیب وفنیات التعلیم

- تنمیة الروح العلمیة والقدرة على الإبداع لدى الشباب.

- تنمیة مهارات التفکیر الأساسیة ودعم العقلانیة والتفکیر الناقد.

- التأکید على قیمة الشورى والعمل الجماعى التعاونى، والتنوع الثقافی والتعددیة فی محتوى المناهج وأسالیب وأنشطة التعلیم والتعلم.

- تنمیة قدرة الشباب على التعلم الذاتی والمستمر.

- غرس ثقافة الإنجاز بدیلا ًعن ثقافة الاستهلاک، والاهتمام بقیمة العمل، وبالنظرة المستقبلیة فى التفکیر والتخطیط.

- الاهتمام بتکوین المواقف والاتجاهات النفسیة ومهارات التکیف مع العصر.

- تشجیع الشباب على التواصل الثقافی والحوار مع الآخر فى ظل عقلیه متفتحة ومتنورة تراعى متطلبات العصر .

- التأکید على مفهوم وقیم المواطنة العالمیة والاستفادة من برامج التربیة الدولیة أو العالمیة.

ولکی تتحول هذه الغایات والأهداف إلى مضامین وممارسات تربویة على أرض الواقع لتربوی، نحتاج إلى اعتماد مجموعة من الآلیات والوسائل التی تتجسد من خلال الهیکل الأساسی للمنظومة التربویة منهجاً وأسلوباً وطریقة وأنشطة.

3)  آلیاتووسائلمواجهةآثار المجتمع الافتراضیمنخلالتعزیزهویةالشبابوتحصینقیمهم( بالتطبیق على مهنة الخدمة الاجتماعیة )

أولاً : تطویرالبیئةالتعلیمیةوأسالیبالتعلم بالخدمة الاجتماعیة:

تحتاج العملیة التعلیمیة بالخدمة الاجتماعیة إلى تهیئة مناخ تعلیمی جدید یوفر بیئة صالحة لتحقیق أهدافها، وذلک من خلال:

أ-الاتجاهنحوجماعیةالتعلیموحریةالتعلم.

لما کانت تجارب التاریخ ومؤشرات التطور الحضاری للأمم والشعوب، تشیر إلى أن الهویة الثقافیة تعتمد فی قوتها وفعالیتها على ممارسة القیم الدیمقراطیة، وأن کثیراً من مقومات الثقافة العربیة لن تکون صالحة للاستقرار والبقاء فی ظل العولمة إلا بترسیخ ثقافة الشورى والعمل التعاونى، واستنفار العقول وتحفیزها على العمل والإبداع من خلال الحریة، فإن الأمر یحتاج إلى تنشئة وتربیة وتعود وتدریب، وکلها عملیات تدخل فی صلب العمل التعلیمی بمعناه الواسع وتعتمد على دعائم أساسیة تشمل البناء المعرفی للطالب الجامعی من حیث الأفکار والمعارف والمعلومات والمفاهیم الأساسیة التی تمکنه من التحول إلى المواطنة المسئولة، بما یعنیه ذلک من تعلیم الطلاب المهارات التی تمکن الطالب من أن یفهم ویقارن ویقیم الممارسات الدیمقراطیة فی بیئته، لیس هذا فحسب بل وتشمل کذلک تطویر مهاراتهم على اتخاذ القرار الرشید، وفحص الاختیارات والبدائل والنتائج المتوقعة لکل اختیار والدفاع عما یختاره الفرد من بدائل، وتطبیق ذلک عملیاً فی حیاته الیومیة.

 

ب- توفیرفرصاکتسابالمعرفةوالمهاراتالتکنولوجیةالمتقدمة لطلاب الخدمة الاجتماعیة:

تأتی أهمیة تأکید دور الخدمة الاجتماعیة على المعرفة والمعلوماتیة لتقلیص الفجوة العمیقة بین الدول النامیة والمتقدمة، وکسر احتکار تدفق المعلومات الذی تمارسه دول المرکز المهیمنة على وسائل الإعلام والاتصال وتقنیاتها المختلفة، حیث یتطلب مجتمع المعرفة والمعلوماتیة أن تعد التربیة العربیة أفرادًا قادرین على مواکبة بل وعلى المبادأة بالتحول والتغییر، یتجاوزون التلقی السلبی إلى مرحلة مزج وترکیب الأفکار بشکل ناقد ومبدع وموضوعی هذا ویمکن تنشئة الشباب وإعدادهم لعصر العلم والمعرفة والمعلوماتیة من خلال:

- تعوید الطلاب من أول مراحل التنشئة على أن یکونوا إیجابیین، یسألون عن المعرفة ویسعون إلى اکتشاف الحقیقة، ویخضعون کل معارفهم للفحص والنقد والاختبار.

- تغذیة عقل الشاب بالمعارف المتنوعة من مصادرها المختلفة وعدم الحجر على عقولهم ، لأن العقل الحر القائم على دعامتی القوة والحکمة یمثل الطاقة الأساسیة التی تمکن الإنسان من ممارسة عملیات النقد والإبداع.

- تشجیع الشباب على استخدام الوسائط التکنولوجیة، والاستفادة من التطورات التقنیة فی مجال المعلومات، والانتقال من مرحلة التدریب على تشغیل التکنولوجیات واستهلاکها إلى استیعاب منطقها والإسهام فی إنتاجها ، وتجاوز المعرفة المألوفة إلى التنافس والتمیز فی إبداع أشکال جدیدة منها وذلک من خلال تنمیة المهارات العقلیة المتقدمة وإدخال أنواع جدیدة من البرامج فی مناهجها وخاصة فی التربیة الوطنیة وتقنیات الحاسبات والمعلومات.

ج) تطبیقالاتجاهاتالحدیثةفیالخدمة الاجتماعیة مثل:

- التعلیم بالحوار والمشارکة بدیلاً عن التلقین، حیث کرست ثقافة التلقین فی تعلیمنا للخدمة الاجتماعیة آلیات کبح جماح التفکیر العلمی منهجاً وأسلوباً، وتغییر هذه الثقافة یتطلب الاهتمام بتنمیة مهارات التواصل والتفاوض الثقافی وتنمیة القدرة على الإقناع وهندسة الحوار فبدلاً من تعلیم الطالب فیما یفکر، تتحول التربیة إلى تعلیمه کیف یفکر ویتأمل ویتصور، وکیف ینمی قدرته على التکیف مع التغیر والمشارکة فیه.

- التوجه نحو الابتکار الخلاق للتقدم التکنولوجی، فالتقدم خلق وابتکار وإعداد ذاتی ولیس مجرد استیراد لمصنوعات جاهزة نقف منها موقف المستخدم السلبى ، فالتوجه نحو الإبداع والتطویر فی تعلیم ومناهج الخدمة الاجتماعیة یعد من أولى الضروریات اللازمة للتجدید الثقافی للشباب ، وهدًفا ینبغی لکل المناهج والمواد الدراسیة الاهتمام بتحقیقه، وشرطاً من شروط التعلم الجدید، ینبغی على القائمین بالعملیة التعلیمیة فى کل کلیات ومعاهد الخدمة الاجتماعیة التمکن من مهاراته وإکسابها للشباب، والتی من أهمها القدرة على حل المشکلات والاستثارة الذهنیة وحثها على التفکیر.

- التأکید على العقلانیة والتفکیر الناقد بدیلاً عن التلقی السلبی للمعرفة، فیجب أن تتجه المناهج الحدیثة فى الخدمة الاجتماعیة إلى الترکیز على الثقافة العربیة الراهنة، وإشکالیاتها المختلفة وتحلیلها ونقدها واتخاذ موقف عقلی منها کشرط ضروری للمشارکة الإیجابیة فی المشهد الحضاری المعاصر، فالتحرر من الانبهار والاستلاب الحضاری لثقافة الغرب لا یتم إلا عبر الممارسة العقلانیة النقدیة، والدخول فی حوار عقلی ناقد فاحص مع تلک الثقافة.

- تجدر الإشارة هنا إلى أن التربیة النقدیة لا یمکن اختزالها إلى مجرد التمکن من مجموعة من المهارات الأساسیة، مثل التحلیل والفحص والتحقق العقلی، ولکن ینبغی النظر إلیها على أنها ممارسة ثقافیة تحرر الفکر من الخرافة، وتؤصل قیم التوازن وعدم التعارض بین الدین والعلم والعقل، وتدعم الاختلاف بدلاً من التسلیم والانقیاد لفکر سائد مهما بلغت جودته.

- اعتماد صیغة التعلیم الذاتی، التعلم المفتوح ، والتعلم عن بعد، إذ تتعرض النظم التعلیمیة فی ظل العولمة لمتطلبات جدیدة من حیث الکم والکیف، والأهم من ذلک التغیر السریع فی المعرفة، بالنسبة للکم لم یکن الطلب على التعلیم أکبر مما هو علیه الیوم، وفی الوقت نفسه لن یکون من الممکن زیادة عدد المعلمین بما یفی بالطلب المتزاید على التعلیم فی شتى المجالات والتخصصات، هذا بجانب أن تکلفة التعلیم مشکلة کبیرة  فالاختیار الوحید هو البحث عن حلول تتضمن فنیات تخفض عبء العمل الاجتماعی الواقع على کاهل الاخصائیین الاجتماعیین، وهناک فنیات تم اختبارها وتجریبها یمکن أن توضع فی الاعتبار، ومن هذه الفنیات: الوسائل السمعیة والبصریة، الوسائط المتعددة المتفاعلة، التعلم بمساعدة الحاسب الآلی، التلفزیون التعلیمی، الشبکات التلفزیونیة الخاصة، التعلم عن طریق الإنترنت، مع مراعاة أن بعض هذه الفنیات أکثر ملاءمة من بعضها الآخر غیر أن الأفضل أن یسیر النظامان التقلیدى والمستحدث جنباً إلى جنب مع التغییر العام فی النظم التعلیمیة نحو العقلانیة، وتنویع الموارد، استجابة للتغیرات العدیدة فی الطلب على التعلیم.

 

 

د) تنمیةالقیمالأخلاقیة:

إذا کانت الخدمة الاجتماعیة المعاصرة فی حیرة من أمرها بین سلطان الماضی وضغوط الحاضر، بین انحسار القیم الروحیة وشیوع القیم المادیة، فإن تاریخ الفکر الاجتماعی العربی یشهد على محوریة القیم وأهمیتها کمکون أساسی للهویة الثقافیة العربیة ، وفی هذا الإطار یصبح تیسیر اکتساب القیم المرغوب فیها مثل )التسامح والمسؤولیة والروح التعاونیة، والأیمان بالعدالة والمساواة، والمحبة والتعاطف، وإقرار التعددیة والتعایش السلمی وغیرها) مسئولیة تربویة، على أن ترتکز عملیة إکساب القیم وتمثلها على القدوة الصالحة، والنماذج التاریخیة المؤثرة ومحاکاتها.

هـ)تطویرالمناهجوالمقرراتالدراسیة بالخدمة الاجتماعیة:

لقد أصبحت عملیة تطویر المناهج الدراسیة ودراسة أثر تکنولوجیا المعلومات علیها وکیفیة تطویعها لخدمة أغراض التنمیة الثقافیة، وتجدید خبرات الفرد وأفکاره وترسیخ القیم والمعتقدات العربیة بعیداً عن الانعزال وفقدان روح التعاون، مسألة ملحة وضروریة ، ویمکن للتربیة العربیة أن توظف المناهج والمقررات الدراسیة لمواجهة تداعیات العولمة من خلال تحدید وتعمیق مضمونها ووسائل تعلیمها وتعلمها بحیث تصل بها إلى مستوى العالمیة من جهة، وبما ینمی الخصوصیة الثقافیة والقدرة على التفاعل مع القیم الإنسانیة الحضاریة معنى والتزاماً وسلوکاً وأخلاقاً من جهة أخرى.

و) الاهتمامبوضع مقرراتالتربیةالوطنیةمن أجلتنمیة المواطنة:

لعل من أبرز وأهم التحدیات العالمیة ما تعانیه المجتمعات فی عصر المجتمعات الافتراضیة من هلامیة وتشرذم، مما یهدد بضیاع الهویة بین الشباب الجامعى وفقدان الذاکرة لتی تسبب فیهما اقتصاد السوق وثقافة التلفاز وصبغ حیاة البشر بالاسلوب الغربى فى المعیشة ، وعلى ذلک فإن الرجوع إلى ذاکرة الأسلاف وتراثها التراکمی تشبع حاجة الإنسان إلى الشعور بالانتماء والأصل الحضاری، وهذا ما تحققه دراسة التاریخ، بما تتضمنه من معطیات ثقافیة وحضاریة تساهم فی تعزیز المواطنة وتعمیق الحس الاجتماعی، وتمکین الأفراد من فهم هویتهم وکیف یتفاعلون مع بعضهم البعض لتشکیل هویة إنسانیة عالمیة ، ومن هنا یلعب تعلم التاریخ دوراً مزدوجاً، فمعرفة الثقافات الأخرى تؤدی إلى تعمیق وعی الشباب الجامعى بثقافته الذاتیة، وتساهم کذلک فی فهم البیئة السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة للمجتمعات الأخرى، مما یمکن الأفراد والجماعات من تحقیق الترابط الإنسانی العمیق، بدلاً من التجزیئیة والإقلیمیة الداعمة للصراع والعنف.

٤)تبنیمفهومالتربیةالعالمیة:

تبنت الیونسکو فی السنوات الأخیرة الدعوة إلى تطبیق ما یسمى بالتعلیم الشامل أو التربیة العالمیة، کاستراتیجیة تربویة تهدف إلى الانتقال بالتعلیم من المحلیة إلى العالمیة، ومن صراع الحضارات إلى التلاقی والحوار الحضاری. ویحقق هذا النمط من الإصلاح والتطویر الاجتماعى أن تتضمن المناهج فى الخدمة الاجتماعیة نفسها منظوراً عالمیاً، وذلک من خلال طرح قضایا الثقافة العولمیة الجدیدة، وتفسیر مضمونها، وتحلیل المفاهیم المرتبطة بها، مثل: )النظام العالمی الجدید – حوار الحضارات – الحداثة – حقوق الإنسان – التعاون الدولی – التعددیة – الهویة الثقافیة – الغزو الثقافی – الحوار الثقافی – السلام العالمی – العرقیة والطائفیة – القریة الکونیة وغیرها(، فقد تبلورت فی السنوات الأخیرة، وجهة نظر عالمیة ترى أن تعلیم الطلاب قدرًا معقولا ًمن ثقافات الأمم الأخرى وکیفیة التعامل معها یساعد کثیرًا فی تحسین قدراتهم وتهیئتها لتقبل المتغیرات العالمیة المعاصرة ، ویمکن تحقیق التربیة العالمیة فی کلیات ومعاهد الخدمة الاجتماعیة من خلال تزوید الطلاب بمعلومات وتجارب وخبرات أصیلة عن الدول الأخرى بثقافاتها المتنوعة، والاستعانة فی ذلک بالزائرین الأجانب والسائحین لتقدیم انطباعاتهم عن البلاد التی زاروها، والثقافة السائدة فیها. هذا إلى جانب الاستفادة من طلاب الجالیات الأجنبیة من خلال تبادل الزیارات .

5) تفعیلالدورالاجتماعیللأسرةووسائلالإعلام:

رغم الدور المحوری المتوقع من مؤسسات الخدمة الاجتماعیة القیام به فی مواجهة تداعیات المجتمع الافتراضی، لکن المؤسسات الاجتماعیة والثقافیة الأخرى لا یمکنها أن تظل بعیدة عن مسرح الأحداث ، فالأسرة رغم ما حل بها من تغیرات بفعل عوامل کثیرة، تبقى القوة الأساسیة التی یمکنها مقاومة تداعیات المجتمع الافتراضی السالبة على النشء، حیث تتجلى أهمیتها فیما تقوم به من دور فی تأکید البعد الحضاری للهویة الثقافیة العربیة، باعتبارها أول المؤسسات التی یکتسب الفرد من خلالها مجموعة القیم والعادات الأساسیة، واللغة وأنماط السلوک، والتی تتبلور فی ضوئها القسمات الأساسیة للهویة الشخصیة والقومیة للفرد، ولکونها وعاء تتداخل فیه الأهواء والرغبات وتتشکل فی داخله وسائل تلبیتها فی إطار متناغم بین المصلحة الفردیة والجماعیة.

وفی هذا الإطار یمکن للأسرة مراجعة العدید من القیم والتقالید التی لم تعد متمشیة مع روح العصر وتکون غیر مرتبطة بالتعالیم الدینیة ، وتعبئة أبنائها للاستجابة لمتطلبات التغیر، والاعتزاز بالثقة بالنفس وبالتراث الحضاری لأمتهم ومقوماته التاریخیة والثقافیة المختلفة، وإبراز القیم الأساسیة الداعمة لقدرتهم على التفاعل الحضاری الخصب والمنتج مثل الانضباط والالتزام والتعاون والولاء والانتماء والنجاح والتمیز والتسامح والولاء.

ویمکن للجامعات المختلفة الإسهام فى دعم دور الاسرة من خلال وظائفها فى خدمة المجتمع من خلال عمل دورات تدریبیة للطلاب والأسر وتوعیتهم وعمل البحوث العلمیة المنوعة التی تعالج قضایا المجتمع الافتراضى والهویة والقیم بما یفید فی دعم وظائفها ،کما یمکن التنسیق بین معاهد وکلیات الخدمة الاجتماعیة ووسائل الإعلام فی توعیة الطلاب بما یدعم القیم والهویة للشباب ویعدهم لاستیعاب متغیرات العولمة.

أما عن وسائل الإعلام والاتصال فیمکن التنویه إلى الإمکانات الهائلة التی یتمتع بها إعلام الیوم، وما یمکن أن یلعبه من دور مزدوج إما بالتبشیر بالتغییر المنشود وشحذ طاقات الأفراد لقبوله والمشارکة فیه، وبذلک تتساند وظائف الإعلام الاجتماعى مع المؤسسات الاجتماعیة الأخرى، أو تشییع ثقافة الاستهلاک وأنماط الهیمنة والقیم السلبیة الدافعة للثراء والکسب السریع ومحاکاة الأخر، دون وازع دینی أو خلقی أو قانونی، وهنا تکمن مسئولیة المفکرین والعلماء والباحثین فی تدارس کیفیة توجیه الإعلام العربی نحو الاستفادة من قیم الحداثة ومعطیاتها وأن یکون فی نفس الوقت أداة تسیید للثقافة العربیة ونشرها، وبذلک یتحقق التناغم والانسجام فی وظائف المؤسسات الاجتماعیة

هذا ویمکن للخدمة الاجتماعیة الاستفادة من الزخم الإعلامی الذی تشهده الساحة الثقافیة والاجتماعیة، وتوظیف طاقاته المتعاظمة یوماً بعد یوم فی نشر برامج التعلیم المفتوح والتعلیم عن بعد واستغلال شبکات المعلومات فی مد مظلة التعلیم إلى القطاعات المختلفة من المواطنین أمام من فاتتهم تلک الفرص فی سنوات التمدرس الرسمیة.

ویمکنلأجهزةالإعلاموالثقافةالقیامبالآتی:

- التوعیة بسلبیات المجتمع الافتراضی وایجابیاتها وتثقیف فئات المجتمع المختلفة بأوجه الاستفادة منها وتوخى اخطارها.

- استخدام التقنیات والاسالیب الاعلامیة والدعائیة الحدیثة فى دعم القیم الاسلامیة ونشر عناصر الفخر بالهویة الوطنیة والثقافة العربیة لدى الشباب الجامعى.

- دعم المناسبات الوطنیة والاحتفالات الثقافیة وإحیاء التراث العربی الأصیل.

- الاهتمام بدعم اللغة العربیة فی وسائل الإعلام وفی نشر الثقافة العربیة والإسلامیة.

ویجب عصرنة الخدمة الاجتماعیة بحیث تصبح الرسالة ذات طابع عالمی تتخطى فیه الحدود القومیة والإقلیمیة لتعبر للعالم عن أصالتنا وماضینا العریق وما یمکن أن نسهم به فی بناء الحضارة العالمیة وبیان حقیقة ثقافتنا وهویتنا کنموذج حضاری صالح لکل الأزمان والشعوب، هذا بالإضافة على ضرورة أن یکون العمل الاجتماعى فی شقه الداخلی على مستوى المسئولیة الوطنیة الصادقة مجسدا للثقافة العصریة ومدعما للولاء الوطنی، ومؤثرا فی ملء الفراغ الفکری والثقافی لأفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم وتباین مستویاتهم.

 

 

 

 

 

مراجع الدراسة.

1-بیل جیتس: "المعلوماتیة بعد الإنترنت، طریق المستقبل". ترجمة عبدالسلام رضوان، عالم المعرفة، الکویت ، 2008، عدد231، ص57.

2-یعقوب وحمود القشعان الکندری: "علاقة استخدام شبکة الإنترنت بالعزلة الاجتماعیة لدى طلاب جامعة الکویت". مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، 2001، مجلد17، عدد1، ابریل. ص45.

3-حلمی ساری: ثقافة الإنترنت دراسة فی التواصل الاجتماعی، دار مجدلاوی للنشر والتوزیع، عمان، 2009، الأردن، ص29.

4-بثینة حسنین عمارة : العولمة وتحدیات العصر وانعکاساتها على المجتمع المصری. القاهرة ، دار الأمین للنشر والتوزیع، 2003، ص122.

5-Kraut, Robert, et al.; (2011). "The Internet and Social Participation Contrasting Cross-Sectional and Longitudinal Analysis". [Web page]. Retrieved July 24, 2006, from world wide web: http://jcmc.Indiana.edu/vollo/issue 1/shklovshi- kraut.html

6-طارق کمال:  تحدیات العولمة ، الإسکندریة، مؤسسة شباب الجامعة ، 2008، ص17.

7-عیسی عبد الباقی موسی : انعکاسات الاتصال التفاعلی عبر وسائل الاعلام الجدید على تنمیة وعی الشباب الجامعی بالقضایا السیاسیة:  دراسة حالة للتحول الدیمقراطی فی مصر. بحث منشور بمؤتمر تقنیات الاتصال والتغیر الاجتماعی، قسم الاعلام، کلیة الآداب، جامعة الملک سعود، 2008، الریاض، ص55.

8- بشار عباس، ثورة المعرفة والتکنولوجیا، دار الفکر ، لبنان، 2011 ، ص 27.

9-U.K,Department of Trade and industry, information, Security Breaches survey: Technical Report, April, 2009, p,11.

(10-Paul M, Haridakis' Evan. H., whit more, Understanding electronic Media Audiences: The pioneering Research of as an M. Rubin Journal of Brood castiong & Electronic Media, vol, 50 lssue 4, 2014 p. 767.

11-جریدة الجزیرة (2011): " مقاهی الإنترنت: بعد مرور سنوات على دخول الخدمة فى المملکة " . الأحد 2، العدد: 74.

 

12-  وزارة الثقافة: 2016 ، النشرة الدوریة للدراسات الإعلامة، ص 5.

13-Niemz, Katie, Mark Griffiths and Phil Banyrad, (2011). "Prevalence of Pathological Internet Use among University Students and Correlations with Self-Esteem, the General Health Questionnaire, and Disinhibition". Cyber Psychology of Behavior, vol. 8, No.6 .

14-رولا الحمصی : إدمان الانترنت عند الشباب وعلاقته بمهارات التواصل الاجتماعی، دراسة میدانیة على عینة من طلاب جامعة دمشق، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة دمشق ، 2011، سوریا.

15-عیسی عبد الباقی موسی: انعکاسات الاتصال التفاعلی عبر وسائل الاعلام الجدید على تنمیة وعی الشباب الجامعی بالقضایا السیاسیة مرجع سبق ذکره ، ص44.

16-سهام العزب ومحمد الغامدی : المحادثة عبر شبکة المعلومات )أنماطها ودوافعها وآثارها السلبیة)، دراسة میدانیة على طلاب جامعة الملک عبد العزیز، مجلة جامعة الملک عبد العزیز ، 2013، العدد ١

17-تحسین بشیر منصور : "استخدام الإنترنت ودوافعها لدى طلبة جامعة البحرین:دراسة میدانیة". المجلة العربیة للعلوم الإنسانیة، جامعة الکویت ،2004، العدد 86/22. ص167.

18-المرجع السابق، ص91.

19-جارح العتیبی: تأثیر الفیسبوک على طلبة الجامعات السعودیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الملک سعود، 2008، الریاض.

20-Wand, Y. (2010). Contingencies for Intercultural dialogue in virtual space: an empirical research on the role of internet in fostering intercultural competences from the perspective of migrate youth. Social Work & Society, Vol.5, Issue 2.

21- عبدالرحمن الشامی: استخدام الشباب الجامعی الیمنی للانترنت ، مرجع سبق ذکره . 

22-Young, K. (2009). Negative effects of addiction young university virtual environments. Addiction use of psychology Report. Intersurvey, Inc., and Mckinsey and co.

23-فایز المجالی: استخدام الإنترنت وتأثیره على العلاقات الاجتماعیة لدى الشباب الجامعی ، مجلة المنارة 2009، المجلد ١٣، ، عدد 1.

24-Jeng Wu, J. & Tsang A. S.L. (March- April 2008). Factors affecting members' trust belief and behavior intention in virtual communities- Behavior & Information Technology, Vol. 27, No. 2.

25-هدی محمود حجازی : المجتمعات الافتًراضیة کوحدة عمل طریقة تنظیم المجتمع فی ظل ثورة الاتصالات . بحث منشور بمجلة دراسات فی الخدمة الاجتماعیة والعلوم الإنسانیة، العدد السابع والعشرین، کلیة الخدمة الاجتماعیة، جامعة حلوان، 2011، القاهرة.

26-Sleek, Scott (2009). "Isolation Increases with internet Use". American Psychological Association, vol.29, No.9-September. [web page]. Retrieved July 24,2009m p98

27-رضا أمین: حدود التفاعل الاجتماعی فی المجتمعات الافتراضیة على شبکة الإنترنت، المؤتمر الدولی الأول لتقنیات الاتصال والتغیر الاجتماعی فی الفترة من 15: ١٧ /مارس / 2009، الریاض، قسم الإعلام، کلیة الآداب، جامعة الملک سعود.

28-ماجد ملحم أبو حمدان : طرائق التنشئة الاجتماعیة الأسریة وعلاقتها بمدى مشارکة الشباب فی اتخاذ القرار داخل الأسرة، مجلة جامعة دمشق، المجلد 27 ، العدد الثالث ،2011، ص88

29-عبد المنصف رشوان: ممارسة العلاج القصیر فى خدمة الفرد للمساهمة فى الحد من الآثار السلبیة للتعامل غیر الآمن مع الإنترنت فى إطار تحقیق العدالة الاجتماعیة، المؤتمر الرابع والعشرین ، کلیة الخدمة الاجتماعیة-جامعة حلوان، (9-10مارس2011م) ، ص91.

30-أحمد موسی : الشباب بین التهمیش والتشخیص ، المکتبة العصریة للنشر والتوزیع، المنصورة ، 2009، ص51.

31-نیرمین خضر : الآثار النفسیة والاجتماعیة لاستخدام الشباب المصری لمواقع الشبکات الاجتماعیة دراسة على مستخدمی موقع الفیسبوک ، المؤتمر العلمی الأول للأسرة والإعلام وتحدیات العصر من ١٥: 17 فبرایر ، 2009 .

32-Kraut, R., Lundmark, V., Patterson, M., Kiesler, S., Muko., T., and Scherlis, W. (2010). "Internet Paradox: A Social Technology that Reduces Social Involvement and Psychological Well-being". Journal of American Psychologist Sept., vol.53, No.9ن

33-سناء الخولی :  الزواج و العلاقات الأسریة ، دار النهضة العربیة، ب ط، بیروت ، 1999، ص 145 .

34- کلود دوبار: أزمة الهویات ، ترجمة رندة بعث ، المکتبة الشرقیة، لبنان ، 2008، ص 27.

35-محمد أحمد بیومی، عفاف عبد العلیم ناصر: علم الاجتماع العائلی، دار المعرفة الجامعیة، الإسکندریة ، 2003 ، ص64.

36- حسین عبد الحمید، أحمد رشوان: التغیر الاجتماعی والمجتمع، المکتب الجامعی الحدیث، الإسکندریة 2008 ، ص 128

37-محمد سلیمان سالم الخمسان : تأثیر العولمة على الهویة الثقافیة فی المجتمع السعودی، رسالة دکتوراه، غیر منشورة، کلیة الاداب - قسم الاجتماع ، جامعة عین شمس ، 2016 .

38- الباز محمد محمد. توفیق : لغة الشباب على فیس بُک، وعَلاقتُها ببعضِ أبعادِ الهُوَّیةِ الثقافیةِ لدَیْهم، رسالة  دکتوراه، غیر منشورة،  جامعة عین شمس، معهد الدراسات العُلیا للطفولة، قسم الإعلام وثقافة الأطفال ، 2014.

39-Virginia Schmied (2011):  The cultural identity of adolescents and Catalysis Profile multicultural communities, USA .Library of congress cataloging in publication data, 2011, P17.

 40- السید عبد العاطی و آخرون : علم اجتماع الأسرة ، دار المعرفة الجامعیة للطبع و النشر و التوزیع، ب ط ، الإسکندریة، مصر ، ص 27

41-Cherian , S (2012): The role of the media in maintaining cultural identity among young people, Queen’s University at Kingston (Canada) Unpublished PhD degree.

42-Catarina Kinnvall (2012):  The role of universities in the formation of a cultural identity among young people, USA, political psychology, Volume25, Issue5, October, :p741 : 767.

43-  أمل محمد ابو الحسن : الإعلام الفضائی والهویة الثقافیة لدی الشباب الجامعی، رسالة ماجستیر، غیر منشورة، جامعة المنوفیة، کلیة الآداب، قسم الاجتماع ، 2013 .

44- محمد سلامة غباری : الخدمة الاجتماعیة ورعایة الشباب فی المجتمعات الاسلامیة ، المکتب الجامعی الحدیث، الإسکندریة ، 1999 ، ص122.

45-عبیر حسن الزواوی : التدخل المهنی بطریقة خدمة الجماعة و تنمیة الهویة الثقافیة للمراهقین مستخدمی الانترنت، المؤتمر العلمی الدولی الخامس والعشرون ، الخدمة الاجتماعیة فی ظل الدولة المدنیة الحدیثة ، کلیة الخدمة الاجتماعیة ، 2012 .

46-بهاء الدین محمد مزید : المجتمعات الافتراضیة بدیلاً للمجتمعات الواقعیة ، جامعة الامارات العربیة المتحدة ، 2012م ، ص68 .

47-Serge Broulx:(2009): Life on the Screen: Identity in the Age of the Internet. London: Weidenfeld and Nicolson, p98

48-Castronova, Edward: (2006), Synthetic Worlds: The Business and Culture of Online Games,  University Of Chicago Press. P219.

49-Bell, L., & Trueman, R. B. (Eds.) (2009). Virtual worlds, real libraries: Librarians and educators in Second Life and other multi-user virtual environments. Medford, N.J: Information Today, p12

50-إبراهیم مصطفى و آخرون، المعجم الوسیط، الجزء الأول، إسطنبول، 1991 .

51-عبد الله الشامی رشاد: إشکالیة الهویة، سلسلة عالم المعرفة،الکویت ، 2008 ، ص56 .

52-الغامدی حسین عبد الفتاح : التعبیر الأخلاقی وتشکیل هویة الأنا لدى عینة من الذکور فی مرحلة المراهقة والشباب فی المنطقة الغربیة بالمملکة العربیة السعودیة، المجلة المصریة للدراسات النفسیة، العدد 21، 2011 ،  ص136.

53-محمد السید عبد الرحمن : مقیاس موضوعی لرتب الهویة الأیدیولوجیة والاجتماعیة، دار أنباء للطباعة والنشر والتوزیع، القاهرة، 2009، ص 144 .

54-صالح محمد علی أبو جادو : علم النفس التطوری للطفولة والمراهقة، دار المسیرة، عمان، ط3، 2014 ، ص403 .

55-أحمد مجدی حجازی: العولمة ، تهمیش الثقافة الوطنیة،عالم الفکر، القاهرة ، 2009 ،ص55 .

56-Dorothea p. Thom & Cas H. Coetzee(2014): Identity development of South African adolescents in a democratic society, USA Journal of society in transition, Volume35 Jssue l,2004 ,P 15

57- Allen Rubin and Earl Babie:( 2012) Essential research methods for social work, USA, Library of congress, , P187.

58-محمد سلامة غباری: مرجع سابق، ص18

59-ماهر أبو المعاطی علی : الخدمة الاجتماعیة فی مجال رعایة الشباب: معالج علمیة من منظور الممارسة العامة، الریاض: دار الزهراء، 2009، ص142.

60-محمد سید فهمی: العولمة والشباب من منظور اجتماعی، ط1، الإسکندریة: دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر،2007 ، ص92.

61-أحمد حجازى :العولمة بین التفکک وإعادة الترکیب  ,الدار المصریة السعودیة، 2008، ص75.

62-علی محمد رحومة:  الانترنت والمنظومة التکنو-اجتماعیة ، بیروت، مرکز دراسات الوحدة العربیة، 2007 ، ص66.

63-محمد لطفی عبد الرحیم :  المجتمعات الافتًراضیة والسبل الکفیلة بتطویرها، بحث منشور بمؤتمر تقنیات الاتصال والتغیر الاجتماعی. قسم الإعلام. کلیة الآداب، جامعة الملک سعود، الریاض، 2009، ص56

64-  بهاء الدین محمد مزید : المجتمعات الافتراضیة بدیلاً للمجتمعات الواقعیة، کتاب الوجوه نموذجاً"، جامعة الامارات العربیة المتحدة، 2012، ص97.

 65-Sherry Turkle: (2011), " Together: Why We Expect More from Technologies than from Each Other Alone", New York: Basic Books, p86

66-بهاء الدین محمد مزید ، مصدر سبق ذکره، ص122

67-مصطفی رجب  : العولمة ذلک الخطر القادم أسبابها- تداعیاتها الاقتصادیة اثارها التًربویة، ط1 ، الوراق للنشر والتوزیع، القاهرة ،2009، ص77.

68-Blanchard, A. L. & Markus, M. L. (2002). Sense of Virtual Community- Maintaining the Experience of Belonging. Preceedings of the 35th Hawaii International Conference on System Siences, computer society, LEEE.

69-Bekkers, V. (2004). Virtual policy communities and responsive governance: redesigning on-line debates. Information Polity (9), IOS Press, p87

70-Fen Lin, H. (2006). Understanding Behavioral Intention to Participate in Virtual Communities. Cyberpsychology & behavior, Vol. 9, No. 5: 540- 547, Mary Ann Liebert, Inc, p115

71-Driskell, R. B. & Lyon, L. (1:4 December 2009). Are Virtual communities True Communities? Examining the Environments and Elements of Community. City Community. American Sociological Association, New York Avenue, NW, Washington, DC. P373.

72-Brey, P. (January, (2003). The Social Ontology of Virtual Environments. American Journal of Economics and Sociology, Vol. 62, No. 1, p99

 

73-هدی محمود حجازی : المجتمعات الافتًراضیة کوحدة عمل طریقة تنظیم المجتمع فی ظل ثورة الاتصالات، بحث منشور بمجلة دراسات فی الخدمة الاجتماعیة والعلوم الإنسانیة، العدد نالسابع والعشرین، کلیة الخدمة الاجتماعیة، جامعة حلوان، القاهرة، 2009، ص35.

74-  محمد سید فهمی: مرجع سبق ذکره، ص66

75-Bakardjieva, M & Feenberg, A. (2002). Community Technology and Democratic Rationalizaton. KSI: Taylor & Francis. http://www.tandf.co.uk/journals/

76-Whitesell NR and others: 2009, A Longitudinal Study of Self-esteem. Cultural identity, and academic Success among American Indian adolescents. USA, culture Divers Ethnic Minor Psychology ,Jan 2009, P : P 38

77-Queen Mary: (2008), Cultural Identity Shown to influence mental health in adolescents, London, University, ,P16

78-Lena Robinson , Cultural Identity and Acculturation Preferences Among South Asian Adolescents in Britain: (2008)An Exploratory Study ,USA, Wiley Inter Science Journal Volum1, , P166

79-Niels Van der A and others: (2008) ,Daily and Compulsive Internet Use and Well-Being in Adolescence: A Diathesis-stress Model Based on Big Five Personality Traits ,USA, Journal of Youth and Adolescence,Volum2, August, P 1573

80-K, Bhui.Y Khatib and others: (2008) ,Cultural Identity ,Clothing and Common mental disorder: A Prospective school-based study of white British and Bangladeshi adolescents, USA, Journal of Epidemiology and Community Health, Volum62 ,Issue5 , P 435

81-Miyoko Kijima: Schooling, Multiculturalism and Cultural identity:( 2009) Case Study of Japanese Senior School Students in A Secondary School in South Australia, USA, International Education Journal , P 129

82-Sandra R.Schecter and Robert Bayley: (2007) Language Socialization Practice and cultural Identity: Case Studies of Mexican-Descent families in California and Texas, USA. Tesol uarterly,Vol31, No3 ,P177

83-Brown, B. ( 2013 ). Effects of Globalization on Careers: Myths and Realities. ERIC Clearinghouse on Adult, Career, and Vocational Education, Columbus, OH.(BBB ١٦٠٣٢), p99

84-Dolores, T.,& Alberto G.(2009) : Communication and identity across Cultures . International and Intercultural Communications Annual ,Vol.٢١ ,p.240

85-Cherian , S.(2010). Effects of Ethnic Identity and Autonomy Expectations on Coping Strategy Preference of Asian Indian Adolescents in United States of America and their Majority Culture Peer, Un Published PHD degree. Wayne,p99

86-Brown, B. ( 2013 ). Effects of Globalization on Careers: Myths and Realities. ERIC Clearinghouse on Adult, Career, and Vocational Education, Columbus, OH.(BBB ١٦٠٣٢).,p98

87-Ahmed , A. & Hastings, D.( 2014). Islam Globalization & Post Modernity.London: Routledge, p87

 

 

 

مراجع الدراسة.
1-بیل جیتس: "المعلوماتیة بعد الإنترنت، طریق المستقبل". ترجمة عبدالسلام رضوان، عالم المعرفة، الکویت ، 2008، عدد231، ص57.
2-یعقوب وحمود القشعان الکندری: "علاقة استخدام شبکة الإنترنت بالعزلة الاجتماعیة لدى طلاب جامعة الکویت". مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، 2001، مجلد17، عدد1، ابریل. ص45.
3-حلمی ساری: ثقافة الإنترنت دراسة فی التواصل الاجتماعی، دار مجدلاوی للنشر والتوزیع، عمان، 2009، الأردن، ص29.
4-بثینة حسنین عمارة : العولمة وتحدیات العصر وانعکاساتها على المجتمع المصری. القاهرة ، دار الأمین للنشر والتوزیع، 2003، ص122.
5-Kraut, Robert, et al.; (2011). "The Internet and Social Participation Contrasting Cross-Sectional and Longitudinal Analysis". [Web page]. Retrieved July 24, 2006, from world wide web: http://jcmc.Indiana.edu/vollo/issue 1/shklovshi- kraut.html
6-طارق کمال:  تحدیات العولمة ، الإسکندریة، مؤسسة شباب الجامعة ، 2008، ص17.
7-عیسی عبد الباقی موسی : انعکاسات الاتصال التفاعلی عبر وسائل الاعلام الجدید على تنمیة وعی الشباب الجامعی بالقضایا السیاسیة:  دراسة حالة للتحول الدیمقراطی فی مصر. بحث منشور بمؤتمر تقنیات الاتصال والتغیر الاجتماعی، قسم الاعلام، کلیة الآداب، جامعة الملک سعود، 2008، الریاض، ص55.
8- بشار عباس، ثورة المعرفة والتکنولوجیا، دار الفکر ، لبنان، 2011 ، ص 27.
9-U.K,Department of Trade and industry, information, Security Breaches survey: Technical Report, April, 2009, p,11.
(10-Paul M, Haridakis' Evan. H., whit more, Understanding electronic Media Audiences: The pioneering Research of as an M. Rubin Journal of Brood castiong & Electronic Media, vol, 50 lssue 4, 2014 p. 767.
11-جریدة الجزیرة (2011): " مقاهی الإنترنت: بعد مرور سنوات على دخول الخدمة فى المملکة " . الأحد 2، العدد: 74.
 
12-  وزارة الثقافة: 2016 ، النشرة الدوریة للدراسات الإعلامة، ص 5.
13-Niemz, Katie, Mark Griffiths and Phil Banyrad, (2011). "Prevalence of Pathological Internet Use among University Students and Correlations with Self-Esteem, the General Health Questionnaire, and Disinhibition". Cyber Psychology of Behavior, vol. 8, No.6 .
14-رولا الحمصی : إدمان الانترنت عند الشباب وعلاقته بمهارات التواصل الاجتماعی، دراسة میدانیة على عینة من طلاب جامعة دمشق، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة دمشق ، 2011، سوریا.
15-عیسی عبد الباقی موسی: انعکاسات الاتصال التفاعلی عبر وسائل الاعلام الجدید على تنمیة وعی الشباب الجامعی بالقضایا السیاسیة مرجع سبق ذکره ، ص44.
16-سهام العزب ومحمد الغامدی : المحادثة عبر شبکة المعلومات )أنماطها ودوافعها وآثارها السلبیة)، دراسة میدانیة على طلاب جامعة الملک عبد العزیز، مجلة جامعة الملک عبد العزیز ، 2013، العدد ١
17-تحسین بشیر منصور : "استخدام الإنترنت ودوافعها لدى طلبة جامعة البحرین:دراسة میدانیة". المجلة العربیة للعلوم الإنسانیة، جامعة الکویت ،2004، العدد 86/22. ص167.
18-المرجع السابق، ص91.
19-جارح العتیبی: تأثیر الفیسبوک على طلبة الجامعات السعودیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الملک سعود، 2008، الریاض.
20-Wand, Y. (2010). Contingencies for Intercultural dialogue in virtual space: an empirical research on the role of internet in fostering intercultural competences from the perspective of migrate youth. Social Work & Society, Vol.5, Issue 2.
21- عبدالرحمن الشامی: استخدام الشباب الجامعی الیمنی للانترنت ، مرجع سبق ذکره . 
22-Young, K. (2009). Negative effects of addiction young university virtual environments. Addiction use of psychology Report. Intersurvey, Inc., and Mckinsey and co.
23-فایز المجالی: استخدام الإنترنت وتأثیره على العلاقات الاجتماعیة لدى الشباب الجامعی ، مجلة المنارة 2009، المجلد ١٣، ، عدد 1.
24-Jeng Wu, J. & Tsang A. S.L. (March- April 2008). Factors affecting members' trust belief and behavior intention in virtual communities- Behavior & Information Technology, Vol. 27, No. 2.
25-هدی محمود حجازی : المجتمعات الافتًراضیة کوحدة عمل طریقة تنظیم المجتمع فی ظل ثورة الاتصالات . بحث منشور بمجلة دراسات فی الخدمة الاجتماعیة والعلوم الإنسانیة، العدد السابع والعشرین، کلیة الخدمة الاجتماعیة، جامعة حلوان، 2011، القاهرة.
26-Sleek, Scott (2009). "Isolation Increases with internet Use". American Psychological Association, vol.29, No.9-September. [web page]. Retrieved July 24,2009m p98
27-رضا أمین: حدود التفاعل الاجتماعی فی المجتمعات الافتراضیة على شبکة الإنترنت، المؤتمر الدولی الأول لتقنیات الاتصال والتغیر الاجتماعی فی الفترة من 15: ١٧ /مارس / 2009، الریاض، قسم الإعلام، کلیة الآداب، جامعة الملک سعود.
28-ماجد ملحم أبو حمدان : طرائق التنشئة الاجتماعیة الأسریة وعلاقتها بمدى مشارکة الشباب فی اتخاذ القرار داخل الأسرة، مجلة جامعة دمشق، المجلد 27 ، العدد الثالث ،2011، ص88
29-عبد المنصف رشوان: ممارسة العلاج القصیر فى خدمة الفرد للمساهمة فى الحد من الآثار السلبیة للتعامل غیر الآمن مع الإنترنت فى إطار تحقیق العدالة الاجتماعیة، المؤتمر الرابع والعشرین ، کلیة الخدمة الاجتماعیة-جامعة حلوان، (9-10مارس2011م) ، ص91.
30-أحمد موسی : الشباب بین التهمیش والتشخیص ، المکتبة العصریة للنشر والتوزیع، المنصورة ، 2009، ص51.
31-نیرمین خضر : الآثار النفسیة والاجتماعیة لاستخدام الشباب المصری لمواقع الشبکات الاجتماعیة دراسة على مستخدمی موقع الفیسبوک ، المؤتمر العلمی الأول للأسرة والإعلام وتحدیات العصر من ١٥: 17 فبرایر ، 2009 .
32-Kraut, R., Lundmark, V., Patterson, M., Kiesler, S., Muko., T., and Scherlis, W. (2010). "Internet Paradox: A Social Technology that Reduces Social Involvement and Psychological Well-being". Journal of American Psychologist Sept., vol.53, No.9ن
33-سناء الخولی :  الزواج و العلاقات الأسریة ، دار النهضة العربیة، ب ط، بیروت ، 1999، ص 145 .
34- کلود دوبار: أزمة الهویات ، ترجمة رندة بعث ، المکتبة الشرقیة، لبنان ، 2008، ص 27.
35-محمد أحمد بیومی، عفاف عبد العلیم ناصر: علم الاجتماع العائلی، دار المعرفة الجامعیة، الإسکندریة ، 2003 ، ص64.
36- حسین عبد الحمید، أحمد رشوان: التغیر الاجتماعی والمجتمع، المکتب الجامعی الحدیث، الإسکندریة 2008 ، ص 128
37-محمد سلیمان سالم الخمسان : تأثیر العولمة على الهویة الثقافیة فی المجتمع السعودی، رسالة دکتوراه، غیر منشورة، کلیة الاداب - قسم الاجتماع ، جامعة عین شمس ، 2016 .
38- الباز محمد محمد. توفیق : لغة الشباب على فیس بُک، وعَلاقتُها ببعضِ أبعادِ الهُوَّیةِ الثقافیةِ لدَیْهم، رسالة  دکتوراه، غیر منشورة،  جامعة عین شمس، معهد الدراسات العُلیا للطفولة، قسم الإعلام وثقافة الأطفال ، 2014.
39-Virginia Schmied (2011):  The cultural identity of adolescents and Catalysis Profile multicultural communities, USA .Library of congress cataloging in publication data, 2011, P17.
 40- السید عبد العاطی و آخرون : علم اجتماع الأسرة ، دار المعرفة الجامعیة للطبع و النشر و التوزیع، ب ط ، الإسکندریة، مصر ، ص 27
41-Cherian , S (2012): The role of the media in maintaining cultural identity among young people, Queen’s University at Kingston (Canada) Unpublished PhD degree.
42-Catarina Kinnvall (2012):  The role of universities in the formation of a cultural identity among young people, USA, political psychology, Volume25, Issue5, October, :p741 : 767.
43-  أمل محمد ابو الحسن : الإعلام الفضائی والهویة الثقافیة لدی الشباب الجامعی، رسالة ماجستیر، غیر منشورة، جامعة المنوفیة، کلیة الآداب، قسم الاجتماع ، 2013 .
44- محمد سلامة غباری : الخدمة الاجتماعیة ورعایة الشباب فی المجتمعات الاسلامیة ، المکتب الجامعی الحدیث، الإسکندریة ، 1999 ، ص122.
45-عبیر حسن الزواوی : التدخل المهنی بطریقة خدمة الجماعة و تنمیة الهویة الثقافیة للمراهقین مستخدمی الانترنت، المؤتمر العلمی الدولی الخامس والعشرون ، الخدمة الاجتماعیة فی ظل الدولة المدنیة الحدیثة ، کلیة الخدمة الاجتماعیة ، 2012 .
46-بهاء الدین محمد مزید : المجتمعات الافتراضیة بدیلاً للمجتمعات الواقعیة ، جامعة الامارات العربیة المتحدة ، 2012م ، ص68 .
47-Serge Broulx:(2009): Life on the Screen: Identity in the Age of the Internet. London: Weidenfeld and Nicolson, p98
48-Castronova, Edward: (2006), Synthetic Worlds: The Business and Culture of Online Games,  University Of Chicago Press. P219.
49-Bell, L., & Trueman, R. B. (Eds.) (2009). Virtual worlds, real libraries: Librarians and educators in Second Life and other multi-user virtual environments. Medford, N.J: Information Today, p12
50-إبراهیم مصطفى و آخرون، المعجم الوسیط، الجزء الأول، إسطنبول، 1991 .
51-عبد الله الشامی رشاد: إشکالیة الهویة، سلسلة عالم المعرفة،الکویت ، 2008 ، ص56 .
52-الغامدی حسین عبد الفتاح : التعبیر الأخلاقی وتشکیل هویة الأنا لدى عینة من الذکور فی مرحلة المراهقة والشباب فی المنطقة الغربیة بالمملکة العربیة السعودیة، المجلة المصریة للدراسات النفسیة، العدد 21، 2011 ،  ص136.
53-محمد السید عبد الرحمن : مقیاس موضوعی لرتب الهویة الأیدیولوجیة والاجتماعیة، دار أنباء للطباعة والنشر والتوزیع، القاهرة، 2009، ص 144 .
54-صالح محمد علی أبو جادو : علم النفس التطوری للطفولة والمراهقة، دار المسیرة، عمان، ط3، 2014 ، ص403 .
55-أحمد مجدی حجازی: العولمة ، تهمیش الثقافة الوطنیة،عالم الفکر، القاهرة ، 2009 ،ص55 .
56-Dorothea p. Thom & Cas H. Coetzee(2014): Identity development of South African adolescents in a democratic society, USA Journal of society in transition, Volume35 Jssue l,2004 ,P 15
57- Allen Rubin and Earl Babie:( 2012) Essential research methods for social work, USA, Library of congress, , P187.
58-محمد سلامة غباری: مرجع سابق، ص18
59-ماهر أبو المعاطی علی : الخدمة الاجتماعیة فی مجال رعایة الشباب: معالج علمیة من منظور الممارسة العامة، الریاض: دار الزهراء، 2009، ص142.
60-محمد سید فهمی: العولمة والشباب من منظور اجتماعی، ط1، الإسکندریة: دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر،2007 ، ص92.
61-أحمد حجازى :العولمة بین التفکک وإعادة الترکیب  ,الدار المصریة السعودیة، 2008، ص75.
62-علی محمد رحومة:  الانترنت والمنظومة التکنو-اجتماعیة ، بیروت، مرکز دراسات الوحدة العربیة، 2007 ، ص66.
63-محمد لطفی عبد الرحیم :  المجتمعات الافتًراضیة والسبل الکفیلة بتطویرها، بحث منشور بمؤتمر تقنیات الاتصال والتغیر الاجتماعی. قسم الإعلام. کلیة الآداب، جامعة الملک سعود، الریاض، 2009، ص56
64-  بهاء الدین محمد مزید : المجتمعات الافتراضیة بدیلاً للمجتمعات الواقعیة، کتاب الوجوه نموذجاً"، جامعة الامارات العربیة المتحدة، 2012، ص97.
 65-Sherry Turkle: (2011), " Together: Why We Expect More from Technologies than from Each Other Alone", New York: Basic Books, p86
66-بهاء الدین محمد مزید ، مصدر سبق ذکره، ص122
67-مصطفی رجب  : العولمة ذلک الخطر القادم أسبابها- تداعیاتها الاقتصادیة اثارها التًربویة، ط1 ، الوراق للنشر والتوزیع، القاهرة ،2009، ص77.
68-Blanchard, A. L. & Markus, M. L. (2002). Sense of Virtual Community- Maintaining the Experience of Belonging. Preceedings of the 35th Hawaii International Conference on System Siences, computer society, LEEE.
69-Bekkers, V. (2004). Virtual policy communities and responsive governance: redesigning on-line debates. Information Polity (9), IOS Press, p87
70-Fen Lin, H. (2006). Understanding Behavioral Intention to Participate in Virtual Communities. Cyberpsychology & behavior, Vol. 9, No. 5: 540- 547, Mary Ann Liebert, Inc, p115
71-Driskell, R. B. & Lyon, L. (1:4 December 2009). Are Virtual communities True Communities? Examining the Environments and Elements of Community. City Community. American Sociological Association, New York Avenue, NW, Washington, DC. P373.
72-Brey, P. (January, (2003). The Social Ontology of Virtual Environments. American Journal of Economics and Sociology, Vol. 62, No. 1, p99
 
73-هدی محمود حجازی : المجتمعات الافتًراضیة کوحدة عمل طریقة تنظیم المجتمع فی ظل ثورة الاتصالات، بحث منشور بمجلة دراسات فی الخدمة الاجتماعیة والعلوم الإنسانیة، العدد نالسابع والعشرین، کلیة الخدمة الاجتماعیة، جامعة حلوان، القاهرة، 2009، ص35.
74-  محمد سید فهمی: مرجع سبق ذکره، ص66
75-Bakardjieva, M & Feenberg, A. (2002). Community Technology and Democratic Rationalizaton. KSI: Taylor & Francis. http://www.tandf.co.uk/journals/
76-Whitesell NR and others: 2009, A Longitudinal Study of Self-esteem. Cultural identity, and academic Success among American Indian adolescents. USA, culture Divers Ethnic Minor Psychology ,Jan 2009, P : P 38
77-Queen Mary: (2008), Cultural Identity Shown to influence mental health in adolescents, London, University, ,P16
78-Lena Robinson , Cultural Identity and Acculturation Preferences Among South Asian Adolescents in Britain: (2008)An Exploratory Study ,USA, Wiley Inter Science Journal Volum1, , P166
79-Niels Van der A and others: (2008) ,Daily and Compulsive Internet Use and Well-Being in Adolescence: A Diathesis-stress Model Based on Big Five Personality Traits ,USA, Journal of Youth and Adolescence,Volum2, August, P 1573
80-K, Bhui.Y Khatib and others: (2008) ,Cultural Identity ,Clothing and Common mental disorder: A Prospective school-based study of white British and Bangladeshi adolescents, USA, Journal of Epidemiology and Community Health, Volum62 ,Issue5 , P 435
81-Miyoko Kijima: Schooling, Multiculturalism and Cultural identity:( 2009) Case Study of Japanese Senior School Students in A Secondary School in South Australia, USA, International Education Journal , P 129
82-Sandra R.Schecter and Robert Bayley: (2007) Language Socialization Practice and cultural Identity: Case Studies of Mexican-Descent families in California and Texas, USA. Tesol uarterly,Vol31, No3 ,P177
83-Brown, B. ( 2013 ). Effects of Globalization on Careers: Myths and Realities. ERIC Clearinghouse on Adult, Career, and Vocational Education, Columbus, OH.(BBB ١٦٠٣٢), p99
84-Dolores, T.,& Alberto G.(2009) : Communication and identity across Cultures . International and Intercultural Communications Annual ,Vol.٢١ ,p.240
85-Cherian , S.(2010). Effects of Ethnic Identity and Autonomy Expectations on Coping Strategy Preference of Asian Indian Adolescents in United States of America and their Majority Culture Peer, Un Published PHD degree. Wayne,p99
86-Brown, B. ( 2013 ). Effects of Globalization on Careers: Myths and Realities. ERIC Clearinghouse on Adult, Career, and Vocational Education, Columbus, OH.(BBB ١٦٠٣٢).,p98
87-Ahmed , A. & Hastings, D.( 2014). Islam Globalization & Post Modernity.London: Routledge, p87