مهنة الخدمة الاجتماعية بين جودة التعليم وجودة الممارسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ بقسم طرق الخدمة الاجتماعية ووکيل کلية الخدمة الاجتماعية جامعة الفيوم – سابقاً

المستخلص

يعتبر التطور والتغير من الأمور المسلمة حدوثها في المجتمع وذلک لأن التطور والتغير أمر حتمي تفرضه طبيعة الحياة الاجتماعية وذلک لأن الحياة الاجتماعية تتطور وتتغير بشکل تلقائي من حين إلي آخر فالتغير سمة الحياة والتطور إلي الأفضل من الصفات والخصائص الأساسية لأي مجتمع, فالحياة الاجتماعية تتصف بالديناميکية Dyanamice وليس بالاستاتيکية statics, ولقد نشأت المهنة المختلفة في المجتمع لتواجه وتؤدى دور وظيفي هام في المجتمعات من خلال إشباع حاجات الناس وفقاً لطبيعة تخصصات هذه المهن ولقد نشأت هذه المهن بعدما کانت أنشطة مهنية أو أنشطة علمية تمارس بشکل طبيعي أو بشکل تلقائي في المجتمع ولکن مع توافر وانطباق شروط المهنة علي أي مهنة في المجتمع أصحبت مهنة إنسانية تسعي لتحقيق مجموعة من الأهداف والغايات التي يتطلبها المجتمع الإنساني ولأبد أن يشعر المجتمع بأهمية وجود هذه المهنة وأن يعترف بها اعترافاً أساسيا حتى تمکن هذه المهنة من إثبات وجودها وأهميتها في هذا المجتمع, ولکن کما ذکرنا أن المجتمع يتصف دائماً بالتغير والتطور وأن حاجات أفراد المجتمع تتصف دائماً بالتغير والتجدد وعليه کان من الواجب علي هذه المهنة مواکبة هذه التغيرات والتطورات التي تطرأ علي المجتمع وأن تحاول أن تجدد وتجود من نفسها بقدر الأمکان في کل من الجانب التعليمي لهذه المهنة بما يشمله من معارف ومهارات وقيم إنسانية وفي جانب الممارسة المهنية بما تشمله هذا الجانب من مستوي لائق لممارسة من خبرات ميدانية مکتسبة تنعکس علي طبيعة ممارسة هذه المهنة, ولا شک أن أي تطور وتغير أو تجديد في جانب تعليم المهنة ينعکس بشکل طبيعي تلقائي علي تجويد جانب الممارسة لهذه المهنة.
وعليه کان من الواجب علينا دراسة أو تناول مهنة الخدمة الاجتماعية کمهنة إنسانية بين جودة التعليم الذي يشتمل علي المتغيرات الأساسية للعملية التعليمية بما تشتمل عليه من معارف ومهارات وقيم وبين جودة الممارسة وبما تشمل عليه من خبرات مهنية ومستوي الأداء الوظيفي للمهنة ومستوي أداء مؤسسات هذه المهنة حتى تؤدي مهنة الخدمة الاجتماعية الدور المطلوب منها من تحقيق وتحسين مستوي الأداء الاجتماعي في المجتمع وتستطيع مواکبة المتغيرات المعاصرة وکذا مواجهة طبيعة المشکلات الاجتماعية المعاصرة التي يواجهها أفراد المجتمع.
ولقد تضمنت هذه الورقة الجوانب التالية:
1-         الخدمة الاجتماعية کمهنة إنسانية وعلاقتها بالرعاية الاجتماعية.
2-          جودة تعليم الخدمة الاجتماعية.
3-          جودة ممارسة الخدمة الاجتماعية.
4-          تأثير جودة تعليم الخدمة الاجتماعية علي جودة الممارسة.
5-         رؤية مستقبلية لتحقيق جودة التعليم وجودة ممارسة الخدمة الاجتماعية.

نقاط رئيسية

جودة التعلیم

الكلمات الرئيسية


مهنة الخدمة الاجتماعیة بین جودة التعلیم وجودة الممارسة

Social work profession between education Quality and practite Quality

 

 

أ.د/ عرفات زیدان خلیل

أستاذ بقسم طرق الخدمة الاجتماعیة

ووکیل کلیة الخدمة الاجتماعیة جامعة الفیوم – سابقاً

 

2015

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مهنة الخدمة الاجتماعیة بین جودة التعلیم وجودة الممارسة

أولاً: المقدمة:

یعتبر التطور والتغیر من الأمور المسلمة حدوثها فی المجتمع وذلک لأن التطور والتغیر أمر حتمی تفرضه طبیعة الحیاة الاجتماعیة وذلک لأن الحیاة الاجتماعیة تتطور وتتغیر بشکل تلقائی من حین إلی آخر فالتغیر سمة الحیاة والتطور إلی الأفضل من الصفات والخصائص الأساسیة لأی مجتمع, فالحیاة الاجتماعیة تتصف بالدینامیکیة Dyanamice ولیس بالاستاتیکیة statics, ولقد نشأت المهنة المختلفة فی المجتمع لتواجه وتؤدى دور وظیفی هام فی المجتمعات من خلال إشباع حاجات الناس وفقاً لطبیعة تخصصات هذه المهن ولقد نشأت هذه المهن بعدما کانت أنشطة مهنیة أو أنشطة علمیة تمارس بشکل طبیعی أو بشکل تلقائی فی المجتمع ولکن مع توافر وانطباق شروط المهنة علی أی مهنة فی المجتمع أصحبت مهنة إنسانیة تسعی لتحقیق مجموعة من الأهداف والغایات التی یتطلبها المجتمع الإنسانی ولأبد أن یشعر المجتمع بأهمیة وجود هذه المهنة وأن یعترف بها اعترافاً أساسیا حتى تمکن هذه المهنة من إثبات وجودها وأهمیتها فی هذا المجتمع, ولکن کما ذکرنا أن المجتمع یتصف دائماً بالتغیر والتطور وأن حاجات أفراد المجتمع تتصف دائماً بالتغیر والتجدد وعلیه کان من الواجب علی هذه المهنة مواکبة هذه التغیرات والتطورات التی تطرأ علی المجتمع وأن تحاول أن تجدد وتجود من نفسها بقدر الأمکان فی کل من الجانب التعلیمی لهذه المهنة بما یشمله من معارف ومهارات وقیم إنسانیة وفی جانب الممارسة المهنیة بما تشمله هذا الجانب من مستوی لائق لممارسة من خبرات میدانیة مکتسبة تنعکس علی طبیعة ممارسة هذه المهنة, ولا شک أن أی تطور وتغیر أو تجدید فی جانب تعلیم المهنة ینعکس بشکل طبیعی تلقائی علی تجوید جانب الممارسة لهذه المهنة.

وعلیه کان من الواجب علینا دراسة أو تناول مهنة الخدمة الاجتماعیة کمهنة إنسانیة بین جودة التعلیم الذی یشتمل علی المتغیرات الأساسیة للعملیة التعلیمیة بما تشتمل علیه من معارف ومهارات وقیم وبین جودة الممارسة وبما تشمل علیه من خبرات مهنیة ومستوی الأداء الوظیفی للمهنة ومستوی أداء مؤسسات هذه المهنة حتى تؤدی مهنة الخدمة الاجتماعیة الدور المطلوب منها من تحقیق وتحسین مستوی الأداء الاجتماعی فی المجتمع وتستطیع مواکبة المتغیرات المعاصرة وکذا مواجهة طبیعة المشکلات الاجتماعیة المعاصرة التی یواجهها أفراد المجتمع.

ولقد تضمنت هذه الورقة الجوانب التالیة:

1-         الخدمة الاجتماعیة کمهنة إنسانیة وعلاقتها بالرعایة الاجتماعیة.

2-          جودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة.

3-          جودة ممارسة الخدمة الاجتماعیة.

4-          تأثیر جودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة علی جودة الممارسة.

5-         رؤیة مستقبلیة لتحقیق جودة التعلیم وجودة ممارسة الخدمة الاجتماعیة.

ثانیاً: الخدمة الاجتماعیة کمهنة إنسانیة وعلاقتها بالرعایة الاجتماعیة:

ویمکن تناول علاقة الخدمة الاجتماعیة کمهنة بالرعایة الاجتماعیة من خلال الاتی :

أن الخدمة الاجتماعیة کمهنة إنسانیة تستهدف مساعدة أفراد المجتمع علی مواجهة المشکلات التی قد تعترض حیاتهم الاجتماعیة وتعوقهم عن الأداء الاجتماعی السلیم لوظائفهم الاجتماعیة, والمهنة فی سبیلها لذلک تعتمد علی مجموعة من الحقائق والقیم منها أن الإنسان ککائن اجتماعی as human being له أدمیته وإنسانیة وفردیته وکرامته وحقه فی تقریر مصیره وأن الإنسان إذا ما تحرر من المشکلات التی تعترض حیاته وإذا أشبعت حاجاته الاجتماعیة, فإن إرداته وطاقاته تتحرر لیساهم بفاعلیة فی بناء نفسه وبناء مجتمعه فتدعیم الإنسان وتنمیته هو تدعیم للمجتمع الإنسانی بأثره .

ولقد اعتمدت الخدمة الاجتماعیة حتى صارت مهنة إنسانیة یعترف بها فی المجتمع علی تاریخ طویل کانت تقدم فیه الخدمات الاجتماعیة بصورة عشوائیة ارتجالیة بدافع فعل الخیر,  لتنتقل هذه الخدمات فی صورة للرعایة الاجتماعیة شبة المنظمة من خلال تعالیم الأدیان السماویة حیث حثت جمیع الرسالات السماویة علی فعل الخیر والتعاون وأعمال البر والتکافل الاجتماعی لتنتقل الرعایة الاجتماعیة إلی مرحلة أخرى من حیاة المجتمعات الإنسانیة لتأخذ شکلاً أکثر تنظیماً تعتمد علی فلسفة معینة تنصب علی تکوین موقف واتجاه شامل ناحیة الإنسان وتعتمد کذلک علی مجموعة من الأسس والمبادئ التی یساعد الالتزام بها أن تکون خدمات الرعایة الاجتماعیة حقاً اجتماعیاً للإنسان فی المجتمع وفی کل مجالات الحیاة ولقد مهدت الرعایة الاجتماعیة فی شکلها المعاصر أو الحدیث لظهور مهنة الخدمة الاجتماعیة کمهنة تمارس فی المجتمع من خلال مجموعة من الأخصائیین الاجتماعیین المعدون إعدادً مهنیاً سلیماً لتنطلق المهنة بخدمات الرعایة الاجتماعیة إلی مجال أوسع تحقق من خلاله أهداف تعتبر لصالح الفرد ولصالح المجتمع وکان هناک مجموعة من العوامل التی أدت وساهمت فی ظهور مهنة الخدمة الاجتماعیة وتدعیم وجودها ویمکن تصنیف هذه العوامل فی الآتی(1):

  1. الظروف والمتغیرات التی فرضت تطوراً ملحوظاً علی الرعایة الاجتماعیة باعتبارها الجذور التاریخیة الأولی التی قامت علیه الخدمة الاجتماعیة وعلی الأخص الثورة الصناعیة وانهیار نظام الإحسان.
  2. إسهامات وتأثیرات حرکة تنظیم الإحسان والمجالات الاجتماعیة فی کل من انجلترا والولایات المتحدة الأمریکیة.
  3. تزاید الاعتماد علی الأخذ بالاتجاه العلمی فی دراسة الواقع الاجتماعی ومواجهة المشکلات الاجتماعیة والحاجة إلی وجود أسلوب مهنی علمی تخصصی – تبلور فی صورة الخدمة الاجتماعیة للتعامل مع هذه المشکلات.
  4. تزاید عدد خریجی مدارس الخدمة الاجتماعیة وإثبات وجودهم وفعالیة دورهم وتراکم خبراتهم المیدانیة.
  5. زیادة اعتماد المؤسسات العاملة فی مجالات الرعایة الاجتماعیة علی هؤلاء الخریجین المتخصصین المدربین ذوی الخبرات المتزایدة.

ویمکن تحدی بعض العوامل التی أدت إلی ظهور الخدمة الاجتماعیة کمهنة من خلال الآتی(2):

1-         الثورة الصناعیة.

2-         الحروب المتوالیة.

3-         الدارونیة الاجتماعیة.

4-         البحث العلمی.

5-         انتهاء عهود الانتفاع فی أوربا.

6-         المجلات الاجتماعیة وجمعیات تنظیم الإحسان.

وتقوم الخدمة الاجتماعیة أو انطبق علیها الشروط أو المقومات الأساسیة لأی مهنة یتم الاعتراف بها فی المجتمع حیث تنشأ المهن ویتم الاعتراف بها فی أی مجتمع ما کنتاج وکإقرار للتغیرات والتطورات التی تطرأ علی هذا المجتمع, والتی تؤدى إلی نشوء احتیاجات مجتمعیة محددة یسعى المجتمع إلی إیجاد من یستطیع إشباعها وکان من أهم هذه المقومات التی توافرت لأنشطة الخدمة الاجتماعیة وأدت إلی بلورة وقیامها واعتبار الخدمة الاجتماعیة کمهنة ما یلی (3):

1-     قاعدة علمیة معرفیة.

2-     مهارات تطبیقیة.

3-     وظیفة اجتماعیة.

4-     أهداف وأغراض.

5-     متخصصون.

6-     منظمات للإعداد وللممارسة.

7-     قیم ومعاییر أخلاقیة.

8-     طرق وأسالیب خاصة.

9-     الاعتراف المجتمعی.

10-          مکانة اجتماعیة.

ثالثاً: جودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة:

یشکل محتوی تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی أی مجتمع وبخاصة فی المجتمعات النامیة أهمیة قصوی لتنطلق المهنة بخدمات الرعایة الاجتماعیة لتکون مواکبة مع التغیرات فالتعلیم بشکل عام یبرز دوره فی بناء وتنمیة القوی البشریة المنتجة فعن طریقه یمکن تنمیة قدرات الأفراد وتزویدهم بالقیم والاتجاهات والمعارف التی تمکنهم من الخلق والتجدید والابتکار وترجمة مفاهیم الحیاة المهنیة إلی سلوک یترتب علیه إنتاج أجیال أسعد وأقدر على العمل والإنتاج من الأجیال السابقة ویتجلى دوره فی المجتمعات النامیة لتحقیق التنمیة من خلال العمل علی إزالة المعوقات الثقافیة وخلق اتجاهات علمیة جدیدة تساعد علی الانتقال بالمجتمعات التقلیدیة إلی مستوی العصر.(4)

ولقد أکدت سوسن عثمان 1993 فی دراستها عن الإبداع ولیس التبعیة لمستقبل تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی مصر, حاولت فیها تحویل الانتباه إلی المادة العلمیة التی نقدمها لطلابنا أیا کانت مسمیات عنوانیها أو مسمیات مقرراتها وتقترح ملامح رئیسیة لواقع جدید فی تعلیم الخدمة الاجتماعیة یرتبط بالمتغیرات الاجتماعیة المحلیة المعاصرة, وتتمثل هذه الملامح فی الآتی(5):

1- لابد من تحول المهنة من أسلوبها الانتظاری التقلیدی Residual کمهنة تنتظر مشکلة لحلها إلی أسلوب تنظیمی یدخل فی إطار المؤسسة التنظیمی ولائحتها Institutional.

2-   تقسم المهنة إلی شعبتین: شعبة للرعایة الاجتماعیة وأخرى للتنمیة الاجتماعیة.

3-  تصاغ للرعایة نموذج مبتکر أکثر نزوع إلی الواقعیة ولواجهة وتحمل المسئولیة بأقرب الطرق وأقلها تکلفة للجهد والمال والوقت.

4- یقتبس نموذج للدور التنموی للخدمة الاجتماعیة یرسم السیاسة الاجتماعیة والتخطیط الشمولی بأسره بحیث یحدد أدوار مقننة لواجبات الأخصائی الاجتماعی داخل الوحدات الإنتاجیة والمجتمعات الجماهیریة بشرط قبول هذه الأدوار للتطبیق الفعلی.

5- تبنی مفاهیم قیمیة مطوعة تدعو إلی العمل وتحمل المسئولیة والإیجابیة بعیداً عن القیم التعاطفیة بصورتها التقلیدیة مع ضرورة مزجها بالمعاییر العقائدیة والأخلاقیة والثقافة المحلیة.

ولقد أکدت دراسة لکلیة الخدمة الاجتماعیة جامعة حلوان 1993 عن تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی مصر ملامح الحاضر وآفاق المستقبل, أکدت الدراسة علی أن المتغیرات التی مر ویمر بها المجتمع المصری تطرح العدید من القضایا التی ینبغی مناقشتها وحسمها لاختیار أنسب المسارات لرفع مستوی تعلیم الخدمة الاجتماعیة بالاستفادة من خبرات المجتمعات الأخرى مع مراعاة الخصوصیة والعربیة ومن أهم هذه القضایا ما یأتی(6) :

1-  کیف یمکن لتعلیم الخدمة الاجتماعیة المتابعة المستمرة للمتغیرات التی تحدث فی المشکلات الاجتماعیة وسیاسات الرعایة والقوانین المنظمة لها؟ وکیف تحقق المهنة المزید من التدخل فی صنع سیاسة الرعایة الاجتماعیة؟

2-  ما أفضل نماذج تدریس المحتوی العلمی للمهنة هل هو التقسیم الحالی لثلاث طرق أساسیة خدمة الفرد وخدمة الجماعة وتنظیم المجتمع بالإضافة إلی الطرق المساعدة؟ أم التقسیم الثانی الذی تأخذ به العدید من الجماعات الأمریکیة؟ أم الطریقة الواحدة.. أم ماذا؟

3-     کیف یمکن اختیار أنسب النماذج المهنیة للتدخل والتی توفر الوقت والجهد وتصل إلی أفضل النتائج؟

4-  هل یمکن وضع برامج للتعلیم المستمر للأخصائیین الاجتماعیین فی المجالات المختلفة وما الجهات التی یمکنها الإسهام فی ذلک؟

5-  کیف یمکن فتح مجالات عمل جدیدة للخریجین والاستفادة من المتغیرات التی تحدث فی السیاسات الاقتصادیة والاجتماعیة؟ هل یمکن للأخصائی الاجتماعی العمل فی أفرع الصندوق الاجتماعی وفی المصانع وفی المؤسسات الاستثماریة؟

وتضع الدراسة مجموعة من الاعتبارات التی یجب مراعاتها عند مناقشة هذه القضایا المطروحة وتتمثل فی:

1-     عدم تجاهل معطیات حرکة التطور فی الفکر العالمی للخدمة الاجتماعیة.

2-     مراعاة الخصوصیة المصریة والعربیة وما یطرأ علی المجتمع من تغیرات.

3-     تطویر أهداف العملیة التعلیمیة بما یناسب التغیرات المجتمعیة.

4-     تحقیق الأهداف الأساسیة لتعلیم الخدمة الاجتماعیة التی تتمثل فی:

أ‌-     هدف تعلیمی یتمثل فی إکساب الطلاب المهارات والاتجاهات والقیم المهنیة.

ب- هدف بحثی یتمثل فی تولید معلومات جدیدة یحتاج إلیها المجتمع ثم تضیف هذه المعلومات وربطها بالمعلومات القائمة لتسهیل الاستفادة منا.

جـ- هدف تنموی لربط المهنة باحتیاجات المجتمع ثم الاستجابة لهذه الاحتیاجات تنظیم المقررات البحوث وتقدیم المشورة والنماذج الإرشادیة إذا اقتضی الأمر.

وفیما یرتبط بجودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة ، فأنه یجب الإشارة إلى أن مؤسسات التعلیم العالی لکی تحقق وظائفها بنجاح فی القرن الحادی والعشرین الذی یتسم بالثورة العلمیة والتکنولوجیة وثورة الاتصالات وفی ظل تنافسیة عالمیة ، فإن على هذه المؤسسات أن تکون قادرة على الاستجابة بفعالیة لحاجات التعلیم والتدریب المتغیرة بما یتلاءم والتغیرات السریعة المتلاحقة عالمیاً ومحلیاً (7).

والمفترض لواقع التعلیم الجامعی فی مصر سوف یجد أنه یعانی من مشکلة کبیرة وهی تدنی مستوى الخریجین أو العجز التعلیمی حیث المخرجات التعلیمیة لا تلقی الطلب الفعال فی أسواق العمل بالدرجة المطلوبة (8).

ولم یعد التعلیم الجامعی بمعزل عن البیئة التی یوجد فیها, بل هو جزء منها, یتفاعل معها فی تشکیلها فهو إلی جانب إعداد الکوادر البشریة لسوق العمل والبحث العلمی, یجب أن یسهم فی حل مشکلات المجتمع الذی یوجد فیه وهذا یقتضی منه أن یرسم سیاساته فی ضوء ما تتطلع إلیه البیئة والظروف المحیطة, ومدی احتیاجات المجتمع ودرجة التنمیة التی یجب أن یحققها, وبما أن مخرجات التعلیم الجامعی هی مدخلات سوق العمل, بذلک یتم الاهتمام بمعاییر التعلیم الجامعی لأنه هو المنتج للأفکار العلمیة التی تساهم فی تغییر المستقبل فإذا اعتبرنا أن أی تغییر فی المجتمع لأبد أن یتبعه تغییر فی النظام التعلیمی فمن الضروری إعداد کوادر بشریة تستطیع التفاعل مع تلک المتغیرات والمفاهیم الجدیدة, وهناک خمسة مفاهیم لجودة التعلیم الجامعی(9):

1-     أن الجودة تعنی تحقیق وضمان الدقة والإتقان من خلال التحسین المستمر للمؤسسة.

2-     تعتبر الجودة نوعاً من الأداء الفرید الذی یتحقق فقط فی ظل ظروف محددة وفی نوعیة خاصة من الطلاب.

3-     أن الجودة تعنی القدرة علی أجراء التغییر المستمر فی الطلاب وإضافة جدیدة إلی معارفهم ونموهم الشخصی.

4-     أن الجودة تعنی القدرة علی تقدیر المال بحیث تکون المسئولیة شعبیة.

5-  تعتبر الجودة شیئاً ما یناسب غرضاً منتجاً أو خدمة مطلوب تقدیمها وبالتالی إذا کان التعلیم المقدم یفی بالزمن حینئذ یقال أنه یتعلم جید بشرط أن یتوافق مع المستویات المطلوبة للجودة وبما یتوافق مع الأهداف العامة للمجتمع.

 ویمکن القول أنه مع نهایة القرن التاسع عشر تزاید الاعتقاد بـأهمیة وضرورة البرامج التعلیمیة للتأکید علی استمرار تقدیم الخدمات الاجتماعیة وتدعیم الجانب المعرفی والعمل علی تقدیره وتوفیره الکادر المعد إعداداً مهنیاً من الأخصائیین الاجتماعیین, وتعلیم الخدمة الاجتماعیة کأحد أنواع التعلیم الجامعی بما یشمل علیه من مکونات معرفیة ومهاریة وقیمیة.

 

أنما تستهدف إعداد الشخص المهنی المتخصص لمساعدة العملاء فی حل مشکلاتهم وتدعیم قدرات الأداء الاجتماعی لدی الأفراد والجماعات والمجتمعات. (10)

وتمثل قضیة تعلیم الخدمة الاجتماعیة قضیة متشابکة ومعقدة للغایة وتمثل تحدیاً من التحدیات التی تتعرض لها المهنة لیس فی مصر وحدها بل علی مستوی العالم النامی والمتقدم علی حد سواء حیث برزت الحاجة الماسة إلی تطور تقنیات التعلیم بحیث تتسم بتخریج ممارس لدیه القدرة علی تحقیق أهداف المهنة وفی ذات الوقت التعامل مع المتغیرات الحدیثة فی العالم سواء کانت متغیرات سیاسیة أو اقتصادیة أو اجتماعیة. (11)

أن هناک ضرورة لتطویر الخدمة الاجتماعیة بما یضمن جودة هذا التعلیم حتى یسایر تحدیات القرن الحادی والعشرین ویتفاعل مع التطورات والتغیرات العالمیة والمتسارعة ولذلک کان لزاماً علینا الاهتمام بمؤسسات تعلیم الخدمة الاجتماعیة حیث أن تحسین کفاءة تعلیم الخدمة الاجتماعیة ونوعیته بات أمراً ضروریاً وتطبیق الأنظمة العالمیة ذات الفاعلیة والکفاءة وهذا التحسین أصبح جزءاً هاماً وأساسیاً.

ولقد تعددت الآراء حول أهمیة تطویر وجودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة والتی تمثلت فی الآتی:

-   الجودة فی تعلیم الخدمة الاجتماعیة هی القوة الرافعة المطلوبة لدفع نظام التعلیم فی الخدمة الاجتماعیة بشکل فعال لتحقیق رسالة المنظمة قبل المجتمع والأطراف العدیدة ذات نفس الاهتمام بنوعیة هذا التعلیم. (12)

-   أنه یجب تطویر نمط التعلیم الحالی للخدمة الاجتماعیة بما یتناسب مع الاتجاهات الحدیثة فی الخدمة الاجتماعیة مع الاهتمام بعلوم المستقبلیات ونظم المعلومات والحاسب الآلی وتطویر وتدعیم البحث فی الخدمة الاجتماعیة لیسهم فی تحدید ومواجهة المشکلات الاجتماعیة وإعادة النظر فی برامج الخدمة الاجتماعیة لتکوین أکثر فاعلیة فی إحداث التغیر الاجتماعی فی المجتمع وترتبط بالمشکلات الاجتماعیة النوعیة والاهتمام بالتکامل بین المقررات التأسیسیة والمهنیة فی الإعداد النظری للطالب.(13)

-   تحسین وتطویر مستوی تعلیم الخدمة الاجتماعیة من خلال الاهتمام بتطویر المناهج الدراسیة وتشجیع کلیات ومعاهد الخدمة الاجتماعیة علی تنمیة مناهج الدراسة فی ضوء التغیرات المجتمعیة والتقدم العلمی والتکنولوجی. (14)

-   أن محتوی تعلیم الخدمة الاجتماعیة یحتاج إلی إحداث تغییر وتطویر لکی تتناسب مع متطلبات ومستقبل الممارسة فی مجالات الرعایة الاجتماعیة والتنمیة فی مصر.

-   أن ضبط الجودة فی برامج تعلیم الخدمة الاجتماعیة یتطلب الدقة فی اختیار طلاب الخدمة الاجتماعیة من خلال ممارسة دور حارس البوابة وتطویر أسلوب التدریس وتنمیة الخبرة المیدانیة فی مواجهة المشکلات وتنفیذ الحلول المناسبة.(15)

-   ولقد طرح إبراهیم مرعی 2005 استراتیجیات ترتبط بتعلیم الخدمة الاجتماعیة فی ظل اتجاهات العولمة وتجوید وتحسین إعداد الأخصائی الاجتماعی تتمثل فی الآتی(16):

1-   ضرورة إجراء بحوث ودراسات علمیة تستهدف تقویم فعالیة عملیة تعلیم الخدمة الاجتماعیة بصفة عامة, ودراسات ترتبط بکل طریقة من طرق المهنة علی أن یتم التقویم فی ضوء التغیرات الراهنة.

2-   ضرورة عقد مؤتمرات تستهدف مناقشة قضیة تعلیم الخدمة الاجتماعیة بحیث یضم خبراء التعلیم للاستفادة من خبراتهم فی هذا الجانب.

3-   العمل علی إیجاد سیاسة تعلیمیة موحدة لإعداد الأخصائی الاجتماعی تسیر علیها کلیات ومعاهد الخدمة الاجتماعیة, بحیث یصبح مستوی الممارسین علی درجة عالیة من الکفاءة.

4-   ضرورة عقد لقاءات دوریة بین القائمین علی التدریس لکل طریقة من طرق مهنة الخدمة الاجتماعیة لتحدید المناهج التعلیمیة المرتبطة بها والتقویم المستمر لهذه المناهج لتلافی أوجه القصور, ولجودة وتطویر هذه المناهج لتتوافق مع متطلبات الواقع.

5-   ضرورة التوصل إلی سیاسة واضحة للتدریب المیدانی تنتهجها الکلیات والمعاهد مع استخدام الأسالیب الحدیثة فی التدریب وکذلک تطویر مهارات المشرفین الذین ینفذون السیاسة التدریبیة ویستخدمون الأسالیب الحدیثة.

6-   العمل علی إنشاء معامل للتدریب علی المهارة المهنیة لزیادة قدرة الأکادیمیین علی إکساب الطلاب المهارات اللازم للممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة.

7-   أن تتعاون کلیات ومعاهد الخدمة الاجتماعیة فی تبنی مشروعات رائدة للعمل الاجتماعی تتصدی لمشکلات مجتمعیة ویمکن من خلالها تدریب الطلاب علی اکتساب المهارات المهنیة, وکذلک استثمار جهود الطلاب فی العمل الاجتماعی.

8-   ضرورة إنشاء مرکز بحثی یهتم ببحوث تطویر وتعلیم وممارسة الخدمة الاجتماعیة فی ضوء ما یعتری المجتمع من تغیرات.

9-   ضرورة إیجاد التکامل والتلاقی بین الکلیات والمعاهد وکذلک المؤسسات التدریبیة وعقد لقاءات دوریة بین مشرفی الکلیات والمعاهد ومشرفی المؤسسات التعلیمیة.

10-  ضرورة إنشاء مجلس لتعلیم الخدمة الاجتماعیة لیکون أول أهدافه العمل المستمر علی تجوید تعلیم الخدمة الاجتماعیة.

ویتفق کل ما سبق عرضه حول مفهوم جودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة ما حددته دائرة معارف الخدمة الاجتماعیة لمفهوم جودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة والذی حددته فی " تحقیق مستویات مرتفعة من التعلیم" الذی یؤهل للمحتوی فی مستوی الممارسة المبدئیة العامة حیث أن سیاسة المقررات والمناهج فی تعلیم الخدمة الاجتماعیة یجب أن تکون مؤثرة لتحقیق مستویات مرتفعة من التعلیم حتى تتلائم مع قدرة الممارس المبتدئ. (17)

رابعاً: جودة ممارسة الخدمة الاجتماعیة:

تعرف الممارسة بأنها المزاولة أو التعود علی عمل معین(18), کما تعرف الممارسة بصفة عامة بأنها التطبیق العلمی للافتراضات النظریة وهی طریقة لاختبار صحة أو خطأ تلک الافتراضات بمعنی أن الممارسة هی المقیاس السلیم لما هو ممکن ولما هو مستحیل وتقتضی الممارسة تحقیق أهداف الفرد وتوفیر الحریة والمسئولیة. (19)

 أما الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة فتعرف بأنها التدخل المباشر والموجه بالمعرفة العلمیة والقیم والذی یعتمد علی أسالیب ومهارات لتحقیق أهداف محددة.(20)

وعرفت الممارسة المهنیة فی موسوعة الخدمة الاجتماعیة بأنها مجموعة من الأسالیب والوسائل والمهارات القائمة على مجموعة من المعارف المتعددة والمستمدة من التراث النظری للخدمة الاجتماعیة والتی تنفذ بواسطة الأخصائیین الاجتماعیین وهم علی مستوی عال من الإعداد النظری والمیدانی لمساعدة سکان المجتمع فی مختلف فئاتهم العمریة. (21)

وینظر للممارسة المهنیة بوصفها التطبیق الواعی للمعارف والعلوم السلوکیة لتحقیق غرض أساسی وهو التغییر الاجتماعی الفعال فی الأفراد والجماعات والمجتمعات أما الافعال الموجهة لتحقیق مثل هذا التغییر فیوجهها ویرشدها القیم والمناهج والأسالیب المعترف بها والتی تحددها مهنة الخدمة الاجتماعیة.(22)

ویمکن تحدید مجموعة من الخصائص تمثل إطاراً لمفهوم الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة وتتمثل فی الآتی(23):

1-   الممارسة المهنیة عملیة بمعنی أنها مجموعة من الخطوات المتتابعة التی تهدف إلی تحقیق هدف أو مجموعة من الأهداف المحددة.

2-   تعتمد تلک العملیة علی مجموعة من الأنشطة والتی تعتمد بالتالی علی معارف وقیم ومهارات الممارسة وأسالیبها الفنیة.

3-   تنفذ تلک الممارسة من قبل ممارسین مهنیین ( أخصائیین اجتماعیین) تم أعداهم وتأهیلهم فی مؤسسات أکادیمیة متخصصة وفق مناهج ومقررات دراسیة ( نظریة وعملیة) معترف بها محلیاً ودولیاً.

4-   یتوقف نجاح الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة إلی حد کبیر علی مدی ما یتوفر للممارسین من مهارات مهنیة تساعدهم علی استخدام المعلومات بفاعلیة والتنفیذ والإنجاز بسهولة ویسر.

5-   تنفذ الممارسة داخل مؤسسات تتضمن العدید من المجالات النوعیة سواء کانت هذه المؤسسات مؤسسات أولیة أم مؤسسات ثانویة.

6-         تنفذ تلک الممارسة مع العدید من العملاء أو الأنساق المستهدفة ( فرد – أسرة- جماعات- مجتمعات).

وتعتمد الممارسة المهنیة فی الخدمة الاجتماعیة علی مجموعة من الشروط تتمثل فی(24):

1-     توافر الاستعداد وتلقی الإعداد للحصول علی الشهادة والرخصة المناسبة.

2-     توافر المهارات اللازمة للقیام بالأعمال والأنشطة المهنیة.

3-     القدرة علی الاستمرار فی اکتساب بالمعرفة من خلال التعلیم المستمر.

4-     المشارکة فی العملیات الإشرافیة.

5-     المشارکة فی الدورات المتخصصة التی تقام داخل وخارج المؤسسة.

6-  أن الممارسة المهنیة تنقسم إلی الممارسة المهنیة المباشرة وهو المصطلح الذی یستخدمه المتخصصون فی الخدمة الاجتماعیة لوصف حجم ونوعیة الخدمات والأنشطة التی تقدم للعملاء, والأنشطة غیر المباشرة والتی تشیر إلی مجموعة من الأنشطة التی یقوم بها الممارس المهنی الذی یعمل فی مجال الإدارة والبحث وتصمیم البرامج ووضع السیاسات والتعلیم ولیس له اتصال مباشر مع العملاء والممارسة غیر المباشرة هی إحدى العوامل الأساسیة التی یعتمد علیها نجاح الممارسة المباشرة ولها الدرجة من الأهمیة نفسها.

7-  الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة تستلزم توافر مجموعة من المقومات الأساسیة التی لابد من توافرها حتى یتمکن الممارس المهنی والذی یعد أحد هذه المقومات من تحقیق الأهداف المبتغاه, وتتمثل هذه المقومات فی الآتی:

أ- أهداف تسعی الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة لتحقیقها, وتتحدد هده الأهداف فی الآتی:

  • مساعدة الناس علی زیادة قدراتهم التکیفیة وقدراتهم علی حل المشکلات.
  • مساعدة الناس للحصول علی الموارد التی یحتاجون إلیها.
  • حمل المنظمات والمؤسسات الاجتماعیة علی الاستجابة لحاجات الناس.
  • توجیه عملیات التفاعل بین الأفراد والأشخاص المحیطین بهم.
  • التأثیر علی عملیات التفاعل بین المنظمات والمؤسسات الاجتماعیة.
  • التأثیر علی السیاسات الاجتماعیة والبیئیة.

هذا ویمکن تحدید الأهداف العامة لممارسة الخدمة الاجتماعیة فی الآتی(25):

  • تعزیز الأداء الاجتماعی.
  • علاج الاختلال الوظیفی الشخصی.
  • تعزیز العدالة الاجتماعیة.

ب- القاعدة العلمیة:

ولقد حدد مجلس تعلیم الخدمة الاجتماعیة القاعدة العلمیة الأساسیة فی تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی الجوانب التالیة:

  • السلوک الإنسانی والبیئة المحیطة.
  • السیاسة الاجتماعیة.
  • طرائق الممارسة فی الخدمة الاجتماعیة.
  • البحث.

جـ- المهارات المهنیة:

وتعنی الکفاءة والمقدرة علی استخدام وتطویع المعارف النظریة لمهنة فی الجانب التطبیقی أو الجانب المیدانی.

وهناک حد أدنی من المهارات الأساسیة التی یبقی علی کل أخصائی اجتماعی اکتسابها والعمل بموجبها ولقد حدد الاتحاد الدولی للأخصائیین الاجتماعیین هذه المهارات فی التالی:

  • مهارة الإنصات والاستماع الهادف.
  • مهارة استخراج المعلومات وجمع الحقائق ذات الصلة بالمشکلة لإعداد التاریخ الاجتماعی والقیام بعملیتی التقدیر وکتابة التقریر.
  • مهارة تکوین العلاقة المهنیة مع العملاء والمحافظة علیها.
  • مهارة ملاحظة السلوک اللفظی وغیر اللفظی وتفسیرها.
  • مهارة استخدام نظریات الشخصیة ومناهج التشخیص.
  • مهارة إشراک العملاء فی الجهود العلاجیة وکسب ثقتهم.
  • مهارة التحدث فی الموضوعات العاطفیة وتوفیر الدعم والمعونة النفسیة.
  • مهارة تحدید حاجات العملاء وإیجاد أو ابتکار الحلول لمواجهة هذه الحاجات.
  • مهارة تحدید العلاقة المناسبة مع کل عمیل.
  • مهارة إجراء البحوث والدراسات وتفسیر النتائج.
  • مهارة حل الخلافات والنزاعات باستخدام أسالیب التفاوض والتوسط وغیرها من الأسالیب المهنیة.
  • مهارة إقامة العلاقات مع زملاء المهنة وغیرهم من العاملین داخل المؤسسة والاستفادة من ذلک فی تقدیم خدمات متمیزة للعملاء.
  • مهارة إقامة العلاقات مع المؤسسات الخارجیة ذات الصلة وإیصال حاجات العملاء إلی مصادر التمویل.
  • مهارة التحدث والکتابة بوضوح وتعلیم الآخرین والاستفادة منهم.
  • مهارة قیادة الجماعات والمشارکة فی أنشطتها.

د- القیم والمعاییر الأخلاقیة:

وتعرف القیم فی الخدمة الاجتماعیة بأنها العادات والأعراف ومعاییر السلوک والمبادئ المرغوبة التی تمثل ثقافة مجموعة من الناس أو جماعة أو فرد ولقد حدد الاتحاد الدولی للأخصائیین الاجتماعیین أهم قیم مهنة الخدمة فی الآتی(26):

  • الالتزام خلال العمل بأهمیة قیمة الفرد فی المجتمع.
  • احترام سریة العلاقة المهنیة مع العمیل.
  • التمهیدات بإحداث التغیرات الاجتماعیة اللازمة لمقابلة الحاجات الاجتماعیة.
  • الاستعداد للفصل بین المشاعر والحاجات الشخصیة والعلاقة المهنیة.
  • الاستعداد لفصل العلم والمعرفة والمهارات والخبرات للآخرین.
  • التعهد بتنمیة قدرات العملاء لدرجة تساعدهم فی حل مشکلاتهم.
  • احترام الفروق الفردیة بین الأفراد والأسر والجماعات.
  • الاستعداد لبذل کل جهد ممکن فی صالح العملاء.
  • التعهد والعمل علی توفیر الرعایة الصحیة والنفسیة والاجتماعیة لکل أفراد المجتمع.

وإذا کانت قیم الخدمة الاجتماعیة کمهنة تأخذ فی اعتبارها کرامة وقیمة الإنسان والتأکید علی حاجة الفرد لمجتمع یرعى هذا الفرد فإن ذلک یعتبر تأثیراً للتفاعل المتبادل بین الفرد وبیئته. (27)

هـ- المؤسسات الأکادیمیة:

تتولی المؤسسات الأکادیمیة المتمثلة فی کلیات وأقسام الخدمة الاجتماعیة مسئولیة الإعداد المهنی لطلاب الخدمة الاجتماعیة علی المستویات التعلیمیة المختلفة البکالوریوس والماجستیر والدکتوراه وإذا اعتبرنا أن مدی توافر المؤسسات التعلیمیة للخدمة الاجتماعیة هو من المقومات الأساسیة للحکم علی مدی نجاح ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعیة, سنجد أن مدارس الخدمة الاجتماعیة فی الولایات المتحدة الأمریکیة یزید عددها عن 300 مدرسة تابعة للجامعات الأمریکیة لتعلیم الخدمة الاجتماعیة, وفی المجتمع المصری نجد أن هناک عدد من الکلیات تصل إلی نحو أربع کلیات تابعة للجامعة, کما أن هناک مجموعة من المعاهد العلیا یصل عددها إلی أکثر من خمس عشر معهداً تابعة لوزارة التعلیم العالی.

و- مؤسسات الممارسة:

وتضطلع مؤسسات الممارسة فی الخدمة الاجتماعیة بدور بارز بجانب دورها الأساسی فی عملیات تأهیل وإعداد طلاب الخدمة الاجتماعیة فهی المجال الحقیقی الذی یساعد طلاب الخدمة الاجتماعیة فی اکتساب المهارات والخبرات المیدانیة.

ز- تدریب الممارسین:

والتدریب المیدانی فی الخدمة الاجتماعیة عبارة عن مستویین هی:

1-   تدریب طلاب الخدمة الاجتماعیة: ویستهدف نقل الطلاب إلی مستویات متقدمة من الکفاءة والفاعلیة أثناء ممارسة عملیات وأنشطة ومهارات الخدمة الاجتماعیة بما یؤهلهم لأن یکونوا أخصائیین اجتماعیین ناجحین فی المستقبل.

2-   تدریب الممارسین: وهو زیادة خبرات الممارسین القائمین بالممارسة فعلیاً بهدف نمو وزیادة أدائهم المهنی من خلال الدورات التدریبیة المتخصصة وورش العمل والحضور والمشارکة فی المؤتمرات العلمیة المتخصصة.

وترجع أهمیة التدریب للأخصائیین الاجتماعیین الممارسین إلی أن هناک فجوة أو مساحة بین التباعد بین الاتجاهات النظریة أو ما یدرس خلال قاعات الدراسة وما یطبق فی الواقع المیدانی, وکذلک فإن ضعف الأداء المهنی للأخصائی الاجتماعی الممارس منه یرجع إلی عدم تدریبه علی المعرفة المتجددة للقضایا والمشکلات الناجمة عن ما یعتری المجتمع من متغیرات حدیثة, ولذلک فإنه یمکن تحدید أهداف التدریب للأخصائیین الاجتماعیین الممارسین فی الآتی:

  • إکساب الأخصائیین الاجتماعیین الممارسین معارف ومعلومات ونماذج علمیة لتنمیة وتحسین أدائهم المهنی.
  • التأکد علی الأسالیب والآلیات المطلوبة لتحقیق فکرة العمل الفریقی.
  • التعرف علی احتیاجات الممارسین التدریبیة لتصمیم برامج تدریب مستقبلیة بناء علی المعرفة المسبقة لتحدید تلک الاحتیاجات حتى تکون البرامج التدریبیة أکثر فاعلیة.
  • معالجة نواحی الضعف أو القصور التی تظهرها الدورات التدریبیة.

حـ- الاعتراف المجتمعی والمکانة الاجتماعیة للمهنة وأثره الإیجابی علی الممارس المهنیة:

ویقصد بالاعتراف المجتمعی للمهنة ضرورة أو حتمیة ممارسة هذه المهنة فی المجتمع وهذا الاعتراف أو هذه الأهمیة والحتمیة یترتب علیها إعداد المهنة بالموارد والإمکانیات والدعم اللازم للممارسة.

ومما لا شک فیه أن الخدمة الاجتماعیة أصبحت أکثر تقدیراً من ذی قبل خاصة وأنها قد حظیت فی الفترة الأخیرة بمکانة مرموقة بین المهن الإنسانیة الأخرى ولعل من المؤشرات الدالة علی ذلک ما یلی:

 

  • التزاید فی إنشاء أقسام وکلیات ومعاهد متخصصة لتخریج الأخصائیین الاجتماعیین بجانب التوسع فی مجال الدراسات العلیا لتخریج کوادر أکادیمیة وفنیة مؤهلة.
  • التوسع فی شغل الوظائف فی کافة الهیئات والدوائر الحکومیة والأهلیة العاملة فی مختلف مجالات الرعایة الاجتماعیة مع الزیادة المطردة فی حاجة إلى هذه المؤسسات الخدمة الاجتماعیة فی شتی المجالات.
  • عقد المؤتمرات والندوات العلمیة المتخصصة حتى أصبحت هذه الندوات سمة من سمات بعض الجهات ذات العلاقة لتقدیم کل ما هو جدید ومفید فی مجال الممارسة والتعرف علی العقبات والمشکلات التی تواجه المهنة والمشتغلین بها والبحث عن الحلول الممکنة لمواجهة تلک الصعوبات والنهوض بالمهنة ککل.
  • الاتجاه نحو إنشاء الجمعیات العلمیة التی تهتم بأمور الممارسین وتوجیه جهودهم فی سبیل النهوض بالمهنة.

وفیما یتصل بجودة الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة:

فإنه لکی تحظی مهنة الخدمة الاجتماعیة بمزید من الاعتراف المجتمعی والمکانة الاجتماعیة التی تستحقها فإنها مطالبة ببذل جهد أکبر والعمل علی تنمیة وتطویر خدماتها وبرامجها وأسالیبها وإیصال هذه الخدمة لمستحقیها بالسرعة المطلوبة والحرص علی تقدیم خدمات تتمیز بالجودة و الإصالة والعلمیة.

ولا شک أن هناک أهمیة علی دور الممارسین فی المیدان فی تحقیق هذا الاعتراف المجتمعی وذلک من خلال ما یقدمونه من حیث الکم والکیف ومدی التزامهم بالقیم والمبادئ والمعاییر والأسس العلمیة بمهنة أثناء أدائهم لعملهم.

ویری کل من فریمکن وللوید frumkin& loyed 1995, أنه مع تطور تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی خلال القرن العشرین, وبالرغم من هذا التاریخ الطویل فی تعلیم الخدمة الاجتماعیة فإن عملیة التقارب أو تحقیق بین الممارسة والتعلیم لم تکن سهلة التحقیق, کما یری فریکمن وللوید frumkin& loyed 1995 أن مداخل ومناهج تعلی الخدمة الاجتماعیة فی خلال القرن الواحد والعشرون ، یجب أن یشتمل علی مجموعة من القضایا الهامة التی تتطلب التنظیم, التفکیر والتأمل أو التصور والعمل والتی تتمثل فی الآتی(28):

1-   التحدید بمزید من الوضوح والصراحة علی الالتزام المهنی للخدمة الاجتماعیة تعلیماً وممارسة بالتنمیة من خلال إعادة تحدید الأساس المعرفی والأساس المهاری للمهنة.

2-   اختلاف المجتمعات وتنوع سماتها أو خصائصها یحتاج إلی وجود نماذج للمناهج الدراسیة والممارسة والتی تتفق مع ظروف کل مجتمع وتحقق له التنمیة.

3-   تعلیم أو تعزیز البحث فی الخدمة الاجتماعیة لیکون ملائماً فی استخدامه کأداة سیاسیة فی تحدی وإیجاد حلول لمشکلات المجتمع.

4-   العمل علی إیجاد تصور للعلاقة بین برامج الخدمة الاجتماعیة والمؤسسات الأکادیمیة حتى یتحقق تواجد والتزام المهنة فی ارتباطها بالمجتمع والتغیرات الاجتماعیة التی تحدث فیه.

وفی دراسة أجراها عبد الکریم عفیفی وآخرون 1993, عن تحدیات التکامل بین النظریة والتطبیق لممارسة الخدمة الاجتماعیة أکدت الدراسة علی وجود فجوة بین النظریة والتطبیق فی المجتمع المصری تمثلت فی الآتی(29):

1-     قصور معرفی عام للمعطیات العلمیة المعاصرة.

2-     قصور فی تطویع هذه المعطیات لطبیعة الواقع المعرفی.

3-     قصور النشاط الأهلی.

4-     قصور الإعداد المهنی علمیاً وتدریبیاً لعوامل مختلفة.

5-      قصور فی إعداد المؤسسات المخصصة فی الخدمة الاجتماعیة.

6-  سیطرة الاحتیاجات المادیة والسکانیة الملموسة علی المشکلات الاجتماعیة دون المشاکل النفسیة والعلاقیة والسلوکیة.

وفی دراسة أجراها مومباتی mompati, 1995 عن التباین أو الاختلاف بین تعلیم وممارسة الخدمة الاجتماعیة ( حالة بوتسوانا ), أکدت الدراسة علی ضرورة التبنی الکامل لسیاسات الرعایة الاجتماعیة, وأسالیب ممارسة الخدمة الاجتماعیة ومحتوی تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی المجتمعات الغربیة, أوجد تلک الفجوة بین مستوی تعلیم الخدمة الاجتماعیة والممارسة الواقعیة فی المجتمعات النامیة ولقد أتضح من نتائج هذه الدراسة علی أن الدور الصحیح للخدمة الاجتماعیة یجب أن یتجه لمساعدة الأفراد الذین تأثروا بالحرمان المادی ومواجهة مشکلة انحراف الشباب وارتباطها بمشکلة الفقر وأن محتوی المناهج الدراسیة لتعلیم الخدمة الاجتماعیة لا یتفق مع ظروف المجتمع. (30)

ویتضح لنا من ذلک أن محتوی تعلیم الخدمة الاجتماعیة لا یتناسب مع ظروف المجتمعات النامیة, وأن علی الخدمة الاجتماعیة الاهتمام والترکیز علی المداخل التنمویة فی التعلیم والممارسة لکی تتمکن من مواجهة حالة الفقر, والمشکلات الاجتماعیة المرتبطة بالتخلف فی هذه المجتمعات, وأن علی الخدمة الاجتماعیة فی المجتمعات النامیة الابتعاد عن النموذج الغربی التقلیدی والذی بدأ مبکراً فی العمل به فی مجال الرعایة الاجتماعیة فی المجتمعات الغربیة لأن هذا النموذج أصبح یواجه الکثیر من الانتقادات داخل هذه الاجتمعات وبالتالی أصبح هذا النموذج الغربی التقلیدی لا یتناسب مع حاجة أفراد المجتمعات النامیة إلی رعایة اجتماعیة حقیقیة تتمثل فی أنشطة تنمویة تستهدف مساعدة أفراد المجتمع علی أفضل استخدام لطاقاتهم وموارد المجتمع لحل مشکلاتهم. (31)

 

خامساً: تأثیر جودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة علی جودة الممارسة المهنیة الخدمة الاجتماعیة:

أن جودة التعلیم وأسالیبه المختلفة مطلب أساسی للمؤسسات التعلیمیة بشکل عام والمجتمع بشکل خاص ولقد أدی دخول جودة التعلیم فی الجامعات سواء فی المجال التدریسی أو المجال التدریبی علی أیدی الخبرات والمتخصصین والدارسین إلی رفع مستوی الأداء, وأصبحت جودة التعلیم واقع عملی یساهم فی تحقیق الأهداف المعرفیة فی المجتمع. (32)

ولقد ظهر مفهوم ضمان الجودة فی التعلیم الجامعی کنتیجة الانتقادات المتصاعدة لتدنی نوعیة التعلیم العالی وارتفاع تکلفته, فضلاً عن المنافسة الحادة فی سوق العمل, والتنافس العالی بین مؤسسات التعلیم کنتیجة للتوجه العالمی للعولمة, وانتشرت لذلک الهیئات العالمیة لضمان الجودة من التعلیم العالی, والتی عملت علی تحدید السیاسات والمعاییر لضمان جودة البرامج فی التعلیم العالی, وأصبح لزاماً علی مؤسساته الأخذ بها وتحقیقها فی برامجها کمطلب أسای بالاعتراف بها واعتمادها. (33)

ولقد أکد عبد الفتاح جلال 1986 علی أن الأهداف السائدة فی العملیة التعلیمیة الجامعیة تکاد تنحصر فی الجانب المعرفی وقلیلاً ما تتناول الجانب المهاری وکثیراً ما تهمل الجانب القیمی, وأن تخطیط المناهج الجامعیة ینبغی أن یستفید من التصنیفات البحثیة للأهداف, إذا أن وضع أهداف للعملیة التعلیمیة سیجعل من السهل اختیار محتوی ومضمون برامج الدراسة الجامعیة والحکم علیها من حیث وفائها بهذه الأهداف کما ستتیح ذلک حرکة التغییر فی ضوء ما یواجهه المجتمع من متغیرات فی السیاسة العامة أو فی خطط التنمیة الشاملة أو فی تطور المعرفة أو فی تطور الآلات. (34)

ولقد أکد کلارک 1968clark علی أن التعلیم الجامعی یعتبر نشاط أساسی لإعداد الطاقة البشریة, من خلال تزوید الفرد بالمعرفة والمهارة التی تساعده علی أن ینشأ ویعیش معیشة طیبة فی المجتمع. (35)

ولقد أوضحت أنهار الکیلانی 1998بأنه لابد من وجود خطة نحو التغییر لإدارة الجودة الشاملة فی مجال المؤسسات التعلیمیة, والتی ینتج عنها إدخال ثقافة الجودة للمؤسسات التعلیمیة والتعامل مع السلوک الإداری بطریقة تؤدی إلی تقدیم الخدمة المنشودة. (36)

ولقد أکد راشد صبری القصبی 2004, علی أنه لکی یتم وضع خطة للتغییر وإدخال ثقافة الجودة فی الجامعة لأبد من التعرف علی خبرات وتجارب بعض الدول فی تطبیق نظام الاعتماد الأکادیمی بالجامعة وضرورة وضع المعاییر قومیة للتعلیم الجامعی بهدف تحقیق الجودة الشاملة. (37)

ولقد أکدت تومادر مصطفی 2005 علی ضرورة وضع معاییر عالمیة کهدف لإصلاح تعلیم الخدمة الاجتماعیة وتم التوصل لأسلوبین لتحقیق الجودة الشاملة فی تعلیم الخدمة الاجتماعیة, وذلک لتقلیل العیوب والسلبیات الحالیة وهما, أسلوب التحسین الإرشادی من خلال الاسترشاد بالآخرین, والثانی هو إعادة هندسة العملیات والذی یعنی بالبدایة من الصفر لتحقیق الجودة الشاملة. (38)

ولقد اهتمت لین هیللی 1988lynne healy بضرورة بناء منهج فی الخدمة الاجتماعیة بحیث تصبح المهنة عالمیة وتؤدی الممارسات بشکل جید, وأشارت إلی ضرورة أن تتضمن المنهج أربعة جوانب رئیسیة هی: دراسة السیاسات الاجتماعیة المقارنة, قضایا الفقر والثقافات المستعرضة, المشکلات العالمیة والممارسات العالمیة.(39)

ولقد أشار اوسلاندر 1992Auslander إلى أن تحقیق الجودة فی ممارسة الخدمة الاجتماعیة یرتبط بضرورة تحویل نظام المعلومات فی أقسام الخدمة الاجتماعیة للعمل بالکمبیوتر وذلک تسهیلاً لعملیات التقدیر والتمویل والمخرجات بصورة مرتفعة لتحقیق الجودة. (40)

ولقد طرح محمد إبراهیم عویس 2005 مقرراً لتطویر المناهج الحالیة فی تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی مصر وذلک لتطویر القدرات المعرفیة والمهاریة والقیمیة للأخصائی الاجتماعی مما یحدث مردوداً إیجابیاً علی المهنة ووضعیتها ومکانتها فی المجتمع ولقد أشتمل هذا المقرر علی الآتی(41):

1-   یجب صیاغة المناهج وفق مؤشرات الإعلام العالمی للتعلیم العالی فی القرن الحادی والعشرین ( التفکیر النقدی- مهارات العمل- تنوع الثقافات).

2-   المراجعة والتحقق من توافر: شروط ومعاییر الجودة فی مناهج التعلیم العالی ( التعلیم الذاتی- البحث العلمی- التکامل- الاهتمام بالتخصص- المقررات الاختیاریة- تنوع الثقافات).

3-         صیاغة المناهج الجدیدة فی ضوء:

         ‌أ-         عدم اختزال التطویر فی مساحة الحذف والإضافة لمقررات بعینها.

      ‌ب-      مراجعة محتویات المقررات وتنقیتها من التکرار والمد والتداخل مع أخری.

       ‌ج-       الإیمان بالهویة فی مقابل توحید المناهج.

4-   الاهتمام بالأطر العلمیة النظریة للعلوم التأسیسیة فی مقررات التخصص فی ضوء هویة واستقلالیة المقرر, حیث لا توجد حاجة لزیادة أعداد مقررات العلوم التأسیسیة فی ضوء ما هو موجود حالیاً.

ولا شک أن جودة ممارسة الخدمة الاجتماعیة لابد وأن تعتمد أولاً وقبل أی شئ علی جودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة, فحینما یُعد الأخصائی الاجتماعی إعداداً نظریاً وعلمیاً جیداً بمعاهد وکلیات الخدمة الاجتماعیة یجب أن یکون مستوی الأخصائی الاجتماعی مستوی لائقاً للممارسة المهنیة التی تتطلب خریجاً علی جانب کبیر من الأساس المعرفی والنظری الذی یساعده علی فهم أساسیات ومتطلبات وجوانب الممارسة المهنیة وبصفة خاصة قضیة التنمیة والسلوک الإنسانی والمشکلات الاجتماعیة الناتجة عن عوامل التغیر التکنولوجی والاجتماعی السریع, کما تتطلب الممارسة المهنیة أن یکون هذا الخریج علی مستوی مناسباً من الإعداد المهاری الذی یکتسب من خلاله العدید من المهارات المرتبطة بعملیات التقدیر والعلاج المهنی والفهم والوعی الکافی بقضایا المجتمع المعاصرة وما یرتبط بها من مشکلات یعانی منها أفراد هذا المجتمع وجماعاته المختلفة, کمل تتطلب الممارسة المهنیة شخصاً علی قدر کبیر من الإعداد الأخلاقی والقیمی الذی یساعده علی تبنی قضایا الفقراء وتحمل مسئولیات تقدیم الرعایة الاجتماعیة لأفراد المجتمع بشکل یشعر فیه الفرد بآدمیته وإنسانیته وحقه فی تقریر مصیره وکذلک فردیته وتقبله کإنسان له حق التقدیر والرعایة.

أن الخدمة الاجتماعیة کمهنة ممارسة تحتاج تعلیم یکون متطوراً لیکون قادراً علی تفهم واستیعاب کل ما یدور فی المجتمع من ظواهر اجتماعیة وقضایا معاصرة تحتاج لوضع مقررات ومناهج دراسیة تستوعب هذه الظواهر وهذه القضایا وتمکن من وضع إطاراً مناسباً للتفاعل مع هذه الظواهر وهذه القضایا بشکل یسهل فهمها وتفسیرها حتى یمکن مواجهتها ووضع الحلول لمشکلات الاجتماعیة الناتجة عنها.

أن الخدمة الاجتماعیة تعلیماً وممارسة لابد وأن تضع قضیة التنمیة محوراً أساسیاً لها سواء ما یرتبط بتنمیة الإنسان کعنصر بشری أو جماعات المجتمع المختلفة, أو تنمیة المجتمع نفسه حتى لا تتبعثر جهود المجتمع ةممارسة وجهود تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی البعد عن القضیة الأساسیة وهی قضیة التنمیة وحتى لا تجد الخدمة الاجتماعیة نفسها فی مواجهة وتحمل مسئولیة وأخطار وأعباء مواجهة مشکلات المجتمع ومشکلات أفراده وجماعاته.

سادساً: رؤیة مستقبلیة لتحقیق جودة تعلیم وجودة ممارسة الخدمة الاجتماعیة:

أن الخدمة الاجتماعیة کمهنة مطالبة بتحقیق مستوی عال فی کل من جانبی التعلیم والممارسة:

ولتحقیق مستوی أداء متمیز فی جانب تعلیم الخدمة الاجتماعیة یجب أن یسعى تعلیم الخدمة الاجتماعیة علی تحقیق الآتی:

1-   تحدید معاییر مناسبة یتم علی أساسها اختیار طالب الخدمة الاجتماعیة بما تتضمنه هذه المعاییر من جوانب نفسیة وعقلیة واجتماعیة.

2-   أن یتوافر لدی دارس الخدمة الاجتماعیة الرغبة الشخصیة فی دراسة الخدمة الاجتماعیة بما ینعکس علی طموحاته وآماله ومهاراته فی ممارسة المهنة.

3-         تطویر مناهج ومقررات الخدمة الاجتماعیة بما یسمح الآتی:

‌أ-         تطویر الجانب المعرفی للخدمة لاجتماعیة.

‌ب-      تطویر الجانب المهاری للخدمة لاجتماعیة.

‌ج-       تطویر الجانب القیمی للخدمة لاجتماعیة.

‌د-        تنوع الخبرات المیدانیة لطالب الخدمة الاجتماعیة.

4-         أن تشتمل المقررات والمناهج الخاصة بالخدمة الاجتماعیة علی الآتی:

         ‌أ-         علوم المستقبلیات.

      ‌ب-      علوم الحاسب الآلی.

       ‌ج-       السلوک الإنسانی وعلاقته بالبیئة المحیطة.

        ‌د-        القیاس الکمی واستخدام المقاییس الاجتماعیة والنفسیة .

       ‌ه-       تطویر نظم البحث العلمی الاجتماعی.

   ‌و-   دراسة النظریات الحدیثة النفسیة والاجتماعیة المفسرة للسلوک الإنسانی والتغیرات الاجتماعیة المعاصرة وانعکاسها علی الفرد والجماعة والمجتمع.

5-   أن ترکز مناهج الخدمة الاجتماعیة علی التنمیة الشاملة وعلی أسالیب تحقیقها علی مستوی الفرد ومستوی الجماعة ومستوی المجتمع.

6-   تعتمد الخدمة الاجتماعیة علی أسلوب التعلیم التفاعلی بین أعضاء هیئة التدریس وطالب الخدمة الاجتماعیة.

7-         تهتم بجودة الأداء الأکادیمی لأعضاء هیئة التدریس بما ینعکس علی العملیة التعلیمیة.

8-   الاهتمام بتطویر أسالیب التعلیم بما تشمله من محاضرات ومراجع نظریة ومذکرات علمیة واستخدام الکمبیوتر والداتا شو Data show وکل الأسالیب التکنولوجیة الحدیثة فی التعلیم.

9-         تطویر الأنشطة المعرفیة والمهاریة التی سیتعلمها ویمارسها الطالب أثناء حیاته الجامعیة.

10-  تطویر الجانب التدریبی لیشمل علی العدید من المهارات والخبرات التی یکتسبها الطالب أثناء حیاته الجامعیة وتشکل شخصیته کممارس عام للخدمة الاجتماعیة.

11-  الاهتمام بتدریس المداخل المختلفة للممارسة العامة للخدمة الاجتماعیة لتخریج أخصائی قادراً علی الممارسة العامة للخدمة الاجتماعیة أفضل من الترکیز علی الجوانب التقلیدیة أو الکلاسیکیة المعتمدة علی استخدام طرق الخدمة الاجتماعیة.

أما فیما یتصل بتحقیق مستوی أداء متمیز لممارسة الخدمة الاجتماعیة فإنه یجب الاهتمام بالآتی:

1-   أن تمتد الممارسة المهنیة لتشمل کل جوانب مجالات الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة حتى یمکن التفاعل مع کل قطاعات المجتمع وأفراده وجماعاته.

2-   یجب الاهتمام بتطویر المؤسسات الاجتماعیة من ناحیة النظام الإداری وتطویر لوائح وأهداف هذه المؤسسات حتى تتصف بالمرونة فی تقدیم الخدمات الاجتماعیة.

 

3-   یجب الاهتمام بالأخذ بأسالیب فریق العمل والعمل الجماعی فی تقدیم المساعدة وتقدیم الخدمات الاجتماعیة لأفراد المجتمع وجماعته.

4-   یجب أن ترکز هذه المؤسسات علی تحقیق التنمیة فی شقیها التنمیة الاجتماعیة والتنمیة الاقتصادیة حتى تتعامل مع قضایا المجتمع المعاصرة بشکل لائق.

5-   الترکیز علی استخدام مدخل الممارسة العامة للخدمة الاجتماعیة والتخلص من استخدام المدخل التقلیدی أو الکلاسیکی المعتمد علی طرق الخدمة الاجتماعیة یمکن لها أن التفاعل مع قضایا المجتمع بمنظور تکاملی فی الممارسة.

6-   الاهتمام بتوزیع الأدوار والمسئولیات داخل المؤسسات الاجتماعیة حتى یکون مستوی أداء هذه المؤسسات مستوی متمیز.

7-   الاهتمام بإکساب الأخصائیین الاجتماعیین العاملین بهذه المؤسسات المعارف وکل ما یرتبط بما هو جدید فی تعلیم الخدمة الاجتماعیة بعلومها الأساسیة والتأسیسیة وذلک من خلال الدورات التدریبیة وورش العمل والندوات.

8-   الاهتمام بالجانب القیمی فی الممارسة المهنیة باعتبار أن الجانب الأخلاقی والقیمی عنصراً أساسیاً فی ممارسة الخدمة الاجتماعیة.

9-   العمل علی الاستفادة بالخبرات المیدانیة فی مجال العمل مع المشکلات الاجتماعیة وبصفة خاصة المرتبطة بتحقیق التنمیة الشاملة, والعمل علی الاستفادة من الخبرات العالمیة فی هذا المجال, والسعی نمو إکساب الأخصائیین الاجتماعیین العاملین الخبرات اللازمة فی جال عملهم.

المراجع المستخدمة

1-   عونی محمد قنصوه, سالم صدیق بدر: مدخل الخدمة الاجتماعیة, جامعة الفیوم, مرکز التعلیم المفتوح, کلیة الخدمة الاجتماعیة, 2013, ص ص 24- 28.

2-   محمود محمد محمود, عرفات زیدان خلیل: الخدمة الاجتماعیة أسس ومبادئ, الفیوم, مکتبة ریاض الصالحین, 1994, ص ص 83- 86.

3-         عونی محمد قنصوه, سالم صدیق بدر: مرجع سبق ذکره , ص ص 33- 34.

4-         عبد الباسط محمد حسین: التنمیة الاجتماعیة, القاهرة, مکتبة وهبی, 1988,ص 338.

5-   سوسن عثمان وآخرون: الإبداع ولیس التبعیة هو أمل مستقبل تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی مصر, فی مؤتمر تعلیم الخدمة الاجتماعیة والمتغیرات المعاصرة فی مصر, وزارة التعلیم العالی, لجنة قطاع تعلیم الخدمة الاجتماعیة, 1993, ص ص 78- 79.

6-   کلیة الخدمة الاجتماعیة: جامعة حلوان, تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی مصر, ملامح الحاضر وآفاق المستقبل, فی مؤتمر تعلیم الخدمة الاجتماعیة والمتغیرات المعاصرة فی مصر, وزارة التعلیم العالی, لجنة قطاع تعلیم الخدمة الاجتماعیة, 1993, ص ص 94- 96.

7-   تومادر مصطفی أحمد: نحو تصور الجودة تعلیم الدراسات العلیا بمؤسسة تعلیم الخدمة الاجتماعیة, المؤتمر العلمی الثامن عشر, جامعة حلوان, کلیة الخدمة الاجتماعیة 16- 17/ 3/ 2005, ص 45.

8-         فرید النجار: إدارة الجامعات بالجودة الشاملة, القاهرة ایتراک, 1999, ص50.

9-   زینب عبد الفتاح: دور الجامعة لخدمة المجتمع وتنمیة البیئة وفق معاییر الجودة الشاملة, المؤتمر القومی السنوی الثانی عشر لمرکز تطور التعلیم الجامعی, جامعة عین شمس, دیسمبر 2005.

10-      Frumkin, Michael& Lloyd, Gary A, social work Education, in Edward Richard, Encyclopedia of social work 19th ed, NASW press Washington, DC, 1995, pp:2244-2245 . 

11-  عبد الحمید عبد المحسن: ورقة العمل الرئیسیة, المؤتمر العلمی الخامس, الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة فی الوطن العربی, کلیة الخدمة الاجتماعیة, جامعة الفیوم, 1992, ص 55.

12-  سلوى صلاح الدین سید رفاعی: متطلبات تحقیق جودة تعلیم طریقة العمل مع الجماعات فی مصر, رسالة دکتوراه, غیر منشورة, کلیة الخدمة الاجتماعیة, جامعة الفیوم, 2010, ص 32.

13-  حمدی محمد إبراهیم منصور: الحاجات المعرفیة والتدریبیة لطلاب الدراسات العلیا, جامعة حلوان, کلیة الخدمة الاجتماعیة, المؤتمر العلمی الحادی عشر, مارس 1998.

14-  ماهر أبو المعاطی:مدخل الخدمة الاجتماعیة ( مفاهیم- طرق – مجالات), القاهرة, مرکز نشر وتوزیع الکتاب الجامعی, جامعة حلوان, 2000, ص ص 168- 169.

15-      Moore, Linda s., Mrwin charllene, A., quality contred in social work , the gate keeping  role in social work Education, M. S journal of teaching in social work, vol4, N.1, 1990. 

16-  إبراهیم بیومی مهنی: جودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی ظل العولمة ومؤثراتها, المؤتمر العلمی الأول, المعهد العالی للخدمة الاجتماعیة ببورسعید, المجلد الأول, إبریل 2005, ص ص 38- 39.

17-      General Practice, Baccalaureate programs, In Encyclopedia of s.w, cswe, Alexandria, Virginia, M.S.A, 1998. 

18-    منیر البعلبکی: قاموس الموارد, بیروت, دار العلم للملایین, 2002, ص 714.

19-    أحمد زکی بدوی: معجم مصطلحات العلوم الاجتماعیة, بیروت, مکتبة لبنان, 1986, ص 323.

20-      Robert, Baker, the social work Dictionary 3rd ed, N.Y, Nasw press, 1998, p:286. 

21-      Corol H. Meyer, Direct practice in social work, N.Y, Nasw, vol 18, 1987, p:409 . 

22-  بواب شاکر علی: تقییم الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة, جامعة الفیوم, مرکز التعلیم المفتوح, برنامج الرعایة الاجتماعیة, ص 13.

23-    المرجع السابق, ص 13.

24-    المرجع السابق, ص 15.

25-    المرجع السابق, ص 18.

26-  صالح أبو عباه, عبد المجید نیازی: أساسیات ممارسة طریقة العمل مع الجماعات, الریاض, مکتبة العبیکان, 2000.

27-    عادل موسی جوهر: مقدمة فی الرعایة الاجتماعیة والخدمة الاجتماعیة, 1998, ص 15.

28-      Frumkin, Michael& Lloyd, Gary A, social work Education, in Edward Richard, Encyclopedia of social work 19th ed, NASW press washington, DC, 1995 . 

29-  عبد الکریم عفیفی وآخرون: محتویات التکامل بین النظریة والتطبیق لممارسة الخدمة الاجتماعیة, المؤتمر العلمی لتعلیم الخدمة الاجتماعیة والمتغیرات المعاصرة فی مصر, وزاره التعلیم العالی, لجنة قطاع تعلیم الخدمة الاجتماعیة, 1993.

30-      Mompati, Tlamedlo Odivile, the Dissonance between social work Education and social work practice, the case of Bostwana, M.D. in social work, the university of Manitoba, 1995 . 

31-  عرفات زیدان خلیل: تعلیم الخدمة الاجتماعیة ومستقبل الرعایة الاجتماعیة فی مصر, المؤتمر العلمی الحادی عشر, کلیة الخدمة الاجتماعیة, جامعة الفیوم, الجزء الأول, 2000, ص 182

32-  نور الدین حامد, لیلی عبد الرحیم: مبادئ وممیزات توجیهیة لضمان جودة التعلیم, المؤتمر السنوی الرابع للمنظمة العربیة لضمان جودة التعلیم, القریة الذکیة, القاهرة, 2012, ص 283.

33-    فرید النجار: إدارة الجامعات بالجودة الشاملة, مرجع سبق ذکره, ص 50

34-  عبد الفتاح جلال: تجدید العملیة التعلیمیة فی جامعة المستقبل, مؤتمر التعلیم الجامعی بین الحاضر والمستقبل, جامعة القاهرة, 1986, ص 6.

35-      Clark, Burton R., the study of Educational systems, in sills David L., international Encyclopedia of the social sciences, volume 14, N.Y, 1968, P:30 . 

36-  أنهار الکیلانی: التخطیط نحو إدارة الجودة الشاملة فی مجال الإدارة التعلیمیة, المؤتمر العلمی الثانی, المجلد الثانی, کلیة التربیة, جامعة حلوان, 1998.

37-  راشد صبری القصبی: تصور مقترح لتطبیق الاعتماد الأکادیمی بالتعلیم الجامعی فی مصر, المؤتمر السنوی الأول, المرکز العربی للتعلیم والتنمیة بالتعاون مع جامعة عین شمس, 3- 5/5/2000.

38-    تومادر مصطفی أحمد: مرجع سبق ذکره, ص 45.

39-      Lynne m. Healy, curriculum Building in international social work, toward preparing professional for the global age, Journal of social work Education, vol 24, N.3, fall 1988 . 

40-      Auslander Gial, Cohen Mirin E, the Role of computerized information system in Quality Assurance in Hoofital social work Departments, M.S , Journal of social work in health care, vol- 18, N.10, 1992 . 

41-  محمد إبراهیم عویس: مؤشرات تطویر مناهج تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی مصر عند مستوی البکالوریوس, المؤتمر العلمی الأول, المعهد العالی للخدمة الاجتماعیة ببورسعید, 6- 8/ 4/2005

 

 

المراجع المستخدمة
1-   عونی محمد قنصوه, سالم صدیق بدر: مدخل الخدمة الاجتماعیة, جامعة الفیوم, مرکز التعلیم المفتوح, کلیة الخدمة الاجتماعیة, 2013, ص ص 24- 28.
2-   محمود محمد محمود, عرفات زیدان خلیل: الخدمة الاجتماعیة أسس ومبادئ, الفیوم, مکتبة ریاض الصالحین, 1994, ص ص 83- 86.
3-         عونی محمد قنصوه, سالم صدیق بدر: مرجع سبق ذکره , ص ص 33- 34.
4-         عبد الباسط محمد حسین: التنمیة الاجتماعیة, القاهرة, مکتبة وهبی, 1988,ص 338.
5-   سوسن عثمان وآخرون: الإبداع ولیس التبعیة هو أمل مستقبل تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی مصر, فی مؤتمر تعلیم الخدمة الاجتماعیة والمتغیرات المعاصرة فی مصر, وزارة التعلیم العالی, لجنة قطاع تعلیم الخدمة الاجتماعیة, 1993, ص ص 78- 79.
6-   کلیة الخدمة الاجتماعیة: جامعة حلوان, تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی مصر, ملامح الحاضر وآفاق المستقبل, فی مؤتمر تعلیم الخدمة الاجتماعیة والمتغیرات المعاصرة فی مصر, وزارة التعلیم العالی, لجنة قطاع تعلیم الخدمة الاجتماعیة, 1993, ص ص 94- 96.
7-   تومادر مصطفی أحمد: نحو تصور الجودة تعلیم الدراسات العلیا بمؤسسة تعلیم الخدمة الاجتماعیة, المؤتمر العلمی الثامن عشر, جامعة حلوان, کلیة الخدمة الاجتماعیة 16- 17/ 3/ 2005, ص 45.
8-         فرید النجار: إدارة الجامعات بالجودة الشاملة, القاهرة ایتراک, 1999, ص50.
9-   زینب عبد الفتاح: دور الجامعة لخدمة المجتمع وتنمیة البیئة وفق معاییر الجودة الشاملة, المؤتمر القومی السنوی الثانی عشر لمرکز تطور التعلیم الجامعی, جامعة عین شمس, دیسمبر 2005.
10-      Frumkin, Michael& Lloyd, Gary A, social work Education, in Edward Richard, Encyclopedia of social work 19th ed, NASW press Washington, DC, 1995, pp:2244-2245 . 
11-  عبد الحمید عبد المحسن: ورقة العمل الرئیسیة, المؤتمر العلمی الخامس, الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة فی الوطن العربی, کلیة الخدمة الاجتماعیة, جامعة الفیوم, 1992, ص 55.
12-  سلوى صلاح الدین سید رفاعی: متطلبات تحقیق جودة تعلیم طریقة العمل مع الجماعات فی مصر, رسالة دکتوراه, غیر منشورة, کلیة الخدمة الاجتماعیة, جامعة الفیوم, 2010, ص 32.
13-  حمدی محمد إبراهیم منصور: الحاجات المعرفیة والتدریبیة لطلاب الدراسات العلیا, جامعة حلوان, کلیة الخدمة الاجتماعیة, المؤتمر العلمی الحادی عشر, مارس 1998.
14-  ماهر أبو المعاطی:مدخل الخدمة الاجتماعیة ( مفاهیم- طرق – مجالات), القاهرة, مرکز نشر وتوزیع الکتاب الجامعی, جامعة حلوان, 2000, ص ص 168- 169.
15-      Moore, Linda s., Mrwin charllene, A., quality contred in social work , the gate keeping  role in social work Education, M. S journal of teaching in social work, vol4, N.1, 1990. 
16-  إبراهیم بیومی مهنی: جودة تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی ظل العولمة ومؤثراتها, المؤتمر العلمی الأول, المعهد العالی للخدمة الاجتماعیة ببورسعید, المجلد الأول, إبریل 2005, ص ص 38- 39.
17-      General Practice, Baccalaureate programs, In Encyclopedia of s.w, cswe, Alexandria, Virginia, M.S.A, 1998. 
18-    منیر البعلبکی: قاموس الموارد, بیروت, دار العلم للملایین, 2002, ص 714.
19-    أحمد زکی بدوی: معجم مصطلحات العلوم الاجتماعیة, بیروت, مکتبة لبنان, 1986, ص 323.
20-      Robert, Baker, the social work Dictionary 3rd ed, N.Y, Nasw press, 1998, p:286. 
21-      Corol H. Meyer, Direct practice in social work, N.Y, Nasw, vol 18, 1987, p:409 . 
22-  بواب شاکر علی: تقییم الممارسة المهنیة للخدمة الاجتماعیة, جامعة الفیوم, مرکز التعلیم المفتوح, برنامج الرعایة الاجتماعیة, ص 13.
23-    المرجع السابق, ص 13.
24-    المرجع السابق, ص 15.
25-    المرجع السابق, ص 18.
26-  صالح أبو عباه, عبد المجید نیازی: أساسیات ممارسة طریقة العمل مع الجماعات, الریاض, مکتبة العبیکان, 2000.
27-    عادل موسی جوهر: مقدمة فی الرعایة الاجتماعیة والخدمة الاجتماعیة, 1998, ص 15.
28-      Frumkin, Michael& Lloyd, Gary A, social work Education, in Edward Richard, Encyclopedia of social work 19th ed, NASW press washington, DC, 1995 . 
29-  عبد الکریم عفیفی وآخرون: محتویات التکامل بین النظریة والتطبیق لممارسة الخدمة الاجتماعیة, المؤتمر العلمی لتعلیم الخدمة الاجتماعیة والمتغیرات المعاصرة فی مصر, وزاره التعلیم العالی, لجنة قطاع تعلیم الخدمة الاجتماعیة, 1993.
30-      Mompati, Tlamedlo Odivile, the Dissonance between social work Education and social work practice, the case of Bostwana, M.D. in social work, the university of Manitoba, 1995 . 
31-  عرفات زیدان خلیل: تعلیم الخدمة الاجتماعیة ومستقبل الرعایة الاجتماعیة فی مصر, المؤتمر العلمی الحادی عشر, کلیة الخدمة الاجتماعیة, جامعة الفیوم, الجزء الأول, 2000, ص 182
32-  نور الدین حامد, لیلی عبد الرحیم: مبادئ وممیزات توجیهیة لضمان جودة التعلیم, المؤتمر السنوی الرابع للمنظمة العربیة لضمان جودة التعلیم, القریة الذکیة, القاهرة, 2012, ص 283.
33-    فرید النجار: إدارة الجامعات بالجودة الشاملة, مرجع سبق ذکره, ص 50
34-  عبد الفتاح جلال: تجدید العملیة التعلیمیة فی جامعة المستقبل, مؤتمر التعلیم الجامعی بین الحاضر والمستقبل, جامعة القاهرة, 1986, ص 6.
35-      Clark, Burton R., the study of Educational systems, in sills David L., international Encyclopedia of the social sciences, volume 14, N.Y, 1968, P:30 . 
36-  أنهار الکیلانی: التخطیط نحو إدارة الجودة الشاملة فی مجال الإدارة التعلیمیة, المؤتمر العلمی الثانی, المجلد الثانی, کلیة التربیة, جامعة حلوان, 1998.
37-  راشد صبری القصبی: تصور مقترح لتطبیق الاعتماد الأکادیمی بالتعلیم الجامعی فی مصر, المؤتمر السنوی الأول, المرکز العربی للتعلیم والتنمیة بالتعاون مع جامعة عین شمس, 3- 5/5/2000.
38-    تومادر مصطفی أحمد: مرجع سبق ذکره, ص 45.
39-      Lynne m. Healy, curriculum Building in international social work, toward preparing professional for the global age, Journal of social work Education, vol 24, N.3, fall 1988 . 
40-      Auslander Gial, Cohen Mirin E, the Role of computerized information system in Quality Assurance in Hoofital social work Departments, M.S , Journal of social work in health care, vol- 18, N.10, 1992 . 
41-  محمد إبراهیم عویس: مؤشرات تطویر مناهج تعلیم الخدمة الاجتماعیة فی مصر عند مستوی البکالوریوس, المؤتمر العلمی الأول, المعهد العالی للخدمة الاجتماعیة ببورسعید, 6- 8/ 4/2005