طبيعة الجالية البرماوية والخدمات المقدمة لهم في مکة المکرمة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الخدمة الاجتماعية بقسم الدراسات الاجتماعية ـ جامعة الملک سعود

المستخلص

مستخلص
   يهدف هذا البحث الى التعرف على طبيعة الجالية البرماوية وخصائصها واوضاعها المعيشية الاقتصادية والاجتماعية، وکذلک التعرف على الخدمات المقدمة لهم من قبل المملکة سواء في المجال التعليمي والصحي والاقتصادي والاجتماعي، ولقد حُددت اهداف البحث بأن يعتمد على الجانب النظري دون الميداني باستخدام منهج تحليل المضمون، حيث قام بجمع مادته العلمية عن الجالية البرماوية من عدة مصادر شملت دراسات علمية وکتب تاريخية ومقالات وتقارير صحفية ونشرات ومطويات تعريفية، ومواقع الکترونية ذات علاقة مباشرة بخدمات مجتمع البحث، بدأ البحث بتحديد المشکلة والأهمية والاهداف ثم المفاهيم والمصطلحات العلمية الخاصة بموضوع البحث، وکذلک الخدمات المقدمة للجالية البرماوية وقد حُصرت في عدة محاور منها المحور التعليمي وقد بدأ بالتعرف على التعليم الحکومي النظامي العام والقطاع الخاص لأبناء الجالية، الالتحاق بمعهد الحرم المکي الشريف لتلقي العلوم الدينية الشرعية ، وکذلک المنح الدراسية في الکليات والجامعات للمتفوقين والمتميزين.
    اما الخدمات الصحية فتشمل الرعاية الصحية الاولية في الاحياء، العلاج المجاني في المستشفيات الحکومية قبل وبعد عملية التصحيح، وتوفير التأمين الطبي من قبل أصحاب العمل للعلاج في القطاع الصحي الخاص، وکذلک اتاحت الفرصة للعلاج عن طريق الجمعيات الخيرية الطبية المتخصصة في المجال الصحي ودفع تکاليف الکشف والعمليات والعلاج من الصيدليات لبعض فئات الجالية وفق شروط وضوابط لذلک.
   أما محور الخدمات الاقتصادية فقد شملت التعرف على الخدمات العامة والمهن والحرف اليدوية، والاحياء السکنية التي تعکس وضعهم الاقتصادي والمادي والمعيشي المنخفض، کما أنهم ينشطون في العمل داخل المؤسسات الحکومية والخاصة والقطاع الخيري حسب الامکانيات والمؤهلات الدراسية لديهم.
 وأخيراً خدمات محور الشأن الاجتماعي والخدمات الاجتماعية أتضح من خلل دراسة اوضاع الجالية البرماوية المقدمة عن طريق الندوة العالمية للشباب الاسلامي أن (25 % ) من عينة الدراسة يرغبون في العودة الى بلدهم الاصلي، وأن أکثر من (500.000) الف برماوي في السعودية يتمرکز اغلبهم في مکة المکرمة، کما توصلت الدراسة الى ان الغالبية العظمى من افراد العينة تمت ولادتهم ونشأتهم في المملکة العربية السعودية بنسبة 70%، مقارنة بالذين ولدوا في بورما حيث لم يتجاوزا 20% من عينة الدراسة، وتم التعرف على أدوار مکاتب تنسيق الجالية حيث تقوم بالتعريف عليهم والوصول اليهم اذا تم استدعائهم من قبل الجهات الحکومية، کذلک التعرف على ما تقدمه الجهات الخيرية متمثلة في الجمعيات الخيرية من المساعدات العينية و البرامج الاجتماعية مثل الاحتفال بالأعياد، والقوافل الصحية، والحملات التوعوية، والسلال الغذائية، والدوريات الرياضية، والدورات التدريبية وغيرها، وأهم البرامج ما تبنته امارة منطقة مکة المکرمة بالتعاون مع العديد من الجهات الحکومية ذات العلاقة والصلة برنامج تصحيح اوضاع الجالية البرماوية، ولقد اکدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن تصحيح اوضاع الجالية البرماوية تجربة رائدة يمکن الاستفادة منها وتعميمها على دول العالم، وکُرّمت المملکة العربية السعودية من قبل المنظمة نظير جهودها الإنسانية في ذلک العام.
   توصل الباحث الى مجموعة من النتائج في نهاية البحث أدت الى بعض التوصيات منها الاستمرار في حصر اعداد ابناء الجالية وتحديد اماکن تواجدهم وتصحيح وضعهم القانوي لمن هم داخل البلد حالياً، التصدي لزيادة عددهم عن طريق الهجرة غير الشرعية في المستقبل، الاستمرار في مناصرة قضاياهم في المنظمات الدولية ومحاولة اعادتهم لموطنهم الاصلي مع ضمان حمايتهم وعدم الاعتداء عليهم ليحظوا بکامل حقوقهم الانسانية والعودة الى اراضيهم وممتلکاتهم، السماح لکل فئاتهم بالتعليم في کل المراحل التعليمية وتوفير قبولهم في التعليم الحکومي او التعليم الخيري تحت اشراف وزارة التعليم، تحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية من خلال تخفيف الرسوم النظامية عليهم والسماح لهم بمزاولة المهن التي يجيدونها ومنحهم رخص العمل، تمکينهم من العلاج المجاني للحالات المستعصية والطارئة والعمليات المکلفة مادياً سواء في المستشفيات الحکومية أو الخاصة أو عن طرق الجمعيات الخيرية، تقديم البرامج الاجتماعية اللازمة لمساعدتهم سواء برامج الاغاثة أو برامج التأهيل والتدريب، والبرامج الاجتماعية الترفيهية، وبرامج دمجهم في المجتمع، واخيرا تحسين بيئاتهم واحيائهم العشوائية عن طريق التأهيل أو الازالة أو التعويض المادي أو نقلهم الى احياء أکثر ملائمة للعيش الکريم.

 
Abstract
This research aims to identify the nature of the Burmese community, its characteristics and economic and social living conditions, as well as the services provided to them by the Saudi State in the educational, health, economic and social fields. Therefore, the research objectives have been identified to be based on the theoretical side not the field one using the content analysis approach. The study included a number of sources including scientific studies, historical books, articles, press reports, pamphlets and brochures, and websites related directly to the services of the research population.
The research started with the identification of the problem, its importance, objectives, concepts and scientific terms as well as the services provided to the Burmese community including the education aspect stating the private and public education for the community as well as enrollment in at Al-Haram Al-Sharif Institute to receive religious sciences, as well as scholarships in colleges and universities for outstanding students
The health services include primary health care in the neighborhoods, free treatment in government hospitals before and after the adjustment process, the provision of medical insurance by the employers for treatment in the private health sector, and the possibility of treatment through medical charities specialized in the field of health and pay the costs of examination and operations and paying for medicines of pharmacies for some categories of the community under the terms and conditions for that.
The economic aspect services included the identification of public services, professions and handicrafts, and residential neighborhoods that reflect their low economic, physical and living conditions. They also work in government and private institutions and the charitable sector according to their potential and qualifications.
As for Social Services and Affairs: It was clear from the study of the conditions of the Burmese community provided through the International Symposium on Islamic Youth that 25% of the sample of the study wish to return to their country of origin, and that more than (500,000) Burmese in KSA are based mostly in Makkah. The study concluded that the vast majority of the sample were born and raised in the Kingdom of Saudi Arabia by 70%, compared to those born in Burma, where they did not exceed 20% of the study sample. It is also found that there are so-called community offices in the private neighborhoods where these offices try to know and reach them if you they are called by the government agencies. The charitable societies provide direct in kind assistance, including the celebration of Eids, health convoys, awareness campaigns, food baskets, sports patrols, training courses, etc.,. The Emirate of Makkah Region adopted in cooperation with several relevant government agencies the Program of adjusting the status of the Burmese community. The United Nations High Commissioner for Refugees (UNHCR) stated that adjusting the status of the Burmese community is a pioneering experience that can be used and disseminated to the countries of the world, and the Kingdom of Saudi Arabia has been honored for its humanitarian efforts.
The researcher reached a number of finings at the end of the research led to some recommendations, including listing the numbers of the members of the community and determine their whereabouts and adjust the legal status for those in the country now, to address the increase of their number through illegal immigration in the future, continue to advocate their issues in international organizations, and to try to return them to their original homeland while ensuring their protection and non-aggression against them in order to uphold their full human rights and return to their lands and properties; to allow all their classes to get education at all educational levels and to provide them with admission to public education or charitable education under the supervision of the Ministry of Education; as well as improving their economic and living conditions by reducing regular fees and allow them to practice professions that thy are skillful at and give them work permits, enabling them to free treatment for incurable cases and emergency operations which cost lots of money, whether in government or private hospitals or through charitable societies, Providing social programs to help them, whether relief programs or rehabilitation and training programs, recreational social programs, and programs to integrate them into society, and finally improve their environments and their informal life through rehabilitation, removal or compensation or transfer them to more livable neighborhoods.
 

نقاط رئيسية

الجالیة البرماویة

الكلمات الرئيسية


طبیعة الجالیة البرماویة والخدمات المقدمة لهم فی مکة المکرمة

 

اعداد

 

أ.صالح بن رزیق الیزیدی

طالب دکتوراه ـ قسم الدراسات الاجتماعیة ـ جامعة الملک سعود

 

أشراف

أ. د: عبدالمحسن بن فهد السیف

أستاذ الخدمة الاجتماعیة بقسم الدراسات الاجتماعیة ـ جامعة الملک سعود

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفهرس

المحتوى

رقم الصفحة

أ

مشکلة وأهمیة البحث.

5

ب

أهداف البحث.

7

ج

تساؤلات البحث.

7

د

مفاهیم البحث.

7

طبیعة الجالیة البرماویة فی المملکة العربیة السعودیة

أ

موطن الجالیة البرومیة (الروهینجیا).

11

ب

مظاهر انتهاک حقوق الانسان فی بورما.

11

ج

هجرة وتهجیر شعب الروهینجیا.

11

د

هجرة الجالیة البرومیة الى المملکة العربیة السعودیة.

12

الخدمات التعلیمیة المقدمة للجالیة البرماویة

أ

التعلیم الحکومی.

13

ب

التعلیم الخیری.

14

ج

التعلیم الدینی " معهد الحرم المکی الشریف".

14

د

المنح الدراسیة لأبناء الجالیة.

15

الخدمات الصحیة المقدمة للجالیة البرماویة

أ

الرعایة الصحیة الاولیة.

15

ب

العلاج المجانی فی المستشفیات الحکومیة.

15

ج

التأمین الطبی.

16

د

العلاج عن طریق الجمعیات الخیریة الطبیة.

16

الخدمات الاقتصادیة المقدمة للجالیة البرماویة

أ

الخدمات العامة.

16

ب

المهن والحرف الیدویة.

16

ج

الاحیاء السکنیة.

17

د

العمل فی القطاع الحکومی والخاص والخیری.

18

الخدمات الاجتماعیة المقدمة للجالیة البرماویة

أ

مکاتب تنسیق الجالیات.

19

ب

البرامج الاجتماعیة عن طریق الجمعیات الخیریة.

19

ج

برنامج تصحیح اوضاع الجالیة البرماویة.

19

منهج البحث.

20

نتائج البحث.

20

توصیات البحث.

24

الخاتمة

25

المراجع

26

 

مستخلص

   یهدف هذا البحث الى التعرف على طبیعة الجالیة البرماویة وخصائصها واوضاعها المعیشیة الاقتصادیة والاجتماعیة، وکذلک التعرف على الخدمات المقدمة لهم من قبل المملکة سواء فی المجال التعلیمی والصحی والاقتصادی والاجتماعی، ولقد حُددت اهداف البحث بأن یعتمد على الجانب النظری دون المیدانی باستخدام منهج تحلیل المضمون، حیث قام بجمع مادته العلمیة عن الجالیة البرماویة من عدة مصادر شملت دراسات علمیة وکتب تاریخیة ومقالات وتقاریر صحفیة ونشرات ومطویات تعریفیة، ومواقع الکترونیة ذات علاقة مباشرة بخدمات مجتمع البحث، بدأ البحث بتحدید المشکلة والأهمیة والاهداف ثم المفاهیم والمصطلحات العلمیة الخاصة بموضوع البحث، وکذلک الخدمات المقدمة للجالیة البرماویة وقد حُصرت فی عدة محاور منها المحور التعلیمی وقد بدأ بالتعرف على التعلیم الحکومی النظامی العام والقطاع الخاص لأبناء الجالیة، الالتحاق بمعهد الحرم المکی الشریف لتلقی العلوم الدینیة الشرعیة ، وکذلک المنح الدراسیة فی الکلیات والجامعات للمتفوقین والمتمیزین.

    اما الخدمات الصحیة فتشمل الرعایة الصحیة الاولیة فی الاحیاء، العلاج المجانی فی المستشفیات الحکومیة قبل وبعد عملیة التصحیح، وتوفیر التأمین الطبی من قبل أصحاب العمل للعلاج فی القطاع الصحی الخاص، وکذلک اتاحت الفرصة للعلاج عن طریق الجمعیات الخیریة الطبیة المتخصصة فی المجال الصحی ودفع تکالیف الکشف والعملیات والعلاج من الصیدلیات لبعض فئات الجالیة وفق شروط وضوابط لذلک.

   أما محور الخدمات الاقتصادیة فقد شملت التعرف على الخدمات العامة والمهن والحرف الیدویة، والاحیاء السکنیة التی تعکس وضعهم الاقتصادی والمادی والمعیشی المنخفض، کما أنهم ینشطون فی العمل داخل المؤسسات الحکومیة والخاصة والقطاع الخیری حسب الامکانیات والمؤهلات الدراسیة لدیهم.

 وأخیراً خدمات محور الشأن الاجتماعی والخدمات الاجتماعیة أتضح من خلل دراسة اوضاع الجالیة البرماویة المقدمة عن طریق الندوة العالمیة للشباب الاسلامی أن (25 % ) من عینة الدراسة یرغبون فی العودة الى بلدهم الاصلی، وأن أکثر من (500.000) الف برماوی فی السعودیة یتمرکز اغلبهم فی مکة المکرمة، کما توصلت الدراسة الى ان الغالبیة العظمى من افراد العینة تمت ولادتهم ونشأتهم فی المملکة العربیة السعودیة بنسبة 70%، مقارنة بالذین ولدوا فی بورما حیث لم یتجاوزا 20% من عینة الدراسة، وتم التعرف على أدوار مکاتب تنسیق الجالیة حیث تقوم بالتعریف علیهم والوصول الیهم اذا تم استدعائهم من قبل الجهات الحکومیة، کذلک التعرف على ما تقدمه الجهات الخیریة متمثلة فی الجمعیات الخیریة من المساعدات العینیة و البرامج الاجتماعیة مثل الاحتفال بالأعیاد، والقوافل الصحیة، والحملات التوعویة، والسلال الغذائیة، والدوریات الریاضیة، والدورات التدریبیة وغیرها، وأهم البرامج ما تبنته امارة منطقة مکة المکرمة بالتعاون مع العدید من الجهات الحکومیة ذات العلاقة والصلة برنامج تصحیح اوضاع الجالیة البرماویة، ولقد اکدت المفوضیة السامیة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئین أن تصحیح اوضاع الجالیة البرماویة تجربة رائدة یمکن الاستفادة منها وتعمیمها على دول العالم، وکُرّمت المملکة العربیة السعودیة من قبل المنظمة نظیر جهودها الإنسانیة فی ذلک العام.

   توصل الباحث الى مجموعة من النتائج فی نهایة البحث أدت الى بعض التوصیات منها الاستمرار فی حصر اعداد ابناء الجالیة وتحدید اماکن تواجدهم وتصحیح وضعهم القانوی لمن هم داخل البلد حالیاً، التصدی لزیادة عددهم عن طریق الهجرة غیر الشرعیة فی المستقبل، الاستمرار فی مناصرة قضایاهم فی المنظمات الدولیة ومحاولة اعادتهم لموطنهم الاصلی مع ضمان حمایتهم وعدم الاعتداء علیهم لیحظوا بکامل حقوقهم الانسانیة والعودة الى اراضیهم وممتلکاتهم، السماح لکل فئاتهم بالتعلیم فی کل المراحل التعلیمیة وتوفیر قبولهم فی التعلیم الحکومی او التعلیم الخیری تحت اشراف وزارة التعلیم، تحسین أوضاعهم الاقتصادیة والمعیشیة من خلال تخفیف الرسوم النظامیة علیهم والسماح لهم بمزاولة المهن التی یجیدونها ومنحهم رخص العمل، تمکینهم من العلاج المجانی للحالات المستعصیة والطارئة والعملیات المکلفة مادیاً سواء فی المستشفیات الحکومیة أو الخاصة أو عن طرق الجمعیات الخیریة، تقدیم البرامج الاجتماعیة اللازمة لمساعدتهم سواء برامج الاغاثة أو برامج التأهیل والتدریب، والبرامج الاجتماعیة الترفیهیة، وبرامج دمجهم فی المجتمع، واخیرا تحسین بیئاتهم واحیائهم العشوائیة عن طریق التأهیل أو الازالة أو التعویض المادی أو نقلهم الى احیاء أکثر ملائمة للعیش الکریم.

 

Abstract

This research aims to identify the nature of the Burmese community, its characteristics and economic and social living conditions, as well as the services provided to them by the Saudi State in the educational, health, economic and social fields. Therefore, the research objectives have been identified to be based on the theoretical side not the field one using the content analysis approach. The study included a number of sources including scientific studies, historical books, articles, press reports, pamphlets and brochures, and websites related directly to the services of the research population.

The research started with the identification of the problem, its importance, objectives, concepts and scientific terms as well as the services provided to the Burmese community including the education aspect stating the private and public education for the community as well as enrollment in at Al-Haram Al-Sharif Institute to receive religious sciences, as well as scholarships in colleges and universities for outstanding students

The health services include primary health care in the neighborhoods, free treatment in government hospitals before and after the adjustment process, the provision of medical insurance by the employers for treatment in the private health sector, and the possibility of treatment through medical charities specialized in the field of health and pay the costs of examination and operations and paying for medicines of pharmacies for some categories of the community under the terms and conditions for that.

The economic aspect services included the identification of public services, professions and handicrafts, and residential neighborhoods that reflect their low economic, physical and living conditions. They also work in government and private institutions and the charitable sector according to their potential and qualifications.

As for Social Services and Affairs: It was clear from the study of the conditions of the Burmese community provided through the International Symposium on Islamic Youth that 25% of the sample of the study wish to return to their country of origin, and that more than (500,000) Burmese in KSA are based mostly in Makkah. The study concluded that the vast majority of the sample were born and raised in the Kingdom of Saudi Arabia by 70%, compared to those born in Burma, where they did not exceed 20% of the study sample. It is also found that there are so-called community offices in the private neighborhoods where these offices try to know and reach them if you they are called by the government agencies. The charitable societies provide direct in kind assistance, including the celebration of Eids, health convoys, awareness campaigns, food baskets, sports patrols, training courses, etc.,. The Emirate of Makkah Region adopted in cooperation with several relevant government agencies the Program of adjusting the status of the Burmese community. The United Nations High Commissioner for Refugees (UNHCR) stated that adjusting the status of the Burmese community is a pioneering experience that can be used and disseminated to the countries of the world, and the Kingdom of Saudi Arabia has been honored for its humanitarian efforts.

The researcher reached a number of finings at the end of the research led to some recommendations, including listing the numbers of the members of the community and determine their whereabouts and adjust the legal status for those in the country now, to address the increase of their number through illegal immigration in the future, continue to advocate their issues in international organizations, and to try to return them to their original homeland while ensuring their protection and non-aggression against them in order to uphold their full human rights and return to their lands and properties; to allow all their classes to get education at all educational levels and to provide them with admission to public education or charitable education under the supervision of the Ministry of Education; as well as improving their economic and living conditions by reducing regular fees and allow them to practice professions that thy are skillful at and give them work permits, enabling them to free treatment for incurable cases and emergency operations which cost lots of money, whether in government or private hospitals or through charitable societies, Providing social programs to help them, whether relief programs or rehabilitation and training programs, recreational social programs, and programs to integrate them into society, and finally improve their environments and their informal life through rehabilitation, removal or compensation or transfer them to more livable neighborhoods.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مشکلة البحث وأهمیته:

      أن الهجرة الى بلاد الحرمین الشریفین فی الاصل هجرة شرعیة بنص الکتاب والسنه مرتبطة بهدف واضح حدده الشارع وهی العبادة وتشمل أداء مناسک الحج والعمرة فی مکة المکرمة، وزیارة مسجد الرسول صلى الله علیه وسلم فی المدینة المنورة، هذا الفضل العظیم جعل من بلاد الحرمین الشریفین المملکة العربیة السعودیة محبط الوحی ومهد الرسالة مقصداً لکل المسلمین فی العالم یهاجرون الیها وتشّد لها الرحّال من کل اصقاع الدنیا ، کما أن المملکة واحة آمن وأمان واستقرار ورخاء مما جعلها ملاذاً للمستضعفین والمظلومین والمضطهدین فی العالم الاسلامی على اختلاف طبقاتهم ومستویاتهم ومراتبهم الاجتماعیة والسیاسیة والوظیفیة ، ونجد أن مستوى المعیشة ، وفرص العمل ، وارتفاع الاجور، وحسن المعاملة، جعل کثیرا من قاصدیها یرغبون فی العیش فیها والاستقرار بها مما افرز بعد سنوات عدة العدید من الاجناس المختلطة بالمجتمع السعودی والتی تکاد تمثل کل الامصار والاقطار الاسلامیة وأصبح العدید منهم فیما بعد مواطنین سعودیین یحملون الجنسیة الوطنیة ویساهمون فی عجلة وبناء التنمیة فی المجتمع السعودی، کل هؤلاء یعدون فی الاصل مهاجرین من أوطانهم الاصلیة واستقروا بالمملکة العربیة السعودیة.

  أن الهجرة الى المملکة العربیة السعودیة سواء کانت لقصد العبادة أو الهروب من بعض الاوضاع السیاسیة والأمنیة فی البلدان الاصلیة، أو لطلب الرزق ولقمة العیش والبحث عن فرص عمل، أدت فی النهایة الى رغبة هؤلاء المهاجرین فی الاستقرار والعیش وعدم الرغبة فی العودة الى بلدانهم الاصلیة، سواء بطریقة شرعیة نظامیة أو غیر نظامیة، وقد ساعدهم فی ذلک فی مراحل سابقة من نشأة وتطور وبناء هذه الدولة غیاب الانظمة والقوانین التی تنظم تواجدهم فی البلاد، کذلک المبادئ الاسلامیة العمیقة والراسخة فی ملوک هذه البلاد والذین بذلوا انفسهم للدفاع عن المسلمین وتبنى قضایاهم وهمومهم السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة فی البلدان الاسلامیة المختلفة، فمن باب أولى التسهیل والتمکین لمن هم على أرض المملکة العربیة السعودیة من المسلمین الراغبین فی البقاء والعیش فیها، ساهم هذا الامر فی تکاثر وتزاید اعداد هؤلاء المهاجرین حتى أفرزت کیانات وجماعات تسمى بالجالیات فبدأوا یتکتلون فی اماکن معینة وفی احیاء عشوائیة تحمل فی بعض الاحیان اسماء هذه الجالیات، واحتضنت المدن المقدسة وما جاورها العدد الاکبر منهم وخاصة فی مکة المکرمة، المدینة المنورة، الطائف، وجده.   

    لذا نجد أن من أکثر الجالیات عدداً وتنظیماً فی مکة المکرمة الجالیة البرماویة ویطلق علیها الجالیة المنیماریة نسبة الى موطنهم الاصلی مینمار، ویطلق علیهم مسمى (الروهینجیا أو الارکانین) وغیرها من الاسماء الاخرى.

   أن البرماویین ینتسبون الى دولة بورما، وهی اتحاد مینمار حالیاً، وتقع فی جنوب شرق آسیا، دولة ذات مساحة کبیرة، یحدها من الشمال الصین، ومن الجنوب خلیج البنغال وتایلند، ومن الشرق تایلند والصین وجمهوریة لاوس، ومن الغرب خلیج البنغال وبنغلادیش وهی تتکون من عدة ولایات من أهمها ولایة (أراکان) التی یتمرکز بها المسلمون شعب (الروهینجیا) ویمثلون (15%) من نسبة السکان والذی یبلغ عددهم 5 ملیون نسمه (الشیعانی، 1432هـ).

 

ولقد بدأت طلائع هجرة الجالیة البرماویة  الى بلاد الحرمین ما بین عامی 1368هـ - 1391هـ أی أن تواجدهم على أرض الوطن له أکثر من 70 عام، ولقد هاجروا نتیجة الظروف والاوضاع الدینیة والسیاسیة والامنیة والاقتصادیة والاجتماعیة فی موطنهم الاصلی، وقد دفعتهم الظروف على أن یغادروا مکرهین من اوطانهم الاصلیة ویذهبون الى اوطان أخرى، فراراً بدینهم وحفاظاً على ارواحهم تارکین ارضهم وممتلکاتهم وأهلهم وموطنهم مغتربین مشردین فی انحاء العالم الاسلام، أذن هم لم یختاروا مصیرهم، ولم یخیروا فی الابتعاد عن اوطانهم وانما اجبرتهم الظروف الخارجة عن اردتهم وطوعهم وجعلتهم یلجئون الی المملکة العربیة السعودیة بلاد الحرمین ومصدر الامن والامان الروحی والدینی، ولقد استجاروا بملوک هذه البلاد ولم یخیبوا آمالهم ویقطعوا رجائهم واستضافوا الاباء والاجداد للأجیال الحالیة من الجالیة، ولکن مع مرور الزمن اصبحت لهذه الجالیة مطالب واحتیاجات تزید بتزاید اعداهم وکبر ابنائهم، کما أنها افرزت تحدیات وعقبات وصعوبات تواجههم على ارض هذا الوطن وهم لا حول ولا قوة لهم.

   أن لتواجد هؤلاء البشر على أرض المملکة العربیة السعودیة لفترات زمنیة طویلة، أدى الی تکاثرهم وزیادة اعداهم عن طریق التحاق افراد جدد من الموطن الاصلی أو التکاثر البشری الطبیعی الناتج عن الزواج الشرعی، مما أدی الى تزاید عدد الموالید وتعاقب الاجیال عبر السنوات لتلک الجالیة المقیمة وجعل تلبیة احتیاجاتهم المختلفة مطلباً أساسیاً وضروریاَ تحتمه الطبیعة البشریة، والتعالیم الدینیة والقیم الاخلاقیة والانسانیة ، وعلى الرغم مما تحملته الدولة من عبئ لسنوات بل لعقود من الزمن وتمت مساواة ابناء الجالیة البرماویة بأبناء المواطنین الاصلین فی الحقوق والواجبات، ألا أن الباحث قد لمس مع تغیر نهج البلاد القانونی والاقتصادی والتنموی فی ظل الرؤیة الجدیة للملکة 2030 م، وصدور العدید من المبادرات والمشاریع الوطنیة وتصحیح مسار الاقتصاد وانتقال البلاد من النهج الرعوی الى التنموی، أن مثل هذه الجالیة الهشة ستواجه تحدیات وصعوبات وعقبات فی کل مجالات حیاتهم التعلیمة والصحیة والاقتصادیة والاجتماعیة ولابد من تلبیة احتیاجاتهم ومطالبهم کونهم مقیمین على أرض هذه البلاد ولا أمل قریب فی عودتهم الى موطنهم الاصلی،  فکان لا بد من دراسة هذه الجالیة (البرماویة) فی مکة المکرمة والتعرف على طبیعتها والخدمات المقدمة لها من قبل الدولة فی المجالات التعلیمة والصحیة والاقتصادیة والاجتماعیة، وتقدیم التوصیات والمقترحات المناسبة لتحسین معیشة هذه الجالیة لتکون قدوة ونموذج لبعض الجالیات الاخرى.

   من هنا تبرز أهمیة هذا البحث المتمثل فی تقدیم معارف ومعلومات عن طبیعة الجالیة البرماویة من خلال تاریخها وأوضاعها الاجتماعیة والاقتصادیة والخدمات التی تقدم لها، وتزوید الباحثین بالمعلومات وفتح الباب للمهتمین والمتخصصین لتقدیم مزیداً من الدراسات والبحوث العلمیة فی هذا المجال، واستخدام أحد اسالیب المنهج العلمی المناسب لموضوع البحث واهدافه، ومن ثم اثراء المعرفة العملیة فی هذا المجال.

 

 

أهداف البحث:

   یهدف هذا البحث الوصول الی تحقیق الاهداف النظریة التالیة:

  • التعرف على طبیعة الجالیة البرماویة فی مکة المکرمة.
  • التعرف على الخدمات المقدمة للجالیة البرماویة بالترکیز على الجوانب التعلیمیة والصحیة والاقتصادیة والاجتماعیة فی مکة المکرمة.

تساؤلات البحث:

 یسعى الباحث من خلال هذا البحث الى محاولة الاجابة على التساؤلات التالیة:

  1. ما طبیعة الجالیة البرماویة فی مکة المکرمة؟
  2. ما الخدمات المقدمة للجالیة البرماویة فی المجالات التعلیمیة والصحیة والاقتصادیة والاجتماعیة فی مکة المکرمة؟

مفاهیم البحث:

مفهوم الجالیة:

   الجالیة مصطلح یطلق على أقلیة من البشر من عرق وجنسیة واحدة، لا ینتمون الى البلد المستضیف، هاجروا من بلدهم الاصلی بإرادتهم او تم تهجیرهم قصراً لظروف واسباب دینیة، عرقیة، سیاسیة، اجتماعیة، اقتصادیة، ویکّون عادة بینهم تواصل اجتماعی بطرقهم الخاصة، او أنهم یعیشون فی تکتلات بشریة وفی احیاء خاصة بهم.

وتعرف لغة: الجالیة، الجاله، وهم أهل الذمة، وانما لزمهم هذا الاسم، لان النبی صلى الله علیه وسلم أجلى بعض الیهود من المدینة وأمر بإجلاء من بقی بجزیرة العرب، واجلاهم عمر بن الخطاب رضی الله عنه – فسمو جالیه للزوم الاسم لهم، وأن کانوا مقیمین فی البلاد التی أُّوطنوها، (أبن منظور، 490/3).

وجاء فی المعجم الوسیط: أن الجالیة " الذین جلوا عن أوطانهم وجماعة من الناس تعیش فی وطن جدید غیر وطنهم الأصلی".

وأهل الذمة مل من لزمهم الجزیة من أهل الکتاب وأن لم یجلوا من أوطانهم، (المعجم الوسیط، 1/138).

وذکر الرازی: أن المقصود بالجالیة من هم على جزیة أهل الذمة، اذن الجالیة تطلق على من عاشوا فی غیر وطنهم الاصلی، (الشیعانی، 1432هـ، ص 14).

  أما اصطلاحاً: عرفها (عمر عطار): " مجموعة من الناس تعیش فی وطن غیر وطنها الاصلی لأسباب متعددة، أما هرباً من القتل والسحق فتترک أوطانها الى أوطان أخرى طمعاً فی الامن والامان أو هجرة یقصد بها طلب الرزق وتحسین الاحوال المعیشیة التی فی غیر مقدورها تحسینها فی أوطانهم"، (الشیعانی، 1432، ص14).

التعریف الاجرائی: الجالیات – جمع جالیة: مجموع الأفراد الذین وفدوا الى المملکة العربیة السعودیة واقاموا فیها مدد مختلفة یتکلمون لغتهم الاصلیة ویحملون احیاناً جنسیة بلدهم الاصلی أو یحملون قیم وعادات موطنهم الاصلی، دخلوا البلاد بصورة شرعیة أو هاجروا لأسباب قسریة، بینهم تواصل اجتماعی، یتکتلون فی جماعات بشریة وفی احیاء تخصهم.

   مفهوم البرماویة جالیة ینتسبون الى دولة بورما، وهی اتحاد مینمار حالیاً، وغالب السکان یعتنقون الدیانة البوذیة إلا اقلیة مسلمة ویطلق علیها مسلمو (الروهینجیا) ومعظمهم من أصول ترکیة وبنغالیة، ویرجع أصلهم العرقی الى النصف الأول من القرن السابع بعد المیلاد، وقد دخل العرب هذه المنطقة من جنوب شرق آسیا یحملون الیها التجارة والاسلام، (الشیعانی، 1432، ص 70).

التعریف الاجرائی: جمیع الافراد من العرق البرماوی او ما یسمون (الروهینجیا) الذین هاجروا من دولة مینمار الحالیة او ما یسمى بورما الى المملکة العربیة السعودیة وثبت بعد التدقیق من قبل الجهات المختصة أنه من الجالیة البرماویة ومنح على ضوء ذلک وثائق رسمیة تثبت اقامته داخل البلاد.

مفهوم الخدمات:

 خدمة: اسم، والجمع منها: خدم، خدام، خدمات، ویقصد بخدمة: مساعدة أو فضل، هدیة، منحة، عنایة واهتمام، ومنها إدارة خدمات: ویقصد به مکتب لتقدیم الخدمات (فی المصالح الحکومیة)، وکذلک خدمة عامة: ویقصد بها العمل فی نشاطات ذات منفعة عامة کالإدارة الحکومیة، (معجم المعانی، 2019م).

   کما یقصد بمفهوم الخدمة العامة بأنّه کل ما تقدمة الدولة على اراضیها بشکل مباشر او غیر مباشر لتسهیل حیاة الناس فی مختلف النشاطات والمجالات ضمن امکانیاتها المادیة وحدود سلطتها الاداریة بهدف الوصول للرفاهیة الاقتصادیة والاجتماعیة وفق القوانین الدولیة، (موقع موضوع الالکترونی، اکتوبر 2016م).

  وقد عرف فلیب کوتر الخدمات:" أی نشاط او منفعة او انجاز یقدمها طرف ما لطرف آخر وتکون اساساً غیر ملموسة ولا ینتج عنها أی ملکیة وأن انتاجها أو تقدیمها یکون مرتبطاً بمنتج مادی ملموس أو لا یکون" (فلیسی، 2012، ص 26).

وتعرف الخدمة بأنها: " نتیجة المجهودات الانسانیة والالیة التی تقابل احتیاجات الناس" (فلیسی، 2012، ص 27).

 تعریف الادارة العامة لمفهوم الخدمات العامة:

    عرفها خبراء الادارة بانها: مجموع الحاجات الاساسیة الضروریة لحفظ حیاة الانسان والتی تلبی حاجة الغالبیة العظمى من افراد المجتمع، على ان تکون المصلحة العامة الباعث الحقیقی والمحرک لکل سیاسات الخدمات بهدف تأمین الرفاهیة ورفع مستوى معیشة المواطنین، (موقع موضوع الالکترونی، اکتوبر 2016م). 

  نجد ان الخدمات الاساسیة فی الوقت الحالی والذی لا غنی لأی مجتمع عنها وتعتبر من الضروریات الخدمات الصحیة والتعلیمیة والثقافـیة وخدمـات الأمـن، والعدالـة ...الـخ، وهی مسؤولیة الدولة کما انها عملیة مستمرة غیر محددة بزمن، ویجب التخطیط لها وتطویرها لتقدم للمواطن فی أحسن صورة.

وعلى الرغم من أن بعض الخدمات العامة تتحمل الدولة عبئ تکالیفها وتقدم للمواطنین بصورة مجانیة وبدون عائد اقتصادی، الا ان ذلک یؤتی ثماره على المدى البعید کون الدولة تستثمر فی تنمیة الموارد البشریة للمجتمع لا شباع حاجات المجتمع بأعلى قدر من الکفاءة فی المستقبل.

مفهوم الخدمات التعلیمیة:

    "أن مفهوم الخدمة التعلیمیة یتمثل فی توفیر الاحتیاجات الأساسیة للنظام التعلیمی، والذی یشمل جمیع أرکان العملیة التعلیمیة من: معلم، وطالب، وبنیة أساسیة...الخ"، (عزالدین وآخرون ،2016).

     التعلیم عرفه Woolworth بأنه: " عملیة تؤثر فی سلوک الفرد وتصرفه المقبل وتزید من تکیفه مع المحیط" (زاید، 1983، ص 25).

ویتفق معه Munn حیث عرف التعلیم بأنه " عبارة عن تعدیل فی السلوک أو الخبرة " (زاید، 1983، ص 25).

    الخدمات التعلیمیة: کل الانشطة ذات المنفعة التی تقدمها جهات او مؤسسات معینة للرقی بالعملیة التربویة بهدف تغیر السلوک الفردی عن طریق تزویدهم بالمعرفة والمهارة اللازمة لذلک فی علم من العلوم او فن من الفنون أو صنعة من الصنائع للوصول الى التکیف الاجتماعی، (حمزاوی وآخرون، 2017م).

مفهوم خدمات الرعایة الصحیة:

   یقصد بها مجموع الخدمات التی توفرها الدولة للعنایة بصحة مواطنیها سواء على هیئة مؤسسات عامة او خاصة وتشمل المستشفیات والعیادات والصیدلیات والکوادر البشریة التی تعمل فی هذا القطاع، وتشجیع الصناعات الداعمة للخدمات الطبیة کصناعة الاجهزة والادویة، وتهیئة الاجیال المتعاقبة على دعم هذا القطاع عن طریق الابحاث الطبیة والتعلیم والتدریب والتأهیل، (ویکبیدیا ،2009).

وتعرف الخدمات الصحیة بأنها: کافة البرامج والانشطة الصحیة الموجهة للوقایة من المشکلات الصحیة فی حال حدوثها فی المجتمع، (ابو النصر، 2008م).

    ویعرفها عوض العنزی: کل الخدمات المقدمة لطالبی الخدمة الصحیة بهدف اشباع حاجاتهم ورغباتهم، (العنزی، 2008م).

    ویعرفها (دارسکی، ومتزنر) بأنها: تدخل مخطط یهدف الى مکافحة الامراض والموت المبکر او الوقایة منها یقوم به افراد المجتمع، (ابو النصر، 2008م).

مفهوم الخدمات الاقتصادیة:

    یُعرفُ فی اللغة الإنجلیزیة بِمُصطلح  (Service economy)، الذی یعتمد على فکرة توفیر الخدمات العامة للأفراد، وتعد من قطاعات علم الاقتصاد، ذات المردود المالی المحدد الذی یساهم فی دعم الاقتصاد المحلی، وأیضاً یُعرَفُ اقتصادُ الخدمات بأنّه القطاعُ الاقتصادیّ الذی یحرصُ على دعمِ الإنتاج ضمن قطاع الاقتصاد المحلیّ للدُّولِ وخصوصاً النامیة منها، ویُساهمُ فی تحویل المُنتجات المطروحة إلى خدماتٍ تدعم الحاجات الأساسیّة للمواطنین، والسُّیاح فی دولةٍ ما، ویستفیدون من الخدمات المقدمة للجمیع، مثل: خدمات السیاحة والسفر، وخدمات الاتّصال بشبکةِ الهاتف والإنترنت، وغیرها من الخدمات الأخرى ( موقع موضوع الالکترونی ، اکتوبر 2016م).

   کما یعرف اقتصاد الخدمات بأنه القطاع الذی یدعم الانتاج ضمن الاقتصاد المحلى للدول النامیة، ویقوم بتحویل المنتجات المطروحة الى خدمات تلبی الحاجات الاساسیة للمواطنین، والسیاحة کصناعة تعتمد علیها بعض الدول، وقد تشمل خدمات عدة منها خدمات شبکات الاتصال، وخدمات السفر والسیاحة وغیرها من الخدمات الاخرى.

 مفهوم الخدمات الاجتماعیة:

   یقصد بهافی المعجم اعمال رسمیة أو غیر رسمیة غایتها مساعدة الفقراء أو المرضى على القیام بنشاط طبیعی، وتعرف ایضاً الخدمات الاجتماعیة: بأنها جمیع الخدمات التی یقوم بها الفرد تجاه مجتمعه من أنشطة التطوع مثلاً، وتقدّم الحکومات الخدمات الاجتماعیة للمواطنین کتلک الخدمات المُقدمة للمسنین، بتوفیر مبلغٍ شهریّ خاصٍّ بهم، وتوفیر الرعایة الصحیة المجانیة، کما تشمل الخدمات الاجتماعیة عمل المرشد الاجتماعیّ فی المدارس، والسجون، وما تقدمه وزارة العمل الاجتماع، (موقع موضوع الالکترونی، 2019م).

 

الإطار النظری:

موطن الجالیة البرومیة (الروهینجیا):

  أراکان احدى الممالک المزدهرة فی جنوب شرق اسیا التی تقع على طول الساحل الشرقی لخلیج البنجال، وقد فقدت استقلالها من قرنین من الزمان، وقد احتلها الغزاة من البرماویین، ثم انتقلت الى سلطة البریطانیین وانتهى به المطاف الى قضیة البرومیین الحالیة، (یونس، 1996).

یعرف مسلمو أراکان بـــ (الروهینجیا) وقد تعرضوا لاضطهاد وحشی هائل على ایدی القوات البرومیة المختلفة، حتى نتج عن ذلک خمس هجرات جماعیة على نطاق واسع، شملت مئات الألاف من البشر فی کل مرة منذ ان نالت بورما استقلالها فی عام 1948م، (یونس، 1996، ص 84).

  کان العرب المسلمون أول من وصل وادخل الاسلام الى أراکان خلال قرن من ظهور الاسلام فی الجزیرة العربیة، ثم تبعهم الفارسیون والبربر والمغول والباتان والبنجالیون وقد جاءوا الیها دعاة وتجاراً فی عصور مختلفة، (یونس، 1996).

    بعد دخول الاسلام الى اقلیم البنجال فی عام 1203م تنامی المد الاسلامی الى أراکان، حیث اقیمت دولة هناک بمساعدة سلاطین البنجال فی عام 1430م وقد دامت أکثر من ثلاثة قرون، قبل ان یحتلها البرومیین البوذیین فی عام 1784م، ثم ضمت بعد فترة وجیزة الى الهند البریطانیة فی عام 1937م ثم فصلت عن الهند فیما بعد واصبحت بورما المستقلة، (یونس، 1996).

یقول نور الاسلام فایز: أن البرمایون ینتسبون الى دولة بورما، وهی اتحاد مینمار حالیاً، وتقع فی جنوب شرق آسیا، دولة ذات مساحة کبیرة، یحدها من الشمال الصین، ومن الجنوب خلیج البنغال وتایلند، ومن الشرق تایلند والصین وجمهوریة لاوس، ومن الغرب خلیج البنغال وبنغلادیش وهی تتکون من عدة ولایات من أهمها ولایة (آراکان) التی یتمرکز بها المسلمون شعب (الروهینجیا) ویمثلون (15%) من نسبة السکان والذی یبلغ عددهم 5 ملیون نسمه، (الشیعانی، 1432، ص 70).

    وغالب السکان یعتنقون الدیانة البوذیة إلا اقلیة مسلمة ویطلق علیها مسلمو (الروهینجیا) ومعظمهم من أصول ترکیة وبنغالیة، ویرجع أصلهم العرقی الى النصف الأول من القرن السابع بعد المیلاد، وقد دخل العرب هذه المنطقة من جنوب شرق آسیا یحملون الیها التجارة والاسلام، (الشیعانی، 1432، ص 70).

    نشرت المدونة العالمیة (ویکبیدیا) : بأنه تأسست أول مملکة اسلامیة فی ارکان فی عام 1230م ، وضل المسلمون یحکمون أراکان قرابة أربعة قرون قبل أن یجلیهم البرومیین فی عام 1944م ، حیث خضعوا بعد فقدانهم السلطة السیاسیة لسخط القوات المعادیة ، التی أدت الى تدبیر المؤامرات والدسائس لإبادة ابناء المسلمین ، وقد سن النظام البوذی الحاکم منذ ذلک التاریخ وحتى یومنا هذا عملیات مسلحة شملت الاضطهاد والتشرد والقتل والتهجیر الجماعی ، وقد تم طرد نصفهم بینما اصبح الباقون مشردین داخل الدولة وغرباء فی بلادهم ،( الشیعانی ، 1432، ص 71).

لقد وصل عدد البرومیین حالیاً فی بورما (اتحاد مینمار) الى ما یقارب عشرة ملایین مسلم من مجموع سکانها البالغ عددهم خمسون ملیون نسمه، منهم اربعة ملایین نسمه فی أراکان والبقیة منتشرون فی باقی البلاد، وتشکل نسبة المسلمین فی بورما حوالی 30% من مجموع السکان، اما فی أراکان فتصل نسبة المسلمین 70% ویعتبرون الأغلبیة الساحقة فی هذا الاقلیم، (افلاطون، بلا تاریخ، ص6).

 

 

مظاهر انتهاک حقوق الانسان فی بورما:

 لقد تعرض مسلمو الروهینجیا الى اضطهادات ومضایقات لم تحصل لأی اقلیات فی العالم مثیل لها ویتمثل ذلک فی الغاء وطنیتهم وهم فوق ارضهم ویعلن بأنهم " سکان غیر شرعیین" ومن مظاهر ذلک ما یلی:

  1. قام (مجلس حفظ النظام والقانون) بأن الروهینجیا اجانب غیر شرعیین وتم اصدار جنسیات لکافة البرماویون ما عدا الروهینجیا وبالتالی فقدوا مواطنتهم.
  2. عدم السماح للمسلمین بالانتقال من قریة الى أخرى الا بتصاریح مسبقة مما جعلهم یعیشون فی سجن کبیر.
  3. التعذیب والاعتقال والحبس بدون سند قانونی.
  4. الإعدامات والقتل المتعجل –بناء على الاحکام العرفیة على ید العسکر دون الخوف من القانون والعقاب.
  5. تعرض النساء والاطفال للسخرة تحت ظروف إذلالیه، وغالبا ما یتعرضون للإیذاء والاغتصاب وحتى القتل.
  6. اقتلاع وتهجیر المسلمین قسراً من قراهم وطردهم عبر الحدود أو نقلهم الى اماکن اخرى.
  7. انشاء مستوطنات بوذیة جدیدة على آراضی المسلمین واستخدامهم لبناء المنازل بدون مقابل مادی.
  8. فرض ضرائب على المنتجات الخاصة المسلمین حتى تدنت احوالهم المعیشیة الى حد الکفاف.
  9. مصادرة الاراضی والعقارات والممتلکات الخاصة بالمسلمین دون وجه حق.

10. تدنیس الاماکن الدینیة مثل: المساجد، المدارس الدینیة، والمقابر ودخولهم بالأحذیة فیها وشرب الخمور فیها.

11. لا یحق للطلبة البرومیین اکمال تعلیمهم العالی، واجبارهم على الانحناء للعلم البورمی او طردهم، (یونس، 1996).

حملات التهجیر والابادة عبر التاریخ لشعب الروهینجیا:

    تعرض مسلمو الروهینجیا للهجرة القسریة وطمس الهویة الثقافیة والدینیة واعتبارهم مواطنین غیر شرعیین فی بلدهم وارضهم وموطنهم الاصلی وحسب تقاریر المنظمات الدولیة تعرضوا لهجرات متتالیة عبر التاریخ لأسباب عرقیة فاشیة دینیة مقیته، حسب تقاریر وکالة غوث للاجئین التابعة للأمم المتحدة فی اعقاب الانقلاب العسکری الفاشی تم طرد أکثر من (300.000) الف مسلم الى بنغلادیش فی عام 1962م، وطرد أکثر (500.000) أی نصف ملیون مسلم فی عام 1987م فی اوضاع قاسیة جدا مات منهم أکثر (40.000) الف مسلم من الشیوخ والاطفال والنساء، وفی محاولة للتغیر الدیمغرافی بسبب بناء القرى النموذجیة للبوذیین طرد أکثر من (150.000) الف مسلم، وفی عام 1991م تم طرد حوالی (500.000) الف مسلم وذلک بعد الغاء نتائج الانتخابات العامة فی البلاد التی فازت فیها المعارضة بأغلبیة ساحقة انتقاماً من المسلمین لانهم صوتوا مع عامة أهل البلاد لصالح الحزب الوطنی الدیمقراطی المعارض، (عیاش ، 2017،ص235).

   فی یولیو / حزیران عام 2012 م تجددت احداث القتل والحرق والاغتصاب والطرد القسری والتهجیر على شعب الروهینجیا فی اقلیم أراکان وراح ضحیته هذه المجازر والاغتصابات الالاف من المسلمین ومئات الالاف من اللاجئین والمشردین الذین احرقت قراهم وصودرت ممتلکاتهم، وفی یونیو 2014م یقدر عدد القتلى من المسلمین ما بین (20-70) ألف مسلم فی ظل التعتیم والغموض من هذه الدولة الاسیویة، (عیاش، 2017، ص236).

تقف الدول الکبرى والامم المتحدة عاجزة عن حل هذه القضیة الانسانیة المستمرة مأساتها عبر التاریخ حتى یومنا هذا ومازال یعانی شعب الروهینجیا من الاضطهاد والعنصریة والنبذ والتشرید والهجرة القسریة، ولا یستطیع من خرج منهم العودة الى موطنه الاصلی وبقوا مشردین فی جمیع احناء العالم حتى یومنا هذا.

هجرتهم البرماویون الى المملکة العربیة السعودیة:

   لقد شهدت المملکة العربیة السعودیة عبر عقود من الزمن العدید من الهجرات الیها، ولکن فی العقود الثلاثة الاخیرة تعرضت مکة المکرمة على وجه الخصوص الى تدفق اعداد کبیرة من الوافدین من مختلف أرجاء العالم الاسلامی، لأسباب دفعتهم الى ذلک أبرزها الاسباب الاقتصادیة والامنیة، وقد تکون احیاناً أسباب قسریة ومن بین هذه التدفقات الجالیة البرماویة التی نمى ابنائها وازداد عددهم خلال العقود الماضیة ولا یوجد احصائیات دقیقة رسمیة تشیر الى اعداهم الفعلیة فی مکة المکرمة.

  وذکر احمد السباعی المؤرخ الکبیر: أنه قد ساهم سقوط الخلافة الاسلامیة فی فرار کثیر من المسلمین بدینهم والقلیل منهم بدنیاهم الى أرض الحجاز وخاصة من بلاد المشرق الاسلامی والعراق والاندلس، والیمن، ودول المغرب العربی ومن دول جنوب شرق اسیا واسیا الوسطى، وذلک لبعد الحجاز عن ضغوط الأوربیین فی ذلک الوقت واستقلاها بأحکام الدین، (الشیعانی ، 1432، ص 69).

  فاذا کان لأوضاع المسلمین فی (أراکان) المتمثلة فی الاضطهاد الدینی والعرقی والتهجیر القسری وحروب الابادة الجماعیة سبباً مباشراً فی هجرة من موطنهم الأصلی الى بلدان العالم ـ فأن لاختیارهم الهجرة الى المملکة العربیة السعودیة وتحدیدا مکة المکرمة عوامل ساعدة فی هذا الاختیار ومنها:

  • وجود الحرمین الشریفین على أرض المملکة.
  • الاستقرار السیاسی والامنی الذی تنعم به البلاد.
  • توجه المملکة نحو مساعدة المظلومین والمضطهدین ونصرة قضایا الاقلیات المسلمة فی العالم.
  • الحاجة فی مرحلة معینة من تاریخ البلاد الى عمالة مهارة ومتنوعة فی عدة مهن.
  • صدور قرارات استثنائیة بکفالة حق الاقامة فی جده ومکة للجالیات ومنها الجالیة البرماویة، (مجلس منطقة مکة المکرمة، وحدة الدراسات والتطویر، ص 10).

  لقد وصل البرماویون الى البلاد فی اوقات متفرقة وعلى هیئة موجات بشریة کانت على النحو التالی:

-         الهجرة الاولى: وصل أوائلهم فی الفترة ما بین عام 1368هـ -1370هـ عهد المؤسس الملک عبد العزیز بن عبد الرحمن طیب الله ثراه.

-    الهجرة الثانیة: کانت خلال الفترة ما بین 1370هـ -1375هـ وقد أتوا مشیاً على الاقدام مسیرة عاماً کامل وکانت بعض الاسر تخرج بکل افرادها دفعة واحدة وأتوا عن طریق الیمن والاردن.

-         الهجرة الثالثة: وهم الذین دخلوا بجوزات سفر للحج والعمرة ما بین عام 1375هـ -1380هـ عن طریق الهند وباکستان.

-    الهجرة الرابعة: وتعرف بالهجرة الجماعیة والتی اتت بعد الابادة لقرى کاملة بحجة المواطنة غیر المشروعة، وتعرف باسم (التنین الکبیر) ما بین 1380هـ -1391هـ، وقد حصلوا على الاقامة بدون جواز سفر وکانت أخر هجرة جماعیة الى المملکة حتى یومنا هذا، (موسوعة الاقلیات المسلمة فی العالم، 2/609).

      فی احدى الدراسات التی اجریت عام 1412ه حاولت الوصول الى عدد تقریبی للجالیة البرماویة فی مکة المکرمة من خلال القیام بمسح میدانی من خلال الرجوع الى لبعض المسؤولین ذوی الصلة بالدولة، وتوصلت الى عدد تقریبی یتراوح ما بین (150 – 170) ألف نسمة، (الغامدی، 1412هـ).

    کما ذکرت بعض التقدیرات الحدیثة أن البرماویون القادمون من أراکان واصلوا السیر فی هجرتهم الى ان وصلوا بلاد الحرمین ویترکز غالبیتهم فی مکة المکرمة فی الوقت الحاضر ویقدر عددهم بحوال النصف ملیون نسمه ومنذ قدومهم فان المملکة تعاملهم معاملة خاصة وتناصر قضیاهم فی الخارج، (عبد الرحمن، 1424، 2003م، ص 69).

وإذا افترضنا ان مثل هذه التقدیرات التی توصلت لها الدراستین السابقتین صحیحة فان هذه الجالیة قد تضاعف عددها الى ثلاثة اضعاف خلال المدة ما بین عامی 1412ه حتى 1424ه وهذا بالتأکید سیکون له اثاره السلبیة على الترکیبة السکانیة وخاصة فی مکة المکرمة.

وبالنظر الى وضعهم النظامی فی مکة المکرمة فانهم یتوزعون حسب الحالات التالیة:

-         فئة لدیهم اقامات نظامیة صادرة عن جوازات غیر برماویة وعددهم (260) ألف شخص.

-         فئة لدیهم اقامات بیضاء وهذه لیست آلیة النظام للاستمرار وعددهم (90) ألف شخص.

-         فئة غیر نظامیة ولا یوجد لدیهم هویات نظامیة وعددهم حوالی (150) ألف شخص، (الندوة العالمیة للشباب الاسلامی، 1429، ص 68).

    لقد شکل المهاجرون من الجالیات المختلفة الذین استوطنوا مکة المکرمة على اختلاف لغاتهم واجناسهم وثقافاتهم عبر العصور جزءً لا یتجزأ من المجتمع المکی، حیث اختلط هؤلاء بسکان مکة الاصلیین، متأثر کلا منها بالآخر فی شتى مناحی الحیاة العامة سواء فی الجوانب السیاسیة والحضاریة أو الاجتماعیة والاقتصادیة، ولکنه لم یخرج عن التأثیر العام فی المجتمع والظروف المحیطة داخلیاً وخارجیاً.

 

 

الخدمات التعلیمیة المقدمة للجالیة البرماویة:

    یعد العلم هدفاً من اهداف أی مجتمع اسلامی ینشد القوة والمنعة، ویعد فرض على کل مسلم ومسلمه، لذلک وجب على کل دولة اسلامیة تستضیف الجالیات الاسلامیة على اراضیها توفیر تعلیمهم وتنظیمه. 

    لقیت الجالیة البرماویة منذ هجرتها الى المملکة ، الحب والترحیب ، والامن والاستقرار ، والمعاملة الحسنة ، من ولاة أمر هذه البلاد والاهتمام والرعایة ، واعتبرتهم مهاجرین وقدمت لهم الخدمات الرسمیة منها تصحیح أوضاعهم النظامیة بإصدار رخص اقامة لهم ، وانشئت لهم مدارس خاصة بهم تحت اشراف وزارة التعلیم ، وذلک بقرار وزیر الداخلیة رقم 12268 وتاریخ:15/12/1413هـ ، حتى وصل عدد المدارس أکثر من 55 مدرسة ، منحتهم حسن الاخلاق وجمیل الخصال ، وأخرجتهم من الجهل الى العلم ، (نشرة هیئة الاشراف على مدارس الجالیات ، 158-159).

   التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة یقدم لأبناء الجالیات مجاناً دون رسوم مساوة بالمواطنین الاصلین سواء فی التعلیم الحکومی العام او بعض المعاهد المتخصصة مثل معهد الحرم ومدراس الجالیات الخیریة، ولکن لا تقدم الدولة مجانیة التعلیم لأکثر من مرحلة الثانویة العامة أو المعاهد المذکورة، وعلیهم الالتحاق بالجامعات الخاصة والمعاهد المتطورة عن طریق دفع رسوم دراسیة، او الحصول على منح دراسیة.

ولقد أثبتت دراسة اوضاع الجالیة البرماویة التی تم الحدیث عنها سابقاً الى أن نسبة الامیة فی الجالیة البرماویة وفق عینة الدراسة لا یتجاوزن 17%، بینما الغالبیة العظمى منهم توزعوا بین مراحل التعلیم المختلفة ابتدأ بمن یقرا ویکتب حتى التعلیم الجامعی بنسبة 69% من عینة الدراسة، وهذا یدل على أنه هناک استعداد ومیول ورغبة فی الاتجاه الى التعلیم إذا تحسنت الظروف لهم، (الندوة العالمیة للشباب الاسلامی، 1429).

التعلیم الحکومی والاهلی:

    ویقصد به التعلیم النظامی الحکومی الرسمی المعتمد من الدولة والذی یقدم مجاناً ضمن رعایة افراد المجتمع ویلتحق به المواطنین وغیر المواطنین، أما التعلیم الاهلی یطلق علیه التعلیم الخاص وهو یشبه التعلیم الحکومی الرسمی فی مادته ومناهجه وطرق تدریسه وتحت اشراف وزارة التعلیم، ولکنه یقدم مقابل رسوم مادیة تختلف من مدرسة الى أخرى ومن مرحلة دراسیة الى أخرى، ویشمل جمیع مراحل التعلیم من الروضة والابتدائی حتى التعلیم الجامعی وما فوق الجامعی.

وفی دراسة أوضاع الجالیة البرماویة المقدمة من الندوة العالمیة للشباب الاسلامی والمنفذة عن طریق معهد ابحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى والتی سبق الاشارة الیها سابقاً أتضح أن نسبة 22% من عینة الدراسة ملتحقین بالمدارس الاهلیة والحکومیة وهذه نسبة ضعیفة، (الندوة العالمیة للشباب الاسلامی، 1429).

التعلیم الخیری:

   یقصد به التعلیم المقدم من مدارس الجالیات الخیریة وهی مدارس تعتمد فی تمویلها على أهل الخیر والاحسان، وتستمد قوتها واستمرارها علیهم بعد الله تعالى لأداء رسالتها التعلیمیة، (لجنة مدارس الآفارقة، 1427).

وقد عرفها الباحث (الشیعانی) فی دراسته: " مدارس نظامیة تختص بأبناء المسلمین من جنسیات مختلفة، تقوم بتعلیم أبناء المسلمین المجاورین بمکة وتبصیرهم بأمور دینهم، ومحاولة الاستفادة منهم ویقوم بالإنفاق علیها مجموعة من المحسنین دعماً لأهدافها ورعایة طلابها".

     شکلت لجنة من فرع وزارة التعلیم بمکة المکرمة لدراسة أحوال انتشار المدارس والکتاتیب فی احیاء الجالیة البرماویة وخلصت اللجنة الى تقریر شامل حیث تم حصر (97) مدرسة داخل مکة المکرمة وفی احیاء متفرقة مثل النکاسة ، وام النبع ، وحارة الیمن ، والحفائر، وغیرها وبلغ عدد الطلاب الملتحقین بها (10262) طالب ، بالإضافة الى ما تم ملاحظته على المبانی وازدحام الطلاب حتى صدر القرار الشهیر من وزیر الداخلیة والذی کان البدایة الحقیقة لانطلاق تعلیم الجالیة البرماویة بصورة منظمة ، والحق جمیع الطلاب المقیمین اقامة نظامیة الى مدارس التعلیم العام ، واختصار عدد المدارس بإشراف تعلیم العاصمة المقدسة ، وتزویدهم بالمقررات الدراسیة لضمان تطبیق مناهج الوزارة ، وقد تم تطبیق ذلک بدایة من العام الدراسی 1414-1415ه حتى وقتنا الحالی ، ( الشیعانی ، 1432، ص 117-118).

واخیراً توصلت دراسة أوضاع الجالیة البرماویة فی مکة المکرمة فی عام 1429ه الى ان نسبة الطلاب الملتحقین بمدارس الجمعیات الخیریة حوالی 16% من عینة الدراسة، (الندوة العالمیة للشباب الاسلامی، 1429).

   وفی التقریر السنوی لهیئة الاشراف على مدارس الجالیات عام 1430ه بلغ عدد المدارس تحت اشراف الهیئة (39) مدرسة بنین وبنات، وبکادر تعلیمی قوامه (459) معلم ومعلمة، بینما بلغ عدد الطلاب والطالبات (7462) طالباً وطالبة، (الشیعانی، 1432، ص 120).

التعلیم الدینی " معهد الحرم المکی الشریف":

    کان التعلیم فی الحرمین الشریفین اعلى مراتب التعلیم الدینی وذلک قبل الحکم السعودی، وکان له الفضل فی نشر العلم الشرعی وتخریج العلماء وحفظ کتاب الله من خلال حلقات المساجد والکتاتیب المنتشرة فی الاحیاء، بالإضافة الى المدارس الملحقة بالحرمین الشریفین وخاصة الملحقة بالحرم الشریف والتی أنشئت لغرض التدریس وقفاً لله على نشر العلم، وعین لها المعلمین، وقد بلغت فی اوائل القرن الربع عشر الهجری أحد عشر مدرسة، (مغربی،4/165-166).

    وفی العهد السعودی تأسس ما یسمى بمعهد الحرم المکی الشریف وهی جهة تعلیمة تابعة لرئاسة شؤون الحرمین الشریفین ، تدرس فیه العلوم الشرعیة فی محیط المسجد الحرام ، فی المرحلتین المتوسطة والثانویة ، ویهدف الى عمارة المسجد الحرام بدروس العلم ، ترسخ منهج الاعتدال والوسطیة ، تخریج علماء یساهمون فی تعلیم ابناء الامة ، تقویة اواصر الاخوة والمحبة بین ابناء المسلمین من کل اقطار العالم الذین یدرسون فی معهد الحرم ، منح الطلاب شهادات تساعدهم على اکمال دراستهم الجامعیة ، ( موقع الرئاسة العامة لشؤون الحرمین ، 2019م ).

   وذکرت دراسة اوضاع الجالیة البرماویة أن نسبة 15% من عینة الدراسة یمارسون اعمالاً تتعلق بالتدریس والامامة وخدمة المساجد وخاصة فی مساجد ومدارس الجالیات، (الندوة العالمیة للشباب الاسلامی، 1429).

    لذلک یعد معهد الحرم من الجهات التعلیمة التی یحرص أهالی الجالیة البرماویة الحاق ابنائهم بها لتعلیمهم العلم الشرعی، وتمکنهم من حفظ کتاب الله وهذا یساعدهم على أن تکون لدیهم مهنة یرزقون منها مثل معلمین فی مدارس الجالیات الخیریة، مدرس حلقات تحفیظ القران بالمساجد، خطباء وأئمة مساجد طوال العام أو فی التراویح فی شهر رمضان المبارک.

المنح الدراسیة لأبناء الجالیة:

     یحصل الطلاب المتمیزین والمتفوقین دراسیاً على منح تعلیمیة مجانیة فی الجامعات السعودیة بعد اکماله مرحلة الثانویة العامة.

الخدمات الصحیة المقدمة للجالیة البرماویة:

 یعتمد نظام الخدمات الصحیة فی المملکة العربیة السعودیة على ثلاث مستویات هی مراکز الرعایة الصحیة الاولیة، والمستشفیات العامة، والمستشفیات الخاصة.

  فی دراسة اوضاع الجالیة البرماویة السابقة اتضح أن الغالبیة من الاسر یترددون على المستشفیات والمستوصفات الخاصة، غیر أن نسبة 20% من عینة الدراسة یذهبون الى الصیدلیات واطباء من نفس الجالیة، أو الاعتماد على الوصفات الشعبیة، (الندوة العالمیة للشباب الاسلامی، 1429).

الرعایة الصحیة الاولیة:

    تمثل الرعایة الصحیة الاولیة المستوى الاول للاتصال بین النظام والافراد، ویعد نواة وقلب النظام الصحی فی المملکة العربیة السعودیة ممثلة وزارة الصحة، لقد صدر المرسوم الوزاری فی عام 1400ه الذی یقضی بدمج المستوصفات والمکاتب الصحیة ومراکز رعایة الامومة والطفولة لتصبح ادارة ووحدة متکاملة بمسمى مراکز الرعایة الصحیة الاولیة، (الیحی، 2010، ص 4).

    یستفید ابناء الجالیة البرماویة کثیراً من العلاج فی المستوصفات الحکومیة وخاصة مراکز الرعایة الاولیة والتی تشمل رعایة الامومة والطفولة من متابعة الحمل للأمهات، وتطعیم الاطفال، والعلاج من الامراض البسیطة وهناک مراکز رعایة اولیة منتشرة فی الاحیاء والقطاعات التی یسکنها ابناء الجالیة البرماویة.

العلاج المجانی فی المستشفیات الحکومیة:

   لسنوات طویلة وخلال العقود الماضیة ضل ابناء الجالیة البرماویة یتعالجون على نفقة الدولة أسوة بالمواطنین وخاصة الجالیة البرماویة تقدیراً لظروفهم، وخاصة بعد تصحیح اوضاعهم واصدار اقامات نظامیة لهم.

   بعد عملیة تصحیح اوضاع الجالیة البرماویة تحت اشراف امارة منطقة مکة المکرمة واصدار اقامات نظامیة أکد مدیر عام الشؤون الصحیة بالعاصمة المقدسة د. مصطفى بلجون فی تصریح له فی صحیفة عکاظ بأنه یستطیع ابناء الجالیة البرماویة العلاج فی المستشفیات الحکومیة بمکة المکرمة بالمجان على نفقة وزارة الصحة فی جمیع المستشفیات -النور التخصصی، الملک فیصل، مدینة الملک عبد الله الطبیة، الملک عبد العزیز، الولادة والاطفال، (العبدلی، 1437ه).

التأمین الطبی:

   الزمت وزارة العمل والتنمیة الاجتماعیة جمیع العاملین ممن تنطبق علیهم شروط العمل فی المملکة العربیة السعودیة ، برسوم خاصة بالتامین الطبی على الافراد والعائلات ، وبالتالی تم تطبیقه على کافة ابناء الجالیات المقیمة فی البلاد ، الذین کانوا فی السابق تقدم لهم الرعایة الصحیة بالمجان ، واصبحت هذه الرسوم عبئاً جدیداً یثقل کاهل ابناء الجالیات ، على الرغم أنه شرط اساسی للحصول على الاقامة او تجدیدها ، وما یواجه ابناء الجالیة البرماویة من مشکلة فی هذا الصدد هو کثرة افراد الاسرة الذین یحتاجون بالضرورة الى رسوم کثیرة لتغطیتهم بالتامین الطبی ، ویعد التأمین فی المملکة الطبی من اکثر الرسوم کلفة فی العالم.

العلاج عن طریق الجمعیات الخیریة الطبیة:

     مازالت الدولة ملتزمة اتجاه الجالیات بصفة عامة والجالیة البرماویة بصفة خاصة فی تقدیم العلاج بالمجان والمساعدة فیه ، حیث تقوم الجمعیات الخیریة الطبیة بدفع رسوم بعض العملیات الطبیة ذات القیمة العالیة ، وشراء الدواء لهم ودفع تکالیف الکشف الطبی والاشعة ونتائج المختبرات ، فالجمعیات الخیریة الطبیة ذات مسؤولیة اجتماعیة اتجاه افراد المجتمع والذی تعد الجالیات جزء منه ، وتمول الجمعیات من الدولة ومن المؤسسات الخیریة المانحة والتجار وأهل الخیر للقیام بدورها وتحقیق اهدافها ، لذلک فأنه بصورة مباشرة أو غیر مباشرة تصل خدمات الدعم العلاج المجانی لهذه الجالیة بناء على ما تتبناه الدولة من سیاسات وقرارات فی هذا الاتجاه وهذا الصدد.

 

الخدمات الاقتصادیة المقدمة للجالیة البرماویة:

الخدمات العامة:

   یعد الحصول على الخدمات العامة المحلیة الاساسیة للبنى التحتیة من أولویات التنمیة الاقتصادیة المحلیة لتنمیة المجتمعات، وهناک العدید من الدراسات تؤکد بأنه یمکن تقسیم الخدمات العامة الى قسمین، البنیة التحتیة وتشمل: تمدید میاه الشرب، الصرف الصحی، شبکات الطاقة، خدمات الاتصالات، خدمات النقل والمواصلات، أما البنیة الفوقیة فتشمل: الجسور، والاسکان، والصحة، والتعلیم وخدمات البیئة والزراعة والصناعة والتجارة الداخلیة، (الشهوان، 2013، ص 120).

  من خلال المشاهدة المباشرة والزیارة المیدانیة لأحیاء الجالیة البرماویة نجد أن الخدمات العامة یشوبها الکثیر من النقص وخاصة فی الصرف الصحی ، وتمدید المیاه ، وشبکات الطاقة تعتمد على التمدیدات الهوائیة أو الارضیة المکشوفة ، وتضعف شبکات الاتصالات وخدمات الانترنت ، ویصعب الوصول الى البیوت والاحیاء بسبب الشوارع الضیقة والازقة والممرات التی لا تکاد تتسع الا لمرور البشر منها ، لذلک تحتاج الجالیات الى الاهتمام بصورة أکثر بالخدمات العامة ، ولکن شملت عملیة التصحیح الحالیة دراسة وافیة لهذه الاحیاء والبدء فی ازالتها وتأهیلها وتعویض أهلها ونقلهم الى احیاء جدیدة تتوفر فیها الخدمات العامة بسهولة.

المهن والحرف الیدویة:

    اشارت دراسة (الغامدی ، 1412ه) الى أن المهن الیدویة الحرفیة تمثل ما یقارب (49.5%) من اجمالی عینة الدراسة وهی مجمل الحرف والمهن التی کانوا یجیدونها فی موطنهم الاصلی قبل قدومهم الى مکة ، وقاموا بممارستها حالیاً ومنها : الخیاطة ، العمل الیدوی ، السباکة ، النجارة ، أعمال البناء ، الحراسة ، قیادة السیارات وغیرها ، والکثیر منهم یمارسون المهن التی تکون داخل البیوت لأسباب رقابیة ویرکزون على مهن الخیاطة والتنجید لوجود مکائن خیاطة فی منازلهم یتناوب علیها الرجال والنساء وینتجون المطرزات ، والکوفیات ، ومنادیل النساء ، واعمال الجلسات المنزلیة ، (الندوة العالمیة للشباب الاسلامی ، 1429، ص 68).  

 وأشارت الدراسة ایضاً الى أن الزراعة والصید تعتبر من أهم المهن التی کانوا یمارسونها بحکم طبیعتهم البیئیة فی موطنهم الاصلی ، حیث وجد أن 2% من اجمالی عینة الدراسة یقومون بصید الاسماک فی سواحل البحر الاحمر (الشعیبة) والتی تبعد عن مکة حوالی 160 کلم ، ولکن سبب عدم الاقبال علیها بسبب عملها فی مناطق مکشوفة للسلطات مما یعرضهم للمسالة القانونیة وقد تؤدی الى ترحیل المخالف منهم ، ومن أهم النتائج أن 77% من عینة الدراسة یرغبون فی مزاولة مهنتی الصید والزراعة اذا اطمئنوا بانهم غیر مطاردین أمنیاً، (الندوة العالمیة للشباب الاسلامی ، 1429، ص 69).

    وذکر الشیعانی فی دراسته حول مدارس الجالیات الخیریة فی مکة المکرمة وأثرها على الدعوة الى الله بأن وضعهم الاقتصادی ضعیف جداً بحیث یمتهن أباءهم المهن التقلیدیة مثل الکهرباء والسباکة والبناء والنجارة وبعض الحرف القدیمة، دخلهم الشهری یتراوح ما بین (500 – 900) ریال شهریاً، (الشیعانی، 1432).

الاحیاء السکنیة:

    تسکن الجالیة البرماویة فی خمسة قطاعات من أصل 43 قطاعاً عشوائیا قرب المنطقة المرکزیة وتشمل " قطاع کدی – قطاع جرول – قطاع الرصیفة، قطاع النکاسة، قطاع الاحیاء المتفرقة" ویوجد فیها (17538) مسکناً تتکون من دور ودورین، ویمتد التأثیر الثقافی السلبی لهؤلاء من خلال ما یحملونه من عادات وتقالید تختلف عما یحمله الشعب السعودی، (باجبیر، 2009م).

   وفی دراسة أوضاع الجالیة البرماویة المقدمة الندوة العالمیة للشباب الاسلامی والمنفذة عن طریق معهد ابحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى والتی سبق الاشارة الیها سابقاً أتضح أنهم یسکنون فی احیاء بالقرب من المنطقة المرکزیة (الحرم) وغالبیة هذه الاحیاء جبلیة ولتوصیف مواقع البرماویین تم توزیعها الى قطاعات – یضم کل قطاع مجموعة من الاحیاء وقد تم تقسیمها وفق عینة الدراسة الى القطاعات منها قطاع النکاسة یقع جنوب الحرم المکی الشریف ویضم تسعة احیاء ویقدر عدد السکان فیه (4985) نسمه، ، وقطاع الرصیفة یقع جنوب غرب الحرم المکی الشریف ویضم ثمانیة احیاء ویقدر عدد السکان فیه (5940) نسمه، وقطاع کدی  یقع جنوب المکی الشریف ویضم عشرة احیاء ویقدر عدد السکان فیه (2765) نسمه ، وقطاع جرول یقع غرب الحرم المکی الشریف ویضم عشرة احیاء ویقدر عدد السکان فیه (18298) نسمه، وقطاع الاحیاء المتفرقة  وهی احیاء تتداخل مع احیاء المواطنین وتقع شمال وغرب مکة المکرمة  وهی بعیدة عن المنطقة المرکزیة ویضم خمسة احیاء، التالیة: (الندوة العالمیة للشباب الاسلامی ، 1429).

   رغم التقسیمات السابقة للأحیاء التی یسکنها البرماویون فی مکة المکرمة الا أنها لا تختلف فی خصائصها عن الاحیاء العشوائیة الهامشیة فی معظم دول العالم ومن هذه الخصائص:

-    طبیعة هذه الاحیاء طبیعة طبوغرافیة صعبة جدا وغیر جاذبة للسکن فیها من قبل افراد المجتمع المحلی کونها تقع فی شعاب یصعب الوصول الیها عن طریق المواصلات بعیدة عن أعین الرقباء، (عبد الباقی، 1412ه).

-    تدهور حالة الطرق وانخفاض مستوى کفاءتها الفنیة من حیث المیول والسعة والتصمیم وانعدام الحد الأدنى من متطلبات السلامة، (الغامدی، 1412ه).

-    یطلق علماء الاجتماع على هذه الاحیاء وصف (احیاء متخلفة) ویقصد بالتخلف هنا المادی والاجتماعی من حیث انخفاض مستوى الحی مادیا واجتماعیاً الى ما دون المتوسط المقبول، حیث یکون التخلف فی المبانی والخدمات والطرق وکذلک مستوى دخل الافراد وثقافة المجتمع تکون متدنیة، (شوقی، 1981م).

-    قیام الغالبیة العظمى منهم ببناء المساکن على اراضی حکومیة غیر مملوکة لاحد، ولکنها مغتصبة بوضع الید وبالتالی تکون غیر نظامیة وبدون ملکیة شرعیة، (الغامدی، 1412ه).

-         قد ینطبق على هذه الاحیاء مصطلح (Ghetto) ویطلق على الاحیاء التی تسکنها جماعات عرقیة معینة فی بعض مناطق داخل المدن لأسباب ودوافع خاصة او تحت ضغوط معینة، (الغامدی، 1412ه).

-    قد تؤدی الخصائص أنفة الذکر الى اتساع الفجوة الاجتماعیة بین البرماویین وغیرهم من الوافدین من الجنسیات الاخرى، وکذلک مع المواطنین السعودیین کونهم یتمرکزن فی مناطق معینة بمکة المکرمة.

-    لذلک نجد أن المستوى المعیشی للجالیة البرماویة بصفة عامة دون المتوسط وغالبیتهم من الفقراء، یعیشون فی احیاء بجوار الحرم على سفوح الجبال، بیوتهم خلیط من المبانی الخراسانیة المسلحة والبیوت الشعبیة والعشش المسقوفة بالحدید (الشینکو)، (الشیعانی، 1432، ص 72).

 

  العمل فی القطاع الحکومی والخاص والخیری:

   یتوزع العدید من البرماویون وخاصة المتعلمین منه على العمل فی القطاع الحکومی وتکون اعمالهم فی الترجمة فی اقسام الشرط وکذلک فی المحاکم، والقیام ببعض الاعمال الاداریة والکتابیة على حسب الحاجة لذلک، کما أنهم ینشطون فی العمل فی القطاع الخاص سواء الشرکات او المؤسسات أو عمال فی المصانع، وینتشرون فی العمل مع الجمعیات الخیریة وفی القطاع الخیری بصفة عامة، وکذلک فی المساجد، وجمعیات تحفیظ القران الکریم، وإمامة المصلین فی التراویح.

  وهذا أثبته الشیعانی فی دراسته عام 1432حول مدارس الجالیات الخیریة فی مکة المکرمة وأثرها على الدعوة الى الله، حیث ذکر أن أبناء الجالیة البرماویة وخاصة الذین ولدوا فی المملکة العمل فی التدریس بالمدارس الخیریة وحلقات التحفیظ وامامة المساجد بعد أن أکملوا المرحلة الثانویة واتموا حفظ کتاب الله، وأصبحوا جزءً لا یتجزأ من المجتمع المکی.

     أن الاعداد المتزایدة لأبناء الجالیة البرماویة سیدفع مستقبلاً نحو ما یسمى بالرکود الاقتصادی، ولن تدور عجلة الاقتصاد بشکلها الصحیح مع وجود طاقات معطلة لا یتم استثمارها بسبب قدراتهم الشرائیة المعطلة، کما أنه مالم یتم تعلیمهم وتدریبهم بشکل سلیم، وتحمل الحکومة دفع خدمات صحیة وتعلیمیة لهم والا سیکونون عبئاً على المجتمع، لذا یجب اعطائهم الحق فی العمل، وایجاد حلول جذریة اقتصادیة تساعدهم على التکیف مع المجتمع فی شتی المجالات، (الثقفی، 2015م).

   یستفید أبناء الجالیة البرماویة من تقدیم کافة الخدمات العامة أنفة الذکر سواسیة مع المواطن السعودی کونه یعیش على أرض المملکة، کما أنه یستفید مباشرة من خلال ایجاد فرص عمل مرتبطة بهذه الخدمات خاصة ما یقدم من قبل القطاع الخاص کونه أکثر مرونة وملائمة لوضعهم القانونی والاقتصادی داخل البلاد، فیجدون فرص وظیفیة تساعدهم على تلبیة احتیاجاتهم الاقتصادیة والمعیشیة داخل البلاد.

الخدمات الاجتماعیة المقدمة للجالیة البرماویة:

    لقد تأثرت دول مجلس التعاون الخلیجی تأثیراً سلبیاً بحجم الوافدین على أراضیها والذین أتوا من اجل العمل ومنهم من استوطن فیها لعدة عقود من السنوات، مما ادى الى صغر حجم القاعدة السکانیة المواطنة، حیث تراجعت نسبة السکان المواطنین الى نحو (60.3%) منذ عام 1985م، وأن کان مدى التأثیر الدیمغرافی السلبی یختلف من دولة الى أخرى، (الصباح، 1989).

   بناء على دراسة بحثیة واستقصائیة قدمت عن طریق معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج والعمرة خصصت لدراسة أوضاع الجالیة البرماویة أن (25% ) منهم یرغبون فی العودة الى بلدهم الاصلی ، وبالنظر الى الوضع المعیشی واستشراف المستقبل للحیاة الاجتماعیة مع تغیر المعطیات ووجود أکثر من (500.000) الف برماوی فی السعودیة یتمرکز اغلبهم فی مکة المکرمة تمحورت  الدراسة حول طبوغرافیة الجالیة البرماویة فی مکة المکرمة، وتطرقت إلى إمکانیة رجوعهم إلى بلدهم أو مدى إمکانیة نقلهم إلى خارج مکة تجاه مدن وقرى أخرى أو على الأقل نقلهم من الأحیاء العشوائیة إلى أخرى منظمة ، (الثقفی ، 2015م).

  واشارة نفس الدراسة السابقة الى أن حجم الاسرة الذین یتکون افرادها من (5-10) افراد تشکل 50 % من عینة الدراسة وهذا یدل على أن لدیهم الرغبة فی زیادة اعدادهم وتکاثرهم داخل البلاد، کما توصلت الدراسة الى ان الغالبیة العظمى من افراد العینة تمت ولادتهم ونشأتهم فی المملکة العربیة السعودیة بنسبة 70%، مقارنة بالذین ولدوا فی بورما حیث لم یتجاوزا 20% من عینة الدراسة، وهذا یعطی مؤشراً بأن ولائهم قد یکون للملکة العربیة السعودیة بحکم النشأة، (الندوة العالمیة للشباب الاسلامی، 1429).

     رغم تواجد ابناء الجالیة البرماویة على ارض الوطن لسنوات عدة الا أنهم یجدون صعوبة فی اتقان اللغة وفهم العادات والتقالید الاجتماعیة والاندماج فی المجتمع بصورة عمیقة رغم أن هذا الامر لا ینطبق علیهم جمیعاً فنجد المتعلمین أکثر اندماجاً من الاخرین، ومما یدل على ذلک تواجدهم فی احیاء عشوائیة تضم الغالبیة العظمى منهم تفتقر احیاناً لمعظم الخدمات العامة الا أنهم یسکنون فیها ولا یفضلون الانتقال الى احیاء غالبیتها من السعودیین.

مکاتب تنسیق الجالیات:

    ینتشر فی الاحیاء الخاصة بالجالیات ما یسمى بمکاتب الجالیة، حیث تقوم بالتعریف علیهم والوصول إلیهم إذا تم استدعائهم من قبل الجهات الحکومیة، وتقدیم الدعوة والنصح والارشاد لهم وتکون بمثابة حلقة الوصل بین الجهات الرسمیة وابناء الجالیة، وتتبع هذه المکاتب فی تنظیمها لمکاتب الدعوة والارشاد، وتقوم بدور اجتماعی یتمثل فی عمل رقابی منظم یساعد ابناء الجالیة فی الحصول على الخدمات والسعی فی تسویة الخلافات فیما بینهم عن طریق الاصلاح الاجتماعی.

البرامج الاجتماعیة عن طریق الجمعیات الخیریة:

   تقدم الجهات الخیریة متمثلة فی الجمعیات الخیریة المساعدات العینیة المباشرة ومنها رعایة الفقراء والاسر المحتاجة وفق نطاق معین ، وکذلک رعایة الایتام والمساکین وتقدیم کل ما من شأنه مساعدة الاسرة وفق شروط والیات لا تجعلهم یتکلون علی الجهات الخیریة فیصبحوا عالة على المجتمع ، کما تقدم الجهات الخیریة بعض البرامج المناسبة لهم والتی تساعدهم على التأهیل وبناء المهارات اللازمة لبعض الفئات منهم ، تقدیم المشاریع المناسبة لاحتیاجاتهم عن طریق ما یسمى جمعیات مجالس الاحیاء والتی لدیها برامج متعددة ومتنوعة ومنها الاحتفال بالأعیاد ، والقوافل الصحیة ، والحملات التوعویة ، والسلال الغذائیة ، والدوریات الریاضیة ، والدورات التدریبیة وغیرها من البرامج التی تقدم عن طریق الجمعیات والمؤسسات الخیریة خدمة لأبناء الجالیة. 

برنامج تصحیح اوضاع الجالیة البرماویة:

    تبنت امارة منطقة مکة المکرمة بالتعاون مع العدید من الجهات الحکومیة ذات العلاقة والصلة بتصحیح اوضاع الجالیة البرماویة ،حیث قام البرنامج بعدة انجازات وخطوات وتقدیم العدید من الخدمات منها تجدید الاقامات المنتهیة لعدة سنوات مضت والاعفاء من الغرامات المتراکمة المترتبة علیها ، والغاء بلاغات الهروب بسبب عدم التواصل مع کفلائهم ،کما تم احالة ما یقارب (70428) شخصاً الى محکمة الاحوال الشخصیة لأثبات الزوجیة والبنوة والاعالة ، وشمل التصحیح الوضع العمالی حیث تم تغیر المهن لمن لا یحمل مهنة فردیة أو عمالیة حسب احتیاج صاحب العمل، واعتماد برنامج تحفیز المنشآت (نطاقات) باحتساب العامل البرماوی الواحد بربع عامل وافد ، وابقاء العاملات البرماویات على کفالة العائل واستثنائهن من نقل کفالتهن الى المنشآت التی یرغبن العمل فیها، وکذلک تم تحصینهم اثناء مراجعتهم لعملیة التصحیح ضد الامراض الوبائیة المعدیة (الدرن، الحمى الشوکیة، الکزاز، الانفلونزا الموسمیة) وذلک لأکثر من حوالی 83.000 الف مستفید برماوی ، واستقبال الحالات المرضیة الطارئة وتحویلها الى المستشفیات الحکومیة فی مکة المکرمة وبلغت أکثر من 750 حالة، وعلاج الحالات المصابة بالکبد الوبائی (B.C) البالغة (2257)، وبلغ اجمالی التکلفة المالیة لتقدیم الخدمات الطبیة والوقائیة والعلاجیة ما یقارب 782 ملیون ریال سعودی، وتم تصحیح وضع الطلاب والطالبات بالمراحل الدراسیة الثلاث الابتدائیة والمتوسطة والثانویة سواء فی المدارس الخیریة البالغة (121) مدرسة، او الحکومیة التی بلغ عدد الطلاب بها (62,650) الف طالب وطالبة، کما استفاد من برامج المنح الجامعیة الطلبة المتفوقین بما یقارب (1307) طالب وطالبة، ومن ابرز الخدمات الاجتماعیة المجانیة المقدمة أثناء عملیة التصحیح تقدیم الوجبات الیومیة لأکثر من 1500 مستفید من الجنسین طیلة فترة التصحیح ، وسقیا الماء بما یقارب (2000) الفی عبوة یومیاً، وکذلک تقدیم الرعایة الصحیة المجانیة عن طریق جمعیة زمزم وجمعیة شفاء لعدد (11.682) مستفیداً مینماریاً، واکدت المفوضیة السامیة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئین أن تصحیح اوضاع الجالیة البرماویة تجربة رائدة یمکن الاستفادة منها وتعمیمها على دول العالم، وکرمت المملکة العربیة السعودیة نظیر جهودها الانسانیة. (صحیفة سبق، 2017).

  وساهم تصحیح اوضاع الجالیة البرماویة فی حصر اعدادهم وتقدیم الخدمات الضروریة واللازمة لهم، والاهتمام بمشکلاتهم والمعوقات التی تحول دون الاستفادة من الخدمات الحکومیة المقدمة لهم، ومازالت الحکومة السعودیة ملتزمة بمساعدة هذه الجالیة وحفظ کرامتهم وضمان العیش الکریم لهم بالإضافة الى تبنی قضیتهم فی المنظمات الدولیة ومحاولة ایجاد حلول سیاسیة ودبلوماسیة لرفع المعناة عنهم والاعتراف بحقوقهم الشرعیة ومنها العودة الى موطنهم الاصلی مع الضمان عدم المساس بهم أو اضطهادهم وتشریدهم وتهجیرهم قسراً من موطنهم الاصلی، (صحیفة سبق ، 2017م).

 

نوع البحث: بحث وصفی لتحلیل مضمون المسح الادبی لما کُتب عن الجالیة البرماویة من حیث طبیعتها والتعرف علیها وعلى الخدمات المقدمة لهم.

منهج البحث:

    یعتمد هذا البحث على منهج تحلیل المضمون أحد مناهج البحث العلمی المستخدمة فی الدراسات الاجتماعیة، فهو یعتمد على جمع وتحلیل المواد العلمیة المکتوبة فی هذ المجال سواء کانت فی وسائل الاعلام أو الکتب أو الدارسات والبحوث العلمیة، کما أنه المنهج یعتمد على الجانب النظری لا المیدانی.

حدود البحث:

الحدود البشریة: یقوم هذا البحث على جمع المادة العلمیة المکتوبة عن الجالیة البرماویة أو یسمى (الروهینجیا) من الناحیة التاریخیة والاوضاع الحالیة لمعیشتهم.

الحدود المکانیة: یقوم الباحث بجمع المعلومات والتعرف على طبیعة الجالیة البرماویة المقیمة فی المملکة العربیة السعودیة وخاصة المقیمة فی مکة المکرمة.

الحدود الزمانیة: حدد الباحث الفصل الدراسی الثانی لعام 1439/1440هـ فترة زمنیة لجمع المادة العلمیة ووصفها وتحلیها، الذی یبدأ فی غرة شهر جمادى الاولى لعام 1440هـ حتى منتصف شهر شعبان 1440هـ. 

الاداة المستخدمة فی البحث: یستخدم البحث المسح الادبی النظری باستخدام منهج تحلیل المضمون لمحتوى ما کتب عن الجالیة البرماویة فی الصحف والمجلات والکتب العلمیة والتاریخیة والدراسات والبحوث العلمیة، بما یتناسب مع اهداف هذا البحث.

نتائج البحث:

   لقد استخدم الباحث منهج تحلیل المضمون لتحقیق أهداف البحث والاجابة على تساؤلاته من خلال تحلیل مضمون المسح الادبی المکتوب عن أوضاع الجالیة البرماویة فی الکتب والمجلات العلمیة والمقالات والاخبار فی الصحف الیومیة، والدراسات والبحوث العلمیة وکانت النتائج على النحو التالی:

ما طبیعة الجالیة البرماویة فی مکة المکرمة؟

  • أتضح من خلال البحث فی المسح الادبی أن الموطن الاصلی للجالیة البرماویة المقیمة حالیاً فی المملکة العربیة السعودیة ویطلق علیهم (الروهینجیا أو الارکانین) نسبة الى إقلیم أراکان الذی یقع جنوب البلاد، وهو ما یسمى الیوم باتحاد مینمار وتقع فی جنوب شرق آسیا، دولة ذات مساحة کبیرة، یحدها من الشمال الصین، ومن الجنوب خلیج البنغال وتایلند، ومن الشرق تایلند والصین وجمهوریة لاوس، ومن الغرب خلیج البنغال وبنغلادیش وهی تتکون من عدة ولایات من أهمها ولایة (أراکان) التی یتمرکز بها المسلمون شعب (الروهینجیا) ویمثلون (15%) من نسبة السکان والذی یبلغ عددهم 5 ملیون نسمه.
  • تثبت الکتابات أن مسلمو الروهینجیا تعرضوا الى أسوء مظاهر انتهاک حقوق الانسان فی العصر الحدیث ومنها لهجرة القسریة وطمس الهویة الثقافیة والدینیة واعتبارهم مواطنین غیر شرعیین فی بلدهم وارضهم وموطنهم الاصلی وحسب تقاریر المنظمات الدولیة تعرضوا لهجرات متتالیة عبر التاریخ لأسباب عرقیة فاشیة دینیة مقیته، بالإضافة الى السجن والتعذیب والقتل والسخرة ومصادرة الارضی والممتلکات وفرض الضرائب الجائرة والتنکیل وحروب الابادة، مما أدى الى تشریدهم فی العالم الاسلامی فی ظروف بیئیة قاسیة ادت الى هلاک العدید منهم، وکان للمملکة العربیة السعودیة نصیب من استقبال هؤلاء المهجرین من بلدهم الاصلی.
  • هاجر مسلمو الجالیة البرماویة فراراً بحیاتهم ودینهم الى أرض الحرمین الشریفین وقد هاجروا على دفعات وفی موجات من الهجرة عبر سنین وعقود بدأت منذ عام 1368هـ حتى عام 1391هـ وکان عددهم بالألف فمنهم من دخل عبر الحدود ماشیاً على الاقدام عن طریق الیمن والاردن، ومنهم من تم استقباله عن طریق الحج والعمرة، وقصدوا المدینتین المقدستین (مکة المکرمة، المدینة المنورة) والمدن المجاورة لها، وسکنوا بها واستوطنوا حتى یومنا هذا، ویترکز عددهم الاکبر فی مکة المکرمة فی احیاء بجوار الحرم المکی الشریف.
  • ازداد عدد أفراد وأسر الجالیة البرماویة وتضاعفت اعدادهم حیث هاجروا الى المملکة العربیة السعودیة بضع مئات ویقدر عددهم الیوم فی المملکة العربیة السعودیة بحوالی نصف ملیون نسمه، وهذه الاعداد بحاجة ماسة الى رعایة وخدمات مختلفة تساعدهم على العیش، مما جعل الدولة تصحح أوضاعهم وتقدر حجم احتیاجاتهم، وتتعرف على المخاطر الامنیة والاقتصادیة والاجتماعیة الناتجة عن استمرارهم کمقیمین على أرضیهم ویتعذر عودتهم الى موطنهم الأصلی.

ما الخدمات المقدمة للجالیة البرماویة من الناحیة التعلیمیة والصحیة والاقتصادیة والاجتماعیة فی مکة المکرمة؟

  • أن التعلیم ضرورة انسانیة وحاجة ملحة وحق من حقوق أی أنسان فی أی بلد سواء کان مواطناً أو مقیم ولقد التزمت الدولة السعودیة بحق ابناء الجالیة البرماویة فی التعلیم لذلک صدر قرار وزیر الداخلیة رقم 12268 وتاریخ:15/12/1413هـ ، بضرورة الحاقهم بالمدارس النظامیة الحکومیة وانشاء مدارس خیریة خاصة بهم لمن لیس لدیه اقامة نظامیة تحت اشراف وزارة التعلیم حتى وصل عدد المدارس فی تلک الفترة  أکثر من 55 مدرسة، وفیما تم تکلیف هیئة للأشراف على مدارس الجالیات ففی تقریرها عام 1430ه افادت بأنه عملت معاییر ودمج للعدید من المدارس ومراقبتها وتزویدها بما تحتاج الیه حیث بلغ عدد المدارس تحت اشراف الهیئة (39 ) مدرسة بنین وبنات، وبکادر تعلیمی قوامه (459) معلم ومعلمة، بینما بلغ عدد الطلاب والطالبات (7462) طالباً وطالبة، ومازال یقدم التعلیم لأبناء الجالیة مجاناً دون رسوم مساوة بالمواطنین الاصلین سواء فی التعلیم الحکومی العام او بعض المعاهد المتخصصة مثل معهد الحرم ومدراس الجالیات الخیریة، ولقد أثبتت احدى دراسات اوضاع الجالیة البرماویة الى أن نسبة الامیة فی الجالیة البرماویة وفق عینة الدراسة لا یتجاوزن 17%، بینما الغالبیة العظمى منهم توزعوا بین مراحل التعلیم المختلفة ابتدأ بمن یقرا ویکتب حتى التعلیم الجامعی بنسبة 69% من عینة الدراسة، وهذا یدل على أنه هناک استعداد ومیول ورغبة فی الاتجاه الى التعلیم، وان الدولة تسعى جاهدة الى تحسین وضعهم التعلیمی وتحفیزهم لذلک.
  • اما الخدمات الصحیة فتشمل الرعایة الصحیة الاولیة ویستفید ابناء الجالیة البرماویة کثیراً من العلاج فی المستوصفات الحکومیة وخاصة مراکز الرعایة الاولیة والتی تشمل رعایة الامومة والطفولة من متابعة الحمل للأمهات، وتطعیم الاطفال ، والعلاج من الامراض البسیطة وهناک مراکز رعایة اولیة منتشرة فی الاحیاء والقطاعات التی یسکنها ابناء الجالیة البرماویة، اما العلاج فی المستشفیات الحکومیة فبعد عملیة تصحیح اوضاعهم تحت اشراف امارة منطقة مکة المکرمة واصدار اقامات نظامیة أکد مدیر عام الشؤون الصحیة بالعاصمة المقدسة فی تصریح له فی صحیفة عکاظ بأنه یستطیع ابناء الجالیة البرماویة العلاج فی المستشفیات الحکومیة بمکة المکرمة بالمجان على نفقة وزارة الصحة فی جمیع المستشفیات، بالإضافة الى توفیر التأمین الطبی الملزم لهم على اصحاب العمل للعلاج فی المستشفیات الخاصة، وکذلک اتحات الفرصة لهم فی العلاج عن طریق الجمعیات الخیریة الطبیة المتخصصة فی المجال الصحی ودفع تکالیف الکشف والعملیات والعلاج من الصیدلیات، وفی دراسة اوضاع الجالیة البرماویة السابقة اتضح أن الغالبیة من الاسر یترددون على المستشفیات والمستوصفات الخاصة، غیر أن نسبة 20% من عینة الدراسة یذهبون الى الصیدلیات واطباء من نفس الجالیة، أو الاعتماد على الوصفات الشعبیة لان اقاماتهم غیر نظامیة.
  • لقد أثبتت دراسة الشیعانی 1432هـ بأن وضعهم الاقتصادی بصفه عامة ضعیف جداً بحیث یمتهن أباءهم المهن التقلیدیة مثل الکهرباء والسباکة والبناء والنجارة وبعض الحرف القدیمة ، وأن دخلهم الشهری یتراوح ما بین (500 – 900) ریال شهریاً ، فیما نجد أن من ضمن الخدمات الحکومیة التی تقدم لهم الخدمات العامة وهی تمدید میاه الشرب، الصرف الصحی، شبکات الطاقة، خدمات الاتصالات، خدمات النقل والمواصلات فی الاحیاء الخاصة بهم، ولکنها تحتاج الى تطویر وتأهیل یشمل فی بعض الاحیاء الى الازالة وتعویض اهلها ونقلهم الى احیاء افضل منها وهذا ما یحصل حالیاً فی کثیر من الاحیاء التی یسکنون فیها، کما نجد أن المهن والحرف الیدویة وهی مجمل الحرف والمهن التی کانوا یجیدونها فی موطنهم الاصلی قبل قدومهم الى مکة ، وقاموا بممارستها حالیاً ومنها : الخیاطة ، العمل الیدوی، السباکة، النجارة، أعمال البناء، الحراسة، قیادة السیارات وغیرها، وهذه المهن هی من تساعدهم على تحمل اعباء الحیاة والعیش منها، ویعد السکن مظهر من مظاهر الحالة الاقتصادیة حیث یسکن البرماویون فی خمس قطاعات من أصل 43 قطاعاً عشوائیا قرب المنطقة المرکزیة وتشمل " قطاع کدی – قطاع جرول – قطاع الرصیفة ، قطاع النکاسة، قطاع الاحیاء المتفرقة، وهذه المساکن والاحیاء تعکس وضعهم الاقتصادی والمادی والمعیشی المنخفض، کما أنهم ینشطون فی العمل داخل المؤسسات الحکومیة والخاصة والقطاع الخیری حسب الامکانیات والمؤهلات الدراسیة لدیهم ،ومن هذه المهن نظافة المساجد ، والتدریس فی جمعیات تحفیظ القران الکریم، وإمامة المصلین فی المساجد و التراویح فی رمضان.
  • أما الخدمات الاجتماعیة أتضح من خلل دراسة اوضاع الجالیة البرماویة المقدمة عن طریق الندوة العالمیة للشباب الاسلامی أن 25% من عینة الدراسة یرغبون فی العودة الى بلدهم الاصلی، کما توصلت الدراسة الى ان الغالبیة العظمى من افراد العینة تمت ولادتهم ونشأتهم فی المملکة العربیة السعودیة بنسبة 70%، مقارنة بالذین ولدوا فی بورما حیث لم یتجاوزا 20% من عینة الدراسة، کما ینتشر فی الاحیاء الخاصة بالجالیات ما یسمى بمکاتب الجالیة، و تقوم هذه المکاتب بالتعریف علیهم والوصول الیهم اذا تم استدعائهم من قبل الجهات الحکومیة، وتقدیم الدعوة والنصح والارشاد لهم وتکون بمثابة حلقة الوصل بین الجهات الرسمیة وابناء الجالیة، وتتبع هذه المکاتب فی تنظیمها لمکاتب الدعوة والارشاد، وتقوم بدور اجتماعی یتمثل فی عمل رقابی منظم یساعد ابناء الجالیة فی الحصول على الخدمات والسعی فی تسویة الخلافات فیما بینهم عن طریق الاصلاح الاجتماعی، کما تقدم الجهات الخیریة متمثلة فی الجمعیات الخیریة المساعدات العینیة المباشرة ومنها رعایة الفقراء والاسر المحتاجة وفق نطاق معین، وکذلک رعایة الایتام والمساکین وتقدیم کل ما من شأنه مساعدة الاسرة وفق شروط والیات لا تجعلهم یتکلون علی الجهات الخیریة فیصبحوا عالة على المجتمع، وتشمل الاحتفال بالأعیاد، والقوافل الصحیة، والحملات التوعویة، والسلال الغذائیة، والدوریات الریاضیة، والدورات التدریبیة وغیرها.

  ومن أهم البرامج الاجتماعیة والقانونیة فی الوقت الحالی والذی یعتبر نقلة حقیقیة فی معالجة أوضاع الجالیة البرماویة فی المملکة برنامج تصحیح أوضاع الجالیة البرماویة، حیث تبنت امارة منطقة مکة المکرمة بالتعاون مع العدید من الجهات الحکومیة ذات العلاقة والصلة برنامج تصحیح اوضاع الجالیة البرماویة، حیث قام البرنامج بعدة انجازات وخطوات وتقدیم العدید من الخدمات منها:

  • تجدید الاقامات المنتهیة لعدة سنوات مضت والاعفاء من الغرامات المتراکمة المترتبة علیها، والغاء بلاغات الهروب بسبب عدم التواصل مع کفلائهم، وشمل التصحیح الوضع العمالی حیث تم تغیر المهن لمن لا یحمل مهنة فردیة أو عمالیة حسب احتیاج صاحب العمل، واعتماد برنامج تحفیز المنشآت (نطاقات) باحتساب العامل البرماوی الواحد بربع عامل وافد، وابقاء العاملات البرماویات على کفالة العائل واستثنائهن من نقل کفالتهن الى المنشآت التی یرغبن العمل فیها.
  • § احالة اعداد منهم الى محکمة الاحوال الشخصیة لأثبات الزوجیة والبنوة والاعالة.
  • § التحصین ضد الامراض الوبائیة المعدیة (الدرن، الحمى الشوکیة، الکزاز، الانفلونزا الموسمیة، وعلاج الحالات المصابة بالکبد الوبائی (B.C)، واستقبال الحالات المرضیة الطارئة وتحویلها الى المستشفیات الحکومیة فی مکة المکرمة.
  • § تصحیح وضع الطلاب والطالبات بالمراحل الدراسیة الثلاث الابتدائیة والمتوسطة والثانویة سواء فی المدارس الخیریة، او الحکومیة، وکذلک الاستفادة من برامج المنح الجامعیة الطلبة.
  • § تقدیم الخدمات الاجتماعیة المجانیة المقدمة أثناء عملیة التصحیح، تقدیم الوجبات الیومیة للجنسین، وسقیا الماء، وکذلک تقدیم الرعایة الصحیة المجانیة عن طریق جمعیة زمزم وجمعیة شفاء.

  وساهم تصحیح اوضاع الجالیة البرماویة فی حصر اعدادهم وتقدیم الخدمات الضروریة واللازمة لهم، والاهتمام بمشکلاتهم والمعوقات التی تحول دون الاستفادة من الخدمات الحکومیة المقدمة لهم، ومازالت الحکومة السعودیة ملتزمة بمساعدة هذه الجالیة وحفظ کرامتهم وضمان العیش الکریم لهم بالإضافة الى تبنی قضیتهم فی المنظمات الدولیة ومحاولة ایجاد حلول سیاسیة ودبلوماسیة لرفع المعناة عنهم والاعتراف بحقوقهم الشرعیة ومنها العودة الى موطنهم الاصلی مع الضمان عدم المساس بهم أو اضطهادهم وتشریدهم وتهجیرهم قسراً من موطنهم الاصلی.

التوصیات:

    بناء على النتائج التی توصل لها الباحث من خلال المنهج الاستقرائی والمسح الادبی لبعض ما کُتب عن الجالیة البرماویة من الناحیة التاریخیة فی الکتب والمجلات العلمیة والمقالات والاخبار فی الصحف الیومیة، والدراسات والبحوث العلمیة، فأنه یمکن الوصول الى التوصیات التالیة:

  1. استکمال حصر اعدادهم وتحدید اماکن تواجدهم وتصحیح وضعهم القانوی لمن هم داخل البلد حالیاً.
  2. التصدی لزیادة عددهم عن طریق الهجرة غیر الشرعیة والدخول الى البلاد بصورة غیر نظامیة فی المستقبل.
  3. الاستمرار فی مناصرة قضایاهم فی المنظمات الدولیة والعمل على اعادة حقوقهم ومحاولة اعادتهم لموطنهم الاصلی مع ضمان حمایتهم وعدم الاعتداء علیهم لیحظوا بکامل حقوقهم الانسانیة والعودة الى اراضیهم وممتلکاتهم.
  4. السماح لکل فئاتهم بالتعلیم فی کل المراحل التعلیمیة وتوفیر قبولهم فی التعلیم الحکومی او التعلیم الخیری تحت اشراف وزارة التعلیم.
  5. تحسین أوضاعهم الاقتصادیة والمعیشیة من خلال تخفیف الرسوم علیهم والسماح لهم بمزاولة المهن التی یجیدونها ومنحهم رخص العمل النظامیة.
  6. تمکینهم من العلاج المجانی للحالات المستعصیة والطارئة والعملیات المکلفة مادیاً سواء فی المستشفیات الحکومیة أو الخاصة أو عن طرق الجمعیات الخیریة.
  7. تقدیم البرامج الاجتماعیة اللازمة لمساعدتهم سواء برامج الاغاثة أو برامج التأهیل والتدریب، والبرامج الاجتماعیة الترفیهیة، وبرامج دمجهم فی المجتمع.
  8. تحسین بیئاتهم واحیائهم العشوائیة عن طریق التأهیل أو الازالة أو التعویض المادی أو نقلهم الى احیاء أکثر ملائمة للعیش الکریم.  

 

الخاتمة

        الحمد لله والصلاة والسلام على نبینا محمد وعلى آلة وصحبه اجمعین                     .. أما بعد

  عرف الانسان منذ القدم الهجرة فی سعیه للتکیف مع الطبیعة التی یهاجر الیها، والتی غالباً تتوافر فیها سبل العیش الکریم له ولأفراد أسرته أو عشیرته، وکانت الهجرة فی القدم على شکل جماعات بهدف البقاء على قید الحیاة، هرباً من الجفاف، وموجات الجراد، والجوع، والغزو والحروب، لذا کانت الهجرة فی ذلک العصر حتمیة لا مفر منها، ولکن کانت تلک الهجرات دون قید او شرط أو اذن بالانتقال من مکان الى أخر سوى أنه لا بد أن یکون ملائماً للعیش فیه معتمدین فی ذلک على الزراعة والصناعات التقلیدیة.

      لذلک نجد هجرة الجالیة البرماویة هجرة قسریة حتمیة ممزوجة بالقسوة والشدة والظروف الانسانیة الصعبة، فاختاروا بلد الدین والامان والاستقرار والعدل والمساواة وأطهر بقاع الدنیا، واحتضنتهم البلاد والعباد على مدى العقود لیحضوا برعایة خاصة کخاصة قضیتهم بین شعوب العالم، ومناصرة قضایاهم فی کل المحافل الاقلیمیة والدولیة حتى یومنا الحالی.

        أن هذه البلاد منذ تأسیسها وهی قائمة على مبادئ العدل والمساواة بین المواطنین والمقیمین وحفظ حقوق الجمیع، ولقد ناصرة هذه الجالیة فی اوضاع اقتصادیة صعبة للبلاد ولن تتخلی عنهم بعد هذا العهد الزاخر ولله الحمد، ان ما وجده الباحث من تقاریر ودراسات علمیة واخبار صحفیة، یدل على اهتمام الدولة بهذه الجالیة واعطائها أولویة خاصة فی التنظیم والرعایة والاهتمام، فی الشأن القانونی والاقتصادی والتعلیمی والصحی والاجتماعی، مراعاة لظروفهم واحوالهم المعیشة ونصرة لقضیتهم الازلیة.

    أن ما یقدم من خدمات لهذه الجالیة بحاجة الى تقییم میدانی للتأکد من قیمة ما ینفق ویبذل لخدمتهم فیتم تعزیز ذلک، والتعرف على جوانب القصور والاهمال أن وجد والقیام على معالجته وتقیمه وتقدیم الحلول المناسبة له ولن یتم ذلک الا بدراسة میدانیة تقییمیة لأوضاع واحوال هذه الجالیة البرماویة، واتطلع الى أن یکون هذا البحث بدایة مشجعة للباحثین والمتخصصین والمهتمین لمزید من البحوث والدراسات فی هذا المجال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع العربیة:

  1. ابو النصر، مدحت محمد (2008) ادار الجودة الشاملة فی مجال الخدمات، مجموعة النیل العربیة، القاهرة.
  2. ابن منظور/ 3 / 490.
  3. ادارة لجنة مدارس الآفارقة، (1427)، تقریر المدارس الخیریة للأوقاف.
  4. باجبیر، عبد الله (2009م)، وما إدراک ما البرماویة، صحیفة الاقتصادیة، الجمعة 1مایو 2009م.
  5. برکان، فایزة، (2016م)، ألیات التصدی للهجرة غیر الشرعیة، دار الفکر والقانون للنشر والتوزیع، مصر، ط 1
  6. الثقفی، طارق (2015م)، ربع البرماویون یؤیدون العودة الى بلادهم، صحیفة مکة، الاحد 23 جمادى الاولى 1436هـ، 15 مارس 2015م.
  7. جمیل صلیبا: المعجم الفلسفی، ج 2، بیروت 1982 ص 379. کذلک راجع: عبد المنعم الحفنی: المعجم الفلسفی، القاهرة 1990 ص 321. وکذلک، مراد وهبة: المعجم الفلسفی، ط3، القاهرة 1979 ص 407
  8. حمزاوی، سهى، سهیر لعور (2017)، التخطیط للخدمات التعلیمیة فی المدن العربیة، مجلة العلوم الانسانیة، العدد الثامن، الجزء 2، الجزائر
  9. الخطیب، سلوى عبد الحمید (2016م)، مناهج البحث العلمی ودلیل الطالب فی کتابة الرسائل العلمیة، الشقری للنشر وتقنیات المعلومات، الریاض، ط1
  10. صحیفة سبق الالکترونیة، تقریر تصحیح اوضاع أکثر من 190 ألف برماوی، 25 ینایر 2017 م.
  11. زاید، مصطفى محمد (1983) نظریات التعلم وتطبیقاته التربویة، الجزائر، دیوان المطبوعات الجامعیة.
  12. عیاش، عدنان حسین، (2017)، مأساة مسلمی میانیمار (بورما)، مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعیة، العدد 42.
  13. الشهوان، نوفل قاسم (3013م)، دور الخدمات البلدیة فی التنمیة الاقتصادیة المحلیة، جامعة الموصل، مجلة دراسات إقلیمیة، العدد 9
  14. الشیعانی، محمد حسین، (1432هـ)، مدارس الجالیات الخیریة فی مکة المکرمة وأثرها على الدعوة الى الله، الجامعة الاسلامیة بالمدینة المنورة، کلیة الدعوة واصول الدین.
  15. شوقی، عبد المنعم، (1981)، مجتمع المدینة – علم الاجتماع الحضری، دار النهضة العربیة، بیروت.
  16. الغامدی، عبد العزیز صقر، (1412)، دراسة عن الترکیزات السکانیة بمدینة مکة المکرمة، الجالیة الإندونیسیة، مرکز ابحاث مکافحة الجریمة بوزارة الداخلیة، المملکة العربیة السعودیة.
  17. العبدلی، عبد الله راجح (1437ه)، العلاج مجانی لأبناء الجالیة، صحیفة عکاظ، الاربعاء 27 صفر 1437ه.
  18. عبد المؤمن، على معمر (2006م)، التکیف الاجتماعی والثقافی للمهاجرین فی المجتمع اللیبی، طرابلس، المرکز العالی للدراسات وابحاث الکتاب الاخضر، ط 1
  19. عبد الباقی، مصطفى الحاج، أهمیة التحلیل الطوبوغرافی فی تخطیط المناطق الجبلیة، بحث مقدم للندوة الجغرافیة الرابعة بقسم الجغرافیا، جامعة ام القری، 19-21 شعبان 1412هـ.
  20. عبد الرحمن، أبو معاذ احمد (1424ه)، مسلمو أراکان وستون عاماً من الاضطهاد، بلا ناشر، الطبعة الاولى.
  21. عز الدین، مدثر حسن، ایمن مصطفى العرموطی، (2016)، درجة رضا الطلبة على الخدمات التعلیمیة – جامعة ابو ضبی – فرع العین، مجلة العلوم التربویة، مجلد 3، ملحق 3
  22. العنزی، عوض خلف (2008)، إدارة جودة الخدمات العامة "المفاهیم واسالیب التطویر " الفلاح للنشر والتوزیع، ط 1
  23. فلیسی، لیندة، (2012)، واقع جودة الخدمات ودورها فی تحقیق الاداء المتمیز، رسالة ماجستیر، جامعة محمد بوقرة، بومرداس، الجزائر.
  24. الکردی، خالد ابراهیم (2015م)، الهجرة غیر الشرعیة الابعاد الامنیة والانسانیة، ندوة علمیة، المغرب، سطات.
  25. الاقلیات المسلمة فی العالم، ظروفها المعاصرة، آمالها، وآلامها 2/609-615و مجموعة الباحثین، البلدان الاسلامیة والاقلیات المسلمة فی العالم المعاصر، 596-697.
  26. مجلس منطقة مکة المکرمة، وحدة الدراسات والتطویر، دراسة عن ظاهرة الاستیطان غیر الشرعی فی المملکة العربیة السعودیة.
  27. معجم المعانی / مفهوم خدمه / موقع الکترونی على شبکة الانترنت /2019م.
  28. المعجم الوسیط /1/138).
  29. مغربی، محمد على، أﻋﻼم اﳊﺠﺎز ٤ / 1٦٥-166.
  30. موضوع موقع الالکترونی على شبکة الانترنت: مفهوم الخدمة العامة / 2019م.
  31. الندوة العالمیة للشباب الاسلامی، (1429هـ)، دراسة أوضاع الجالیة البرماویة بمکة المکرمة، مجموعة من الباحثین بمعهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج، جامعة ام القرى.
  32. ویکبیدیا الموسوعة الحرة موقع الالکترونی على شبکة الانترنت: الخدمات الصحیة، 2016م.
  33. ویکبیدیا الموسوعة الحرة، (2009)، دائرة الصحة والخدمات الصحیة بدبی، نسخة محفوظة على موقع وای باک مشین (2008).
  34. یونس، محمد، (1996م)، مسلمو الروهینجیا یواجهون الابادة –فهل نفعل شیئا، مجلة البیان، العدد 104، ص 84
  35. الیحیى، الجوهر یحی (2010)، خدمات مراکز الرعایة الصحیة الاولیة بمدینة الخبر، کلیة العلوم الاجتماعیة، جامعة الکویت.

المراجع الاجنبیة:

  1. Darrell Ankarlo, IIIegals, the Unacceptable cost of Americas Failure to control Borders, Thomas Nelson, 2010,NY, p269

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  1. المراجع العربیة:

    1. ابو النصر، مدحت محمد (2008) ادار الجودة الشاملة فی مجال الخدمات، مجموعة النیل العربیة، القاهرة.
    2. ابن منظور/ 3 / 490.
    3. ادارة لجنة مدارس الآفارقة، (1427)، تقریر المدارس الخیریة للأوقاف.
    4. باجبیر، عبد الله (2009م)، وما إدراک ما البرماویة، صحیفة الاقتصادیة، الجمعة 1مایو 2009م.
    5. برکان، فایزة، (2016م)، ألیات التصدی للهجرة غیر الشرعیة، دار الفکر والقانون للنشر والتوزیع، مصر، ط 1
    6. الثقفی، طارق (2015م)، ربع البرماویون یؤیدون العودة الى بلادهم، صحیفة مکة، الاحد 23 جمادى الاولى 1436هـ، 15 مارس 2015م.
    7. جمیل صلیبا: المعجم الفلسفی، ج 2، بیروت 1982 ص 379. کذلک راجع: عبد المنعم الحفنی: المعجم الفلسفی، القاهرة 1990 ص 321. وکذلک، مراد وهبة: المعجم الفلسفی، ط3، القاهرة 1979 ص 407
    8. حمزاوی، سهى، سهیر لعور (2017)، التخطیط للخدمات التعلیمیة فی المدن العربیة، مجلة العلوم الانسانیة، العدد الثامن، الجزء 2، الجزائر
    9. الخطیب، سلوى عبد الحمید (2016م)، مناهج البحث العلمی ودلیل الطالب فی کتابة الرسائل العلمیة، الشقری للنشر وتقنیات المعلومات، الریاض، ط1
    10. صحیفة سبق الالکترونیة، تقریر تصحیح اوضاع أکثر من 190 ألف برماوی، 25 ینایر 2017 م.
    11. زاید، مصطفى محمد (1983) نظریات التعلم وتطبیقاته التربویة، الجزائر، دیوان المطبوعات الجامعیة.
    12. عیاش، عدنان حسین، (2017)، مأساة مسلمی میانیمار (بورما)، مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعیة، العدد 42.
    13. الشهوان، نوفل قاسم (3013م)، دور الخدمات البلدیة فی التنمیة الاقتصادیة المحلیة، جامعة الموصل، مجلة دراسات إقلیمیة، العدد 9
    14. الشیعانی، محمد حسین، (1432هـ)، مدارس الجالیات الخیریة فی مکة المکرمة وأثرها على الدعوة الى الله، الجامعة الاسلامیة بالمدینة المنورة، کلیة الدعوة واصول الدین.
    15. شوقی، عبد المنعم، (1981)، مجتمع المدینة – علم الاجتماع الحضری، دار النهضة العربیة، بیروت.
    16. الغامدی، عبد العزیز صقر، (1412)، دراسة عن الترکیزات السکانیة بمدینة مکة المکرمة، الجالیة الإندونیسیة، مرکز ابحاث مکافحة الجریمة بوزارة الداخلیة، المملکة العربیة السعودیة.
    17. العبدلی، عبد الله راجح (1437ه)، العلاج مجانی لأبناء الجالیة، صحیفة عکاظ، الاربعاء 27 صفر 1437ه.
    18. عبد المؤمن، على معمر (2006م)، التکیف الاجتماعی والثقافی للمهاجرین فی المجتمع اللیبی، طرابلس، المرکز العالی للدراسات وابحاث الکتاب الاخضر، ط 1
    19. عبد الباقی، مصطفى الحاج، أهمیة التحلیل الطوبوغرافی فی تخطیط المناطق الجبلیة، بحث مقدم للندوة الجغرافیة الرابعة بقسم الجغرافیا، جامعة ام القری، 19-21 شعبان 1412هـ.
    20. عبد الرحمن، أبو معاذ احمد (1424ه)، مسلمو أراکان وستون عاماً من الاضطهاد، بلا ناشر، الطبعة الاولى.
    21. عز الدین، مدثر حسن، ایمن مصطفى العرموطی، (2016)، درجة رضا الطلبة على الخدمات التعلیمیة – جامعة ابو ضبی – فرع العین، مجلة العلوم التربویة، مجلد 3، ملحق 3
    22. العنزی، عوض خلف (2008)، إدارة جودة الخدمات العامة "المفاهیم واسالیب التطویر " الفلاح للنشر والتوزیع، ط 1
    23. فلیسی، لیندة، (2012)، واقع جودة الخدمات ودورها فی تحقیق الاداء المتمیز، رسالة ماجستیر، جامعة محمد بوقرة، بومرداس، الجزائر.
    24. الکردی، خالد ابراهیم (2015م)، الهجرة غیر الشرعیة الابعاد الامنیة والانسانیة، ندوة علمیة، المغرب، سطات.
    25. الاقلیات المسلمة فی العالم، ظروفها المعاصرة، آمالها، وآلامها 2/609-615و مجموعة الباحثین، البلدان الاسلامیة والاقلیات المسلمة فی العالم المعاصر، 596-697.
    26. مجلس منطقة مکة المکرمة، وحدة الدراسات والتطویر، دراسة عن ظاهرة الاستیطان غیر الشرعی فی المملکة العربیة السعودیة.
    27. معجم المعانی / مفهوم خدمه / موقع الکترونی على شبکة الانترنت /2019م.
    28. المعجم الوسیط /1/138).
    29. مغربی، محمد على، أﻋﻼم اﳊﺠﺎز ٤ / 1٦٥-166.
    30. موضوع موقع الالکترونی على شبکة الانترنت: مفهوم الخدمة العامة / 2019م.
    31. الندوة العالمیة للشباب الاسلامی، (1429هـ)، دراسة أوضاع الجالیة البرماویة بمکة المکرمة، مجموعة من الباحثین بمعهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج، جامعة ام القرى.
    32. ویکبیدیا الموسوعة الحرة موقع الالکترونی على شبکة الانترنت: الخدمات الصحیة، 2016م.
    33. ویکبیدیا الموسوعة الحرة، (2009)، دائرة الصحة والخدمات الصحیة بدبی، نسخة محفوظة على موقع وای باک مشین (2008).
    34. یونس، محمد، (1996م)، مسلمو الروهینجیا یواجهون الابادة –فهل نفعل شیئا، مجلة البیان، العدد 104، ص 84
    35. الیحیى، الجوهر یحی (2010)، خدمات مراکز الرعایة الصحیة الاولیة بمدینة الخبر، کلیة العلوم الاجتماعیة، جامعة الکویت.

    المراجع الاجنبیة:

    1. Darrell Ankarlo, IIIegals, the Unacceptable cost of Americas Failure to control Borders, Thomas Nelson, 2010,NY, p269